سلطنة سنار

(تم التحويل من الفونج)
سلطنة الفنج بسنار

1504–1821
سلطنة سنار والدول المحيطة في 1750.
سلطنة سنار والدول المحيطة في 1750.
العاصمةسنار
اللغات الشائعةالعربية
الدين وثنية، مسيحية
إسلام (رسمياً 1523)
الحكومةملكية
مك 
• 1503-1533/4
عمارة دنقس
• 1805-1821
بديع السابع
الحقبة التاريخيةالفترة المعاصرة الحديثة
• تأسست
1504
• انحلت
1821
سبقها
تلاها
شعب الفنج
الدولة العثمانية

تأسست مملكة سنار في عام 1504 وكانت تعرف ايضا بمملكة الفونج و السلطنة الزرقاء وكان لقب السنانير يطلق علي رعاياها. و تعتبر مملكة سنار اول دولة عربية اسلامية قامت بالسودان بعد انتشار الاسلام و اللغة العربية نتيجة لتزايد الوجود العربي و التصاهر بين العرب و النوبة.

اهتم ملوك سنار بالعلم حيث اقاموا رواق السنارية في الأزهر بالقاهرة من اجل طلاب مملكة سنار المبتعثين الي هناك, وشجعوا هجرة علماء الدين الاسلامي للهجرة الي السودان للدعوه و نشر العلم. وانشاء احد سلاطين مملكة سنار و يدعي بادي الاحمر وقفا بالمدينة المنورة لاستفبال الزوار من مملكته للاقامه هناك عند زيارتهم للاراضي المقدسة ولا يزال جزء من اوقاف السودان هناك. و انتشرت ايضا الخلاوي التي تعرف ايضا بالكتاتيب في السودان لتحفيظ القران الكريم و علوم العربية و الحساب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

أصل كلمة الفنج

وردت كلمة "الفنج" في مصادر ومخطوطات كثيرة ومختلفة نذكر منها كتاب (ملوك السودان) تحقيق مكي شبيكة و(مكمايكل) في تاريخ العرب في السودان كما أيدها كتاب الطبقات لابن ضيف الله تحقيق يوسف فضل والذي يقول فيه (والملاحظ أنها تكتب في وقتنا هذا فونجاوي وليس فنجاوي.

أصل الفنج

أما أصل الفنج كما أورده المؤرخون على مختلف أشكالهم لا يزال موضع خلاف). ويقول المصدر نفسه فالفنج شعب أسود قدم من أعالي النيل الأزرق وسيطر على الجزء الجنوبي من الجزيرة ثم امتدت نفوذه على العرب الذين سبق لهم السيطرة على مملكتي علوة والمقرة في أعقاب هجرتهم في القرن الرابع عشر (1504م) أما معظمهم يسكنون الجزء الجنوبي الشرقي لمحافظة النيل الأزرق (التقسيم ما قبل 1974م).[1]

يذكر يوسف فضل في مقالته (لمحات من تاريخ مديرية النيل الازرق) عن الحفريات التي تمت بمنطقة سنجة والتي اكدت وجود بعض المجموعات البدائية التي استوطنت المنطقة في العصور السحيقة من التاريخ ويقول:

قد تمكن الأثريون من اكتشاف جمجمة انسان سنجة وتفيد الحفريات ان هذا الانسان عاش في الفترة المطيرة Fluvial التي تعاصر نفس الفترة التي شهدت هطول امطار غزيرة شملت شرق أفريقيا حيث كانت الحياة تعتمد أساساً على الصيد في مجموعات, وكان عنصر البوشمان اكثر انتشاراً مما هو عليه الآن.

وقد أثبتت الحفريات أيضا ظهور بعض الدلائل التي تدل على ان هذه المنطقة كانت إمتداداً لمملكة مروي القديمة وربما كانت المنطقة التي تمثل المركز الجنوبي لامبراطورية كوش وورثها المرويون حيث أضافوا لها مراكز إدارية وحضارية أخرى:

اختلف الباحثون كثيراً في تحديد أصل الفونج وقد أدرج بعض علماء اللغات والمقارنة والآثار نظرية أصل الفونج التي ترجع الى منطقة الشلك على النيل الأبيض وهم من المجموعة النيلية بالسودان وتحديداً الأصول القديمة للشلك واحتمال آخر انهم من بلاد برنو في غرب أفريقيا وآخرون ترجع نظرياتهم الى الأصل الحبشي. أما عن الروايات السودانية وبعض المؤرخين والأهالي انفسهم يجمعون على ان الفونج من سلالة بني أمية الذين هربوا من قيد الدولة العباسية بعد سقوط دولتهم, وترجح هذه الرواية انهم دخلوا السودان عن طريق الحبشة.

