جريدة الأهرام

(تم التحويل من الأهرام (جريدة))

"هذه المقالة عن جريدة الأهرام، الرابط المباشر للجريدة"

جريدة الأهرام
Ahram.gif
شعار جريدة الأهرام
نوعجريدة يومية
سنة التأسيس1875

المالكمؤسسة الأهرام
الناشرمؤسسة الأهرام
السعر1.25 جنيه مصري للعدد اليومي
المقر الرئيسيالقاهرة، مصر

الموقع على الويب: http://www.ahram.org.eg
الصفحة الأولى من العدد 1216 الصادر يوم 3 أكتوبر 1881

صحيفة الأهرام هي صحيفة مصرية. تأسست في 27 ديسمبر 1875 على يد الأخوين بشارة و سليم تقلا، و صدر العدد الأول في 5 أغسطس 1876. في المنشية بالإسكندرية. بدأت كجريدة أسبوعية بأربع صفحات. ثم تطورت الى يومية. يرأس تحريرها حاليا أسامة سرايا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

أول صفحة من أول عدد صادر من جريدة الأهرام في السبت الموافق 5 أغسطس 1876 من الإسكندرية.

تعد جريدة الأهرام أعرق وأقدم جريدة عربية ما زالت مستمرة حتى الآن، رغم مرور أكثر من مائة عام على مولدها بالإسكندرية في 27 ديسمبر 1875 على يد الأخوين بشارة و سليم تقلا، وصدر العدد الأول في 5 أغسطس 1876. وقد عاصرت هذه الجريدة العريقة ثلاثة قرون، ولدت في أحدها، وعاشت في الآخر، وما زالت مستمرة في الثالث، بفضل تقاليد أرساها الآباء المؤسسون لها، وسار على هداها من جاء بعدهم، وهو ما كفل لها الحياة في كل العصور، والتعايش مع كل الأنظمة، بأسلوب متزن غلّب فيه روادها الأوائل تقاليدَ المهنة وأصول العمل الصحفي على أثواب الحزبية والمذهبية والأيدولوجية والالتصاق المبالغ فيه بالسلطة، وهو ما حقق لها الصمود أمام عاديات الزمن، وتقلب الأنظمة، وغياب الحرية الذي عانت الصحافة منه طويلا.

ولدت الأهرام بالإسكندرية في شارع البورصة المتفرع من ميدان القناصل (المنشية حاليا) في يوم السبت (15 من رجب 1293هـ = 5 من أغسطس 1876م) على يد الأخوين الشاميين: بشارة تقلا وسليم تقلا، وكانت الإسكندرية في ذلك الوقت تعج بالأوروبيين والشوام، كما كانت أحد المراكز التجارية المهمة على البحر المتوسط.

وقد بدأت الأهرام في الصدور أسبوعيا، وتعهد مؤسسها بعدم الخوض مطلقا في "الشئون البولوتيقية" أي الشئون السياسية، غير أنه لم يستطع الوفاء بهذا التعهد، وهو ما عرّضه للاصطدام مع السلطة.

في عددها الأول دعت الجريدة "أصحاب الأقلام البليغة أن يزينوا من وقت لآخر الجريدة بما يسطرونه من بديع الكتابة والحكم والفوائد التي يلتذ باجتنائها كل ذي ذوق سليم"، ولم يمض وقت طويل حتى اجتذبت صفحات الأهرام كُتابا من ذوي الرأي كتبوا على صفحاتها، ومنهم الإمام محمد عبده الذي كان حينئذ أحد مجاوري الأزهر، وكتب في البدايات عن "التمدن البشري".

اختارت الأهرام يوم السبت لصدورها الأسبوعي، لكن صعوبة وصول الجريدة إلى الشام في وقت مبكر نسبيا -نظرا لبعض الأمور الملاحية- جعلها تصدر يوم الجمعة في بعض الأحيان، وبعد مرور نحو شهرين على صدور الأهرام أصدر الأخوان "تقلا" جريدة يومية تسمى "صدى الأهرام" في (21 رمضان 1293هـ = 10 أكتوبر 1876م)، وهي تعد أول جريدة يومية تصدر في مصر.

