مجموعة السلطان إينال

مسجد ومدرسة وخانقاه وقبة السلطان الأشرف إينال (قرافة المماليك) . تعتبر هذه المجموعة من المبانى من أهم المنشآت الأثرية التى أنشئت بقرافة المماليك ، فهى تتكون من قبة ومسجد - مدرسة - وخانقاه ، وهى وإن اعتدى عليها الزمان فأضاع بعض أجزائها إلا أنها احتفظت بأغلب معالمها ناطقة بما كانت عليه من روعة وجلال. ويستدل من الكتابات التاريخية على باب القبة ، ومن انفصال هذه القبة عن مبانى المسجد أن الفراغ من إنشائها كان فى سنة 855 هجرية = 1451م، عندما كان إينال أتابك للعساكر فى عهد الملك أبو سعيد جقمق أما الخانقاه والمسجد فقد أنشئا بعد أن ولى الملك ، فأنشئت الخانقاه سنة 858 هجرية = 1454م وأنشى المسجد سنة 860 هجرية = 1456م.[1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البداية

في قرافة المماليك «البرجية» الشراكسة أو «الجراكسة»، بالقاهرة أوصى الأمير سيف الدين اينال اليوسفي بعمارة مسجده وضريحه، تبعاً لما يستدل عليه من الكتابات التاريخية على باب القبة، بأن الفراغ من إنشائها كان في سنة 855 هـ - 1451م. ومسجد ومدرسة إينال اليوسفي أو «الجامع الإبراهيمي» تبعاً لما أُشتهر به، يقع في شارع الخيامية، وتشير المراجع إلى أن المسجد عُرف في أول أمره كمدرسة، ابتدأ في بنائها الأمير اينال، أحد مماليك السلطان برقوق في سنة 794هـ - 1392 وفرغ من البناء في عام 795هـ - 1393، وتحولت بفعل الملحقات بها إلى مسجد وضريح وخانقاه، ودفن الأمير وحفيده أحمد بن علي نائب الإسكندرية بالضريح، وتعتبر هذه المجموعة من المباني من أهم المنشآت الأثرية التي أُقيمت بقرافة المماليك. والسلطان الملك الأشرف إينال اليوسفي هو السلطان الثاني عشر من دولة المماليك البرجية، وقد تولى السلطنة عام 857هـ - 1453م بعد خلع الملك المنصور عثمان ابن الملك الظاهر، وظل في السلطنة حتى مرض وخلع نفسه في عام 865 هـ - 1460 م ليتولى ابنه أحمد أمور الحكم، ويتوفى إينال بعد هذا الخلع بيوم واحد.


وصفه

يقع مسجد السلطان إينال وضريحه على مساحة مستطيلة، والواجهة الشمالية الغربية هي الرئيسة له، وتشرف على شارع الخيامية ويبلغ امتدادها 90.20 متر، ووضعت بتلك الواجهة عناصر المسجد الرئيسة. كما تشرف واجهة هذه المجموعة الأثرية على شارع السلطان أحمد، ويقع على امتدادها إلى الجنوب واجهة مسجد وقبة الأمير قرقماس المنشأتين في سنة 913 هـ - 1507م، ويشغل ضريح إينال الطرف الشمالي من تلك الواجهة، وهي مربعة من أسفل تعلوها قاعدة هرمية الأركان، وقد فُتح بكل واجهة بين كل ركنين ثلاثة شبابيك معقودة ومتجاورة يعلوها ثلاثة شبابيك مستديرة، وترتكز على القاعدة قبة فُتح بدائر رقبتها شبابيك معقودة وحُلي سطحها بخطوط متكسرة على هيئة دالات، ويلي القبة الواجهة الرئيسية للمسجد في الضلع الجنوبي الشرقي على يسار المدخل بطاقيته المخوصة وبمقرنصاته البديعة، كما يلي تلك المنارة - المئذنة - وهي قائمة بذاتها، وهي مئذنة رشيقة متناسقة يبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض 25 متراً، وتتكون من ثلاثة طوابق، وتقوم على قاعدة كبيرة مربعة الشكل مزينة بزخارف نباتية محفورة في الحجر، الطابق الأول على شكل مثمن مزخرف أضلاعه بحنيات مستطيلة يعلوها عقد ذو زاوية، وقد فُتح في أربعة منها نوافذ تتقدمها شرفة صغيرة ترتكز على ثلاثة صفوف من الدلايات. أما الطابق الثاني، فمستدير الشكل، ومضلع، ومنقوش برسوم هندسية بديعة، ويفصل بين الطوابق شرفة ترتكز على أربعة صفوف من الدلايات، أما الطابق الثالث فيتكون من ثمانية أعمدة، ويعلو هذا الطابق خوذة يأتي بعدها هلال من النحاس، وتعتبر من أرشق المنارات المملوكية وأجملها. أنشئ المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، وهو مكون من صحن مكشوف تكتنفه أربعة إيوانات متقابلة كانت تغطيها أسقف خشبية أُزيلت جميعها، وكان يكسو جدران رواق القبلة، وجدران القبة، وزرة رخامية لم يبق منها إلا آثارها، وبوسط جدار القبلة محراب حُلي تجويفه بزخارف محفورة في الحجر، شأنه شأن المحراب الموجود بالقبة، وبأسفل أرض المسجد خلوات مفتوحة على فضاء يحيط به بقايا مباني الخانقاه التي زال الكثير من أجزائها، وأهم ما بقي منها بابها الواقع بالوجهة الشمالية. وقد خضع المسجد إلى عمليات ترميم منذ ستينيات القرن الماضي إلا أن العمل توقف بسبب وقف الدعم المقدم للبعثة القائمة بالترميم.[2]