وفي عام 1772م زار الرحالة جيمس بروسي عاصمة الفونج سنار وقد أخذ وجمع ما كان متداولاً من روايات من رواة مختلفين على رأسهم أحمد سيد القوم الذي كان مدير شئون القصر الملكي أو ريس الخدم، وقد ربط بين الفونج والشلك أما آركل الذي عدل في نظريته عن تأييده المطلق الى نظرية الأصل الشلكاوي الى الأصل البرناوي بعد اخذه من رواة مملكة دارفور التي كانت ذات صلة قوية بمملكة كانم أو سلطنة برنو يقول وتقول الروايات بعد سقوط سلطان برنو عثمان قاضي بني مادي داوود اثر نزاع حول العرش (1486م) شق طريقه الى حوض حول وادي النيل وتمكن من سيطرته على الشلك أولاً ثم على مملكة سوبا ثانياً. يظهر مما سبق ذكره وخلال الطواف بتلك المنطقة القول أنهم عدا النظرية التي ترجعهم الى الاصل الحبشي، وصارت تلك الأجناس عدداً قد لا يذكر من العرب. ويمكن القول ان سلطنة الفونج كانت اسلامية وهي اول تجربة رائدة في خلق دولة موحدة ومن ملوك سنار نذكر عمارة دنقس مؤسس سلطنة الفونج (1504م) وقد كان دنقس مسلماً الا ان كثيراً من اتباعه ظلوا على الوثنية خلفه نايل وعدلان 1611 – بادي سيد القومبادي أبو دقن 1645م – بادي الأحمر 1692م ابنه الثالث 1716م، بادي أبو شلوخ 1724م الى نهاية السلطنة 1821م على يد جيش محمد علي 1821م.

لم يستكن الفونج للغزاة مطلقاً حتى قيام الثورة المهدية بعدها – ومنذ 1820م جعل محمد علي باشا عن طريق ارسال اسماعيل باشا 1821م جعل فامكة التي تبعد من الخرطوم 435 ميلاً عاصمة لمنطقة فازوغلي الجبلية وبنى فيها قصراً جميلاً ومعملاً لاستخراج الذهب مما جعل هناك صراع حول الذهب والرقيق والسلاح، فمن الانتفاضات نذكر ثورة الشريف أحمد ود طه بين رفاعة وأبو حراز وقد أعد ذلك العطاء الحربي الى عطاء اقتصادي اسهم في دعم دولة المهدية ويقود إلى ما ورد عن منطقة بني شنقول – فبعد هزيمة المهدي لملك الحبشة (منليك) وفرض شروط الصلح جاء عهد الخليفة عبد الله التعايشي، اسهمت دبلوماسيته في خلق علاقة حميمة مع ملك الحبشة منليك ويقول الاهالي ان تلك المنطقة الواقعة بين الكرمك وقيسان الى داخل الحبشة وحتى مدينة (اصوصا) الحبشية الى منطقة بني شنقول كانت أراضي سودانية ومما يدعم ذلك عدة أسباب، الأول هو أنه ما فتح محمد علي باشا السودان إلا من أجل الذهب بمنطقة بني شنقول والثاني هو عدم الفواصل الطبيعية والبيئية التي تفصل تلك المنطقة السودانية الحالية، أما الثالث هو وجود السودانيين بها حتى اليوم والذين يتبعون سياسياً فقط للحبشة دون الانتماء من ناحية الأصل والتقاليد والطباع أو حتى الشبه البيئي من شكل ولغة او خلافه. ويطابق ما ذكره الأهالي ما سرده الرحالة الايطالي بلزم Beltrum قول أحد محدثيه في بني شنقول يقول بلترم (حدثني فكي السيد) فقال (نحن سيدي نقيم في هذه الديار منذ امد قصير نحن من أهل شندي والمتمة وحلفا الذين هربوا من مناطقهم عندما أرسل محمد علي جنوده المصريين لينتقموا لمقتل ابنه إسماعيل باشا الذي أحرق حياً في شندي فعدد كبير منا في ذلك الوقت لجأ لبني شنقول والتي كانت في ذلك الوقت المدينة الرئيسية من أرض الشناقلة والبعض ذهب الى بلد فداسي بينما الباقي على الجبال المجاورة.

