محمد الكاني

محمد الكاني.

محمد الكاني (ت. 27 يوليو 2021)، هو قيادي في اللواء السابع الليبي سابقًا (التاسع لاحقًا). اشتهر محمد الكاني وأخوته، بارتكاب جرائم حرب في ترهونة بعد سيطرتهم عليها أثناء الحرب الأهلية الليبية. بدأ اللواء السابع في الظهور منذ 2015. في 2018، أعلنت حرباً في العاصمة طرابلس ضد المليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، حتى تمكنت من دحرها من أهم مواقعها العسكرية والحكومية، لكن لا يزال الغموض يحيط بولاء وتبعية تلك القوّات، التي باتت تسيطر على أجزاء كبيرة من العاصمة الليبية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

عهد القذافي والثورة

معاوية معاوية
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

ترهونة مدينة زراعية مترامية الاطراف تقع جنوب طرابلس تبعد عن مركز العاصمة حوالى 120 تقريباً. عدد سكان ترهونة 50.000 ولكن عدد القاطنين فى العاصمة ممن يرجع أصولهم لهذه المدينة أكثر من هذا العدد. هذه المدينة تشتهر بمزارع الزيتون ومزارع اللوز وتربية المواشي. في عهد القذافي غالبية اهلها كانو يدينون بالولاء التام للعقيد وكان بدوره يثق فيهم ويعتمد عليهم بحيث كان كثير من القيادات العسكرية والجنود من هذه المدينة. وقد أنشأ القذافي عديد المعسكرات الاستراتيجية في ترهونة. عندما قامت ثورة 17 فبراير.حشد القذافى مناصريه للتطوع لإنهاء أي معارضة وبطبيعة الحال لبى شباب ترهونة هذا النداء وتطوعوا للقتال فى الجبهات المشتعلة وخصوصا جبهة مصراتة. كان للقذافى عدة كتائب لحمايته ولكن ابرزها كانت كتيبة 32 معزز بقيادة نجله خميس القذافي. أبرز منتسبي هذه الكتية كانوا من مدينة ترهونة. حسب التقديرات فان أغلب من قتلوا فى معارك مصراتة أثناء الثورة من كتائب القذافي كانوا من ترهونة. تلقت معسكرات ترهونة التى تحوى مخزونا كبيرا من ترسانة القذافي ضربات قاسية من طائرات الناتو وبعد سقوط طرابلس فى نهاية أغسطس من ذلك العام قتل خميس نجل القذافى ومعه احد مرافقيه بضربة جوية من التحالف الدولى فى منتصف سبتمبر. رغم تأييد ترهونة الواضح للقذافى أثناء الثورة قرر قيادات المدينة الوقوف على الحياد والتخلى عن القذافي بعد سقوط طرابلس وهربت الاسماء الكبيرة المتورطة مع القذافى الى مدن اخرى او الى خارج البلد. وفي نفس الوقت لم يشأ ثوار فبراير الانتقام من أهل المدينة او اجتياحها حفاظا على النسيج الاجتماعى .