سيرة السلطان إينال

كان السلطان الملك الأشرف إينال فى الأصل مملوكا جركسيا جاء إلي إلي مصر مجلوبا من بلاد القوقاز وإشتراه الملك الظاهر برقوق ولما آل الحكم إلي إبنه فرج بن برقوق بعد وفاة أبيه أعتقه وظل يتقلب فى مناصب الدولة الكبيرة فى عهدى السلطان الأشرف برسباى والسلطان الظاهرأبو سعيد جقمق إلى أن وصل إلى وظيفة أتابك الجند ثم صار كبير الأمراء فى عهد الأخير وإستمر كذلك حتى وفاة الظاهر جقمق وتولية إبنه المنصور عثمان الملك وعندئذ ثار الجند على الملك الجديد وإتفقوا على توليه إينال السلطنة فى عام 857 هجرية الموافق عام 1453م ولقب بالملك الأشرف إينال وليصبح السلطان الثاني عشر في دولة المماليك الجراكسة وكلمة إينال هى كلمة جركسية أو شركسية من مقطعين و تعنى شعاع القمر وكان السلطان إينال ملكا هينا لينا قليل الأذى لم يسفك دما قط بغير وجه شرعي كما كان ينقاد للشريعة الغراء ويحب العلماء ويعتبر من خيار ملوك الشراكسة وفي بداية فترة حكمه تصادف ذلك مع فتح السلطان العثماني محمد الفاتح القسطنطينية والقضاء التام علي الإمبراطورية البيزنطية في يوم الثلاثاء 20 من شهر جمادى الأولي عام 857 هجرية الموافق يوم 29 من شهر مايو عام 1453م وقام السلطان محمد الفاتح بإرسال رسالة له تبشره بهذا النصر المبين حيث كانت تربط دولة المماليك الجراكسة والدولة العثمانية علاقات طيبة حينذاك وفي خلال فترة حكمه تمكن السلطان الأشرف إينال من إخماد سبع ثورات داخلية قامت بها الفئات المنافسة له من الأمراء كما قام بإرسال حملة حربية إلى بلاد التركمان بقيادة الأمير خوشقدم فإستولى على مدن طرطوس وأدرنة وكولك في عام 861 هجرية الموافق عام 1457م فأرسل اليه أمير التركمان إبن قرمان إعتذارا وسأل السلطان العفو عن تحرشات إمارته السابقة وطلب عقد الصلح معه في عام 862 هجرية الموافق عام 1458م ومن أهم أعماله إنشاء أسطول بحري لدفع الفرنجة الذين حاولوا إستعادة جزيرة قبرص من الحكم المصرى التي كان قد فتحها الملك الأشرف برسباى عام 828 هجرية الموافق عام 1424م كما حاصر جيشه مدينتي قونية وقيسارية ودمر تحصيناتهما العسكرية حتي يأمن جانبهما.

وقد ظل السلطان إينال فى الحكم 8 سنوات حتى مرض وخلع نفسه وتنازل عن الحكم لإبنه أحمد ثم توفى بعد هذا الخلع بيوم واحد في يوم الخميس 15 من شهر جمادى الأولي عام 865 هجرية الموافق يوم 25 فبراير عام 1461م عن عمر يناهز 81 عاما ودفن بالقبة الضريحية الملحقة بمسجده في قرافة المماليك .[3]

المصادر

  1. ^ "مسجد السلطان إينال وضريحه بقرافة المماليك 855-860 هجرية = 1451-1456م". مُجْتَمَع بــُـنَــاة.
  2. ^ "مسجد «إينال اليوسفي».. ذو المئذنة الرشيقة". alittihad. Retrieved 2017-06-01.
  3. ^ "مسجد وقبة وحمام.. كنوز السلطان إينال". .abou-alhool.com. Retrieved 2019-01-01.