صراع الحلفاء - السعودية والولايات المتحدة الأميركية منذ 1962

صراع الحلفاء
السعودية والولايات المتحدة الأميركية منذ 1962
صراع الحلفاء.jpg
غلاف الترجمة العربية
المؤلفنايف بن حثلين
المترجمأحمد مغربي
البلدالسعودية
اللغةبالإنگليزية كرسالة دكتوراه (2007)،
ثم تُرجم إلى العربية (2013)
الموضوعالعلاقات الأمريكية السعودية
الصنفعلوم سياسية
الناشردار الساقي
تاريخ النشر
2013
نـُشـِر بالعربية
2007
الصفحات416
ISBN9781855162983

"صراع الحلفاء: السعوديّة والولايات المتحدّة الأميركيّة" هو كتاب صَدَرَ في 2013 عن "دار الساقي" في لندن، لمؤلّفه السعودي د. نايف بن حثلين، وترجمة أحمد مغربي. هل أنها مصادفة أم حُسنُ توقيت؟ ليس مهمّاً. إذ صدر الكتاب في ظل حديث مُعلَن عن اضطراب العلاقة بين السعودية وأميركا، وهو أمر لم يكن كثيرون ليتصوروا أن يجري الحديث عنه بعلانية ووضوح، بل من قِبَل طرفيّ هذه العلاقة. والأرجح أنه لم يكن مقصوداً أن يصل الكتاب الأسواق، وهو يشارك في "معرض بيروت للكتاب 2013"، متزامناً مع الذكرى الخمسين لاغتيال الرئيس الأميركي جون كيندي. ويحتل هذا الرئيس الأميركي صفحات كثيرة في الكتاب، خصوصاً في سياق تناول حرب اليمن. إذ يرى الكتاب أنها أعطت سابقة أولى عن مسافة "مُضمَرَة" تفصل الحليفين: السعودية وأميركا. ففي تلك الحرب، اعترفت أميركا كينيدي بالنظام الجمهوري في اليمن في 1962، وهو مناهضٌ للسعودية وقريب من جمال عبد الناصر الذي كانت حرب اليمن إحدى صدامته الكبرى مع السعودية، بل صدامه الأضخم معها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سابقة في السلاح الكيماوي؟

توضيحاً، يمثّل الكتاب ترجمة عربيّة لرسالة بحثية نال عنها الحثلين درجة الدكتوراه من جامعة إكستر الانكليزية في العام 2007، مع ملاحظة أنه يضمّ ملحقاً في نهايته عن قسم من عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهي إضافة الكاتب إلى رسالة الدكتوراه. وفي فصول أربعة، مسبوقة بمقدمة تناول سياق العلاقات الأميركية - السعودية ووقائعها قبل 1962، يرسم الكتاب ملامح موثّقة عن العلاقة المعقدة بين الولايات المتحدة والمملكة العربيّة السعودية منذ العام 1962. ومنذ الصفحات الأولى، يشدّد الكتاب على أن ما يميّزه عن الدراسات الوفيرة التي تناولت تلك العلاقة، يكمن في محاولته تقديم هذه الرؤية بالاعتماد على وثائق من الجانبين، مشيراً إلى صعوبة الحصول على وثائق الجانب السعودي، بل حتى نكوص كثيرين في الجانب السعودي عن وعودهم بالحديث عنها. في تأملّه العلاقة المُعقّدة بين السعودية وأميركا، يعود نايف بن حثلين إلى تفحّص نقاط تحوّل مفصلية فيها، مثل التدخّل المصري في اليمن، حربي 1967 و1973 بين العرب وإسرائيل، الحرب بين العراق وإيران، وحربي الخليج اللذين قادتهما أميركا، وهجمات 11/9 وغيرها. ويجادل بأن العلاقات الجيّدة بين السعودية وأميركا تمثّل حاجة لا غنى عنها لأجل الإستقرار في الشرق الأوسط.

