عاصفة التنين

خريطة توضح مسار عاصفة التنين، 2020.

عاصفة التنين أو منخفض التنين أو منخفض القرن، هي عاصفة ضربت مصر، الأردن، فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وتركيا وأجزاء من سلطنة عُمان، من 12-14 مارس 2020. شهدت مصر، وبصفة خاصة القاهرة الكبرى والوجه البحرية، رياح وصلت سرعتها إلى 100كم/س، وأمطار غزيرة ورعدية، وصلت لحد السيول على السواحل الشمالية الشرقية ووسط سيناء وجنوب سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر وشمال الصعيد.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

الطريق السريع في القاهرة الجديدة، 12 مارس 2020.

لا يزال سبب تسمية عاصفة التنين غير معروف، إذ لا يوجد أي مصطلح علمي رسمي يُفسر سبب التسمية، سوى ربطها بعاصفة كبيرة وساطعة ومعقدة الحمل توجد في النصف الجنوبي لكوكب زحل.


علم الأرصاد الجوية

منخفض التنين هو عبارة عن منخفض جوي يتكون من عاصفة حارة قادمة من الصحراء الكبرى بليبيا، وأخرى باردة من أوروپا، وهذا يتسبب فى منخفض التنين نتيجة تلاقي المنخفضين فى الصحراء الغربية، وخصوصاً جنوب مطروح وسيوة وجنوب السلوم غرب مصر.[2]

يتسبب منخفض التنين فى وجود تقلبات وتغيرات مناخية شديدة، وسرعة فى الرياح مع وجود عاصفة ترابية عالية جداً، وينتج عنها اختراق للأنسجة النباتية مما يؤدى لإصابة النباتات بجروح، واختناق الثغور التنفسية.

مصر

صورة من القاهرة في ثاني أيام عاصفة التنين، مارس 2020.

قبيل العاصفة، حذرت هيئة الأرصاد الجوية المصرية من طقس غير مستقر مصحوباً بانخفاض في درجات الحرارة،مع تساقط أمطار شديدة الغزارة على السواحل الشمالية في كافة أنحاء مصر، مع نشاط الرياح في جميع أنحاء البلاد التي ستثير الرمال والأتربة، ويمكن أن تصل لحد العاصفة على المناطق الجنوبية وجنوب سيناء.[3]

وستسبب اضطراباً في الملاحة البحرية على البحر المتوسط والبحر الأحمر أيضاً. وقد تصل سرعة الرياح إلى 100 كيلومتر في الساعة مع سقوط أمطار غزيرة رعدية تصل لحد السيول.

مساء الأربعاء، 11 مارس، أعلن مجلس الوزراء المصري تعطيل الدراسة في المؤسسات التعليمية حتى يوم السبت 14 مارس، كما مُنح العاملين في القطاعين العام والخاص إجازات مدفوعة الأجر.

بدءاً من فجر 12 مارس، بدأ هطول الأمطار مع انخفاض في درجة الحرارة على السواحل الغربية لمصر وصولاً إلى القاهرة الكبرى. تسببت الأمطار في انهيارات أرضية وغمر الكثير من الأنفاق والطرق، مع تضرر البنية التحتية في مدن جديدة مثل القاهرة الجديدة، مدينة الشروق، والتجمع الخامس. وفي مناطق أخرى، أغلقت الطرق الرئيسية، وانهار عدد من المنازل، وسقطت الأشجار لتتسبب في تدمير سيارات، ووفاة بعض الأشخاص. تسببت الأمطار الغزيرة أيضاً في وفاة آخرين بالصعق الكهربائي.

كما ضربت أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة مع موجات من البرق والرعد محافظة الإسكندرية، حيث تسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة وصعوبة الرؤية في اصطدام سيارة بعدد من أعمدة الإنارة وتحطيم إحدى مظلات الإنتظار في شارع الكورنيش.[4]

أدى سوء الأحوال الجوية لتأثر بعض الخدمات الأساسية في بعض المناطق بمصر، مثل انقطاع وتذبذب التيار الكهربائي، انقطاع الهواتف الأرضية، انقطاع الإنترنت، والمياه.

انهيار في مواسير المياه بأحد الأحياء الشعبية في مصر جراء العاصفة..

وحدث هبوط أرضي 2 متر في 100 على طريق المحور، وهبوط آخر بطريق الجيش في بني سويف، وهبوط أرضي بطول 25 متر وعرض 3 أمتار في عمق مترين، في الاتجاه القادم من بني سويف اتجاه الزعفرانة على طريق الجيش بمحافظة البحر الأحمر. وحدث انهيار على الطريق الدائري في التجمع. انهارت ماسورة الصرف الصحي التابعة للتجمع الخامس على الطريق الدائري قطرها 1000 مللي؛ مما أدى إلى انهيار بطول 70 مترًا في جسم الطريق الداعم أعلى منطقة أرض الجولف اتجاه المعادي.

