دانيال 1

دانيال 1
Daniel refuse kingsfood.jpg
دانيال يرفض تناول الطعام على مائدة الملك، رسم توضيحي للكتاب المقدس من أوائل القرن العشرين
السفرسفر دانيال
التصنيفأسفار الكتابات
جزء الكتاب المقدسالعهد القديم
الترتيب في جزء الكتاب المقدس27

دانيال 1 (الفصل الأول من سفر دانيال) يروي كيف كان دانيال ورفاقه الثلاثة من بين الأسرى الذين أخذهم نبوخذ نصر الثاني من القدس إلى بابل ليتدربوا على الحكمة البابلية. هناك رفضوا أن يأخذوا من الملك طعامًا وخمرًا، وأعطاهم الرب معرفة وبصيرة في الأحلام والرؤى، وفي نهاية تدريبهم كانوا أفضل بعشر مرات من جميع السحرة والعرافين في المملكة.[1]

الموضوع العام لسفر دانيال هو سيادة الرب على التاريخ. [2] يقدم الفصل الأول الرب باعتباره الشخصية المسيطرة على كل ما يحدث، صاحب الإرادة والقوة السيادية: هو الذي أعطى يهويقيم في أيدي نبوخذ نصر وأخذ دانيال وأصدقائه إلى السبي البابلي، وأعطى دانيال "نعمة ومراحم"، وأعطى الشباب اليهود الأربعة "معرفتهم ومهارتهم".[3]

سفر دانيال هو "نص مركب من تأريخي مشكوك فيه من مختلف الأنواع"،[4] ودنيال نفسه يعتبر شخصية أسطورية.[5] ينقسم السفر الذي هو بطله إلى قسمين، مجموعة حكايات في الفصول 1-6 لا تسبق الفترة الهيلينية (323-30 ق.م.)، وسلسلة الرؤى في الفصول 7-12 من عصر المكابيين (منتصف القرن الثاني ق.م.).[5] يبدو أن الفصل الأول قد أضيف كمقدمة للحكايات عندما تم جمعها في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد تقريبًا.[6]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملخص

في السنة الثالثة لحكم الملك يهويقيم كملكاً على يهوذا، وسلم الرب يهويقيم "ملك يهوذا" (دانيال 1:1) أو تحت تأثير نبوخذ نصر الثاني، ملك بابل، الذي حمل بعض أوعية الهيكل إلى بابل. بعض الشباب اليهود من الدم الملكي والنبيل، الذين كانوا متعلمون بالفعل (دانيال 1:4) ليتعلموا الأدب واللغة البابلية لمدة ثلاث سنوات، وفي نهايتها سيتم وضعهم في البلاط الملكي. وكان من بين هؤلاء الشباب دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا، الذين أُطلق عليهم أسماء جديدة (أصبح حننيا وميشائيل وعزريا شدرخ وميشخ وعبدنگو، بينما كان اسم دانيال البابلي بلطشاصر) وخُصصت لهم حصص من الطعام والنبيذ. لكن دانيال قرر ألا يتنجس، ورفض الطعام الملكي والنبيذ، وبدلاً من ذلك اقتات على الخضار والماء. أعطاهم الرب معرفة ومهارة، وأعطى دانيال بصيرة في الرؤى والأحلام، ولما كملت ثلاث سنوات التدريب لم يوجد من يضاهيهم في الحكمة والفهم.[1]


التأليف والبنية

نشأ سفر دانيال كمجموعة من الحكايات بين المجتمع اليهودي في بابل وبلاد الرافدين في الفترة الفارسية وأوائل الفترة الهلينية (القرنين الخامس إلى الثالث ق.م.)، قبل أن يتوسع في عصر المكابيين (منتصف القرن الثاني) بإضافة الرؤى في الفصول 7-12.[7] دانيال هو شخصية أسطورية،[8] ربما أُختير كبطل للسفر بسبب سمعته كرائي حكيم في التقليد العبري.[9] الحكايات على لسان راوي مجهول، باستثناء الفصل الرابع الذي على كان شكل رسالة من الملك نبوخذ نصر.[10] الفصول من 2 إلى 7 على شكل Chiasmus، وهي بنية شعرية تُوضع فيها النقطة الرئيسية أو رسالة المقطع في المنتصف ويتم تأطيرها بتكرارات إضافية على كلا الجانبين:[11]

