أخبار:اجتماع بشرم لمواجهة المسيّرات الإيرانية

صورة نشرتها تايمز أوف إسرائيل لاجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أڤيڤ كوخاڤي ورئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرنك مكنزي، 3 مارس 2022.

في 25 يونيو 2022، أفادت وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة عقدت قمة لكبار مسؤولي الدفاع الإقليميين من إسرائيل والدول العربية لمناقشة التنسيق ضد تهديد إيران بالصواريخ والطائرات بدون طيار، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر أمريكية وإقليمية للكشف عن تفاصيل الاجتماع السري سابقًا.[1]


وضمت المحادثات، التي عقدت في شرم الشيخ، مشاركين من إسرائيل ومصر والسعودية وقطر والأردن والإمارات والبحرين. وحضر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أڤيڤ كوخاڤي وكذلك فياض بن حامد الرويلي رئيس أركان القوات المسلحة السعودية. كان يمثل الولايات المتحدة الجنرال فرنك مكنزي، الذي كان آنذاك رئيسًا للقيادة المركزية الأمريكية. وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها ضباط رفيعو المستوى من إسرائيل والدول العربية برعاية عسكرية أمريكية، بحسب التقرير.

توصل المشاركون إلى اتفاق من حيث المبدأ بشأن طرق الإخطار السريع بالتهديدات الجوية، وفقا لمصادر مطلعة على المحادثات. ومع ذلك، قالت المصادر إن التنبيهات سيتم تمريرها عبر الهاتف أو الحاسوب وليس من خلال نظام مشاركة البيانات العسكرية على غرار الولايات المتحدة. التفاهمات ليست ملزمة ولكن الخطوة المستقبلية ستكون الحصول على دعم القادة الإقليميين لإضفاء الطابع الرسمي على نظام الإخطار والنظر في توسيع التعاون.

لا يذكر التقرير موعد انعقاد الاجتماع، لكنه يشير إلى أنه تم ترتيب القمة في أعقاب مجموعة عمل سرية من ممثلين من المستوى الأدنى قاموا بمراجعة سيناريوهات افتراضية مختلفة حول كيفية عمل بلدانهم معًا لاكتشاف التهديدات الجوية ومكافحتها.

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

خلال مقابلة حديثة مع قناة سي إن بي سي، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنه سيدعم تشكيل تحالف عسكري شرق أوسطي مشابه لحلف شمال الأطلسي بين الدول ذات التفكير المماثل. كان عبد الله على الأرجح يلمح إلى الخطة الأمريكية.[2]

لا يمكن ضمان نجاح الجهود الأمريكية لتشكيل تحالف عسكري إسرائيلي عربي في الشرق الأوسط. ستحول الخطة الدول العربية في الخليج إلى جبهة في حالة اندلاع أي حرب بين إسرائيل وإيران، وتلقي بمعظم عبء هذا الصراع عليها. نتيجة لذلك لا يبدو أن بعض دول الخليج، مثل الإمارات العربية المتحدة، متحمسة للخطة. بالنسبة للدول العربية في الخليج، يظل التقارب مع إيران رهانًا أكثر أمانًا. تعمل الإمارات بالفعل على تعزيز التعاون مع إيران على جميع المستويات، بينما تواصل السعودية الانخراط في محادثات مع إيران لاستعادة العلاقات.

وعقب صدور تقرير وول ستريت جورنال في 25 يونيو 2022، صرحت الإمارات في بيان رسمي للصحيفة أنها ليست جزءًا من أي تحالف عسكري إقليمي أو أي جهود تنسيقية تستهدف أي دولة على وجه الخصوص. وتابع البيان أن أبو ظبي ليست على علم بأي محادثات رسمية بشأن أي تحالف عسكري إقليمي.