من الزنوج تراهم كان سيدي مكان فيهم من سكن بني شنقول قبل وصولنا والآخرين هم البرتا السود الذين جاءوا ووضعوا انفسهم تحت سلطتنا لعدم تمكنهم من ايجاد ما يمكن ان يعيشوا عليه فوق جبالهم الجدباء، والرئيس الكبير لكل هؤلاء الزنوج هو (هنكتوق) وللمزيد يمكن بحث ذلك فيما كتبه J.Spaudling وما يضيفه الأهالي من قصص حول منطقة بني شنقول. يقول الأهالي ان تلك المنطقة كانت منطقة سودانية وصارت الآن مقسمة بين السودان وأثيوبيا ويلاحظ ذلك في تقسيم الجبال الى قسمين مثل جبل (دول) بمنطقة الكرمك وجبل كشنكرو بمنطقة قيسان وما فيه من سكان سودانيين الأصل بالاضافة الى ما سبق ذكره يستمر الأهالي في سرد قصتهم (فكان يحكم تلك المنطقة حاكم سوداني) شمالي (جعلي) يطلق عليه اسم (تور الجودي).

وفي عهد الخليفة عبد الله التعايشي وعند اضمحلال حكمه وإبان المجاعة والمطامع الخارجية حاول تور الجودي الانفصال بتلك المنطقة وذلك بعصيانه للخليفة عبد الله التعايشي وعدم دفع الضرائب والرسوم الحكومية التي كانت مقررة من قبل – ولضعف نفوذ سلطات الخليفة قام بإهداء نصف المنطقة وما فيها من تور الجودي لصديقه الملك الحبشي منليك ادباً لتور الجودي ورداً لجميل سبق ان قدمه له وكان عبارة عن هدايا اقتصادية وعتاد حربي يتمثل في عدد كبير من الحصين لمواجهة ذلك الخطر الخارجي. وفيما بعد أصبحت المنطقة التي أهديت لا حبشية ولا سودانية اذا اعطى فيها منليك صلاحية الحكم بعد تور الجودي وفي شكل نظام شبيه بنظام النظار والعمد للملكة آمنة وأخيها وأصبحت من الجانب الحبشي، أما عن الجانب السوداني كان يحكم الملك ود الجاز (خوجلي ود الحسن شقيق الملكة آمنة).

وحتى عهد قريب كان في آواخر الستينيات يتمتعون بكامل الحرية وجيش خاص وحراس..وخدم وعن ذلك كتب حسن عبد الرحيم الطيب في دراسة مقارنة بين منطقة جبال النوبة وجبال الانقسنا يقول: أما الاخبار الأشبه بالأساطير هي وجود ذهب مخبأ في جبال النوبة وحوله اللعنة بمن يحاول اخذه وأساطير متشابهة عن ذهب المك خوجلي ود الحسن ملك بني شنقول في فترة المهدية والملكة آمنة زوجته المخبأ في جبل كرت في اثيوبيا وحوله سكن الجن لهذا الذهب وكذلك حول وجود الذهب او شجرة الاكسير في جبل دول بالكرمك وشجرة اخرى في طريق الأبيض.

الرصد الأنثروبولوجي

القبائل ويظهر ما ذكره (ك. م. باربر) استاذ الجغرافيا بجامعة لندن وجامعة الخرطوم سابقاً (فليس ثمة سبب معقول للاعتقاد انهم أحفاد الأمويين الذين هربوا من الحجاز بعد انهيار الدولة الاموية اذ نجد مواطني تلك المنطقة يمثلون خليطاً غريباً من السكان اذ يوجد الفونج بجوار العرب والقبائل الزنجية ومهاجري غرب افريقيا وهم قبائل الفولاني (فلاتا وهوسا والبرنو والامبررو) وباستثناء بعض المجموعات العربية المختلفة وبدون تطرف للفروع هي:

  1. الكماتير (جزء من قبيلة القواسمة)
  2. الهمج
  3. الأشراف
  4. الفونج
  5. الجبلاويين
  6. همج تورناسي (منطقة الكيلي)
  7. الانقسنا
  8. الكدالو
  9. القمز
  10. البرون
  11. الأدك
  12. الكوما
  13. الوطاويط (وهم المولدون "عربا – برتا)
  14. الراقريف
  15. المشنة وهم من أصل اثيوبي يسكنون مع الكماير في منطقة الجرف شمال الروصيرص
  16. الشنانة – او الشناني – وهم مولدون (حبش – قالا) اذ نجدهم من الأصل الاثيوبي كما يطلق اسم شناشو عليهم والتشابه وأصبح بين شناشة وشناجو او سناشو.
  17. مجموعة عمودية قلي وهم ينتمون لاصول مختلفة ويكون بعضهم جماعات لها مميزاتها الاجتماعية الفريدة المميزة.
  18. المجموعات الغربية (كنانة – رفاعة – البطاحين)

اللغة

1- العربية نجد إن العربية هي اللغة التي يستعملها الكماتير والاشراف والفونج.

