بريطانيا العصر الحديدي

العصر الحديدي
العصر البرونزي

انهيار العصر البرونزي

الشرق الأدنى القديم (1300 – 600 ق.م.)

الإيجية, الأناضول، آشور، القوقاز، قبرص، مصر, المشرق, بلاد فارس

الهند (1200 – 200 ق.م.)

Painted Grey Ware
Northern Black Polished Ware
Mauryan period
Anuradhapura Kingdom

اوروپا (1200 ق.م. – م 400)

الإيجية
القوقاز
نوڤوچركسك
هالشتات سي
La Tène C
Villanovan C
بريطانيا العصر الحديدي
اليونان، روما، الكلت
اسكندناڤيا

الصين (600 – 200 ق.م.)

فترة الدويلات المتحاربة

اليابان (300 ق.م. – AD 500)

فترة يايوي

كوريا (400 – 60 ق.م.)

نيجريا (400 ق.م. – AD 200)

Axial Age
Classical antiquity
أسرة ژو
Vedic period
alphabetic writing, علم المعادن

Historiography
اليوناني, الروماني, الصيني, الإسلامي


أوائل العصر الحديدي 800-600 ق.م. موازي لهالستات C في القارة
العصر الحديدي المبكر 600-400 ق.م. هالستات D ونصف La Tène I
العصر الحديدي المتوسط 400-100 ق.م. The rest of La Tène I, all of II and half of III
العصر الحديدي المتأخر 100-50 ق.م. The rest of La Tène III
آخر العصر الحديدي 50 ق.م.- 100 م
-


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأدلة الأثرية

Maiden Castle, Dorset is one of the largest hill forts in Europe.[1][2] Photograph taken in 1935 by Major George Allen (1891–1940).


شعوب بريطانيا العصر الحديدي

الديمغرافيا

عبر البحر من غالة حوالي عام 1200 ق.م من قبائل الكلت واستقر في إنجلترا. وقد وجدوا في تلك البلاد خليطاً من شعب أسود الشعر لعله أيبيري، وشعب أشقر الشعر اسكندناوي: وغلب الكلت هؤلاء الأهلين على أمرهم، وتزوجوا منهم، وانتشروا في إنجلترا وويلز. حوالي عام 100 ق.م (وتقل تلك القرون الأحد عشر لأن أنانيتنا تحملنا على اختصار هذه الأحقاب المليئة بالحوادث وتمحو الأجيال الجليلة الشأن من الذاكرة المزدحمة لكي تقربنا من عصرنا الحديث) أقبل فرع آخر من الكلت من داخل القارة وطرد بني عمومته من جنوبي بريطانيا وشرقيها. ولما جاءها قيصر وجد سكان الجزيرة يتألّفون من عدة قبائل لكل منها ملك يريد أن يوسّع مملكته الصغيرة، وأطلق على السكان كلهم اسم البريطاني Britauni نسبة إلى قبيلة غالية تسمى بهذا الاسم كانت تسكن جنوبي القناة الإنجليزية مباشرة، ظناً منه أن هذه القبيلة نفسها تسكن كلا الشاطئين.