اجتماع شرم الشيخ

في 22 مارس 2022، وصل رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بنت، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، وعقدا لقاءات ثنائية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليعقد الزعماء الثلاثة، قمة ثلاثية، اليوم التالي، 23 يونيو، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. ولم يصدر أي بيان رسمي عن مصر أو إسرائيل أو الإمارات، عن فحوى اللقاءات.[3]

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الموضوع الأساسي على جدول أعمال القمة هو القضية الإيرانية وهي رسالة احتجاج لواشنطن بشأن تقدم المحادثات النووية مع طهران، واستعدادها لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، وستبحث أيضاً التداعيات الاقتصادية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن لقاءات رئيس الحكومة نفتالي بنت، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في مدينة شرم الشيخ، بمثابة رسالة احتجاج إلى واشنطن بشأن تقدم المحادثات النووية مع طهران، واستعدادها لإزالة "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة المنظمات الإرهابية؛ وبحْث للتداعيات الاقتصادية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ونَقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، لم تسمه، قوله إن "اللقاء سيتناول المصالح الأمنية التي تتقاسمها الدول الثلاث". وأضافت: "تُعارض إسرائيل والامارات المسعى الامريكي لشطب اسم الحرس الثوري الايراني، من قائمة الإرهاب لإرضاء إيران". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد ذكرت الأسبوع السابق، أن الولايات المتحدة تدرس إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، مقابل تعهد علني من إيران، بوقف التصعيد في المنطقة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "من بين المواضيع التي ستكون أيضا في صلب محادثات القمة الثلاثية، التوتر القائم بين كل من الولايات المتحدة ومصر والامارات، في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا وارتفاع أسعار القمح، واحتمال رفع كميات النفط التي تصدرها الامارات، نظرا لارتفاع أسعاره الحاد في الاسواق العالمية". وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إيدان رول، لهيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء: "نبني باستمرار علاقات مع الدول من حولنا؛ نحن في حوار مكثف مع الأمريكيين للتأثير على الاتفاق النووي، إسرائيل مصممة على التأثير على الاتفاق".

ومن جهتها، فقد اعتبرت صحيفة إسرائيل اليوم، أن "القمة الثلاثية هي وليدة الغضب تجاه الرئيس الأمريكي جو بايدن". ونقلت عن مصدر حكومي إسرائيلي، لم تسمه قوله إنه "تم التخطيط للقمة الثلاثية سراً في الأيام القليلة الماضية".

وقالت: "رسميًا، كان الاجتماع مخططًا لإعلان تجديد الرحلات الجوية بين شرم الشيخ ومطار بن گوريون الدولي، لكن، وفقًا لمسؤول إسرائيلي، كان السبب الحقيقي للاجتماع هو غضب الأطراف الثلاثة من الولايات المتحدة بشأن تقدم المحادثات النووية مع إيران واستعداد إدارة بايدن لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية". وأضافت: "إسرائيل معنية أيضًا بمساعدة مصر في إيجاد مصادر بديلة للقمح، في ظل احتدام الصراع الروسي الأوكراني". وبدورها، وصفت هيئة البث الإسرائيلية اللقاء بأنه "قمة مناهضة لإيران".

وقالت: "تم تنسيق هذه اللقاءات مسبقًا، مع التقييم في إسرائيل بأن توقيع الاتفاق النووي هو قرار تم اتخاذه بالفعل، ويعتمد الآن على الإيرانيين فقط؛ إنه يتعلق بتعزيز جبهة إسرائيل والإمارات ضد إيران، وأيضاً رسالة إلى الإدارة الأمريكية، مع انتقاد كل من الخليج وإسرائيل لإدارة بايدن". ولكنّ هيئة البث الإسرائيلية ذاتها، نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية، لم تسمها قولها: "تقوم إسرائيل بدور الوسيط بين الإمارات والولايات المتحدة، لتهدئة التوترات بين الطرفين". وقالت: "واشنطن غاضبة من زيارة بشار الأسد للإمارات، ووصفتها بأنها استفزازية، إذ يقاطع الأمريكيون الرئيس السوري؛ من ناحية أخرى فإن الإمارات غاضبة لأنها تشعر أن هناك نقصًا في الدعم الأمريكي في قضية هجمات المتمردين الحوثيين".

وبدورها، قالت صحيفة جروزاليم پوست الإسرائيلية، إن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، تُعارضان تحرك الولايات المتحدة نحو إزالة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. ولاحظ موقع تايمز أوف إسرائيل أن اللقاء هو القمة الثلاثية الأولى، بمشاركة بنت والسيسي وين زايد. وأشار إلى أن بنت التقى مع السيسي في لقاء هو الثاني الذي يجمعهما على أرض مصرية، بعد لقائهما الأول، في شهر سبتمبر 2021. وقال: "ستُمثل القمة الثلاثية أحدث التطورات في الاتفاقيات الابراهيمية، التي شهدت تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب في اتفاقات تمت عام 2020 بوساطة إدارة ترامب".