ووقع هبوط أرضي على الطريق الدائري الإقليمي بعد بوابات الخطاطبة أقصى اليمين بمسافة 10 كليو قبل كوبري الرومي القادم من الصحراوي اتجاه الزراعي.[5]

تدمرت الطابة الخاصة بماسورة الصرف الصحي تابع للتجمع الخامس، على الطريق الدائري قطرها 1000 ملي ما أدى إلى انهيار بطول 70 متر في جسم الطريق الداعم أعلى الجولف، اتجاه المعادي، بارتفاع 18 متر وبعده 500 متر اتجاه المعادي الجهة اليسرى 60 متر طول في 7 متر ارتفاع. ووقع هبوط أرضي على طريق القاهرة-السويس عند الكيلو 61 القادم من القاهرة.

اصطدم قطاران في العاصمة القاهرة، مما أدى لإصابة 13 راكب.

لقى طفل في السادسة من عمره مصرعه بعدما انهارت شجرة على منزل عائلته في محافظة قنا، وفي محافظة المنوفية، تعرض رجل (60 سنة) للصعق الكهربائي أثناء سيرته في الشارع. وحسب وزارة الصحة المصري بلغ إجمالي عدد الوفيات في مصر جراء العاصفة 20 شخصاً.[6]

الأردن

وصلت العاصفة إلى الأردن إذ تسبب الغبار الكثيف بإغلاق عدد من الطرق شرقي وجنوبي المملكة، وتعليق الدوام في عدد من المدارس والجامعات.

لبنان

أما في لبنان فقد توقعت الأرصاد الجوية اللبنانية خلال يومي 13 و14 مارس أن تتعرض البلاد إلى رياح عاتية، قد تتجاوز سرعتها 120 كيلومتر في الساعة مصحوبة بجبهة مطرية رعدية غزيرة قد تتسبب بتشكل سيول. وستعرض العاصفة البلاد إلى منخفض جوي وأن هذا المنخفض يصنف من أقوى المنخفضات التي تؤثر على الشرق الأوسط خلال هذا الموسم.

في 12 مارس، بدأت العاصفة الرملية في لبنان، وتخطت سرعة الرياح 80 كم/س، مما تسبب بأضرار مادية طالت المنازل والمزروعات والشوارع والسيارات في مختلف المناطق وقد أدّت الرياح القوية إلى سقوط تمثال الرئيس المؤسس لحزب الكتائب اللبنانية بيار الجميل في ساحة بكفيا.[7]

وفي صيدا اقتلعت الرياح شجرة في حي البراد سقطت على عدد من السيارات المركونة في المكان كذلك اقتلعت عددا من خيم الحراك المنصوبة عند تقاطع إشارة ايليا. وفي مرجعيون تسببت الرياح الرملية المصحوبة بالأمطار والعاتصف الرعدية باقتلاع أشجار معمرة عند الدردارة في الخيام وفي القليعة وأدت إلى سقوط العديد من اعمدة الانارة وتطاير صحون الارسال والواح الطاقة الشمسية عن سطوح المنازل والأبنية. وفي صور ألحقت العاصفة أضراراً بخيم ساحة وباللوحات الإعلانية التي تطايرت على جوانب الطرقات.

فلسطين

في فلسطين وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية الفلسطينية سيكون الجو غائماً جزئياً ومغبراً بدءاً من يوم الخميس القادم. بينما سيبدأ المنخفض الجوي بالدخول إلى البلاد في ساعات الليل، ويتوقع سقوط أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية خلال اليومين التاليين.

سوريا

بالنسبة إلى سوريا فقد حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من أمطار غزيرة قد تسبب سيولاً في الوديان في 13 مارس. وكذلك سيكون هناك نشاط رياح قوي يبدأ مساء الخميس ويستمر نهار الجمعة في عموم البلاد قد تتجاوز سرعتها 80 كيلومتر في الساعة. وتوقعت وقوع أجواء سديمية ستضرب المناطق الشرقية والبادية خلال 13 و14 مارس.

شهدت محافظة ريف دمشق، فيضاناً ضخماً يملأ بعض الشوارع الرئيسية ورياح شديدة.[8]

في منطقة جبل الدويلة، بالقرب من مدينة كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي الغربي، إلى جانب إلحاق التنين أضرار مشابهة في مخيمات أخرى منتشرة على الحدود السورية التركية؛ شمال إدلب. في حين أدت العاصفة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء مدينة حلب؛ منذ صباح 13 مارس، ثاني أيام العاصفة؛ بسبب أضرار طالت خط الـ 230 كيلوفولت. هذا وقد تعرضت الشبكة الكهربائية في المدينة أيضاً لأضرار عدة نتيجة الرياح الشديدة التي أدت لسقوط أشجار على الأكبال الكهربائية.

وأشارت الشركة العامة لكهرباء حلب إلى أن "ساعات التقنين الكهربائي في المدينة ازدادت بسبب العطل الذي طال خط الـ 230 نتيجة الأوضاع الجوية"، مضيفة بأن "الورشات تعمل على إصلاح العطل في الخط".[9]

أما في محافظة دمشق، أوضح مسؤول خدمي في محافظة دمشق أن الورشات الخدمية قامت خلال ساعات الليل بتنظيف المطريات في بعض الأنفاق نتيجة انسدادها بالأوساخ والأتربة التي جرفتها مياه الأمطار، مشيراً إلى أن "المحافظة قامت بتوزيع آليات شفط المياه بالقرب من كل الأنفاق والساحات الرئيسية لمعالجة أي تجمع لبرك المياه منعًا لحدوث أي اختناقات مرورية".