وكانت الأهرام الأسبوعية قد بدأت بأربع صفحات، يبلغ طول الصفحة 43 سم، وعرضها 30 سم، واستخدمت في بدايتها خطا كبيرا في الكتابة، ثم تحولت إلى خط أصغر؛ لتتمكن من نشر أكبر كمية من الموضوعات، وركزت اهتمامها على الأخبار الخارجية؛ إذ عاصرت الجريدة في تلك الفترة الحرب التركية- الروسية، وكانت ميالة في تغطيتها للدولة العثمانية.

الصفحة الأولى في الأهرام، عدد 15 سبتمبر 1882، تحتفل باحتلال الإنگليز العاصمة القاهرة.

أفسحت الأهرام الأسبوعية صفحاتها لمقالات الإمام محمد عبده الإصلاحية، ومقالات "جمال الدين الأفغاني"، و"جمعية الأحباء" التي رأسها "يعقوب صنوع"، والتي طالبت بالعناية بالتربية والتعليم.

استحدثت الأهرام في تلك الفترة المبكرة سنة (1297هـ = 1879م) بعض الفنون الصحفية التي لم تكن تعرفها الصحافة المصرية، ومنها "الحديث الصحفي" مع كبار السياسيين ورجال الفكر، وكان من أبرز تلك الأحاديث الحوار الذي أجراه "بشارة تقلا" مع الخديوي إسماعيل، وهو ما غير النظرة للصحافة التي كان ينظر إليها على أنها "حرفة دنيئة"!. كما قام بشارة بأول "رحلة صحفية" يقوم بها مندوب للأهرام، في عام (1298هـ = 1880م) وكانت إلى بلاد الشام.

أولت الأهرام في بداية نشأتها اهتمامها الأكبر إلى الأحداث الخارجية، وكان اهتمامها بالأحداث المحلية قليلا، ولعل ذلك يرجع إلى طبيعة الترخيص الذي حصلت عليه لصدورها، وهو ما جعلها ترسل وكلاء لها في 12 مدينة بالشام، في حين لم يتعد وكلاؤها في مصر 6 فقط، ورغم ذلك فقد أدرك مؤسسوها أنه لا بد من ضخ الدماء المصرية في الجريدة حتى تستطيع الاستمرار والبقاء والمنافسة.

وقد كانت الأهرام منذ صدورها الأسبوعي تهتم بالأخبار الرصينة، وتمتنع عن التوافه، وكان سليم تقلا يرى في الصحافة رسالة ووظيفة تأبى على حاملها أن يزل في لفظ أو يخطئ في تعبير؛ لذلك كان يأنف الطعن في الأشخاص والهيئات، ويتحرى الدقة فيما ينشر.

وكان أسلوب الأهرام أكثر سلاسة ووضوحا من الصحف المعاصرة لها؛ إذ استطاع سليم وبشارة -وكانا من ذوي الثقافة الفرنسية، ويمتلكان حظا وافرا من الثقافة والبيان العربي- أن يشقا للأهرام وللصحافة المصرية والعربية أسلوبا جديدا في الكتابة الصحفية، يبتعد عن السجع وأساليب الكتابة الإنشائية التقليدية، واعتمدا على اللغة الرصينة السهلة التي تلائم طبيعة الصحافة السيارة التي تخاطب القراء على اختلاف ثقافاتهم.