بعد الثورة تم اهمال ترهونة من قبل الحكومات المتعاقبة وكانت الاطراف المتناحرة تحاول كسب ولاء مقاتلى ترهونة لضمهم الى صفوفهم كل حسب مصالحه فى 2013 سيطر على المدينة قبيلة شرسة تسمى النعاجى كانت معروفة بالولاء للقذافي، هذه القبيلة عاثت فسادا فى المدينة قتلا وخطفاً وسيطرت على ما تبقى فى معسكرات القذافى المدمرة . فى احد الايام قاموا بخطف أحد ابناء الكاني وعذبوه وصلبوه حتى الموت لى ميدان وسط المدينة. فى تلك الاثناء عائلة الكانى لم يكن لهم شأن كبير كانت عائلة بسيطة ولكن عددها كبير .على اثر تلك الحادثة حشدوا ابناؤهم واقاربهم للانتقام لمقتل ابنهم وساندهم كثير من أهل المدينة الذين ضاقوا ذرعا بجرائم النعاجي. بدأ بعدها احد اكبر الاحداث المؤسفة فى تاريخ المدينة. تجمع أفراد الكاني وأقاموا حملة تصفيات جماعية. فكانت العائلة تقتل كل افرادها حتى نساؤها واطفالها. قتل فى تلك الحملة عدد لا يمكن التأكد منه، 150 مدنيا في أقل التقديرات وهناك من يدعى ان العدد وصل إلى 300، وهرب باقى أفراد قبيلة النعاجي واستقروا فى طرابلس بعد حرقت وهدمت بيوتهم وممتلكاتهم. علا شأن عائلة الكانى بعد هذه الحادثة واصبح الامر الناهى في ترهونة هو محمد الكاني التى اغتاله حفتر اليوم (27 يوليو 2021) .شهدت المدينة هدوء نسبيا بعد هذه الحادثة وعم الخوف فى المدينة من بطش هذه العائلة .تحالف الكانى مع عدة رجال اعمال لاستكمال المشاريع المتوقفة فى المدينة فاكملو رصف الطرق وانشؤو منتزه الشرشارة ومول كبير .كان الغموض يلف ما يحصل داخل المدينة ولكن الجميع كان يخشى التصادم مع هذه العائلة الدموية .فى 2015 استقطبت بعض قيادات مصراتة التابعين للجماعة الليبية المقاتلة (الجبهة المعارضة للقذافى ) مقاتلى ترهونة لاستخدامهم فى بعض الصراعات السياسية التى كانت تجرى فى العاصمة وتم امدادهم بالسلاح من قبل رييس الحكومة الغويل ان ذاك .فى 2018 ومع التدهور الاقتصادى فى البلاد والاهمال الذى حصل للمدينة بدأت قيادات القذافى الهاربة فى مصر بتحشيد مقاتلى ترهونة بغرض عمل انقلاب على السراج والسيطرة على العاصمة خصوصا بعد السلاح الذى تحصلو عليه من مصراتة .تجمعو تحت لواء سموه اللواء السابع وبدءو حملة لم تستمر لمدة تلات اسابيع وقضى عليها السراج وبعدها باشهر قليلة اعاد الكانى الكرة وهجموا على طرابلس ولكن هذه المرة تلقو هزيمة قاسية اجبرتهم على الاستسلام وتوقيع تعهد واعتذار .فى هذه الاثناء من نهاية عام 2018 استغل حفتر هذه الاجواء وبعث بوفود لاستمالة الكانى ومقاتلى ترهونة ليقاتلو معه .ونظر لوضعهم الحرج كانت هذه فرصة مناسبة للانتقام من فايز السراج واستعادة هيبتهم.