وفي ريف المحافظة؛ فإن الهطولات المطرية الغزيرة تسببت بتشكّل السيول في الوديان والمنحدرات والتجمعات المائية في عدد من الأنفاق والطرقات، ما أدى لإغلاقها، فضلا عن عرقلة وبطء الحركة.

بينما توفي في مدينة السلمية بريف حماة؛ شخص عمره 75 عاماً، إثر سقوط لوح صفيح معدني عليه جراء الرياح الشديدة. ونقلت وكالة سانا حول ذلك أن سبعة من أهالي المدينة أصيبوا بجروح وكسور ورضوض متفاوتة الخطورة وفي أماكن متفرقة من الجسم.

كما نتج أيضاً عن الرياح شديدة السرعة التي وصلت محافظات درعا والسويداء واللاذقية، إلى حدوث عدة أعطال في الشبكة الكهربائية، وسقوط عدد من الأشجار.

وبعد أن ضربت عاصفة "التنين" كل من مصر والأردن؛ ليل الخميس، كانت أثارت ذعرا وسط المواطنين الذين التزم أغلبهم بالبيوت تجنبا للخطر.

العراق

عاصفة التنين في العراق، مارس 2020.

أصدرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في دولة العراق تقريراً مفصلاً لحالة الطقس خلال الأيام القادمة.

ووفقاً لهذا التقرير فإن العراق ستتعرض لمنخفض جوي ضعيف نسبياً، مقارنة بباقي الدول التي من المتوقع أن يصلها.

لكنه من المتوقع أنه سيترافق بجبهة هوائية باردة وستتساقط أمطار مصحوبة أحياناً بعواصف رعدية في أغلب مناطق البلاد.

وذلك بداية من يوم الجمعة حتى ليل الأحد، وسيرافقها رياح جنوبية شرقية تبلغ سرعتها 20 كيلومتر في الساعة. وقد ترتفع يومي الجمعة والسبت إلى 40 كيلومتر في الساعة مسببة تصاعد الغبار.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سلطنة عُمان

في 11 مارس، أكد خبير الأرصاد الجوية جيفر البوسعيدي أن السلطنة ليست ضمن نطاق الدول المتأثرة بمنخفض التنين الذي يتمركز بمصر في تلك الفترة، وحسب المؤشرات أنه سيتجه بعدها إلى العراق وبلاد الشام ومن ثم إلى شمال إيران.[10]

وأشارت المعطيات الأولية لدى الأرصاد العمانية أن السلطنة ستتعرض لمنخفض آخر سيبدأ تأثيره على العراق وبلاد الشام و سينتقل بعدها إلى السلطنة في الثلث الأخير من الشهر الحالي بتاريخ 19 و20 مارس 2020.


مرئيات

عاصفة التنين في ذروتها، كورنيش النيل، القاهرة، 13 مارس 2020.

المصادر

  1. ^ "عاصفة "التنين" التي تضرب مصر". إذاعة مونت كارلو. 2020-03-16. Retrieved 2020-03-17.
  2. ^ "مفاجأة .. منخفض التنين لن يضرب مصر وهذه الحقيقة". مبتدا. 2020-03-11. Retrieved 2020-03-17.
  3. ^ "ما حقيقة عاصفة التنين أو منخفض التنين". ماكيتوبس. 2020-03-12. Retrieved 2020-03-17.
  4. ^ "بالصور..عاصفة التنين تحول نهار مصر إلى ليل وتتسبب بخسائر كبيرة". البيان. 2020-03-12. Retrieved 2020-03-17.
  5. ^ "تحت الترميم.. خريطة الطرق الرئيسية المتضررة من أمطار "منخفض التنين"". مصراوي. 2020-03-15. Retrieved 2020-03-17.
  6. ^ "'Dragon storm' batters Egypt with torrential rains, killing nearly 20". المونيتور. 2020-03-13. Retrieved 2020-03-17.
  7. ^ "​ منخفض "التنين" يجتاح لبنان… سقوط تمثال الرئيس المؤسس لحزب الكتائب". الجديد. 2020-03-12. Retrieved 2020-03-17. {{cite web}}: zero width space character in |title= at position 1 (help)
  8. ^ ""عاصفة التنين" تجتاح الشرق الأوسط... فيديو". سكاي نيوز عربية. 2020-03-13. Retrieved 2020-03-17.
  9. ^ "تعرف إلى خسائر عاصفة "التنين" في سوريا". روزانا راديو. 2020-03-15. Retrieved 2020-03-17.
  10. ^ "السلطنة ليست ضمن نطاق منخفض التنين". عين على الخبر. 2020-03-11. Retrieved 2020-03-17.