واجهت الأهرام في بواكير هذه المرحلة من حياتها خصومة مع القصر، عندما كتبت مقالها "ظلم الفلاح" الذي انتقدت فيه تصرفات الخديوي إسماعيل المالية، فقبض على بشارة تقلا، ثم أفرج عنه في (جمادى الآخرة 1296هـ= مايو 1879م) بعد تدخل القنصل الفرنسي، وكان لذلك أثره فيما بعد؛ إذ انتهجت سياسةً تمسك بالعصا من المنتصف وتعطي المعلومة وتتجنب الرأي إلى حد كبير.

ويعد العدد (152) من الأهرام عددا فريدا في تاريخها؛ فللمرة الأولى تخرج وفي صفحتها صورة كبيرة للخديوي الجديد "توفيق"، وهو أمر لم يتكرر إلا بعد عامين؛ إذ كان هناك اعتقاد بأن نشر الصور يخرج الجريدة عن وقارها!


الأهرام في سطور

أسسها الأخوان سليم وبشارة تقلا في مدينة الإسكندرية بعد أن منحتهما حكومة الخديوي إسماعيل ترخيصا لإصدار الجريدة في 5 أغسطس 1876، لتكون بذلك أقدم صحيفة عربية مستمرة في الصدور حتى الآن. بدأت الأهرام كصحيفة أسبوعية ، ولكن بعد مرور أقل من 5 سنوات وفى 3 يناير 1881 تحولت إلى صحيفة يومية ، وهو ما استمر عليه الحال حتى الآن. وخلال تاريخها الطويل، اتخذت الجريدة من ميدان القناصل أمام بنك الرهونات بمدينة الإسكندرية مقرا لها ، قبل أن تنتقل إلى شارع مظلوم بمدينة القاهرة في 3 نوفمبر 1900 ثم إلى المقر الحالي بشارع الجلاء في قلب العاصمة المصرية اعتبارا من 1 نوفمبر 1968كان سليم تقلاً (LINK) هو أول رئيس لتحرير الأهرام (1876 – 1892 )، وتلاه شقيقه الأصغر بشارة، أما الآن، فيتولى الأستاذ صلاح الغمري منصب رئيس مجلس والأستاذ أسامة سريا، منصب رئيس التحرير. وتضم قائمة من تولوا مسؤولية إدارة الأهرام ورئاسة تحريرها على مدار 130 عاما، عددا كبيرا من أعلام الصحافة والأدب، من بينهم خليل مطران ومحمد حسنين هيكل وفكري أباظة وإحسان عبد القدوس. وحرصت الأهرام منذ نشأتها على تقديم النخبة من الأدباء والمفكرين لقرائها عبر مقالات دورية من بينهم : أحمد لطفي السيد وحمود سامي البارودي وأحمد شوقي ومصطفى لطفي المنفلوطي وطه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وزكى نجيب محمود وبنت الشاطئ ويوسف إدريس وثروت أباظة ولويس عوض وعبد الرحمن الشرقاوي وإحسان عبد القدوس. تصدر جريرة الأهرام حاليا ثلاث طبعات يومية محليا، إلى جانب طبعة دولية تطبع يوميا بعد أن تنقل صفحاتها بواسطة الأقمار الصناعية في لندن ونيويورك وفرانكفورت، وطبعة عربية تطبع في دبي والكويت وطبعة إليكترونية تتيح لعشاق الأهرام متابعة في أي وقت ومن أي مكان في العالم على شبكة الإنترنت


