سلفية نصية

عقيدة سلفية نصية
الدين إسلام
أصل المذهب الحنبلي
فروع سلفية جامية
إمتداد أساسا في :
Flag of Saudi Arabia.svg السعودية
Flag of Egypt.svg مصرولها أتباع : في كافة الدول الإسلامية بنسب متفاوتة
مؤسس ابن تيمية
العقائد الدينية القريبة سلفية إصلاحية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مصطلح السلف

يعرف مصطلح السلف على أنه الصحابة ، والتابعون ، الذي يعمد الإسلام دوما إلى التأكيد على صوابية منهجها . فالسلف: كل من مشى على خطى هدي النبي. و يأتي هنا تعريف المنهج السلفي على أنه الاعتقاد بمعتقد السلف الصالح رضي الله عنهم ، وينتهجون منهج السلف في فهم الكتاب والسنة لأنهم هم أقرب إلي الرسول. فهم أقرب إلى صحة الإعتقاد و المنهج.و يؤكد السلفيون ان السنة ليست مجرد إعفاء اللحية ، أو الثوب القصير مثلاً ، وليست بعض الأقوال والأفعال ، ولكن السنة تشمل ما مضى عليه النبي.فالسنة أقوال وأفعال وعقائد ، السنة أن تكون على معتقد النبي وتفهم الدين على أنه دعوة لنظام حياة جاء ليس للمزايادات و الترهات التي لا تسمن من جوع بل تأجج الفرقة بين أصحاب القبلة الواحدة. كجلسة الإستراحة والسلام بتسليمتين او الدخول إلى الخلاء باليمنى او اليسرى بل نظام ديني أرقى و اوسع يحمل بين طياته أسباب الرقي و التفتح على الآخر ولهذا لم يرى الفاروق حرجا من أخذ بما وصلت إليه امم سبقته لنظام الادارة و التسيير من الأخذ منها ما لم يتعارض مع الدين.


قواعد المنهج السلفي

  • أول قاعدة من قواعد المنهج السلفي: تقديم النقل على العقل
  • القاعدة الثانية : للمنهج السلفي: رفض التأويل الكلامي
  • القاعدة الثالثة: هي كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث

أول قاعدة من قواعد المنهج السلفي: تقديم النقل على العقل

أهل السنة يقدمون النقل على العقل ، فإذا قال الله عز وجل فلا قول لأحدٍ ، وإذا قال رسول الله فلا قول لأحد. وهم يحترمون ويتأدبون مع النص الوارد في الكتاب والسنة الصحيحة ، عملاً بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1) سورة الحجرات ، أي: لا تقدموا قول أحد ولا هوى أحد على كلام الله عز وجل ، أو كلام رسول الله ، وهذا الفهم كان واضحاً جداً عند الصحابة رضوان الله عليهم ، حتى قال ابن عباس كلمة ملأت الدنيا قال: " توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر ، وقال عمر ".فكان هذا المنهج واضحاً عند الصحابة ، فإذا قال رسول الله فلا اعتبار بأي قول يُخالف قوله ، ولو كان قول أبي بكر أو عمر رضي الله عنهم ، وهما شيخا الإسلام والخليفتان الراشدان بعد رسول الله. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " اتهموا الرأي في الدين ، فلقد وجدتني يوم أبي جندل أرده " يعني قول رسول الله كان يقول: ألسنا على الحق وهم على الباطل ، علام نعطي الدَّنية في ديننا ، فيقول: له النبي الزم غزرك ، فإنني رسول الله ولا يضيعني الله عز وجل ، ويذهب إلى أبي بكر ويقول له: علام نعطي الدنية في ديننا ، ونحن على الحق وهم على الباطل ، وكان يرى أن ما اتفق عليه في صلح الحديبية فيه حيف شديدٌ على المسلمين ثم ظهرت بعد ذلك بركات رسول الله. كذلك يقول علي رضي الله عنه: ( لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخُفِّ أَوْلَى بالمسح من ظاهره ) ، فالدين: بالنقل ، وليس بالعقل ، الشرع يقول: يمسح ظاهر الخف البعيد عن ملامسة الأرض والأتربة ، ولو كان الدين بالعقل ، لكان يمسح باطن الخف ، ولا يمسح ظاهر الخف .

