تجلي المسيح في الفن المسيحي

أيقونة التجلي لثيوفانس اليوناني، القرن 15.

يعتبر تجلي المسيح موضوعاً هاماً في الفن المسيحي، لدى جميع الكنائس الشرقية، والتي تمتلك بعضها مجموعة من أكثر الأيقونات تميزاً.

يُحتفى بعيد التجلي في الكنيسة الشرقية منذ القرن السادس على الأقل ويعتبر واحداً من أيام الصوم الكبير الثانى عشر لدى الأرثوذوكس الشرقيين.[1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأيقونية

أيقونة دير سانت كاترين

فسيفساء التجلي من دير سانت كاترين، سيناء، 565-6، أقدم طرز الأيقونية الشرقية التي لا تزال باقية ليومنا هذا.
فسيفساء التجلي من دير سانت كاترين، سيناء، بعد الترميم، ديسمبر 2017.[2]

تغطي الأيقونة الجزء العلوي من نصف قبة شرقية كنيسة التجلي أكبر كنائس الدير وتصور تجلي المسيح المخصصة له كنيسة التجلي وتعتبر من أقدم وأجمل فسيفساء في الشرق مصنوعة من قطع صغيرة متعددة الألوان وتعود للقرن السادس الميلادي وقت إنشاء الدير وهي من عمل فنان من مركز حضاري ربما يكون القسطنطينية، ويدور الموضوع الرئيسي للأيقونه حول 30 جامة بها الحواريون والملائكة والأنبياء ومطران الدير.[3]

ويمكننا أن نقسم هذه الأيقونة إلى ثلاثة أقسام أفقيًا:

  • القسم العلوي فيتصدر فيه يسوع المسيح المشهد، ويحيط به النبيَّين إيليا عن يمينه وموسى عن يساره.
  • القسم المتوسّط يحوي الجبال. إنّها تربط الأرض بالسماء. فغالبيّة لقاءات الله بالإنسان، خصوصًا في العهد القديم، تتمّ على رؤوس الجبال.
  • أما القسم السفلي فيضمّ من اليسار إلى اليمين الرسل الثلاثة بطرس، ويوحنا، ويعقوب.

- إيليا: شيخ يقف عن يمين يسوع المسيح على جبل حوريب ، يصغي إلى كلمة الله وهو يمثّل الأحياء لأن الكتاب المقدّس يخبرنا بأنّ إيليا بقي حيًّا.

- موسى: شابّ يقف عن شمال يسوع على جبل سيناء، يحمل لوحي الوصايا، وهو يمثّل الأموات لأنه مات قبل أن تطأ قدماه أرض الميعاد.

- المسيح في الوسط سيد الأحياء والأموات. يظهر متلألئًا بالنور والضياء. يرتدي ثوبًا أبيض ناصعًا، ويقف على قمّة الجبل في الوسط، تحيط به ثلاث هالات، واحدة دائريّة وهالتان رباعيّتان. الهالة الدائريّة ترمز إلى السموات. إنّه سيّد الكون كلّه. والهالتان الرباعيّتان ترمزان إلى أنّه سيّد الأرض أي أقطار المسكونة الأربعة (الهالة الخلفيّة)، وما عليها من جمادٍ ونباتٍ وحيوانٍ وبشر (الهالة الأماميّة). يحمل بيده اليسرى ملفًّا هو الإنجيل الذي أعلنه للبشر، ويبارك بيده اليمنى المشاهد الذي يتأمّله.[4]

يظهر في القسم المتوسّط جبلان جانبيّان يمثلان العهد القديم فنلاحظ فيهما تجويف وفراغ، وهما خاليين من النباتات، في حين أنّ الجبل القائم في الوسط ممتلئ يختلف لونه عن الجبلين الجانبيّين، وتنبت فيه الحياة. إنّه العهد الجديد، فهو "لا ينقض القديم بل يكمّله". في الزاوية اليسرى من الأيقونة نجد بطرس وهو يشير بيده اليمنى إلى المسيح ويقول له: «حسن لنا أن نقيم ههنا». في الوسط يوحنّا ويبدو وكأنه ملقى على الأرض إذ يدير ظهره للمشهد، حركة يده تشير إلى التأمّل. فيوحنّا لم يذكر التجلّي، ولكنّ كلّ إنجيله يشعّ نور هذا الحدث الجليل. في الزاوية اليمنى من الأيقونة يعقوب، ويبدو منذهلاً، يحاول أن يهرب، ويضع يده على وجهه كي يحميه من النور الساطع. وقد حرص الفنّان على جعل حركة جسمي يوحنّا ويعقوب متشابهتين للدلالة على أنّهما أخوان.

أيقونات أخرى

تمثيل أكثر رمزية في كنيسة سانت أپولينار في كلاسى في راڤنا، 533–549، حيث ترمز المصابيح إلى الرسل.





التأويل

انظر أيضاً

معرض الصور

الهوامش

  1. ^ Schiller, I, 146 (not mentioning 1456)
  2. ^ "St Catherine's Library and Mosaic of Transfiguration inaugurated after restoration". جريدة الأهرام. 2017-12-16. Retrieved 2018-01-08.
  3. ^ "وزير الآثار يفتتح مكتبة دير سانت كاترين وأعمال ترميم فسيفساء التجلي.. السبت". جريدة الشروق المصرية. 2017-12-11. Retrieved 2018-01-08.
  4. ^ أيقونة تجلي الرب، لاهوت الجمال

المصادر

  • Schiller, Gertud, Iconography of Christian Art, Vol. I, 1971 (English trans from German), Lund Humphries, London, ISBN 0-85331-270-2