ويستهل الكتاب برسم الإطار العام لهذه العلاقة التي ابتدأت مع اكتشاف النفط في جزيرة العرب، ليضعها في إطار "الاعتماد المتبادل غير المتكافئ" بين طرفين تربطهما طافة النفط وأمن إمداداتها، في منطقة تصادمت فيها زلازل سياسية عالميّة كبرى، إضافة الى الأثر الثقيل المتأتي من المأساة الفلسطينية والحروب العربية الاسرائيلية، التي كان جزء منها متصل مع صراعات عربية قوية ومديدة. ويعطي الكتاب حيّزاً ربما غير مقصود تماماً، لما أحدثته سياسة الرئيس جمال عبد الناصر من آثار ضخمة على الساحة العربية، وضمنها السعودية.


الزعيم وأميركا

واستناداً إلى وثائق غربية وعربية، يرسم الكاتب صورة لعبد الناصر ربما لا تروق لكثير من محبيه. ففي العام 1963، تباحثت أميركا وناصر بشأن تقارير عن استخدام الجيش المصري أسلحة كيمياوية تتراوح بين غاز الخردل والفسفور الأبيض في اليمن. وفي لقاء للسفير الأميركي جون س. بادو مع ناصر، اعترف الرئيس المصري بأن قنابل نابالم "أوبال" من صنع مصري، استُعمِلَت ضد وحدات عسكرية وبعض القرى في اليمن وربما كانت مصدراً للتقارير عن استعمال الجيش المصري غازات كيماوية في ذلك البلد. وبعد نقاش مع السفير بادو، أورد ناصر ان قنبلة كيماوية من صُنع مصري استُعمِلَت في اليمن، لكنه لا يعرف بدقّة طبيعة محتوياتها.

وعلى عكس خطاباته ونبرتها العاليّة، نسج ناصر علاقة قويّة مع أميركا. هناك جزء معروف تماماً في هذا النسيج، يتمثّل في دور أميركا في إنهاء العدوان الثلاثي (بريطانيا- إسرائيل- فرنسا) على مصر، الذي أعقب تأميم قناة السويس في العام 1956. لكن، بحسب الكتاب دوماً، هناك جزء ربما أقل شيوعاً، على غرار المعونة الاقتصادية إلى مصر الناصرية من أميركا كينيدي. إذ أوقف الرئيس دوايت أيزنهاور المعونة الاقتصادية إلى مصر في سياق العدوان الثلاثي. وعاود كينيدي المعونة، مُضيفاً مساعدة مالية إلى محتويات المعونة المُكوّنة من قمح وطحين. وعلى رغم المواجهة غير المباشرة بين أميركا وناصر في اليمن، إلا أن التفاوض بينهما كان كثيفاً. ولم يكن كينيدي يحمل أوهاماً عن عبد الناصر، لكنه قدّر ميوله للاستقلال عن المعسكرين المتناحرين في الحرب الباردة، معتبراً أنه يجب التعايش مع ناصر، حتى مع استمراره في خوض صراعات ضد النفوذ الأميركي في المنطقة. ولا تنفي هذه الأمور أن إدارات أميركية متعاقبة فكّرت في التآمر على اسقاط نظام ناصر، لكن إدارة كينيدي كانت مقتنعة بأن ناصر يبقى الزعيم الأقوى نفوذاً في المنطقة والقادر على تحريك الجماهير العربية على امتداد تلك المنطقة. وتغيّر الحال بعد ذهاب كينيدي من الحكم، ثم زادت الأمور تعقيداً بعد حرب 1967.

وكذلك يرصد الكتاب العلاقات المتشابكة بين السعودية والولايات المتحدة في حروب متعددة تشمل الحرب ضد السوڤيت في أفغانستان والاجتياح الإسرائيلي للبنان، مورداً تفاصيل ربما لا تكون مألوفة في النظر إلى هذين الحربين. واستطراداً، تضمنت المقاربة السعودية للأزمات المتتالية للمنطقة العربية والشرق الأوسط، محاولة لإيجاد توازن بين معطيات دوليّة واقليمية ومحليّة، إضافة الى الحفاظ على موقعها المميّز في العالم الإسلامي، على رغم التضاربات القوية والعميقة لهذه المعطيات.

انظر أيضاً

المصادر والهامش

  • أحمد مغربي. "كتاب "صراع الحلفاء": 45 من الجغرافيا السياسية المعقّدة". المدن (موقع إلكتروني).