القاعدة الثانية للمنهج السلفي: رفض التأويل الكلامي

التأويل بالمعنى الاصطلاحي ، والذي استعمله السلف فهو: صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر ، يعني: مرجوح ، فمثل هذا التأويل مردود عند السلف ، لأن ظاهر الكتاب والسنة يجب القول به ، والمصير إليه. لأننا لو فتحنا باب التأويل نهدم الدين ، ولكان لكل إنسان أن يقول: ظاهر الآية غير مراد ، وظاهر الحديث غير مراد ، إنما أراد الله عز وجل كذا ، وإنما أراد رسول الله كذا ، كما فعلت الخوارج وغيرهم من أهل البدع ، فيفتح باب من أبواب الشر.

القاعدة الثالثة: هي كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث

فأهل السنة هم أسعد الناس بالكتاب والسنة قال الله عز وجل: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (33) سورة الفرقان ، فلا يؤصلون أصولاً من عند أنفسهم ، ثم ينظرون بعد ذلك في الكتاب والسنة ، فما وافق أصولهم أخذوا به ، وما خالفهم أوّلوه أو ردوه ، كما يفعل أهل البدع ، ولكن أهل السنة يجمعون النصوص من الكتاب والسنة في المسألة الواحدة ، ثم تكون هي أصولهم التي بها يقولون ، وحولها يدندنون ، فهم لم يؤصلوا غير ما أصله الله عز وجل ، أو رسوله.

لذلك تجدون الكتب التي تنسب إلى أئمة السنة ومن ينتهج بهذا المنهج الواضح الحق ، يستدلون دائماً بالآيات والأحاديث ، فهي جنتهم التي فيها يرتعون ، وإليها ينقلبون ، بخلاف الكتب الفكرية ، وكتب أهل البدع ، والكتب التي تقول بأشياء تخالف النصوص ، فيرجعون إلى عقولهم ، أو بعض الآراء التي يستطيعون أن يروجوا على الناس بها باطلهم .

وهكذا يتضح لنا المنهج السلفي ، وهو أن ندور مع الكتاب والسنة حيث دارا فلم يتعبدوا باتباع أحد من علماء السنة ، ولكنهم تعبدوا باتباع رسول الله فهذه هي السلفية ، أن تكون على فهم الصحابة للكتاب والسنة ، وأن تدور مع الكتاب والسنة حيث دارا ، ولا تفهم الإسلام من خلال شخص غير معصوم ، فكل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله .

صحح الألباني -كبير محققي الحديث النبوي في العصر الحديث- قول منسوب لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» ولهذا سمي الصدر الأول بالسلف الصالح؛ فمحمد بن عبد الله وصحابته والتابعون لهم بإحسان هم المقصودين بالسلف، وكل من يدعو إلى مثل ما دعا إليه محمد بن عبد الله وصحابته والتابعون لهم بإحسان؛ فهو على نهج السلف من وجهة نظر الأصوليين. والتحديد الزمني ليس شرطاً في ذلك ؛ بل الشرط هو موافقة القرآن والسنة في العقيدة والأحكام والسلوك بفهم السلف؛ فكل من وافق القرآن والسنة بفهم السلف فهو سلفي وإن باعد بينه وبينهم المكان والزمان، ومن خالفهم فليس منهم وإن عاش بين ظهرانيهم.

ويعتبر محمد بن عبد الله كبير أئمة السلف، وأفضل السلف بعده الصحابة الذين أخذوا دينهم عنه بصدق وإخلاص، كما وصفهم الله في القرآن العزيز ، بقوله: { مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }. لذا يعتبر السلفيون الصحابة والتابعون أحق بالاتباع من غيرهم، وذلك لصدقهم في إيمانهم، وإخلاصهم في عبادتهم، وهم حراس العقيدة، وحماة الشريعة العاملون بها قولاً وعملاً، ولذلك اختارهم الله لنشر دينه؛ وتبليغ سنة نبيه.