  • A. (2:4b-49) – حلم أربع ممالك تستبدل بالخامسة
    • B. (3:1–30) – أصحاب دانيال الثلاثة في أتون النار
      • C. (4:1–37) – دانيال يفسر حلم نبوخذ نصر
      • C'. (5:1–31) – دانيال يفسر الكتابة اليدوية على الحائط لبلشاصر
    • B'. (6:1–28) – دانيال في جب الأسود
  • A'. (7:1–28) – رؤية لأربع ممالك عالمية تستبدل بمملكة خامسة

يعتبر دانيال 1 بمثابة مقدمة للسفر، حيث يوضح كيف يستمر الرب في التحرك عبر التاريخ عندما يبدو أن البشر قد فشلوا (أي كيف يقف الرب إلى جانب شعبه عندما يكونون في أرض أجنبية ويخضعون لقوة غريبة).[12] من السمات المثيرة للاهتمام في السفر أن روايات الفصول 2-6 والرؤى الواردة في الفصل 7 مكتوبة بالآرامية (بعد الأسطر القليلة الأولى من الفصل 2 باللغة العبرية). لكن رؤى الفصول 8-12 مكتوبة بالعبرية، كما هو الحال في مقدمة الفصل الأول.[11]

النوع والموضوعات

النوع

سفر دانيال هو أپوكالپس، وهو نوع أدبي يُكشف فيه عن حقيقة سماوية للمتلقي البشري؛ تتميز هذه الأعمال بالرؤى والرمزية والمترجم الملائكي والتأكيد على أحداث نهاية الزمان. كانت الأپوكالپس شائعة من عام 300 ق.م. حتى عام 100 ميلادية، ليس فقط بين اليهود والمسيحيين، ولكن أيضًا بين اليونانيين والرومان والفرس والمصريين.[13] دانيال، بطل السفر، هو ممثل لرائي أپوكالپسي، ومتلقي الوحي الإلهي. رفض أن يتعلم حكمة السحرة البابليين فتفوق عليهم، لأن إلهه هو المصدر الحقيقي للمعرفة. السفر ايضاً هو ضمن علوم اليوم الآخر، ويعني إعلانًا إلهيًا يتعلق بنهاية العصر الحاضر، وهي اللحظة التي سيتدخل فيها الرب في التاريخ ليعلن عن الملكوت الأخير.[14]

الموضوعات

الموضوع العام لسفر دانيال هو سيادة الرب على التاريخ،[2] وموضوع الحكايات في الفصول 1-6 هو أن الرب له السيادة على كل ملوك الأرض.[15] يطرح دانيال 1 السؤال الأساسي الذي يدور في كل السفر، وهو كيف يمكن لفلرب أن يستمر في تنفيذ خططه عندما يبدو أن كل شيء قد ضاع.[12] يقدم الفصل الأول الرب باعتباره الشخصية المسيطرة على كل ما يحدث، صاحب الإرادة والقوة السيادية: فهو "يسلم" يهوياقيم إلى يدي نبوخذ نصر، و"يمنح " دانيال "نعمة ومراحم"، وهو الذي يهب للأربعة الشباب اليهود "معرفتهم ومهارتهم".[12] كان الحرب هو الذي أخذ دانيال وأصدقائه إلى السبي البابلي، والرب هو مصدر مواهبهم وخلاصهم.[3]

التفسير


دانيال 1 والتاريخ

وفقًا للآيات الافتتاحية لدانيال 1، بدأ سبي البطل عندما "حاصر" نبوخذ نصر القدس في السنة الثالثة للملك يهويقيم (606 ق.م.)، لكن من الصعب التوفيق بين هذه الآيات والتاريخ المعروف: ووفقاً لمصادر أخرى في الكتاب المقدس، لم يبدأ نبوخذ نصر في الحكم إلا في السنة الرابعة ليهويقيم (إرميا 25:1)؛

  • تشير السجلات البابلية إلى حملات نبوخذ نصر في فلسطين بصفته وليًا للعهد قبل ذلك، لكن لا شيء منها على القدس؛
  • تذكر جميع المصادر، الكتابية والبابلية، الهجوم على القدس عام 597، لكن لا شيء قبل ذلك.[3]