معتقدات العصر الحديدي في بريطانيا

قالب:Celtic mythology


اقتصاد بريطانيا العصر الحديدي

وكانت بريطانيا الكلتية شبيهة كل الشبه بغالة الكلتية في عاداتها ولغتها ودينها. ولكنها كانت متأخرة عنها في حضارتها. وقد انتقلت من العصر البرنزي إلى العصر الحديدي قبل مولد المسيح بنحو ستة قرون أي بعد انتقال غالة إلى هذا العصر الأخير بثلاثة قرون، ولمّا عبر بيثياس Pytheas، المرتاد الماسليوني Massiliot المحيط الأطلنطي إلى إنجلترا حوالي عام 350 ق.م، وجد بلدة كنتاي Cantii في مقاطعة كنت Kent غنية بزراعتها وتجارتها، فقد كانت تربتها خصبة بفضل الأمطار الغزيرة، وكانت أرضها تحتوي على خامات غنية بالنحاس، والحديد، والقصدير، والرصاص. وكانت صناعاتها المنزلية قبل عهد قيصر تكفي لإيجاد تجارة ناشطة بين القبائل التي تسكنها ومع القبائل الأوربية، وضربت فيها نقود من البرنز والذهب(45). وكانت غارات قيصر في واقع الأمر غارات استكشافية، عاد منها ليؤكد إلى روما أن القبائل التي تسكن تلك البلاد عاجزة عن المقاومة المتحدة، وأن غلاتها تكفي جيشاً غازياً يأتيها في الوقت المناسب. وبعد مائة عام من ذلك الوقت (43م) عبر كلوديوس القناة ومعه أربعون ألفاً من الجنود كان نظامهم وتسليحهم، ومهارتهم فوق طاقة السكان الأصليين، فأخضعوا بريطانيا لروما وأصبحت من ذلك الوقت ولاية تابعة لها. وفي عام 61 قادت ملكة لإحدى القبائل البريطانية تدعى بوتكا Boudicca أو بوديسيا Boadicea ثورة شديدة، وادعت أن ضباطاً رومانيين قد اعتدوا على عفاف ابنتيها، ونهبوا مملكتها، وباعوا كثيراً من رجالها الأحرار في سوق الرقيق. وبينما كان الحاكم الروماني بولينس مشغولاً في الاستيلاء على جزيرة مان Man هزم جيش بوتكا الفيلق الوحيد الذي وقف في وجهه، وزحف على لندنيوم Londinium، وكانت في ذلك الوقت - على حد قول تاستس - "أهم مسكن للتجار، كما كانت سوقاً كبرى للتجارة"(46). وقتل كل روماني في هذه المدينة أو في فريولامنيوم Verulaminium (سانت أولبنز St. Aibans)، وذُبح سبعون ألف روماني هم وحلفاؤهم قبل أن يلتقي بولينس وفيالقه بالثوار. وحاربت بوتكا وابنتاها في عربة حربية بشجاعة نادرة في أثناء هزيمتها، ثم تجرّعت السُم، وضربت بحد السيف رؤوس ثمانين ألفاً من البريطانيين.

ويحدثنا تاكيتوس عن أجريكولا زوج ابنته وحاكم بريطانيا (78-54م) فيروي كيف نشر الحضارة بين "شعب فظ مشتت ذي نزعة حربية" بإنشاء المدارس، وإذاعة استعمال اللغة اللاتينية، وتشجيع المُدن والأغنياء على تشييد المعابد، والباسقات، والحمّامات العامة، ثم يقول ذلك المؤرخ السليط: "واستحوذت مباهج الرذيلة شيئا فشيئاً على قلوب البريطانيين، فصارت الحمّامات، والحجرات الجميلة، والمآدب الفخمة، محببة اليهم، وأخذ البريطانيون الغافلون يسمون الآداب الجديدة باسم فنون الإنسانية المهذبة، وإن لم تكن في حقيقة أمرها إلا ستاراً جميلاً للاسترقاق". واستطاع أجركولا بحملات حربية سريعة أن يحمل هذه الفنون والحكم الروماني، إلى ضفاف نهر الكليد Clyde والفورث Forth وأن يهزم جيشاً من الاسكتلنديين مؤلفاً من ثلاثين ألفاً، ولو لم يدعه دومتيان ليواصل الزحف. وشاد هدريان سورا (122-127) طوله سبعين ميلاً في عرض الجزيرة يمتد من خليج سلواي Splway Firth إلى مصب التين Tyne ليصد الاسكتلنديين الذين كانوا يرتابون في نواياه، وبعد عشرين عاماً من ذلك الوقت أقام لوليوس Lollius في شمال هذا السور سوراً آخر طوله ثلاثة وثلاثون ميلاً يعرف بسور أنطونينس ويمتد بين مصبي الكليد والفورث. وبفضل هذين الحصنين استطاعت روما أن تأمن على بريطانيا أكثر من قرنين من الزمان.

وكان حكم روما يزداد ليناً ورحمة كلما زاد استقرارا، فأصبحت المُدن تشرف عليها مجالس شيوخ وجمعيات وطنية وحكام من أهلها، وترك للريف كما ترك في غالة إلى رؤساء القبائل الخاضعين لإشراف الرومان. ولم تكن الحضارة في بريطانيا حضارة مُدن كما كانت في إيطاليا، كما أنها لم تكن غنية غناء حضارة غالة، ولكن المُدن البريطانية أخذت وقتئذ أشكالا جديدة بفضل استنهاض روما وحمايتها لها. وكانت أربع من هذه المُدن مستعمرات يتمتع أهلها بحق المواطنية الرومانية وهي: كمولودنم Camulodunum (كلشستر Colchester) التي كانت أولى عواصم بريطانيا الرومانية ومقر مجلس الولاية، ولندم Lindum التي بدل اسمها لنكولن الحديث Lincoln على ما كان لها من امتياز قديم، وإبراكم Eboracum (يورك) وكانت وقتئذ مركزاً حربياً هاماً، وجليفم Glevum، التي امتزج في اسمها الحديث جلوسستر Gloucester لفظاً جليفم وشستر وثاني اللفظين هو اللفظ الإنجليزي السكسوني المقابل لكلمة مدينة ؛ ويلوح أن تشستر، وونشستر، ودورشستر، وشيشستر، وليسستر (لستر)، وسلشستر، ومنشستر قد بدأت كلها في القرنين الأول والثاني من حكم الرومان. وكانت في أول الأمر بلداناً صغيرة يسكن كل منها حوالي ستة آلاف نفس، ولكنها كانت تستمتع بشوارع مرصوفة ذات مجار، وبأسواق عامة وباسقات، وهياكل، وبيوت أسسها من الحجارة وأسقفها مغطاة بالقرميد، وكان في فركونيوم Virconium (ركستر الحالية Wroxeter) باسقات تتسع لستة آلاف شخص، وحمّامات تتسع لاستحمام مئات من الأشخاص في وقت واحد. وكان لأكوا سالس Aquae Salis (المياة الملحة)، التي تعرف باسم باث Bath عيون حارة أصبحت بفضلها ملاذاً طيباً في الزمن القديم كما يدل على ذلك ما بقى من آثار حمّاماتها الحارة إلى اليوم. وعلا شأن لندنيوم من الناحيتين الاقتصادية والحربية لحسن موقعها على نهر التاميز ولأهمية الطرق المتفرعة منها، وزاد سكانها حتى بلغوا ستين ألفاً وسرعان ما أضحت عاصمة بريطانيا بدل كولودونم(49).