أورد الألباني حديث منسوب لمحمد بن عبد الله في السلسلة الصحيحة : «تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة؛ كلهم في النار؛ إلا ملة واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي» وعليه يعتبر السلفية الأصولية أنفسهم المتبعين بشكل صحيح لمنهج السلف ومن خالفهم فهو مبتدع في الدين وهو في النار.

نشأة السلفية و ظهور هذا المصطلح

وفقا لمعتقد السلفية كانت الأمة الإسلامية موحدة في العقيدة الإسلامية والشريعة ردحا من الزمن في عصر الصحابة حتى أطلت الفتنة الأولى فخرج فيها الخوارج عن علي، في أواخر عصر الصحابة ثم ظهرت الفتنة الثانية بعد مقتل الحسين وظهرت حركة التشيع فظهرت الحاجة لتسمى باسم يميز البقية عن الشيعة لئلا يختلطوا على الناس عن فظهر مصطلح أهل السنة والجماعة وكان ذلك في عهد عبد الله بن عباس وأقر على ذلك و قد روى مسلم بن الحجاج في مقدمة صحيحه عن ابن سيرينقوله : " لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فيُنْظَرُ إلى أهل السنة فيُؤْخذ حديثُهم ، ويُنْظَر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثهم".

ثم هدأت الأمور إلى حين ظهور بعض الفرق مختلفة كالصوفية والمعتزلة نتيجة تأثر الفكر الإسلامي بحركات ترجمة كتب الفلسفة والمنطق وظهر مع ظهور المعتزلة فتنة خلق القرآن التى قال بها المعتزلة وتبناها بعض الخلفاء العباسيين وأدى ذلك إلى الفتنة الشهيرة التى وقعت للإمام أحمد بن حنبل فسجن وعذب لقوله بإنزال القرآن حتى انتهت الفتنة وأدى ذلك إلى ظهور تيار وسط جمع بين أهل السنة والجماعة والمعتزلة هو تيار الأشعرية الذى أسسه الأمام أبو الحسن الأشعري ظهر هذا التيار لمواجهة شطط المعتزلة واستخدم المنطق في الرد عليهم وأسموا هذه الطريقة بالطريقة الخلفية وقالوا: "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعم وأحكم" ولكن إختلفوا مع أتباع الإمام أحمد والذين كان يرفضون استخدام العقل والمنطق في الذود عن العقيدة والإلتزام فقط بما جاء من نصوص آثار الرعيل الأول من السلف لهذا سموا بأهل الحديث. ويعرفوا في العصور الحديثة بالسلفية نظرا لتقيدهم الشديد بالنصوص الواردة عن السلف.

واشتهر بالانتساب إلى السلفية أهل الحديث من أتباع مذهب الإمام أحمد بن حنبل وكان من أهم المنظرين هذا المنهج الجديد ابن تيمية ومن ائمتهم ابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن رجب الحنبلي ، ومحمد بن عبد الوهاب و محمد ناصر الدين الألباني وابن باز.

وقد أفتى كبار شيوخ السلفية بجواز الانتساب والتسمي بالسلف لمن اتبع منهجهم، ومن هؤلاء العلماء ابن تيمية والذهبي وبن باز والألباني وابن عثيمين وصالح بن فوزان وهيئة كبار العلماء السعودية. [1][2][3][4][5][6][7]

قواعد المنهج السلفي في الاستدلال

سبق بيان أن ظهور اصطلاح السلفية و السلف بعد ظهور الفرق الكلامية و ادعائها أن منهجها هو الحق و أنه لا يخرج عما كان عليه الصحابة فكان لابد من قواعد و أسس واضحة للمنهج الذى سار عليه السلف حتى لا يلتبس على الناس أمر العقيدة و هذه القواعد عرفت عن طريق بعض الأدلة من الكتاب و السنة و باستقراء كلام السلف و طريقتهم في الاستدلال و التعرض لمسائل العقيدة و هذه القواعد موجودة في كتب المتقدمين و المتأخرىن على حد سواء و لعل من أشهرها كتاب أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل و أصول الاعتقاد للاكائي و الإبانة لابن بطة رحمهم الله تعالى و من المتأخرىن الدكتور مصطفى حلمى حفظه الله تعالى فقد اهتم بأصول المنهج السلفي و ملامحه في كتابات متعددة له