علي الكاني، شقيق محمد الكاني في ترهونة.

ترهونة كانت مدينة استراتيجية لحفتر وبدونها لن يستطيع الدخول لطرابلس. حصل تحالف بين حفتر وقيادات القذافي وكلاهما لديه عدو مشترك يتمثل فى ثورة فبراير. هذا التحالف سهل انضمام المدينة لحفتر خصوصا انها مهملة من قبل حكومة السراج. بدأ حفتر حملته فى يوم 4-4 2019 وفى ثانى يوم اعلنت ترهونة بكل قياداتها الانضمام لحفتر واصبحت المعسكر الرئيسى لشن ضرباته على طرابلس وتمركزت فيها قوات الفاغنر الروسية .استمرت الحرب سنة وشهرين .فى هذه الاثناء كان الكاني يقوم بدم بارد بتصفية كل الأسرى الذين يتم القبض عليهم اثناء المعارك وايضا قامو بتصفية كل من يظن انه يقوم بالتواصل مع حكومة السراج حتى انهم قتلو النساء والاطفال وتجاوز ضحياهم اكثر من 400 مدني. كما أنهم كانوا يعذبون الأسرى بطرق وحشية من قطع الاعضاء التناسلية والحرق وغيرها. وكانوا يقومون بالاغارة على الطريق الساحلى ويقومون بالرماية العشوائية على المدنين وسقط فى هذه العمليات العبثية عشرات الابرياء .كانو يعتمدون فى حربهم على الراجمات العشوائية وامطرو طرابلس بالالاف القذائف بدون هدف حقيقي فكان اغلبها يصيب المنازل المدنية .فى شهر 5 من 2020 انسحبت قوات الفاجنر الى الجفرة ولم تصمد قوات حفتر بعدها اكثر من اسبوع وانسحبو الى ترهونة وثم الى بنغازى وهرب معهم اغلب قيادات الكانى وقيادات ترهونة المتورطة معهم وسيطرت قوات السراج على ترهونة بعد هذا الانسحاب دون مقاومة تذكر ووجدو فيها كمية مهولة من الاسلحة وامدادات عسكرية تكفى لاشهر .من اغرب ما حصل ان وجد مقاتلو البركان فى معسكر واحد اكثر من سبعين دبابة مصرية ومخازن ممتلئة بالذخاير والاسلحة الحديثة جدا كمضادات الطائرات المسيرة.

بعد انتهاء الحرب اعترف اسرى الكانى المقبوض عليهم على أماكن المقابر الجماعية وتجاوز عدد القبور التى وجدوها حتى الان 400 كلهم اسرى عزل اعدمو تحت التعذيب منهم نساء واطفال المدة الماضية قام اصدر النائب العام قرار قبض بحق اكثر من 3000 عنصر تابع للكانى اثبتت التحقيقات تورطهم فى عمليات تصفية الاسرى محكمة الجنايات الدولية طالبت بالقبض على عصابة الكانى والورفلى من قبله كلاهما يشكل حملا زائدا على حفتر يسعى للتخلص منه لان غالب عمليات التصفية كانت تحت امرته وبالتالى فان بقاءهم على قيد الحياة سيشكل حجرة عثرة قد تنهي آماله فى الترشح للانتخابات وستشوه صورته الدولية. ببساطة كروت استعملها ولم يعد لها فائدة.

جرائم عائلة الكاني

من اليسار: محمد ومحسن وعبد الرحيم الكاني.

على مدار سنوات، سيطر أخوة الكاني على بلدة ترهونة الليبية، حيث ذبحوا الرجال والنساء والأطفال للحفاظ على سلطتهم. ظل العمال الذين يرتدون بدلات واقية من المواد الكيميائية البيضاء وعلى مدار 7 أشهر يعودون إلى بلدة ترهونة الزراعية الصغيرة الواقعة على بعد حوالي ساعة بالسيارة جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس، للقيام بمهمة تحديد مستطيلات دقيقة بشريط باللونين الأحمر والأبيض عبر حقول الأرض ذات اللون البني الضارب إلى الحمرة، ومن هذه المستطيلات قاموا برفع 120 جثة، على الرغم من أنهم مازالوا لم يسكتشفوا مساحات كبيرة من الأراضي.[1]

ويبدو أن بعض الجثث تعود لمقاتلين صغار السن قتلوا في معارك حول ترهونة الصيف الماضي وذلك في العام التاسع من الحرب الأهلية في ليبيا، لكن العديد من المدنيين، ومن بينهم النساء والأطفال حتى سن الخامسة، يحملون آثار التعذيب. وتعد المقابر الإرث المروع لعهد الإرهاب الذي استمر قرابة 8 سنوات والذي فرضته على المدينة عائلة محلية هي عائلة الكاني والميليشيا التي شكلوها.

مقتله

أفراد من حكومة الوفاق تفتش المقابر الجماعية لضحايا عائلة الكاني.