تنتهي قصة دانيال بالرؤيا الأخيرة في السنة الثالثة من حكم قورش (دانيال 10:1 – الفصل 11 و12 من الكتاب هما استمرار لنفس الرؤيا الأخيرة).[16] السنة الثالثة من حكم قورش كانت 536 ق.م، وعلى الرغم من أن حقيقة أن هذا يقع بعد 70 عامًا بالضبط من 586 قد لا تكون مهمة (المؤلف لم يلفت الانتباه إليها أبدًا)، إنه يضرب على وتر حساس مع دانيال 9، حيث يقدم نبوءة عن فترة زمنية مدتها 70 عامًا للسبي.[16] ويبدو أنه استمد تاريخه من أخبار الأيام 2، 36:5-7، التي تقول أن نبوخذ نصر أخذ يهويقيم إلى بابل (أخذ صدقيا، الذي أصبح ملكًا عند وفاته)، والمولك 2، 24:1 الذي يقول أن يهويقيم خدم نبوخذ نصر ثلاث سنوات ثم تمرد.[6] يمكن اعتبار قصة دانيال وأصدقائه الذين نُقلوا إلى بابل بمثابة تحقيق لتحذير النبي إشعياء للملك حزقيا من أن أبنائه سيصبحون خصيان في قصر ملك بابل (إشعياء 39:7)، مع أن هذا لا يعني أن القصة مستوحاة من هذه الآية.[6]

دانيال يرفض الطعام الملكي

كان هناك الكثير من النقاشات العلمية حول أسباب رفض دانيال طعام الملك وشرابه. ربما يكون التفسير الأكثر شيوعًا هو أن دانيال وأصدقائه كانوا يرغبون في تجنب خرق القوانين الدينية اليهودية فيما يتعلق بطقوس الذبح (قوانين الكوشر[17] بدلاً من ذلك، ربما كانوا يرغبون في تجنب اللحوم والنبيذ، لأنها، على عكس الخضر والماء، كانت تقدم بانتظام كقرابين للآلهة (في هذه الحالة، آلهة بابل). في كلتا الحالتين، النقطة اللاهوتية التي يتم طرحها هي أن الشباب اليهود يظلون مخلصين لرب إسرائيل بينما لا يزالون يخدمون الملك الأجنبي.[18]

مؤلفوا سفر دانيال

إن تصوير دانيال ورفاقه كشباب نبلاء ومتعلمين قد يعكس دائرة مؤلفي السفر: الشباب اليهود يخدمون ملكًا أجنبيًا بينما يظلون مخلصين للشريعة اليهودية.[19] تم تحديد هذه الدائرة لاحقًا في الكتاب، في الفصلين 11 و12، باسم "المسكيليم"، "الحكماء"، المعلمين الذين "يعطون الفهم" و"يقودون الكثيرين إلى البر"، على الرغم من المعاناة التي سيتحملونها في نهاية زمن الاضطهاد.[20] إن معلمي الحكمة هؤلاء في القرن الثاني ق.م. هم الذين يقفون وراء مؤلف سفر دانيال.[20]

الهوامش

المصادر

  1. ^ أ ب Seow 2003, pp. 19–20.
  2. ^ أ ب Levine 2010, p. 1234.
  3. ^ أ ب ت Seow 2003, pp. 20–21.
  4. ^ Brettler 2005, p. 213.
  5. ^ أ ب Collins 1984, pp. 2,28.
  6. ^ أ ب ت Collins 1984, p. 45.
  7. ^ Collins 1984, pp. 29,34–35.
  8. ^ Collins 1984, p. 28.
  9. ^ Redditt 2009, pp. 176–177,180.
  10. ^ Wesselius 2002, p. 295.
  11. ^ أ ب Redditt 2009, p. 177.
  12. ^ أ ب ت Seow 2003, p. 20.
  13. ^ Davies 2006, pp. 397–406.
  14. ^ Carroll 2000, pp. 420–421.
  15. ^ Newsom & Breed 2014, p. 63.
  16. ^ أ ب Nelson 2013, p. unpaginated.
  17. ^ Matthews & Moyer 2012, p. 267.
  18. ^ Levine 2010, p. 1235 fn1.8–21.
  19. ^ Collins 1984, pp. 45–46.
  20. ^ أ ب Davies 2001, pp. 251–252.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المراجع