أخبار:اسرائيل تعتقل الأستاذة نادرة شلهوب كيفوركيان، بسبب موقفها من غزة.

في 18 أبريل 2024، أمرت المحكمة الإسرائيلية باعتقال البروفيسورة نادرة شلهوب كيفوركيان، على خلفية موقفها من الحرب على غزة.[1] وذلك بتهمة "التحريض على العنف".

وقامت الشرطة الإسرائيلية باقتحام منزل البروفسورة في البلدة العتيقة في القدس، واعتقلتها واقتادتها للتحقيق في مركز "مفسيرت تصيون" قرب القدس.

ويأتي ذلك في ظل حملة التحريض التي تعرّضت لها شلهوب كيفوركيان على خلفية مواقفها المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.[2]

وتعمل نادرة شلهوب كيفوركيان كأستاذة جامعية وتدرّس في قسميّ علوم الجريمة والعمل الاجتماعي في الجامعة العبرية في القدس وهي محاضرة في القانون ودراسات المرأة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. وتحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، هي من سكان القدس الشرقية.[3]

كما نالت شهرة دولية بسبب نشاطها الأكاديمي حول النساء الفلسطينيات اللاتي تعرضن للعنف المنزلي والاعتداء الجنسي. وتدور كتاباتها حول آثار الاحتلال الإسرائيلي على المرأة الفلسطينية من وجهة نظر قانونية واجتماعية ونفسية. ولها كتاب عن «المرأة والاحتلال والعسكرة في المجتمع الفلسطيني»، وكتاب عن الأطفال الفلسطينيين ونزع طفولتهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي لا سيما أطفال القدس.

بالإضافة إلى عملها الأكاديمي، تنشط شلهوب في لجان مؤسسات فلسطينية وإسرائيلية، من بينها مركز الأبحاث مدى الكرمل، ومركز مسلك (للدفاع عن حرية الحركة).

موقفها من الحرب على غزة

في 29 أكتوبر 2023، وفي أعقاب الحرب على غزة، أرسل عميد الجامعة العبرية لشلهوب رسالة شديدة اللهجة لمعاتبتها، والطلب منها الاستقالة فوراً من منصبها كمحاضرة إثر توقيعها على عريضة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة واستهجانها للأحداث. وجرى إرسال هذه الرسالة وتوزيعها ضمن قائمة نشر تضم المئات من الموظفين والأكاديميين في الجامعة العبرية موقعة من كلا رئيس آشر كوهن وعميد الجامعة العبرية تومر شافير. وجاء في جزء من رسالة الجامعة: "قرأنا وصُدمنا وخُذلنا عميقا من العريضة العامة التي وقعت عليها، وفيها أن إسرائيل تقوم بإبادة شعب غزة، كما زعمتِ بذات العريضة أن إسرائيل تحتل فلسطين منذ 75 عاما، أو في كلمات أخرى منذ حرب الاستقلال"[4] وفي 12 مارس 2024 اوقفت شلهوب رسمياً عن العمل في كلية الحقوق عقب تصريحاتها في أخبار قناة 13 الإسرائيلية، حيث اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في الحرب على غزة وشككت في اشاعات ارتكاب حماس عمليات عنف جنسي في بوم 7 أكتوبر 2023.[5] وصرحت جمعية الأنثروبولوجيا الأمريكية هذا بأنه تهديد للحرية الأكاديمية وطلبت من الجامعة التراجع عن إيقافها. وبهذا الصدد كتبت الفيلسوفة وباحثة دراسات النوع الإجتماعي جوديث بتلر إلى رئاسة الجامعة لدعم شلهوب، وقالت: إنه من حق الجامعة أن تختلف مع شلهوب بشأن وجهة نظرها بأن الهجوم الإسرائيلي على غزة يشكل إبادة جماعية، لكن رئاسة الجامعة لديها التزام كممثلين لجامعة بحثية كبرى بالمشاركة في النقاش وإفساح المجال لإجراء مناقشة خالية من التهديدات.[6] وفي رسالة أرسلتها جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل إلى الجامعة العبرية، قالت فيها إن تعليقات شلهوب "رغم أنها مثيرة للجدل، إلا أنها محمية بموجب الحق في حرية التعبير، مما يجعل إيقافها عن العمل إنتهاكاً غير مقبول للحرية الأكاديمية والحقوق الدستورية.[7] لكن في 27 مارس، تراجعت الجامعة العبرية عن قرارها بعد احتجاجات نفّذها طلاب عرب ومناهضون للصهيونية ومحاضرون إسرائيليون تعاملوا معها ويثقون بأبحاثها الأكاديمية على مدى سنوات.[8]

