تاريخ الهند القديم

Flag of Afghanistan.svg Flag of Bangladesh.svg Flag of Bhutan.svg Flag of India.svg
Flag of Maldives.svg Flag of Nepal.svg Flag of Pakistan.svg Flag of Sri Lanka.svg
تاريخ جنوب آسيا

(شبه القارة الهندية)

العصر الحجري 70,000–3300 ق.م.
ثقافة مهرگره • 7000–3300 ق.م.
حضارة وادي الإندوس 3300–1700 ق.م.
ثقافة هرپـّان المتأخرة 1700–1300 ق.م.
الفترة الڤيدية 1500–500 ق.م.
العصر الحديدي 1200–300 ق.م.
مهاجناپادا • 700–300 ق.م.
امبراطورية ماگادا • 545 ق.م. - 550
امبراطورية موريا • 321–184 ق.م.
الممالك الوسيطة 250 ق.م.–1279 م
امبراطورية چولا • 250 ق.م.–1070 م
ساتاڤاهانا • 230 ق.م.–220 م
امبراطورية كوشان • 60–240
امبراطورية گوپتا • 280–550
امبراطورية پالا • 750–1174
أسرة چالوكيا • 543–753
راشتراكوتا • 753–982
امبراطورية چالوكيا الغربية • 973–1189
مملكة هويسالا 1040–1346
امبراطورية كاكاتيا 1083–1323
السلطنات الإسلامية 1206–1596
سلطنة دلهي • 1206–1526
سلطنات الدكن • 1490–1596
مملكة أهوم 1228–1826
امبراطورية ڤيجايانگرا 1336–1646
سلطنة المغول 1526–1858
امبراطورية ماراثا 1674–1818
سلطنة دراني 1747–1823
اتحاد السيخ 1716–1799
امبراطورية السيخ 1801–1849
شركة الهند الشرقية البريطانية 1757–1858
الراج البريطاني 1858–1947
الدول المعاصرة 1947–الحاضر
تواريخ الأمم
بنگلادشبوتانجمهورية الهند
المالديڤنيپالپاكستانسري لانكا
تواريخ إقليمية
أسامبلوشستانالبنغال
هيماچال پرادشاوريساالمناطق الپاكستانية
شمال الهندجنوب الهندالتبت
تآريخ متخصصة
العملاتالأسراتالاقتصاد
علم الهندياتاللغةالأدبالبحري
العسكريالعلم والتكنولوجياخط زمني
 ع  ن  ت

تاريخ الهند قامت في الهند إحدى أقدم وأغنى الحضارات في العالم، حيث يرجع تاريخها لأكثر من خمسة آلاف سنة. ظهر فيها عدد من الإمبراطوريات التي سادت ثم بادت، وكان آخرها الإمبراطورية البريطانية التي انتهت عام 1947م إثر تأسيس جمهورية الهند المستقلة. لقد ظهرت أمة عظيمة عبر تاريخ حافل بالحروب والفتوحات والمنجزات الفكرية والشعوب المتعددة العقائد.

معبد شيڤا في سومناث بولاية گجرات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ القديم

يقسم تاريخ الهند القديم إلى حقبتين كبيرتين هما عصور ما قبل التاريخ التي امتدت آلاف السنين، والعصور التاريخية التي بدأت متأخرة قياساً إلى مواطن الحضارات الأخرى في وادي النيل وبلاد الرافدين والشام. اكتشف علماء الآثار في شبه القارة الهندية مواقع تعود للعصر البرونزي. واعتمد الشعب في اقتصاده خلال فترة ما قبل التاريخ على زراعة المحاصيل وتربية القطعان الأليفة من الأغنام والمعز والأبقار.

ويرجع تاريخ الحضارة الهندية القديمة إلى نحو سنة 3500ق.م. وتدل القرى والمدن القديمة على وجود نظام حكومي واقتصادي.

شعب وادي السند

معظم أفراد شعب موهنجو دارو كانوا فنانين مهرة في نحت الحجارة والطين. وهذا الختم المصنوع من الحجر الصابوني يحمل صورة ثور أحدب.

هي بلا شك أقدم حضارات الهند وأعرقها وكان اكتشافها عام 1922 من أهم الأحداث الأثرية في القرن العشرين، وهي تعرف أيضاً باسم هارابّا Harappa باسم أشهر مواقعها في البنجاب وقد ارتبطت بالزراعة وظهور المدن وعصر البرونز. ويبدو أن التطور الحضاري بدأ في منطقة دلتا نهر السند ثم انتقل تدريجياً إلى الشمال الشرقي.