2- البرتا كلمة تطابق اللغة اكثر من انطباعها على قبيلة معينة بل كلمة برتا تعني عبد فهو معنى قديم كان يستعمله المولدون (الوطاويط) وهو الاسم الذي قد يطلقه البرتا رداً على ذلك وكلمة برتابلا Bertabala تعني ولد او انسان صغير مجازاً ونجد ان لغة البرتا هي اكثر اللغات شيوعاً في المنطقة ومنها اشنقن او تولدن لغة الجبلاويين وبرتا اثيوبيا (منطقة بني شنقول) ومنطقة الكرمك والهمج تورناسي (الكيلاوبين) سكان جبل الكيلي كما يجيدها كلغة ثانية افراد قبيلة الراقديق. اما الوطاويط والمشنة نجدهم يتكلمون العربية والبرتاوية في آن واحد نجد ان لغة البرتا اخف اللهجات تليها الجبلاوية شم لغة الهمج ولغة الهمج في طريقها الى الانقراض لأن في العام 1976م لغة الهمج في قلي كان يتكلمها فقط 4 أشخاص.

ثم نجد الانقسنا بلهجاتها المختلفة الشديدة التشابه اذ نجد بعض الكلمات الانقسناوية التي تشابهلغة البرتا مثل كلمة جمل نجدها بالبرتاوية والانقسناوية على السواء هي كمبل Cambal والنوباوية وهي Comblang وهي قريبة من الكلمة الانجليزية Camel وغيرها من الكلمات المتشابهة وتليها لغة القمز بلهجاتها المختلفة بما فيها لغة الكدالو بانواعها ولغة البرون تشمل لهجات الشركم والجمجم اما لغة الرقاريق فنحن في الأصل برتاوية. ويقول الاستاذ عبد الله الياس من قبيلة الرقاريق انها قد تكون عصارة لغات البرتا والهمج والانقسنا وهي شبيهة بلغة البرون. كما نجد الأدُك والكومسا وهم سكان جبل واحد يقع غرب الكيلي وهم يعتبرون من اقدم سكان جنوب الفونج الأصليين اما سكان الجبال التابعة لعمودية قلي مثل طولق سدا (Silak) السيلك الو Alu ومقجة وهي خليط من جهات متشعبة وتحتوي لغاتها كلمات عربية ونيلية نجدها اشتقاقية بالاضافة لاستعمالها اللهجة العامة ونجد أيضاً لهجات برتاوية وانقسناوية ولغة الفنج القديمة وبحكم الجوار منذ القدم وهم جنوب الفونج القديمة. وكذلك تمر لغة المشنة والشناشة بنفس هذه الرحلة.

نجد أن القبائل التي يصل عددها الى ثماني عشرة قبيلة رئيسة تتكلم تسع لغات وعدد كبير من اللهجات الاشتقائية هذا ويندر بل ينعدم وجود من لا يعرف اللغة العربية في منطقة جنوب النيل الازرق (جنوب الفونج). وتقل معرفة اللغة العربية كلما أوغل الفرد في الجنوب.

قبائل الأدُك والكوما والبرون

وقد تم انتشار اللغة العربية بتأثير العرب الرحل. كنانة رفاعة الهوى وجماعات الطرق الصوفية والتجار ودعمها اخيراً الموظفون من مختلفة القطاعات الحكومية. اما عن اللغة عموماً فنجد صعوبة في معرفتها معرفة تامة وقلة المعلومات عن هذه القبائل ولغاتها في الكتب والمراجع اذا ما قورنت بكتابات Setiy man. Sf nodal عن النوبة نجد من الظواهر وجود اسماء جبال وقرى البرتا تبدأ بالفاء مثل فامكا – فازغلي- فالبد- فابيقو- فارنجا – فافشن – فأغرو- فادميه – فادقا. كما نجد هذه التسمية في المنطقة المشابهة وهي منطقة جبال النوبة مثل طابولي Tabuli طارتانج Tartang طازيا. يقول الفونج انها أسماء سريانية وهي تلك الاماكن التي زارها الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك.