الأهرام تاريخ و أرقام

صدر العدد الأول من الأهرام منذ 130 سنة، يوم 5 أغسطس 1876، وبذلك فهو أعرق صحف العالمين العربي والثالث، ومن أقدم صحف العالم. انتقل الأهرام من مبناه بشارع مظلوم إلى مبناه الجديد بشارع الجلاء، يوم أول نوفمبر سنة 1968، وهو واحد من أحدث المباني الصحفية في العالم، ويعتبر من أرقاها وأكثرها كفاءة وتطورا. ويضم مبنى الجلاء الرئيسي مطبعة صحفية جديدة تستخدم أحدث تكنولوجيا طباعة الأوفست، على غرار المطابع الصحفية بمدينة 6 أكتوبر. كما يتم به تجهيزات ما قبل الطبع للأهرام اليومي وصحف الأهرام الأخرى إلى جانب صحف العملاء. كما توجد به الإدارات المتعددة وهى: التحرير ومركز الأهرام للإدارة والحسابات الإلكترونية (أماك) ومركز الأهرام للترجمة والنشر والتوزيع والاشتراكات والاستيراد والتصدير والإدارة الهندسية والمشروعات وشئون العاملين والحسابات والشئون القانونية والمركز الطبي وإدارة مباني الأهرام وإدارة الأمن والبريد والاتصالات. وتضم مباني الجلاء الجديدة الواقعة بجوار المبنى الحالي عدة أنشطة أخرى مثل الإصدارات وبعض المراكز المتخصصة وهى:

  • - طبعة الأهرام الدولية.
  • - الطبعة العربية.
  • - الأهرام الاقتصادي.
  • - الأهرام العربي.
  • - نصف الدنيا.
  • - الأهرام الرياضي.
  • - الأهرام المسائي.
  • - الأهرام وبكلى.
  • - مجلة علاء الدين.
  • - مجلة السياسة الدولية.
  • - مجلة الديمقراطية.
  • - الأهرام أبدو.
  • - مجلة لغة العصر.
  • - مجلة البيت.
  • - وكالة الأهرام للصحافة.

كما تضم أحدث مكتبة علمية تستعين بالكمبيوتر لخدمة البحث العلمي، ووكالة الأهرام للتوزيع، ومركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ومعهد الأهرام الإقليمي للصحافة، والإعلانات، ووكالة الأهرام للإعلان، والإعلانات المبوبة، وإعلانات الإصدارات، وبعض أنشطة مركز أماك، وتشمل أحدث مركز تدريب في مجال الحاسبات، والنشر الالكتروني، وخدمات الإنترنت، والأرشيف الالكتروني، ومركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات، وقاعات للندوات، وقاعة كبرى للمؤتمرات، مجهزة بأحدث الوسائل السمعية والبصرية والترجمة الفورية، تسع 500 شخص، وقاعة معارض كبيرة، ومسجد يسع حوالي 400 مصل، وأستوديو الأهرام لخدمات الفيديو. وتضم منشآت الأهرام في قليوب مطابع الأهرام التجارية وشركة سيسب وورش المشروعات وورش وكالة الأهرام للإعلان والمخازن. وللأهرام فرع بالإسكندرية يضم العديد من الإدارات مثل التحرير والإعلانات والتوزيع ومركز الكمبيوتر (أماك)، وكذلك مبنى العامرية ويضم ورشا ضخمة لوكالة الأهرام للإعلان. منذ يومه الأول، يولى الأهرام البعد القومي العربي الأهمية الجديرة به، فقد كان على الدوام نافذة للمفكرين والرواد. حرص الأهرام على أن يقدم لقارئه آراء كبار القادة والعلماء والمفكرين على اختلاف مدارسهم واتجاهاتهم.


الأهرام معلومات أساسية

رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الأهرام


لسان كل المصريين

توقفت الأهرام الأسبوعية عن الصدور يوم الخميس (28 من محرم 1298هـ= 30 من ديسمبر 1880م) أي بعد (232) أسبوعا من صدورها، احتجبت خلالها مرتين إحداهما بسبب مقال "ظلم الفلاح".

وفي يوم الإثنين صدرت الأهرام اليومية في الإسكندرية في (1 من صفر 1298هـ = 3 من يناير 1881م)، وحمل هذا العدد رقم (1003). ويذهب المؤرخ الدكتور "يونان لبيب رزق" في كتابه "الأهرام ديوان الحياة المعاصرة" إلى أن هذا الرقم هو تسلسل لجريدة الأهرام الأسبوعية، وجريدة "صدى الأهرام" وجريدة "الوقت" التي أصدرها الأخوان تقلا.