وأضاف تايمز أوف إسرائيل: "سيكون الاتفاق النووي الإيراني بالتأكيد على جدول أعمال شرم الشيخ، حيث تسعى إسرائيل إلى مزيد من التنسيق مع حلفائها العرب بشأن هذه القضية". وتابع: "تعارض إسرائيل بشدة العودة المشتركة بين الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاقية 2015، (انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب منها عام 2018)، لكنّ القاهرة وأبو ظبي أكثر ودية لإحياء الصفقة".

وأكمل موقع تايمز أوف إسرائيل:" القاهرة وأبو ظبي، قلقتان بشأن دعم إيران للوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، لكنهما تريان أن إيران قادرة على السباق نحو قنبلة، في غياب أي اتفاق". وتابع: "ومع ذلك، قد يستخدم بينيت القمة لحشد دعم مصر والإمارات العربية المتحدة، لحملته العامة ضد الخطط الأمريكية، المُبلغ عنها لشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الجماعات الإرهابية". وبدورها، فقد اعتبرت صحيفة معاريف الإسرائيلية القمة الثلاثية المرتقبة اليوم بأنها "حدث غير مسبوق".

وقالت: "من المتوقع أن تتناول القمة الإقليمية المصالح الأمنية المشتركة، فبالنسبة لرئيس الوزراء بينيت، فإن القضية المهمة التي يطرحها على الاجتماع الثلاثي هي القضية الإيرانية بشكل عام، والحرب الاقتصادية فيها بشكل خاص". كما أشارت إلى أن اللقاء بين السيسي وبينيت يأتي بعد الإعلان، الأربعاء، عن تسيير الخط الجوي بين تل أبيب وشرم الشيخ، بدءاً من مطلع شهر إبريل 2023.

وأطلقت صحيفة يديعوت أحرونوت على اللقاء وصف "خطة محاصرة إيران". وقالت: "يحاول بنت، الذي سيلتقي السيسي وبن زايد، توحيد القوى في المنطقة، ضد إيران؛ والهدف الآخر هو تخفيف حدة التوتر بين الإمارات والولايات المتحدة التي ترفض إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب وتفكر في إخراج الحرس الثوري الإيراني منها". وقالت: "الاجتماع الذي يعقد في منتجع سياحي بشبه جزيرة سيناء، هو جزء من هندسة إسرائيلية كاملة لمحاصرة الإيرانيين".

وأضافت: "هدف إسرائيلي آخر في القمة، هو تخفيف التوتر بين الولايات المتحدة والإمارات، على خلفية الرفض الأمريكي لإعادة الحوثيين في اليمن، إلى قائمة الإرهاب حتى بعد الهجمات ونيرانهم الصاروخية على الإمارات والسعودية؛ وازداد الغضب الإماراتي عندما علموا أن الأمريكيين يفكرون في نفس الوقت في إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة".

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ودول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية "تخشى من تداعيات إمكانية تجديد الاتفاق النووي مع إيران، ورفع العقوبات الأمريكية عنها". ومن جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء: "إسرائيل مهتمة بإقناع الإمارات والسعودية، بزيادة إنتاجهما النفطي لتقليل اعتماد العالم على النفط الروسي". وأضافت: "وعلى صعيد اقتصادي آخر، ترغب إسرائيل في مساعدة مصر في إيجاد مصادر بديلة للقمح، فحتى اندلاع الحرب في أوكرانيا، كانت البلاد تعتمد على القمح من أوكرانيا وروسيا، كما تضررت من الارتفاع الحاد في أسعار القمح العالمية".

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "US gathered top Israeli, Arab military chiefs for secret talks on Iran – report". تايمز أوف إسرائيل. 2022-06-26. Retrieved 2022-06-26.
  2. ^ "US Held Secret Meeting With Israeli, Arab Military Chiefs To Coordinate Against Iran – Report". southfront.org. 2022-06-26. Retrieved 2022-06-26.
  3. ^ "إعلام إسرائيلي: لقاءات "شرم الشيخ" رسالة احتجاج الى واشنطن". وكالة أنباء الأناضول. 2022-03-22. Retrieved 2022-06-26.