و هذه القواعد الأساسية

الفرق بين السلفية والمدارس الكلامية

للمنهج االسلفي عدة قواعد مثل تقديم النقل على العقل وقاعدة ورفض التأويل بغير دليل وعلم الكلام و كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث والإقلال من الرأي الشخصي عند الكلام عن الدين وهذا بعض التفصيل .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تقديم النقل على العقل

أهل السنة يقدمون النقل على العقل ، فإذا قال الله عز وجل فلا قول لأحدٍ ، وإذا قال رسول الله فلا قول لأحد. وهم يحترمون ويتأدبون مع النص الوارد في الكتاب والسنة الصحيحة ، عملاً بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1) سورة الحجرات ، أي: لا تقدموا قول أحد ولا هوى أحد على كلام الله عز وجل ، أو كلام رسول الله ، وهذا الفهم كان واضحاً جداً عند الصحابة رضوان الله عليهم ، حتى قال ابن عباس كلمة ملأت الدنيا قال: " توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر ، وقال عمر ".فكان هذا المنهج واضحاً عند الصحابة ، فإذا قال رسول الله فلا اعتبار بأي قول يُخالف قوله ، ولو كان قول أبي بكر أو عمر م ، وهما شيخا الإسلام والخليفتان الراشدان بعد رسول الله. وكان عمر بن الخطاب يقول: " اتهموا الرأي في الدين ، فلقد وجدتني يوم أبي جندل أرده " يعني قول رسول الله كان يقول: ألسنا على الحق وهم على الباطل ، علام نعطي الدَّنية في ديننا ، فيقول: له النبي الزم غزرك ، فإنني رسول الله ولا يضيعني الله عز وجل ، ويذهب إلى أبي بكر ويقول له: علام نعطي الدنية في ديننا ، ونحن على الحق وهم على الباطل ، وكان يرى أن ما اتفق عليه في صلح الحديبية فيه حيف شديدٌ على المسلمين ثم ظهرت بعد ذلك بركات رسول الله. كذلك يقول علي : ( لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخُفِّ أَوْلَى بالمسح من ظاهره ) ، فالدين: بالنقل ، وليس بالعقل ، الشرع يقول: يمسح ظاهر الخف البعيد عن ملامسة الأرض والأتربة ، ولو كان الدين بالعقل ، لكان يمسح باطن الخف ، ولا يمسح ظاهر الخف.

رفض التأويل الكلامي

التأويل بالمعنى الاصطلاحي ، والذي استعمله السلف فهو: صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر ، يعني: مرجوح ، فمثل هذا التأويل مردود عند السلف ، لأن ظاهر الكتاب والسنة يجب القول به ، والمصير إليه. لأننا لو فتحنا باب التأويل نهدم الدين ، ولكان لكل إنسان أن يقول: ظاهر الآية غير مراد ، وظاهر الحديث غير مراد ، إنما أراد الله عز وجل كذا ، وإنما أراد رسول الله كذا ، كما فعلت الخوارج وغيرهم من أهل البدع ، فيفتح باب من أبواب الشر.

الاستدلال بالآيات والأحاديث والتقليل من الأخذ بالرأي

فأهل السنة هم أسعد الناس بالكتاب والسنة قال الله عز وجل: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (33) سورة الفرقان ، فلا يؤصلون أصولاً من عند أنفسهم ، ثم ينظرون بعد ذلك في الكتاب والسنة ، فما وافق أصولهم أخذوا به ، وما خالفهم أوّلوه أو ردوه ، كما يفعل أهل البدع ، ولكن أهل السنة يجمعون النصوص من الكتاب والسنة في المسألة الواحدة ، ثم تكون هي أصولهم التي بها يقولون ، وحولها يدندنون ، فهم لم يؤصلوا غير ما أصله الله عز وجل ، أو رسوله.

