تحطمت الطائرات عند الفجر (كتاب)

تحطمت الطائرات عند الفجر. لقراءة وتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.

تحطمت الطائرات عند الفجر كتاب لجاسوس صهيوني اسمه باروخ نادل عمل سنوات طويلة في الساحة المصرية، ويروي في هذا الكتاب شبكة علاقاته داخل القيادة المصرية ودوره في هزيمة يونيو 1967.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

موضوع الكتاب

بعد حرب 1967 والانتصار العسكرى الساحق لإسرائيل، وفى إطار الحرب النفسية لتحطيم ما تبقى من ثقة المصريين بأنفسهم، نشرت المخابرات الإسرائيلية كتاباً بعنوان ” تحطمت الطائرات عند الفجر ” ونسبت هذا الكتاب لجاسوس إسرائيلى اسمه باروخ نادل، تم تسريب النسخة الأولى من الكتاب لناشر أردنى بحجة ان الكتاب تم تهريبه من المخابرات الإسرائيلية، ويحتوى على وثائق خطيرة ومعلومات سرية عن أحداث حرب 1967، وان الحكومة الإسرائيلية قررت حظر نشره لخطورة معلوماته على الأمن القومى الإسرائيلي، رفض الناشر الأردنى طبع الكتاب ولكنه سلم النسخة لناشر لبنانى قام بنشره مع حملة دعائية هائلة، أدت لإعادة طبعه أكثر من مرة.

ملخص الكتاب ان جاسوساً إسرائيلياً تم زرعه فى قمة القوات الجوية المصرية لمدة 10 سنوات كاملة قبل حرب 1967، هذا الجاسوس انتحل صفة تاجر سلاح تركي اسمه آرام أنوير، واستطاع توثيق صلته بمدكور أبو العز أحد كبار قادة القوات الجوية المصرية والذى كان مسئولاً عن شراء قطع الغيار للطائرات الحربية المصرية من أوروبا!!

عن طريق مدكور أبو العز تعرف الجاسوس على الفريق صدقى محمود قائد القوات الجوية المصرية، وعبر صداقته لصدقي محمود استطاع الحصول على خرائط المطارات المصرية ومعرفة أنواع الطائرات المصرية وعدد الطيارين المقاتلين، وكان هذا الجاسوس هو صاحب اقتراح عمل حفلات ساهرة فى كل القواعد الجوية للطيارين المصريين فى يوم 4 يونيو 1967، بل ان زكريا محيى الدين أحد كبار قادة ثورة 23 يوليو كان صديقاً حميماً لهذا الجاسوس ، وقد حاول أن يسيطر عليه باستخدام الجنس ، لكن الجاسوس أفلت من كل ألاعيب زكريا محيى الدين للدرجة التى جعلت زكريا محيى الدين يثق به ثقة عمياء ويكلفه بالتفتيش على المطارات الحربية المصرية فى 25 مايو 1967!!!!

الكتاب يمتلئ بحكايات وتفاصيل مطولة عن مغامرات الجاسوس الجنسية مع النساء من شتى جنسيات العالم. من سيطالع الكتاب سيجده مفكك الأوصال، ممتلئ بأكاذيب مضحكة، وهدفه الإيحاء بأن لدى إسرائيل أكثر من جاسوس على شاكلة إيلي كوهين، وتصوير القوات المسلحة المصرية كجيش غارق فى الاستمتاع بملذات الحياة ولا يستطيع القتال.


