محمد شفيق العاني

محمد شفيق بن الحاج شريف بن عبد اللطيف العاني، ولد في مدينة عانة في الرمادي غرب العراق عام 1326هـ، الموافق عام 1908م، ودرس اللغة العربية وتعلم القرآن عند أبيه، ثم قدم بغداد شابا وقرأ على علماءها، وكان ذكيا نابغة، وبعد ذلك دخل كلية الإمام الأعظم. وبقي يواصل دراسته العلمية على الشيوخ ومنهم عبد الوهاب النائب، ويوسف العطا، وقاسم القيسي، وعبد المحسن الطائي، ونوري الشيرواني، ونعمان الأعظمي، وحمدي الأعظمي، وطه الراوي، ومنير القاضي، وعبد الملك الشواف، وغيرهم.

وأنتسب إلى كلية الحقوق وتخرج منها بتفوق عام 1931م، وفي عام 1935م عين حاكما في مدينة القرنة، ثم نقل منها إلى البصرة، ومنها إلى مدينة النجف، ثم في مدينة كربلاء، ثم حاكما في مدينة الكاظمية.

وكان حاكما نزيها عادلا قويا وفي عام 1944م عين عضوا في مجلس التمييز الشرعي، ثم رئيسا للمجلس، وفي عام 1952م عين مديرا عاما للأوقاف في بغداد، ثم عين وزيرا للدولة عام 1953م، وفي عام 1954م عين عضوا في محكمة تمييز العراق، وفي عام 1958م عين نائبا لرئيس محكمة التمييز، وفي عام 1962م رقي إلى رئيس محكمة التمييز، وفي عام 1963م أنتخب عضوا في المجمع العلمي العراقي، وأحيل إلى التقاعد عام 1969م.

وكان شفيق العاني محاضرا في كلية الشريعة في الأعظمية، وكذلك كلية الحقوق في بغداد، وهو واسع الثقافة وبارع وفقيه وحسن السمت ومعروفا بالإخلاص في عمله، وله مؤلفات عديدة ومقالات كثيرة نشرت في الصحف والمجلات. أضافة إلى نظمه للشعر حيث نظم قصيدة في شبابه عنوانها (الفضيلة المكلومة). وقال فيها:

إذا ما عم في الشعب البغاء ... فقل ياشعب طوقك الشقاء

وقل حلت بموطنك الرزايا ... وقد بدا التفسخ فالفنــاء

تراءت لي الفضيلة وهي تبكي ...فقلت عـلام يغلبك البكــاء

فقالت قد أضاعتني شباب .... وأشياخ وعـادتني نسـاء

وها أنا من نبـال القوم صرعى ... تضرجني لدى قومي الدمـاء

وأجمعت القوى منهـا وقالت ... وقد ظهر التألم والعناء

أرى داء الرذيلة بأنتـشـار ... وأخشى أن يطـول به البقاء

وذلك في الحقيقة شـر داء ... عضـال لا يعالجه شـفاء

فلا مجد يرجى وهو باق ... ولا لنهوضـكم يبقى رجـاء

و لا هـمـم إلى العلـيـاء تسعى ... و لا روح ولا يبـقى إبـاء

وهل يرجـى الإبـاء إلى نفوس ... ضـعـاف قد تعهـدها البـغـاء

فإن لم ترجـعوا نـحوي غـيارى ... يـحـيق بكم ويا أسـفي البـلاء

وإن لم تـقلعوا ذا الداء عنـكـم ... على الأخـلاق والمـجـد العـفـاء



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مؤلفاته

  • أحكام الأوقاف.
  • أصول المرافعات والصكوك في القضاء الشرعي.
  • حول توحيد المصطلحات القانونية في البلاد العربية.
  • الفقه الإسلامي ومشروع القانون الموحد في البلاد العربية.


وفاته

توفي شفيق العاني في يوم 29 آب من عام 1971م، وشيع بموكب مهيب سار فيه العلماء والأدباء ورجال الصحافة والقضاء وصلي عليه في جامع أبو حنيفة ودفن في مقبرة الخيزران قرب قبر عبد الغفور البدري صاحب جريدة الأستقلال.

مصادر