انتقلت الأهرام إلى القاهرة في "شارع مظلوم" في (رجب 1317هـ= نوفمبر 1899م)، وعرف عنها تأييدها للنفوذ الفرنسي الثقافي والاقتصادي في مصر، ولم يكن ذلك ناجما عن ميلها الشديد إلى فرنسا فقط بقدر ما هو ناجم عن كراهيتها للاحتلال الإنجليزي، برغم انتقاداتها الشديدة للثورة العرابية وزعيمها أحمد عرابي.

وقد بدأت الأهرام في مهاجمة الاحتلال الإنجليزي في (ربيع أول 1301هـ= يناير 1884م) ووقفت ضد سياسة إخلاء السودان من الجيش المصري، وتعطلت شهرا عن الصدور بسبب هذا الموقف، وناصرت الزعيم الوطني مصطفى كامل، وفتحت صفحاتها لنشر مقالاته، كما حاربت الإنجليز في خططهم في قناة السويس والتعليم، وكان لها أثر كبير في رفض أعضاء "مجلس شورى القوانين" لميزانية الدولة في (1311هـ= 1893م)، ونادت في "ثورة 1919" بأنها صحيفة مصرية للمصريين، وفتحت صفحاتها للكتابة الوطنية. واعتبر البعض أن الفترة التي عاصرت ثورة 1919 كانت استثنائية في حياة الأهرام؛ لأنها كانت لسان "حزب الوفد المصري"، إلا أنها كانت تنطلق من موقف وطني قومي وليس حزبيا.

بعد الحرب العالمية الأولى وفي فترة ما بين الحربين زادت الأهرام من عدد صفحاتها، وتوسعت في معالجة كافة الموضوعات، وأنشأت لأول مرة شبكة من المراسلين لها في أنحاء مختلفة من العالم، وسبقت جميع الصحف باستعمالها ماكينات طباعة متقدمة سنة (1339هـ= 1920م)، كما أفسحت صفحاتها للشعراء، مما أذاع صيتهم؛ فنشرت معظم إنتاج "خليل مطران" و"أحمد شوقي"، وسمت ديوانه بالشوقيات، ولقبت حافظ إبراهيم بـ "شاعر النيل"، و"خليل مطران" بـ "شاعر القطرين".

وقد تعاقب على رئاسة تحرير الأهرام عدد من الرواد الكتاب والأدباء، منهم: سليم تقلا، وبشارة تقلا، وخليل مطران، وداود بركات الذي أمضى محررا ورئيسا لتحريرها (35) عاما، وكان يعد مرجعا لكل حادث في مصر منذ احتلالها، وجبرائيل تقلا الذي نقل الأهرام نقلة كبيرة، واستخدم أرباح الأهرام في تدعيم وجودها الصحفي بشراء أحدث المطابع، وقام بتجديد الصحافة شكلا وموضوعا وطباعة، والذي قيل عنه: "كانت الأهرام تسبق الصحف الأخرى بعشر سنوات، وكان تقلا باشا يسبق الأهرام نفسها بمائة عام على الأقل".

ويعتبر جبرائيل تقلا من أهم مَن أثر في مسيرة "الأهرام"؛ لأنه وضع لها عددا من التقاليد ما زالت تسير عليها حتى الآن، منها أن تكون جريدة لجميع المصريين وليست جريدة سلطة أو حزب، ولا تهبط في خصومتها إلى حد الإسفاف والقدح الشائن.