من المعلومات الخاطئة بالكتاب

  • الفريق أول محمد فوزي اسمه فى الكتاب محمود فوزى.
  • زكريا محيي الدين كان رئيساً للوزراء عام 1967، بينما ترك محيى الدين رئاسة الوزراء فى سبتمبرعام 1966، وتولى صدقى سليمان رئاسة الوزراء فى مصر من 10 سبتمبر 1966 حتى 19 يونيو 1967.
  • الفريق صدقى محمود كان نائماً فى أحضان راقصة مصرية فى بيت الجاسوس عندما دمرت المقاتلات الإسرائيلية سلاح الجو المصرى فى حرب 1967، بينما الحقيقة ان الفريق صدقى محمود كان يستقل الطائرة مع المشير عامر فى طريقهما لسيناء.
  • جمال عبد الناصر هو مؤسس مدينة طنطا بينما مدينة طنطا تم تأسيسها قبل ميلاد جمال عبد الناصر بقرون.
  • مدينة القاهرة بناها العرب من الحجر الأبيض بينما مدينة القاهرة بناها جوهر الصقلي قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمى، وقد جرى بناءها بعد دخول العرب لمصر بقرون.
  • لماذا يشترى مدكور أبو العز قطع غيار من أوروبا للسلاح الجوى المصرى بينما السلاح الجوى المصرى كان مكوناً من الطائرات الروسية؟!! هل كانت تُباع قطع غيار الطائرات الحربية الروسية فى أسواق السلاح الأوروبية فى خمسينيات القرن الماضي؟!!
  • الفريق مدكور أبو العز كان مديراً للكلية الجوية المصرية من عام 1956 حتى عام 1963، وكان على خلاف حاد مع الفريق صدقى محمود قائد القوات الجوية المصرية، ولم يكن مسئولاً عن شراء قطع غيار الطائرات الحربية المصرية أبداً، وبعد تفاقم خلافاته مع الفريق صدقى محمود ، قام الرئيس عبد الناصر بتعيينه محافظاً لأسوان حتى حدثت هزيمة 1967، وتمت عملية الاطاحة بصدقى محمود وكل رجال المشير عامر من مناصبهم ، قرر الرئيس عبد الناصر تعيين الفريق مدكور أبو العز قائداً للقوات الجوية واستمر فى منصبه حتى نوفمبر 1967 عندما أعفاه عبد الناصر من منصبه لإصراره على استقلال القوات الجوية عن باقى أسلحة القوات المسلحة، ورفضه التعاون مع الخبراء العسكريين الروس.

لا مبرر لذكر الفريق مدكور أبو العز فى الكتاب والإيحاء بكونه سبب تسلل الجاسوس الإسرائيلى لقمة القوات الجوية الجوية المصرية سوى الحقد الإسرائيلى على مدكور أبو العز بسبب تخطيطه للضربة الجوية المصرية ضد القوات الإسرائيلية فى سيناء فى يومي 14 و 15 يوليو 1967 والتى تسببت خسائر فادحة فى صفوف العدو، كما أثبتت ان القوات الجوية المصرية قد استعادت جزء لا يستهان به من قدراتها.

  • لم تكن هناك حفلات ساهرة للطيارين المصريين على امتداد القواعد الجوية فى مصر فى مساء يوم 4 يونيو 1967 بل أقيم حفل واحد فى قاعدة أنشاص الجوية.
  • ما هى سلطات زكريا محيي الدين لكى يمنح تاجر سلاح تركي حق التفتيش على كل القواعد الجوية المصرية قبل حرب 1967 بأيام؟!! وأى عقلية يمكنها تصديق خرافة مضحكة كتلك الواردة بالكتاب؟
  • الجاسوس الإسرائيلي بعد تأكده من نجاح خطته وتدمير الطيران الحربي المصري ، ركب طائرة من مطار القاهرة الدولى لتركيا، ومن تركيا توجه إلى إسرائيل؟!!

كيف حدث هذا وقد تم إيقاف جميع رحلات الطيران طيلة أيام الحرب؟

  • اسم الكتاب ذاته لا يمت للحقيقة بأى صلة، فالطائرات الحربية المصرية فى حرب 1967 لم تتحطم عند الفجر بل تمت الضربة الجوية الإسرائيلية فى صباح يوم 5 يونيو 1967 من الساعة الثامنة وحتى الساعة الحادية عشر والنصف، ولكن لإضفاء اسم سينمائي على الكتاب تم اختيار هذا العنوان.
  • عند صدور الكتاب وذيوع صيته، استفز الأمر كاتباً ومفكراً رصيناً مثل المرحوم الأستاذ أحمد بهاء الدين الذى ما ان اندلعت حرب 1973 حتى سارع بإصدار كتابه ” وتحطمت الأسطورة عند الظهر ” لكى يرد به على أكاذيب الكتاب الموسادي ” تحطمت الطائرات عند الفجر”.
  • عندما صدر هذا الكتاب بعد حرب 1967، كان طبيعياً أن يجذب الانتباه وأن يظن البعض ان معلوماته حقيقية، ولكن بعد مرور ما يزيد عن نصف قرن على حرب 1967، وبعد صدور سيل من الكتب ونشر ألاف الوثائق عن تلك الحرب ووقائعها ، يصبح من يتخذ هذا الكتاب الهزلي مرجعاً له او يشير إليه إما جاهل أو مغرض أو جاهل ومغرض فى نفس الوقت، لأن أى قراءة موضوعية للكتاب ستكشف بسهولة مدى تهافته وزيف معلوماته والغرض الدعائي من نشره.[1]


انظر أيضاً


المصادر

  1. ^ "قراءة فى كتاب " تحطمت الطائرات عند الفجر"".