لذلك تجدون الكتب التي تنسب إلى أئمة السنة ومن ينتهج بهذا المنهج الواضح الحق ، يستدلون دائماً بالآيات والأحاديث ، فهي جنتهم التي فيها يرتعون ، وإليها ينقلبون ، بخلاف الكتب الفكرية ، وكتب أهل البدع ، والكتب التي تقول بأشياء تخالف النصوص ، فيرجعون إلى عقولهم ، أو بعض الآراء التي يستطيعون أن يروجوا على الناس بها باطلهم .

وهكذا يتضح لنا المنهج السنى ، وهو أن ندور مع الكتاب والسنة حيث دارا فلم يتعبدوا باتباع أحد من علماء السنة ، ولكنهم تعبدوا باتباع رسول الله فهذه هي السلفية ، أن تكون على فهم الصحابة للكتاب والسنة ، وأن تدور مع الكتاب والسنة حيث دارا ، ولا تفهم الإسلام من خلال شخص غير معصوم ، فكل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله .


الأصول العلمية للدعوة السلفية

معنى الأصول العلمية:

القضايا الكلية التي تهتم بها هذه الدعوة ، وتجعلها نُصْبَ عينيها.


الأصل الأول

أصل الأصول هو التوحيد

فما بعث الله عز وجل رسولاً إلاَّ بالتوحيد ، كما قال عز وجل: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} (45) سورة الزخرف ، وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء . وهذه مقالة متكررة من كل رسول: {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (50) سورة هود ، تجدون هود ، وصالح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وكل نبي أتى قومه بهذه الكلمة {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} فقضية الأنبياء واحدة ، كما أن قضية الدعاة إلى الله عز وجل واحدة . كما أن القضية التي ينبغي أن تهتم بها كل دعوة تَدَّعِي أنها على الحق ، وأنها على السنة ، وأنها الفرقة الناجية ، هي قضية التوحيد أي: تعبيد الناس لله عز وجل. فلما دخل رِبْعِيّ بن عامر دخل على رستم سأله عما جاء به فقال: " إن الله أبتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضِيْقِ الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام " . فوظيفة الرسل وأتباع الرسل هي: أنهم يخرجونهم من هذه العبادة الباطلة ، من عبادة غير الله ويعبّدونهم لله عز وجل ، يجعلونهم عبيداً حقيقيين لله عز وجل ، يعرفونهم التوحيد ويعرفونهم بالله عز وجل ، وهي القضية التي خلق الله من أجلها الخلق كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات

الأصل الثاني

القضية الثانية أو الأصل الثاني من الأصول العلمية للدعوة السلفية هو الاتباع

والاتباع يأتي بأحد معنيين: (( الاتباع الذي هو ضد الابتداع )) . كما قال ابن مسعود: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " فالاتباع يأتي بمعنى اتباع هدى النبي ، واتباع سنة النبي كما قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (7) سورة الحشر ، وقال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} (80) سورة النساء ، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (36) سورة الأحزاب . والأحاديث كثيرة وشهيرة فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي "، ومنه قوله: " لكل عمل شِرّةٌ ، ولكل شرة فَتْرَةٌ ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته لغير ذلك فقد ضل ". فالحاصل: أن الله عز وجل تعبدنا باتباع رسوله.

وخير أمور الدين ما كان سنة:وشر الأمور المحدثات البدائع .

كما حذرنا الله عز وجل من مخالفة هديه وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النور. وقال النبي: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " . وقال: " أما بعد ، فإن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد  ، وشر الأمرو محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ". فكان هذا المنهج واضحاً جداً للصحابة رضي الله عنهم ، حتى لما طلب أبو بكر الصديق من زيد بن ثابت أن يجمع القرآن ، قال: (( كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله )) ، لما أقتنع عمر بن الخطاب وذهب عمر وأبو بكر لزيد بن ثابت يطلبان منه أن يجمع القرآن ، ويتتبع آيات القرآن فقال: (( كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله )) .