مواقف سابقة

ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها شلهوب للتحريض والتضيق، ففي نوفمبر 2006، خضعت نادرة شلهوب لإجراءات تفتيش دقيقة للغاية في مطار بن غوريون أثناء سفرها، وطالبت بتعويض قدره 75 ألف شيكل من سلطة المطار. وفي عام 2015، قضت نائبة رئيس محكمة الصلح في تل أبيب بأن التفتيش كان ضمن السلطة، لكنها كانت مقتنعة بأن موظفي السلطة لم يعاملوا المدعية بالحساسية الكافية لضمان كرامتها وخصوصيتها. مقابل ذلك حصلت على تعويض قدره 7500 شيكل و2500 شيكل أخرى كرسوم.[9]

وفي بداية عام 2019، أثارت محاضرة ألقتها الاستاذة نادرة في أمستردام بعنوان "تقنيات العنف على باب العامود في نابلس" ضجة إعلامية حتى قبل الحدث تحديداً في الأوساط الاسرائيلية. وذلك لأنه، كان من المفترض أن تشارك شلهوب-كيفوركيان رسائل كتبها أطفال القدس الشرقية حول تجاربهم واعطاء أصوات للأطفال من اجل إظهار كيف تستخدم صناعة الدفاع الإسرائيلية حياة وأجساد الأطفال وسكان شرقي القدس لبيع الأسلحة للعالم التي خضعت لـ"الاختبار الميداني".[10] كما سُجلت لها محاضرت في جامعة كولومبيا في نيويورك، قالت فيها أن إسرائيل تجري تجارب أسلحة على الفلسطينيين، ونشر التسجيل على محطات راديو التابع للجيش الإسرائيلي.[11] وفي عام 2015، وقعت على بيان للمحاضرين في جميع جامعات إسرائيل لمعارضة حملة نزع الشرعية التي تشن ضد منظمة " كسر الصمت"(شوفريم شتيكا).

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "اعتقال المحاضرة نادرة شلهوب كيفوركيان بادعاء "التحريض"". عرب 48.
  2. ^ "بعد حملة تحريض.. شرطة الاحتلال تعتقل الأكاديمية نادرة شلهوب". العربي.
  3. ^ "نادرة شلهوب-كيفوركيان | Who is she in Palestine". فلسطين.hosting.kvinfo.dk.
  4. ^ "الجامعة العبرية تطلب من الأستاذة نادرة شلهوب الاستقالة بسبب غزة". العربي.
  5. ^ "الجامعة العبرية في القدس تعلّق عمل البروفيسورة نادرة شلهوب". روسيا اليوم.
  6. ^ "الجامعة العبرية في القدس تبعد البروفيسور الحيفاوية نادرة شلهوب كيفوركيان". حيفا نت.
  7. ^ "الجامعة العبرية تعلّق عمل بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان بسبب انتقادها للحرب". عرب 48.
  8. ^ "بعد حملة تحريض.. شرطة الاحتلال تعتقل الأكاديمية نادرة شلهوب". العربي.
  9. ^ "Demanding Compensation for Dr. Nadera Shalhoub-Kevorkian against Israel Airports Authority for - Adalah". adalah.
  10. ^ "Hebrew U professor: Israel uses Palestinian kids as 'arms laboratories'". The Jerusalem Post.
  11. ^ "Hebrew U distances itself from professor who said Israel tests weapons on Palestinian kids". times of israel.