ورأس تحرير الأهرام أيضا "أنطوان الجميل" الذي كان يؤمن بالوقوف في الوسط إذا تنافرت الأحزاب، وضرورة أن يمتلك الصحفي الحس الأدبي، ووجوب الأمانة الصحفية قبل السبق الصحفي؛ إذ كان شعار "الصحافة أولا" في الأهرام هو الغالب فيها، فـ"لم يكن للأهرام طعم ولا لون خاص، ولكن كانت تجمع في صفحاتها كل الألوان والأطعمة، تقدمها في براعة ورقة وأمانة". ورأس تحريرها أيضا "أحمد الصاوي" و"عزيز مرزا" و"محمد حسنين هيكل" و"علي أمين" و"أحمد بهاء الدين" و"يوسف السباعي"، و"علي حمدي الجمال"، و"إبراهيم نافع".

مؤسسة الأهرام

سليم تقلا
بشارة تقلا

وقد خطت "الأهرام" منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، تحت رئاسة التحرير من قبل "محمد حسنين هيكل"، خطوات واسعة في تدعيم وجودها كصحيفة قومية تعبر إلى حد كبير عن رأي الدولة، بعد عملية تأميم الصحافة وإلحاق ملكيتها بالدولة، ومن ثم كان البعض يتلمس رأي وموقف الدولة المصرية من خلال صفحات الأهرام.

وعندما انتقلت الأهرام إلى مبناها الجديد في "شارع الجلاء" في (2 ذي القعدة 1387هـ= 1 فبراير 1968) شهدت توسعا كبيرا وتدعيما لوجودها المؤسسي؛ فوسعت خدماتها، وأنشأت عددا من المراكز المتخصصة، منها "مركز الأهرام للإدارة والحاسبات الإلكترونية" و"مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية" في (1388هـ=1968م)، و"مركز الميكروفيلم" في (المحرم 2139هـ= مارس 1969م) الذي يحتفظ بأعداد "الأهرام" منذ نشأتها، ومركز الترجمة والنشر في (1395هـ= 1975م) الذي تصل فيه عدد اللغات التي ينقل إليها ومنها 14 لغة في جميع فروع المعرفة والعلم، وهو مركز اعتمدته "الأمم المتحدة" والمنظمات التابعة لها في ترجمة وثائقها ودراساتها، كما أنشأت الأهرام عددا من المؤسسات التجارية، منها "وكالة الأهرام للإعلان" و"مطابع الأهرام التجارية".

وافتتحت الأهرام مبنى آخر جديدا في شارع الجلاء في عام (1414هـ= 1993م). وتصدر مؤسسة الأهرام عددا من الجرائد والمجلات، منها: الأهرام اليومية، والأهرام الدولية، والأهرام المسائي، والأهرام ويكلي باللغة الإنجليزية، والأهرام إبدو باللغة الفرنسية، ومجلة الشباب، والأهرام الاقتصادي، والأهرام الرياضي، والسياسة الدولية، ونصف الدنيا، وعلاء الدين، وأحوال مصرية، والديمقراطية، ولغة العصر، والبيت. وتتبع الأهرام المجلس الأعلى للصحافة التابع لمجلس الشورى.

سياسة الأهرام

الصفحة الأولى من العدد 609 الصادر يوم 21 أبريل 1879

نشأت مع ميلاد الأهرام مجموعة من التقاليد الأصيلة التي سارت عليها، ولم تتخطها طوال تاريخها الطويل ومع تقلبات العصور، وهو ما منحها الاعتراف بقدرها وثقة القراء والمثقفين في آرائها، فهي جريدة محافظة ذات أصالة في الشكل والموضوع، تحافظ على وقارها، فلا توجد صور فاضحة أو نكات خارجة، أو نقد مقذع أو هجوم عدائي، ولكن كان الاعتدال والاتزان هما بضاعتها التي روجتها في عمرها المديد، ولعل هذا مما جعلها مفتوحة أمام جميع الكتاب والآراء، يلتقون على صفحاتها ولا يختلفون في احترامها وإجلالها، فكانت لسان جميع الأحزاب والسياسيين، أو هي لسان مصر بجميع تياراتها.