وتتمثل أبرز إنجازات هذه الحضارة في فن البناء وتخطيط المدن. كانت المدن الكبرى وعلى رأسها هارابا وموهنجو دارو Mohenjo Daro تتألف من قلعة على مرتفع تقوم حوله مساكن الأهلين كانت القلعة مركزاً لمعظم المباني العامة الكبرى. ففي قلعة موهنجو دارو مثلاً هناك الحمام الكبير المبني بالآجر ومخازن الحبوب، أما المدينة السفلى فتضم المباني السكنية المبنية من الطوب مع شوارع متقاطعة ومنازل صغيرة وكبيرة. ودلت أعمال التنقيب على مستوى رفيع من الفن المعماري ووجود نظام للصرف الصحي من أرقى ما عُرف في العصور القديمة.

وتشير الآثار الباقية إلى حضارة مادية راقية ومتنوعة .وكان الصناع على درجة عالية من الكفاءة، وقد عثر على كثير من الأدوات الدقيقة المصنوعة من النحاس والبرونز، كما برعوا في صنع الفخار بأنماط مختلفة واستعملوا عجلة الخزاف، وثمة عدد كبير من التماثيل المصنوعة من الغضار المشوي (التِرّاكوتا Terrakotta). كما عثر على آلاف الأختام التي احتوت على كتابات قصيرة بخط تصويري لم تفك رموزه بعد. وكانت طرق النقل البرية والنهرية منظمة تنظيماً جيداً.

ومن المؤكد أن مدن السند كان لها علاقات تجارية قوية مع بلاد الرافدين، وتذكر الوثائق التجارية الرافدية العائدة للعصر الأكادي قوائم بأسماء بضائع من ملوخا Meluhha، وهو الاسم الأكادي القديم لمنطقة وادي السند.

كما تبين وجود جاليات من التجار الهنود في بعض المدن الرافدية، وعثر على أختام هندية في مدينة أور وغيرها. وقد أدت دلمون (جزيرة البحرين) دور الوسيط التجاري بين ملوخا وبلاد الرافدين.

ازدهرت حضارة وادي السند على مدى خمسة أو ستة قرون (نحو 2300-1750ق.م) ثم تلاشت عقب فترة قصيرة من الانحطاط. ويبدو اليوم أن مدن السند خضعت أولاً لسيطرة العناصر الدرافيدية وتابعت حضارتها قبل أن تتعرض المنطقة كلها لاجتياح القبائل الآرية. مازال الكثير عن هذا الشعب وحياته مجهولاً مع أن الأختام، وخاصة الطينية منها، أظهرت أنه عرف الكتابة ومارسها، وعرف الحساب والقياس.

أشهر مدينتين في حضارة وادي السند هما موهنجو دارو في السند وهراپـّا في الپنجاب، كما وجد علماء الآثار بقايا العديد من القرى الصغيرة الأخرى من إقليم گجرات الممتد من جنوب الهند إلى الهملايا في الشمال.

التجارة والحِرَف

زودت التجارة سكان وادي السّند بالأغذية الضرورية، والمواد الخام الأساسية مثل الخشب والقطن والأصباغ والمعادن والزجاج. ويعتقد العلماء أن التشابه القوي بين حضارتي السند وبلاد ما بين النهرين في العراق يُرجح قيام علاقات تجارية بحرية بينهما.

خرائب في هرابا التي كانت مركزًا من مراكز حضارة وادي السند. وقد بدأت تلك الحضارة في الازدهار حوالي سنة 2500 ق.م. فيما يسمى الآن باكستان وغربي الهند.

قدوم الآريين

يبدو أن حضارة هراپـّا كانت قد وصلت أوجها نحو عام 2500 ق.م. في حين مازال سبب انهيارها في القرن الثامن عشر قبل الميلاد مجهولاً. إن ظهور الآريين في شبه القارة الهندية كان جزءًا من هجرة كبيرة من أواسط آسيا وبلاد فارس (إيران)، وقد تكون تلك الهجرة هي التي أدت إلى الحروب التي نتج عنها نهب مدن هرابا وإحراقها. كانت نهاية حضارة وادي السند في القرن الثامن عشر قبل الميلاد على أيدي الآريين، الذين دخلوا الهند من شمالها الغربي عبر ممر خيبر الشهير قادمين من آسيا الوسطى. ويعود أصل التسمية إلى الكلمة السنسكريتية Arya التي تعني النبلاء. تمكنت القبائل الآرية بعد معارك عنيفة وطويلة الأمد من إخضاع السكان المحليين وطردهم نحو الجنوب أو استعبادهم الداسا Dasa بعد تدمير حضارتهم، وكان الآريون يكونون طبقة السادة ويختلفون عن السكان الأصليين بديانتهم وعاداتهم وجذورهم الاجتماعية ولون بشرتهم، وكذلك في نطاق اللغة حصل انقسام سياسي - مازال مستمراً حتى اليوم - بين اللغات الآرية في الشمال والدرافيدية في الجنوب.