الأصل الثالث

الاتباع أيضاً يأتي بمعنى الاتباع الذي هو منـزلة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد

فالاتباع: أن تتبع العالم بدليله من الكتاب والسنة ، فهي منزلة متوسطة بين الاجتهاد التقليد . والاجتهاد: أن تحصل أدوات الاجتهاد ، تدرس القرآن ، وتعلم ما به من ناسخ ومنسوخ ، ومطلق ومُقيد ، وخاص ، وعام ، وكذلك تدرس أحاديث النبي ، أو على الأقل تعرف مواقعها في كتب السنة ، وتدرس اللغة العربية ، وتدرس الأصلين أصول الحديث ، وأصول الفقه ، ثم إذا حصّلت أدوات النظر المباشر والاجتهاد من حقك أن تجمع النصوص وأن تجتهد ، فهذه منزلة الاجتهاد ، وهي لخواص الأمة من العلماء الذين حصلوا أدوات الاجتهاد ، في مقابل هذه المنزلة هناك منزلة التقليد . والتقليد: جائز للجاهل المحض ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها . فإن الجاهل المحض الذي لا يقرأ ولا يكتب إذا تلوت عليه الدليل ، أو إذا ذكرت له الآية والحديث لا يفهم المقصود ، فهو إذا أراد أن يطلّق زوجته يطلب منك أن يعرف كيف يطلق ، وإذا أراد أن يحج بيت الله فيريد منك أن يعرف كيف يحج ، وإذا فهم ذلك فهذا حسبه ولا يستطيع أكثر من ذلك ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها . فالتقليد جائز في مواطن منها الجاهل المحض الذي لا يفهم المقصود من الآية والحديث. كذلك المسائل التي ليست فيها نص من الكتاب أو السنة صحيح صريح يدل على المعنى بوضوح ، ولكن قد يكون هناك نص غير ظاهر الدلالة ، فتختلف أنظار العلماء وأفهام العلماء للنص ، وبعضهم يستدل به على قضية ، والآخر يستدل به على عكس القضية . فمثل هذه المسائل أيضاً تكون من مسائل الاجتهاد ، وهي التي فيها نص غير واضح الدلالة ، أو غير صريح الدلالة ، فتكون أيضاً من مسائل الاجتهاد . فمسائل الاجتهاد: المسائل التي ليس فيها نص بالمرة ، ويكون مستند العلماء فيها أن يقيسوا مسألة غير منصوصة على منصوصة للتشابه بينهما . والقياس: فهو لم يجد نصاً في المسألة فلجأ للقياس ، والذين يقيسون هم العلماء كما بينا . فالحاصل: أن القياس يلجأ إليه عند عدم وجود النص ، أو عند وجود نص غير واضح الدلالة أو غير صريح في القضية ، فهذه المسألة تعتبر من مسائل الاجتهاد ، فيجوز لك أن تقلد في مثل هذه المسائل الاجتهادية عالماً من علماء الأمة ، وأن تأخذ بفهمه لهذه القضية ، ولا يعترض مجتهد على مجتهد ، ولا مَنْ قلد ، يعني لا يعترض مَنْ قلد مجتهداً على من قلد مجتهداً آخر ، طالما أن المسألة ليس فيها نص صريح من الكتاب أو السنة .

مصادر

  1. ^ (كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ، طبعة الدار الأثرية ص 20) .
  2. ^ السير (21/6) (عند ترجمته لأبي طاهر السِّلفي من كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص22 طبعة الدار الأثرية)
  3. ^ [مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ90 ] (التحفة المهدية ص 34)
  4. ^ (التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 25).
  5. ^ شرح العقيدة الواسطية (1/45) (التحفة المهدية ص 26) .
  6. ^ فتاوى اللجنة الدائمة رقم (6149)، (2/164)، (1361) و(1/165)
  7. ^ البيان (ص 130)

وصلات خارجية