وكانت البيوت في لندن الرومانية من الآجر والمصيص أما في البلدان الصغيرة فكانت من الخشب، وكان الجو هو الذي يحدد شكلها، فكان لها سقف هرمي يقيها المطر والثلج، ونوافذ كثيرة لينفذ منها ما عسى أن يكون من أشعة الشمس، "لأن الشمس" كما يقول استرابون "لم تكن تُرى أكثر من ثلاث ساعات أو أربع حتى في اليوم الصحو"(50). أما داخلها فكان على الطراز الروماني: - أرضه من الفسيفساء، وبه حمّامات كبيرة، وجدران قائمة عمودية وتدفئة مركزية، (تزيد على ما كان منها في البيوت الإيطاليّة) بأنابيب تحمل الهواء الساخن في أرض البيت وجدرانه وكان الفحم يستخرج من العروق القريبة من سطح الأرض. ويستخدم في تدفئة البيوت، وفي الأغراض الصناعية كصهر الرصاص. ويبدو أن مناجم بريطانيا القديمة كانت مُلكاً للدولة، ولكنها تؤجرها للأفراد يستغلّونها(51). وكان باث مصنع (فبريكا Fabrica) لصنع الأسلحة الحديثة(52)، وأكبر الظن أن صناعات الخزف، والآجر والقرميد قد ارتقت حتى كانت تصنع في المصانع، ولكن معظم الصناعات كانت في البيوت، والحوانيت الصغيرة، والدور ذات الحدائق. وكان في الجزيرة خمسة آلاف ميل من الطرق الرومانية، وعدد لا يحصى من الطرق المائية تنقل عليها التجارة الداخلية النشيطة، هذا فضلاً عن تجارتها الخارجية المتواضعة التي كانت عكس تجارة بريطانيا في هذه الأيام لأنها كانت تصدر المواد الأولية اللازمة للصناعة.

تُرى إلى أي عمق نفذت الحضارة الرومانية في حياة بريطانيا وروحها في الأربعة القرون التي سيطرت فيها روما على الجزيرة؟ لقد صارت اللغة اللاتينية لغة السياسة، والقانون، والأدب، والأقلية المتعلّمة في البلاد، لكن اللسان الكلتي بقي سائداً في الريف وبين عمال المُدن، ولا يزال يقاوم حتى الآن في ويلز وفي جزيرة مان. ونشرت المدارس الرومانية القراءة والكتابة في بريطانيا، وعينت الصورة الرومانية لحروف الهجاء الإنجليزية، وغمر اللغة الإنجليزية سيل من الكلمات اللاتينية. وبنيت هياكل للآلهة الرومانية، ولكن الرجل العادي ظل يمجّد الأرباب والأعياد الكلتية، وحتى المُدن الكبرى نفسها لم تمد روما فيها جذوراً باقية؛ وكل ما في الأمر أن الأهلين خضعوا كارهين لحكم استمتعوا في ظلّه بسلم مثمر ورخاء لم تستمتع الجزيرة بمثله إلا أيام الانقلاب الصناعي.

الهامش

  1. ^ Maiden Castle. English Heritage. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. http://www.english-heritage.org.uk/server/show/nav.15733. Retrieved on 2009-05-31 
  2. ^ "Maiden Castle". Pastscape.org.uk. Retrieved 2009-05-27{{cite web}}: CS1 maint: postscript (link)

المصادر

ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

انظر أيضاً