في 27 يوليو 2021، لقي محمد الكاني القيادي في اللواء السابع سابقًا (التاسع لاحقًا) مصرعه جنوب مدينة بنغازي خلال تنفيذ لأمر بالقبض عليه والتحقيق معه. وقالت مصادر عسكرية بأن مفرزة من القوات المسلحة الليبية داهمت مقر إقامته لاقتياده والتحقيق معه في شكاوى ودعاوى مرفوعة ضده في انتهاكات منسوبة له خلال السنوات الماضية وذلك بعد عودته إلى البلاد قادمًا من رحلة علاج بالخارج. ونفت المصادر أن تكون العملية ولا ملابساتها نتيجة تصفية مؤكدة أنها عملية قبض قاومها ومن معه بإطلاق النار قبل أن يصاب بعيار ناري أرداه قتيلًا هو وشخص آخر فيما تم القبض على شخص ثالث مذكور في التحقيقات. وأضافت: القبض عليه جاء بناءً على أوامر من المدعي العام العسكري إضافة لمذكرات قبض وتحقيق صادرة عن النائب العام حيال جرائم يتهم المعني بارتكابها خلال حقب متعددة ما بعد 2011 بما فيها ضرورة معرفة مصير مواطنين مغيبين تطالب النيابة وعائلاتهم بمعرفة مصيرهم وقد ارسلت خطاباتها بالخصوص بمن فيهم أشخاص كانوا أصلاً داعمين للقوات المسلحة.[2]

وتابعت: أفادت التحقيقات بأن المعني متهم بجملة من الانتهاكات خلال فترة حرب 2019 في طرابلس مستغلًا ستار القوات المسلحة ، إلا أن الملف الأثقل كان خلال فترة تحالفه مع فتحي باشاآغا وصلاح بادي في حرب 2018 وقبلها مع المؤتمر الوطني وحكومة الإنقاذ وبعدها خلال انضمام مجموعته للحرس الرئاسي الذي شكله فائز السراج وتورطها في مجزرة ضد مقاتلين كانوا منسحبين من ورشفانة في 2017 وكانوا من المنتسبين للجبهة الشعبية وقد تمت تصفيتهم رمياً بالرصاص وعددهم يفوق 30 شخصًا.

وكشفت المصادر ذاتها، بأنه وخلال الأيام والساعات الماضية قد تم القبض على عدد من المتهمين بارتكاب جرائم في ترهونة أساءت لسمعة القوات المسلحة وحادت بيها عن أهدافها مؤكدة أن لا مجال للتستر على أي شخص تحت أي شعار كان فيما البلاد تتجه إلى مرحلة مرتقبة من الإستقرار مطمئنة في الوقت نفسه أي عائلة مهجرة مستضافة في المنطقة الشرقية بأن أي سوء لن يمسسها بكاملها في حال ثبت تورط فرد منها في اتهام ما.

وأشارت المصادر نفسها بأنها لن تسمح لأي شخص تورط في انتهاكات ترهونة وغيرها من التستر أو الافلات، داعية الجهات الأمنية والعسكرية في المنطقة الغربية إلى حذو حذوها وملاحقة من تورط في إرسال الجرافات والمقاتلين الليبيين والاجانب إلى بنغازي خلال سنوات الحرب على الإرهاب فيها. كما أعربت المصادر نفسها عن رفض القوات المسلحة تلبيس هذه الإنتهاكات لها ، معتبرة ذلك محاولة مفضوحة من قبل إعلام وتيارات وشخصيات بعينها تحاول التنكر لارتباطها بمجموعة اللواء السابع والانتهاكات المنسوبة لها في ترهونة لمدة 8 سنوات مقابل سنة واحدة انضمت فيها مع القوات المسلحة.


المصادر

  1. ^ "كيف نشر سبعة أشقاء وأسودهم الرعب في بلدة ترهونة الليبية؟". بي بي سي. 2021-01-08. Retrieved 2021-07-28.
  2. ^ "بعد مداهمة .. الكشف عن ملابسات مقتل " الكاني " في بنغازي". المرصد. 2021-07-28. Retrieved 2021-07-28.