كذلك التزمت الأهرام بعدم التورط في الصراعات الحزبية والسياسية، حتى قيل عنها بأنها "صحيفة بلا موقف"، ولعلها في ذلك كانت تؤثر المهنة وتقاليدها على الحزبية وإثارتها، وهو سعي جعل الجريدة تأخذ في مسيرتها الطويلة الصفة المؤسسية التي يطول عمرها وتزداد عراقتها، يضاف إلى ذلك أن الاتزان في المدح والقدح كان منهجها القويم، فلم توجد لها عداوات صارخة، وهو مبدأ أرساه "سليم تقلا" في وصيته لكل محرر جديد بقوله: "إذا رأيت كلمة تقولها يخسر معها شخص قرشا وتربح الأهرام آلافا، فلا تقلها، ولو خسرت الأهرام فوق الربح المنتظر أضعافا".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التأريخ الإخباري

وصف الدكتور طه حسين الأهرام بأنها "ديوان الحياة المعاصرة"؛ فالأهرام ليست صحيفة امتد بها العمر حتى شاخت ووصلت من الحياة إلى أرذل العمر، ولكن مرور الزمن كان يزيدها أصالة، ومن ثم فهي صحيفة تحمل على ظهرها تاريخا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، محليا ودوليا؛ فشمولها للأحداث جعلها ديوانا للأحداث بلغة عصرها وانفعالاته واهتماماته.

وتشير بعض الدراسات التاريخية إلى أن ظهور الصحافة قد أدى إلى القضاء على مرحلة في التأريخ تسمى بـ"الكتابة الإخبارية"، وهي الكتابة التي تقوم على تتبع الأخبار وفقا لتسلسلها الزمني، وكان آخر كتابين في هذا الفن من التأريخ قد ظهرا قبل مولد الأهرام بقليل، وهما "الكافي في تاريخ مصر القديم والحديث" لميخائيل شاروبيم، و"حقائق الأخبار في دول البحار" لإسماعيل سرهنك، ثم جاءت الصحافة -وعلى رأسها الأهرام- واحتلت مكانة التأريخ الإخباري دون منازع، فكانت مرحلة فارقة في التدوين التأريخي.

فضائح

الصورة التعبيرية

صورة معدلة حاسوبياً ليظهر الرئيس مبارك في المقدمة في حفل افتتاح المفاوضات المباشرة بالبيت الأبيض في 4 سبتمبر 2010.


تغطية الأهرام ليوم الغضب

غداة المظاهرات العارمة التي عمت مصر في يوم الغضب 2011، طالعت الأهرام قراءها بالتالي:

شيكولاته وورد في عيد الشرطة

تبادل المواطنون الشيكولاتة والورد مع رجال الشرطة بالمحافظات، تعبيرا عن البهجة بأعياد الشرطة. وشهدت المحافظات المختلفة إقبالا كبيرا من المواطنين علي نوادي الشرطة لتقديم التهنئة. وكان في انتظارهم أعداد كبيرة من قيادات الأمن التي قامت بتوزيع الحلوي علي المواطنين.[1]


أشهر الكتاب في الأهرام

أنظر أيضا

المراجع

  • يونان لبيب رزق ـ الأهرام ديوان الحياة المعاصرة ـ مركز تاريخ الأهرام، القاهرة، 1993.
  • أنور الجندي ـ الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية ـ مطبعة الرسالة ـ القاهرة ـ 1962.
  • أديب مروة ـ الصحافة العربية منذ نشأتها وتطورها ـ دار مكتبة الحياة ـ بيروت ـ 1961.
  • رمزي ميخائيل جيد ـ تطور الخبر في الصحافة المصرية ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة ـ 1985.

روابط خارجية

المصادر

  1. ^ "شيكولاته وورد في عيد الشرطة". جريدة الأهرام. 2011-01-26.

إسلام أون لاين: الأهرام.. رحلة مؤسسة       تصريح