قيصر المعلوف

قيصر المعلوف (و. 28 يناير 1874 - ت. 1964) شاعر وكاتب لبناني مهجري، كما كان دبلوماسياً تابعاً للأمبراطورية العثمانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد قيصر المعلوف في 28 يناير 1874 بزحلة، وهو ابن إبراهيم باشا بن نعمان المعلوف، وأمه هندومة بنت شاهين المعلوف.وتلقى العلوم في مدرسة صليما، ثم في المدرسة الأسقفية وفي مدارس الحكمة والبطريركية والآباء اليسوعيين في بيروت، وأتقن العربية والفرنسية وآدابهما، وبدأ بنظم الشعر في الثالثة عشرة من عمره، وكتب رواية نيرون الشعرية ومثلت سنة 1894، حاز على شهادة بالتجارة وقام بإدارة عقارات والده.


الهجرة

فكر بالهجرة للولايات المتحدة، ولكنه سافر عام 1895 إلى البرازيل، ولم يطل المقام هناك بعد أن تقلبت به الأحوال، كباقي المهاجرين الجد حتى تبعه إليه أخاه جورج، فعملا بالتجارة في ضواحي مدينة سان باولو، وتوفقا بشراء معمل تجاري للغسيل، واتسعت أعمالهما. قام برحلات كثيرة، منها إلى اسطنبول، واتصل بأركان السلطنة العثمانية فأسندت إليه منصب قنصل في البرازيل، وفي سنة 1907 اقترن بالسيدة جوزفين شار.

الصحافة

اهتم قيصر المعلوف برفع شأن المهاجرين وخدمتهم، فأنشأ "جريدة البرازيل" عام 1898، وكانت أول صحيفة أسبوعية في أمريكية الجنوبية، وبذلك كان المعلوف أقدم من مارس الصحافة في البرازيل، وكان يجاهر بآرائه ومبادئه، وعرف عنه أنه شديد الولاء والإخلاص للدولة العثمانية التي أنعمت على والده برتبة باشا، ونشر في جريدته رواية "فدية الحب"، وأخرى بعنوان "أسمى" أو "الغادة السورية في الديار الأمريكية"، وبقي يخدم الصحافة وينظم القصائد لمدة أربع سنوات، ثم ترك جريدة البرازيل وعاد إلى إدارة عمله. أسس في سان باولو البرازيل مع كل من نعوم اللبكي، صاحب جريدة المناظر، ووديع فرح معلوف والدكتور سعيد أبي جمرة وغيرهم: ما أسموه "ندوة رواق المعري" الأدبية، وانطوى تحت لوائها الأدباء والشعراء.

مهام

كان المعلوف قنصلاً تركيًّا للبنان في البرازيل زمن الحرب العالمية الأولى.

ولما أعلنت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 عاد إلى لبنان، وكان الجوع يفتك بأبنائه، فأسس الملاجئ الخيرية، وبذل ثروته في تخفيف وطأة البؤس والجوع، تسانده في أعماله الإنسانية زوجته جوزفين شار، والتي تنحدر من أكبر أسر الشام ثروة وعلماً وجاهاً.

لاحقاً، انتخب عضواً في المجلس العام اللبناني، فأنقذ الكثيرين من اللبنانيين في أثناء الحرب من مظالم السلطنة العثمانية؛ مستعيناً بنفوذه لدى أركان الحكومة من ثقة وجاه، وقد أثرت الشيخوخة على صحته وقواه في أواخر حياته، فضعفت ذاكرته.

الشعر

كان المعلوف شاعراً مبدعاً غزير النتاج، قوي البادرة والخيال، وقد طبع ديوانه "تذكار المهاجر" وأهداه إلى المؤلف عيسى إسكندر المعلوف، وقد قرظته الصحف والمجلات في أمريكا ومصر وسوريا، وكان معلوف من أوائل من مارس الشعر والأدب من المهاجرين، وكان لقصائده الوطنية المقام الأول، وديوانه على ثلاثة أقسام: قسم نظمه في البرازيل، وقسم على الطريق في عودته إلى سورية في صيف سنة 1906، وقسم في المواطن.

من قصائده

كتب قصيدة إلى صديقه مصطفى صادق الرافعي مادحاً ديوان الأخير، قال فيها:

ذهب الورى إن الأوائل لم تدع لبني الزمان من المعاني مبتكر
حتى نشرت عليهم (يا مصطفى) آياتك الغرا فكذبت الخبر
ديوان شعرك فيه كل بديعة لنظير آيتها ابن برد ما نظر
إن يشتهر بالقول غيرك إنه بقصيدة سمح الزمان بها اشتهر
لكن شعرك كله (يا رافعي) من معجزات الشعر والدرر الغرر
فات العدى المتشرقين بأنك الـ ـملك الذي يعنو البيان إذا أمر
لو كان (أحمد) عالماً بك ما ادعى حتى التنبؤ ظاهر لك كالقمر

ومن بديع شعره مرثية للإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية المتوفى سنة 1906، منها قوله:

إمام بدا للمسلمين منارة به يهتدي للحق والنور طالب
إذ ما بكاه المسلمون تأسفا فدمع النصارى ما حكته السحائب

وقال يصف الصحافة عندما ما كان يصدر جريدة البرازيل وقد أجاد:

ترى ما الذي ترجو الصحافة خيره إذا لم يكن ما ترتئيه له صدى
فهل نفعت خيل بدون فوارس وهل دفعت سمر القنا وحدها العدى

ومن قصائده الشهيرة بعنوان (وقفة على الشاطئ) استطرد فيها ما يلاقيه المهاجرون هناك من الامتهان، كما أن أشهر ما نظمه هو قصيدة عليا وعصام، والتي أصبحت قصة شعبية وتحولت لاحقا لفيلم، وله تعريب لرباعيات الخيام.

الحياة الشخصية

تزوج من جوزفين شار و أنجبا ولدين وابنتين.

آثاره

روايات

  • «الغادة السورية في الديار الأمريكية» - مطبعة جريدة البرازيل - سان باولو 1907 م.
  • «فدية الحب» - مطبعة البرازيل - 1907 م.
  • «مدحت باشا» - مطبعة البرازيل - 1907 م.

دواوينه

  • «تذكار المهاجر» - مطبعة المناظر - سان باولو 1904 م.
  • «ديوان قيصر المعلوف» - مطبعة مجلة الورود - بيروت 1957 م.
  • «نيرون» (رواية شعرية) - زحلة 1894 م.
  • «جمال بلادي» (ملحمة شعرية) - مطبعة هرموش - بيروت 1939 م[1]

المصادر

  1. ^ "قيصر المعلوف". دار المقتبس.