جيرارد ليتشمان (مقالة مميزة)

كولونل جيرارد ليتشمان Gerard Leachman (و.1880 - 12 أغسطس 1920), كان جندياً بريطانياً وجاسوساً وأحد صناع المشرق العربي الحديث. سافر أمضى معظم حياته المهنية في بلاد العرب. سحنة ليتشمان السامية داكنة البشرة ومهارته في ركوب الجمال, مكنتاه من التخفي كبدوي.

وقد أمضى معظم حياته المهنية كضابط سياسي وجاسوس في العراق, حيث لعب دوراً محورياً في تأليف القبائل المتحاربة لجلب الاستقرار إلى البلد المشكـَّل حديثاً. وقد قام ليتشمان بالعديد من الحملات والرحلات جنوباً إلى جزيرة العرب, حيث اتصل بابن سعود ممثلاً الحكومة البريطانية.

أول حملات ليتشمان الرئيسية جنوباً إلى شبه الجزيرة العربية كانت في 1909, وفيها شارك في معركة ضارية بين قبائل عنيزة وشمر بالقرب من حائل. وفي 1912 قام ليتشمان بحملة ثانية بغرض عبور الربع الخالي, إلا أن ابن سعود حذره من ذلك عند وصوله الرياض وبدلاً من ذلك توجه إلى الأحساء. وكان أول بريطاني يستقبله ابن سعود في مقره ( قبل إرسال سانت جون فيلبي).

وفي ديسمبر, 1915, أثناء حصار الكوت, كلـّف القائد العسكري البريطاني, چارلز تاونسهند ليتشمان بإنقاذ كتيبة محاصَرة، من الفرسان البريطانيين باختراق صفوف العدو. وكانت تلك هي الكتيبة البريطانية الوحيدة التي اُنقذت قبل سقوط المدينة في أيدي العثمانيين.

اشتهر ليتشمان بشدته وقد أوصى بقيام القوات البريطانية ب"تدمير شامل Mass Destruction" للقبائل المشاركة في ثورة العشرين. ليتشمان اشتهر ببغضه لزميلته الجاسوسة البريطانية گرترود بل التي أوردت في مذكراتها أنه قال لها "خداعك الذي لا حدود له هو حديثك (دفاعك) عن العراق" وذلك رداً على نقلها لرغبات شيوخ القبائل إلى الحكومة البريطانية. وقد لقي مصرعه بعد هذا الحوار بأيام قليلة.

وقد حارب ليتشمان في صف تحالف قبائل المنتفق. وبعد الحرب، عـُيـِّن أول حاكم عسكري لإقليم كردستان. وفي 12 أغسطس 1920، بالقرب من الفلوجة، قتله الشيخ ضاري, الزعيم العشائري، باطلاق النار عليه.