العمارة الفرنسية

نوتردام دو پاري: الواجهة الغربية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

الروماني

المسرح المفتوح في نيم

العمارة في عصر لويس السادس عشر

هل قامت في فرنسا خلال هذه الأعوام الثمانية عشر عمارة خالدة؟ لم يقم إلا القليل فالكنائس كانت أوسع من أن يملئها من بقي من المؤمنين، والقصور أخذت تثير غيرة الجماهير التي طحنها الجوع. وكان تجدد الاهتمام بالمعمار الروماني نتيجة للحفائر التي أجريت في هركولانيوم (1738) وبومبيي (1748-63) يدعم إحياء الطرز الكلاسيكية الخطوط ذات البساطة والوقار، وواجهة الأعمدة القوصرة، والقبة الفسيحة أحياناً. وكان جاك-فرنسوا بلودنل، الأستاذ بالأكاديمية الملكية للعمارة، نصيراً متحمساً لهذه الأشكال الكلاسيكية، وأصدر خلفه جوليان-دافيد لروا في 1750، رسالة سماها "أجمل آثار الإغريق" زادت من سرعة الانتشاء بهذه الآثار. وقد نشر آن-كلودتبيير، كونت دكايلوس، بعد أن ساح كثيراً في إيطاليا اليونان والشرق الأدنى (1752-67)، ثمانية مجلدات خطيرة سماها "مختارات من الآثار المصرية، والأتروسيكية، واليونانية، والرومانية، والغالية" موضحة بعناية ببعض رسومه؛ وتأثرت دنيا الفن الفرنسي كلها حتى السلوك الفرنسي، تأثراً قوياً بهذا الكتاب فمالت إلى نبذ شطحات الباروك ونزوات الروكوكو رجوعاً إلى خطوط الطرز الكلاسيكية الأكثر نقاء. وهكذا نجد جريم يقول لقرائه 1763:

"ظللنا سنوات نبحث بحثاً جاداً عن الآثار والأشكال القديمة وأصبح الميل لها عاماً حتى عدا من الأمور المقررة الآن أن يؤدى كل شيء على الطريقة اليونانية ( La Gr(cque من العمارة إلى صنع القبعات، فنساؤنا يصففن شعورهن على الطريقة اليونانية، ووجهاؤنا يرونه عاراً إن لم يمسكوا علبة صغيرة على الطريقة اليونانية(50).

أما ديدرو، رسول الرومانسية البرجوازية، فقد استسلم فجأة للموجة الجديدة (1765) حين قرأ ترجمة لكتاب وثكلمان "تاريخ الفن القديم" وكتب يقول "يخيل إليّ أننا يجب أن ندرس القديم لكي نتعلم رؤية الطبيعة"(51). وكانت هذه العبارة في حد ذاتها ثورة.

في 1757 بدأ جاك-جرمان سوفلو بناء كنيسة القديسة جنفييف، التي نذر لويس الخامس عشر خلال مرضه في متز أن يشيدها للقديسة راعية باريس حالما يتماثل للشفاء. وأرسى الملك بنفسه حجر الأساس، وأصبح بناء هذا الصرح "الحدث المعماري العظيم في النصف الثاني من القرن الثمن عشر" في فرنسا(52). وقد صممها سوفلو على شكل معبد روماني، برواق من قوصرة منحوتة وأعمدة كورنثية، وأربعة أجنحة تلتقي في صليب يوناني في خورس أوسط تحت قبة ثلاثية. واتسمت كل مرحلة تقريباً من مراحل البناء بالجدل . ومات سوفلو في 1780 بعد أن أرهقته وفتت في عضده الهجمات التي شنت على تصميمه، وخلف البناء ناقصاً. وتبين أن الركائز التي صممها لتحمل القبة أضعف من أن تحملها، فأحل شارل-أتيين كوفلييه محلها-من الأعمدة تفوقها جمالاً. وحولت الثورة هذه الرائعة من روائع إحياء الفن القديم من هدفها الديني إلى هدف دنيوي؟ فسمتها من جديد البانتيون تذكاراً لرائعة ماركوس أجريبا في روما، لتكون مثوى لــ "جميع آلهة" النظام الجديد، حتى فولتير، وروسو، ومارا، ولم تعد كنيسة مسيحية، بل غدت مقبرة وثنية؛ وقد رمزت في عمارتها ومصيرها إلى انتصار الوثنية المطرد على المسيحية.

وأحرز الشكل الكلاسيكي نصراً آخر في كنيسة المادلين (المجدلية) الأولى التي بدئ تشييدها عان 1764، فحلت صفوف الأعمدة والأجنحة المستوية السقوف محل العقود والبواكي، وغطت الخورس قبة. وأطاح نابليون بها كلها قبل أن تنجز لتحل محلها كنيسة المادلين التي تتبوأ مكانها اليوم والتي هي أشد إمعاناً في الكلاسيكية.

كان هذا الانقلاب إلى الطرز الكلاسيكية الوقورة، بعد إسراف الباروك المتمرد في عهد لويس الرابع عشر وأناقة الروكوك اللعوب في عهد لويس الخامس عشر، جزءاً من الانتقال إلى "طراز لويس السادس عشر" في عهد لويس الخامس عشر نفسه-وهو طراز البناء، والأثاث، والزخرفة الذي سيتخذ اسم الملك الذي أطاحت الجيلوتين برأسه. وضبط الفن نفسه فتحول عن المنحنيات الكثيرة والزخارف المسرفة إلى البساطة المقتصدة، بساطة الخطوط المستقيمة والشكل البنائي. وكان اضمحلال المسيحية قد انتزع من التسامي القوطي المفرط قلبه، ولم يترك للفن ملاذاً غير تحفظ رواقي تجرد من الآلهة وتشبث بالأرض.

أما أعظم المعماريين الفرنسيين في هذا الجيل فهو جاك-أنج جابرييل، الذي أورثه أسلافه العمارة في عروقه. عهد إليه لويس الخامس عشر (1752) بإعادة بناء قلعة قديمة في كونبيين، فجمل مدخلها ببوابة إغريقية ذات أعمدة دورية، وكورنيش بدنطيل (مسنن)، ودرابزين خالٍ من الزخرف. ونهج هذا النهج من التصميم في إعادة يناء الجناح الأيمن في قصر فرساي (1770). وأضاف لهذا القصر (1753-70) داراً أنيقة للأوبرا. وبفضل الأعمدة المستوية، والكرانيش الرقيقة النقوش، والدرابزين الجميل، أصبحت هذه الدار من أجمل المباني الداخلية في فرنسا. وحين سئم لويس ما في حياة البلاط من علنية وتكلف، لجأ إلى جاربييل ليبني له "بيتاً صغيراً" تستره الغابات وأختار جابرييل موقعاً يبعد ميلاً عن القصر، وشاد عليه بطراز النهضة الفرنسية "البتي تريانون" (1762-68). هنا كانت بومبادور تمني النفس بالاستمتاع بحياة العزلة والدعة وهناك مرحت دوباري وقصفت برهة، ثم جعلته ماري أنطوانيت منتجعها المفضل كأنها الراعية الملكية في تلك الأيام الخلية السعيدة والشمس ما تزال تشرق على ربوع فرساي.

الحداثيون والمعاصرون

رئيسي: العمارة الحداثية في فرنسا

بعض مشاهير المصممين والمعماريين الفرنسيين الحداثيون والمعاصرون:

أمثلة في فرنسا:

انظر أيضاً


الهامش