محمد بن أبي زيان القندوسي

محمد بن عبد الرحمن بن أبي زيان القنادسي الجزائري، من أعلام الصوفية بمنطقة الساورة والساورة هي المنطقة الجنوبية الغربية من الجزائر (ولاية بشار، ولاية تندوف وولاية أدرار)، وله زاوية أسسها بمنطقة القنادسة تتبع طريقة معروفة باسمه هي الطريقة الزيانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأته ونسبه

هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي زيان بن عبد الرحمن بن أحمد بن عثمان بن مسعود بن عبد الله الغزواني بن عجال بن سعيد بن موسى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمه بن سلام بن عيسى بن مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن إدريس بن إدريس بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

ولد 1631 م بقصر تاغيث بولاية بشار وتوفي في 10 رمضان في السنة الميلادية 1733 والده عبد الرحمن بن محمد بن أبي زيان وأمه نجمة من قصر بربي ببني جومي من قوم يقال لهم البيزان رحلوا فيما بعد من بربي إلى نواحي مكناس، على ضريحهما قبة بتاغيت إلى يومنا هذا. توفيا وتركاه يتيما فكفله أعمامه إلى أن بلغ.[1]


طلبه للعلم

عاد من تاغيث إلى القنادسة حيث كان الأمن بفضل وجود القنادسة في منطقة حماية قبيلة "ذوي منيع"، فنزل عند عمه الحاج إبراهيم ابن الحاج عبد الرحمن الذي كان موجودا بالزاوية التي كانت تنسب إلى الشيخ عبد الرحمن بن أحمد والمسماة آنذاك (الزاوية الرحمانية).

تكفل عمه بمصاريف رحلته إلى سجلماسة (تافيلالت) بالمغرب وأعطاه مبلغا زهيدا من المال قدره 40 موزونة كانت تسمى عندهم الفرفورية في ذلك الوقت بيعت بـ 4 موزونات من الدراهم الرشيدية. فتمكن على يد الشيخ العلامة مبارك بن عبد العزيز العنبري الذي كان يعرف بالشيخ «مبارك بن عزي» من دراسة العلوم الإسلامية بجميع فروعها إلا أن ظهور بعض القلاقل في المنطقة جعلته ينتقل إلى فاس حيث وجد أحد المحسنين الذي أمن له مصاريف تعليمه وتابع دراسته في المدرسة المصباحية والتي كانت تعد من أشهر مدارس فاس آنذاك حيث تلقى بها العلم على فطاحل علمائها مثل الشيخ قسوس والشيخ عبد القادر الفاسي وآخرين.

بعد أن أتم دراسته بهذه المدرسة توجه إلى أداء فريضة الحج فمكث بالمدينة المنورة لطلب العلم أيضا ثم مكة المكرمة وعند رجوعه بعد إتمام فريضة الحج عرج على الأزهر وأكمل دراسته في الزيتونة بتونس ومنها رجع إلى القنادسة.

شيوخه

وأما عن أخبار شيوخه في علم الظاهر والباطن فهم:

إنشاؤه للزاوية الزيانية

عاد إلى أرض أجداده القنادسة عام 1098 هـ/1686 م فأسس بها زاويته وبدأ في مهمة التدريس ونشر العلم بالمسجد العتيق، حيث تتلمذ على يده العديد من الطلبة من شتى بقاع المغرب العربي واستقبلت زاويته الألوف من الزوار، وكان يلقن أوراد طريقته التي أخذها عن شيخه أبي عبد الله مبارك بن عبد العزيز العنبري الغرفي السجلماسي الفيلالي وهو عن شيخه أبي عبد الله مَحمد بن ناصر الدرعي صاحب زاوية تمكروت بوادي درعة بجنوب المغرب. فهي طريقة يوسفية مليانية زروقية شاذلية.[2]

أسندت مهام الزاوية بعد وفاته إلى ابنه الشيخ محمد لعرج بعد موافقة كل أهالي البلدة والقبائل المجاورة.

حماية الزاوية

كانت قبيلة ذوي منيع تسيطر على بقاع كثيرة ممتدة مع الحدود المغربية وبحكم وجود القنادسة في هذه المناطق التي كانت تهيمن عليها القبيلة تكفلت بحمايتها عندما رأت من الشيخ من علم وتقوى يستحقان ذلك، وللإشارة أيضا أن مجلس الزاوية كان فيه أعضاء من القبيلة يمثلونها. و من أشهر الغارات التي ردتها القبيلة عن القنادسة الغارة التي قامت بها قبيلة «عَبدَة» والتي لا زال مكان المعركة يحمل اسم «معركة شعبة عبدة» وغيرها من المعارك.

أقوال معاصريه فيه

  • يقول العلامة إدريس بن محمد المنجرة عندما زار الشيخ مَحمد بن أبي زيان بالقنادسة عام 1136 هـ/1723 م:«ومنهم الشيخ الفقيه الإمام أبو الإقبال الحاج الأبر صاحب الكرامات سيدي مَحمد بن عبد الرحمان بن أبي زيان المراكشي نزيل الصحراء قرب جبل بشار، له أحوال وكرامات يبوح بها ويفشيها ويحب ذكرها وله حال في التصريف. لقيته ببلده واستفدت منه ولقنني وواعدني وصرح لي بما أرجو الله في حصوله وأكثر وكاتبني ووقعت بيني وبينه أشياء لا تفشى وهو في قيد الحياة إلى الآن عام 1136 هـ (1723 م).»
  • يقول العلامة محمد بن الطيب القادري المتوفى عام 1187 هـ/1773 م في كتابه نشر المثاني:«ومنهم الشيخ الكثير التلامذة والأتباع أبو عبد الله مَحمد-بالفتح- ابن بوزيان القندوسي والقنادسة بلاد ذات نخيل بالصحراء على مسيرة يوم من فيجيج. يحدث عنه أصحابه بكرامات وحسن السيرة... إلى أن توفي في العشرة السادسة، وخلف أولادا يسلكون طريقه...» هكذا قال القادري إلا أنه أخطأ في سنة وفاته فالشيخ سيدي مَحمد بن أبي زيان توفي عام 1145 هـ/1732 م

المراجع

  1. ^ الراوي سلطاني الحاج البشير بن المختارالمحمدي القندوسي من أولاد عبد العزيز المولود بالقنادسة عام1919 م
  2. ^ كتب مناقبه المذكورة سابقا (فتح المنان-منهل الظمآن-طهارة الأنفاس....الخ