الزينة و التشابه البشري الحضاري

نجد الاشتراك في القامة المتوسطة والبشرة السوداء والشعر القصير (القرقدي) يقولون عن العادات ان العرب عندما دخلوا السودان رأوا ان يميزوا فاختاروا لانفسهم علامات او شلوخ مميزة لها عن سواهم ولا سيما في وقت الحروب والغارات التي كانت تشنها على بعضها وكذلك كان الحال اذ نجد الشلوخ (الوشم القبلي) هنا على هيئة ثلاثة خطوط رأسية مطارق على الخدين يستعملها البرتا والجبلاويين وبعض الهمج وكما نجدها عند (نوبا كادوقلي –كذلك نجد الوطاويط يحملون سمات نفس الشلوخ التي تحملها القبائل العربية التي ينتمون اليها).

اذ نجد الشلوخ (الوشم القبلي) هنا على هيئة ثلاثة خطوط رأسية مطارق على الخدين111 يستعملها البرتا والجبلاويون وبعض الهمج وكما نجدها عند نوبا كادوقلي. كذلك نجد الوطاويط يحملون سمات نفس الشلوخ التي تحملها القبائل العربية التي ينتمون اليها. الا اننا نجد ما يميز الجبلاويين عن البرتا وذلك في الشلوخ البارزة غالباً عند الجبلاويين, اما شلوخ قبيلة البرون نجدها ثلاثة شلوخ صغيرة ويكسرون السنتين الأماميتين من الفك الأسفل بينما لا نجد الشلوخ عن الرجال بقبيلة الراقريق اما النساء فيتشلخن على بطونهن على شكل (فصود) رأسية ويكون الوشم بالحجارة الحادة فوق منطقة السرة وتحتها اعتقاداً منهم بسهولة الولادة وعدم تعسرها فهي شبيهة بشلوخ الجبلاويين والبرتا عند النساء فنجدها هنا على الذراع واليدين والصدر وفوق النهدين وكذلك الخدين اما قبائل الأدُك على ضفاف خور يابوس نجدهم يحملون علامة صليب داخل دائرة (×) ومنم الفنذة وهم تميزهم علامة بشكل الماعز وهو وشم يوضع في منطقة الكلية اليمنى او اليسرى اما الكوما فتميزهم علامة دائرية بداخلها شرطة.

وفي قبيلة الانقسنا نجد وشماً عند النساء شبيه بوشم البرتا.. اما عند الرجال وشم على الخدين او الصدر على عدة اشكال فنجد شكل العقرب وارجل الدجاج وشكل الثعبان والصليب.

والشلوخ الأفقية المترادفة – إلا انني لم اجد من يصفها من الرواة- بطريقة مكتملة وقد يعزي الامر في اتخاذها كموضة للجيل الجديد غير الملتزم بما كان سائداً قديماً اما عن ادوات التجميل فاغلبية الاهالي في المنطقة يتزينون بالسكسك والحجول المصنوعة من الفضة وتكثر الزينة عند الانقسنا وعند الأمبررو تكثر الزينة عند الرجال.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حكام سنار

أحد ملوك سنار، 1821

الأوصياء الهمج

التغني بسنار

وقف الشاعر، فرح تكتوك (أغلب الظن)، يشيع العظمة الزائلة، ويبكي مملكة سنار التي تلاشت، فقال في رثائها قصيدة اتعار فيها عبارات أبي البقاء الرندي في نونيته "لكل حال إذا ما تم نقصان"، وغيـَّر القافية فكان مما قاله:[2]

وكل شيء إذا مـا تم غـايته       أبصرت نقصاً به في الحال إجهارا
فلا يغر بصفو العيش مرتـشد       لأن إحسـانـه ما زال غـرارا
فأين عاد وشداد وما مـلكوا       وأين فرعون والنمرود إذا جارا

ثم يتفجع على سنار وتغير حالها، ودرس معالمها، وذهاب مدارسها، فيقول:

آه على بـلدة الخـيرات منـشـئنا       أعني بذلك دار الفنـج سنارا
آه عليـها وآه من مصـيـبـتـها       لم نسلها أينما حـللـنا أقطارا
فأوحشت بعد ذاك الأنس وارتحلت       عنها الأماثل بدواناً وحضارا

المصادر

  1. ^ خليل عيسى (01-12-2008). "عرض الإصدار الكامل : النيل الأزرق مهد السلطنة الزرقاء". المنتدى النوبـي العــالمــي. Retrieved 2009-06-09. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help)
  2. ^ الدكتور إحسان عباس (2003). من الذي سرق النار - خطرات في النقد والأدب. الفائزون. مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية. p. 278. ISBN 9948-416-19-8.


  • R.S. O'Fahey and J.L Spaulding: Kingdoms of the Sudan Studies of African History Vol. 9, Methuen, London 1974, ISBN 0-416-77450-4