محمد عبد الخالق عضيمة

(تم التحويل من محمد عبد الخالق عظيمة)
محمد عبد الخالق عضيمة

محمد عبد الخالق عضيمة ( و 1328هــ 1404هـ/1910ـ 1984م) علاّمة محقق، أفنى عمره في خدمة القرآن الكريم ولغته،

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ولد في مصر، بمحافظة الغربية، مركز (طنطا)، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمعهد (طنطا) الديني، ثم حصل على إجازة في علوم اللغة العربية من كلية اللغة العربية بالأزهر،ثم التحق بقسم الدراسات العليا في كلية اللغة العربية في القاهرة، فتخرّج فيها عام 1943م، ثم عيّن مدرّساً في الكلية المذكورة. وفي أوّل بعثة أزهرية إلى المملكة العربية السعودية ابتعث إلى مكة المكرمة، وفي ذلك يقول: «قدمت إلى مكة المكرمة عام 1946م فلم يكن في المملكة آنذاك سوى ثلاث مدارس ثانوية، وكانت بعثة وزارة المعارف المصرية التي تقوم بالتدريس في هذه المدارس لا يجاوزون ثلاثين مدرّساً، والأزهريون لا يجاوزون خمسة أفراد، ثم قدمت الرياض سنة 1972م؛ فإذا بالمدارس الثانوية تفوق الحصر والعدّ، وإذا بالجامعات قد قامت وتعددت وتنوعت وتلونت». وقد كان آخر ما قام به من أعمال التدريس أنه درّس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.

تقديرات

وهو أحد الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1403هـ، وكان الفائز الوحيد بجائزة «الدراسات الإسلامية» في ذلك العام، وذلك عن كتابه «دراسات لأسلوب القرآن الكريم».

حاز وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى من الأزهر الشريف تقديراً لأعماله الجليلة.

أعماله

له إنتاج علمي متميّز، أهمه: «المغني في تصريف الأفعال» طبع في المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية، و«اللباب في تصريف الأفعال» وقد أضاف إليه في طبعته الرابعة/القاهرة/1966م زيادات كثيرة من كتابه المغني في تصريف الأفعال، و«هادي الطريق إلى ذخائر التطبيق»، كما حقق كتاب «المذكر والمؤنث» لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري (المجلد الثاني)، وصنع فهارس كتاب سيبويه وتقع في 912 صفحة، وفهارس مسائل النحو في كتاب «معاني القرآن» للفراء، وقام بتحقيق كتاب «المقتضب» للمبرد ( أربعة أجزاء)، وقد تأثر المبرد بكتاب سيبويه، فكان تأثره فيه كبيراً جداً، فقد ذكر الخليل وسيبويه في «المقتضب» في مواضع تزيد على المئة، وقد تغلغل تأثير سيبويه في أعماق «المقتضب»، ولهذا حرص محققه محمد عبد الخالق عضيمة على سوق نصوص سيبويه في تعليقاته حتى يظهر مدى اعتماد المبرد على كتاب سيبويه.

ويأتي في مقدمة إنتاجه المتميّز كتاب «دراسات لأسلوب القرآن الكريم»، وهو كتاب لم يسبقه إليه أحد، واستغرق تأليفه نحو خمسة وثلاثين عاماً، وقد عرّفه مؤلفه بأنه معجم نحوي صرفي للقرآن. قال في مقدمة كتابه: «هذا بحث رسمت خطوطه، ونسجت خيوطه بقراءتي، استهدفت أن أصنع للقرآن الكريم معجماً نحوياً صرفياً».

وقد عقّب محمود محمد شاكر على ذلك بقوله: «فماذا يقول القائل في عمل قام به فرد واحد، ولو قامت عليه جماعة لكان لها مفخرة باقية؟ فمن التواضع أن يسمّى هذا العمل الذي يعرضه عليك هذا الكتاب معجماً نحوياً صرفياً للقرآن العظيم»، وقال أيضاً في صفة هذا السفر النفيس: «أما هذا الكتاب فالحصر والترتيب مجرّد صورة مخططة يعتمد عليها. أما القاعدة العظمى التي يقوم عليها فهي معرفة واسعة مستوعبة تامة لدقائق علم النحو وعلم الصرف وعلم اختلاف الأساليب، ولولا هذه المعرفة لم يتيسر لصاحبه أن يوقّع في حصره من حروف المعاني وتصاريف اللغة على أبوابها من علم النحو وعلم الصرف وعلم أساليب اللغة. وهذا العمل الجليل الذي تولاه أستاذنا الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة …لم يسبقه إليه أحد، ولا أظنّ أنّ أحداً من أهل زماننا كان قادراً عليه بمفرده، فإن الشيخ قد أوتي جلداً وصبراً ومعرفة وأمانة في التحري لم أجدها متوافرة لكثير ممن عرفت»، وقال أيضاً: «والشيخ ـ حفظه الله ـ لم يترك مجالاً للاستدراك على عمله العظيم، فكل ما أستطيع أن أقوله إنما هو ثناء مستخرَج من عمل يثني على نفسه».

وعن طريقته في العرض يقول الشيخ عضيمة: «رأيت أن أقدم أمام دراسة كلّ حرف صورة موجزة لعناصر الدراسة التفصيلية، واخترت لها عنوان: «لمحات عن دراسة …، وهذه اللمحات أشبه بما تفعله الإذاعات في صدر نشراتها الإخبارية من تقديم موجز الأنباء»، وآثر الشيخ عضيمة هذا المنهج لأمرين:

1ـ تقريب هذه الدراسة إلى نفوس القراء على اختلاف درجاتهم الثقافية، وتيسيرها لهم، فمن شاء اكتفى بهذا القدر، ومن شاء رجع إلى الدراسة التفصيلية.

2ـ كفل هذا المنهج له حرية نقل النصوص في الدراسة التفصيلية، وفي اعتقاده أن البحوث النحوية إن لم ترتكز على النصوص كانت كلاماً إنشائياً أجوف لا غناء فيه، والوقوف على النصوص في كتب النحو يحتاج إلى بذل الجهد، وقد جعل كتابه قائماً برأسه، مستغنياً بنفسه، لايحتاج الناظر فيه إلى الرجوع إلى شيء من كتب النحو، كما حشد له المراجع الكثيرة، وسيرى القارىء كتب النحو والإعراب والتفسير في كل مسألة، ولايعني هذا اتّفاقها في كل التفصيلات، وإنما كان يتخيّر أوضح ما فيها، ثم يشير إلى بقية المراجع ليسهل الرجوع إليها.

المصادر