وهكذا انقسمت حضارة الهند إلى مسارين متوازيين يتميزان بسيطرة النفوذ الآري في الشمال وبقاء حضارة الهند التقليدية في الجنوب.

كانت القبائل الآرية تجهل القراءة والكتابة عندما ظهرت على مسرح التاريخ أول مرة، ومع ذلك تركت ملاحم شعرية وقصائد بطولية تصور حياتها وأوضاعها الاجتماعية.

كون أولئك الغزاة ثلاث طبقات سيدة تتمثل في الكهنة (براهما) والمحاربين (كاشاتريا) وعامة الشعب (ڤايسيا)، أما الشعب المحكوم من سكان البلاد الأصليين فكونوا الطبقة السفلى المستعبدة (شودرا). وهكذا وضع الآريون حجر الأساس لنظام الطوائف والطبقات المعروف في الهند، يدفعهم إلى ذلك الخوف من الذوبان في بوتقة السكان الأصليين، الذين كانوا يفوقونهم بكثير، الأمر الذي يفقدهم امتيازاتهم بوصفهم طبقة حاكمة سائدة.

يقسم تاريخ الهنود الآريين اعتماداً على ملاحم الڤيداإلى عصر ڤيدي باكر (1500-1000ق.م) عرفوا فيه العربة الحربية التي تجرها الخيول وضمنت لهم التفوق على السكان الأصليين الدرافيديين، وكانت حياتهم تعتمد على تربية قطعان الماشية ثم بدؤوا يمارسون الزراعة. وفي العصر الفيدي المتأخر (1000-550ق.م) راحوا يستعملون الأسلحة الحديدية الفعالة وانتشروا شرقاً إلى وادي الغانج وتحولوا من شبه رحل إلى مزارعين مستقرين وتفككت الوحدات القبلية لتحل محلها ممالك سيطرت عليها طبقة المحاربين برئاسة الملك واشتدت الصراعات فيما بينها. وأهم مصدر لمعرفة أحوالهم وملاحمهم الشعرية وعلى رأسها الڤيدا Veda التي دونت باللغة السنسكريتية، وأقدم أجزائها الأربعة المقدسة الريغڤيدا Rigveda (= معرفة الحكمة) وهي ترانيم دينية ظهرت في مطلع الألف الأول ونشأ منها عدد من الشروح والتعليقات أشهرها الأوپانيشاد Upanishad.

وتعرض أسفار الفيدا الدين وهو في طريق التكوين بدءاً من النزعة الروحانية البدائية حتى وحدة الوجود الفلسفية. وتتمثل أقدم الآلهة في قوى الطبيعة وعناصرها وقد تطور الإله ڤارونا Varuna (إله السماء) ليصبح أكثر آلهة الڤيدا قرباً من المثل الأعلى للآلهة، يرقب العالم بعينه الكبيرة (الشمس) ويعاقب الشر ويكافئ الخير. وصار إندرا Indra (إله الرعد والعاصفة) أشيع الآلهة ذكراً بين الناس لأنه هو الذي يجلب الأمطار.

ويبدو أن الآلهة الفيدية في مراحلها الأولى لم يكن لها معابد وأصنام وكان تقديم القرابين أهم طقوسها ويتم بإشراف الكهنة الذين ارتفعت مكانتهم وصار البراهمة طبقة ممتازة تسيطر على الحياة الروحية والفكرية سيطرة تامة وتحتكر معرفة النصوص الدينية وتفسيرها باللغة السنسكريتية (أي الكاملة المقدسة).

لا يوجد في هذه الأسفار والملاحم أي إشارة إلى أن مؤلفيها عرفوا الكتابة التي لم تظهر إلا في القرن الثامن قبل الميلاد والأرجح أن الدرافيديين نقلوها من آسيا الغربية عن الكتابة الآرامية، وقد أطلق عليها فيما بعد الكتابة البراهمية ومنها اشتقت كل الأبجديات الهندية، وبقيت قروناً طويلة لا تستخدم إلا لأغراض تجارية أو إدارية. أما أقدم الكتابات التاريخية فهي نقوش أشوكا Ashoka من القرن الثالث قبل الميلاد. «ومن هذا الإهمال للكتابة نشأت - كما يقول ديورانت - ضآلة معرفتنا بالهند القديمة».

النظام الاجتماعي للآريين

كان المجتمع الفيدي الأول يتكون من ثلاث طبقات تمامًا كما كان عليه الحال في المجتمع الآري، وهي طبقة الكهنة (البراهمة) والمقــاتلة (الكشاتريا) والعامة (فاسيا). وهذه هي أسس الطبقية الهندية الحالية.

أشارت الفيدا والتواريخ المتأخرة أيضًا إلى شعب أسود البشرة عُرف بالداسا وهو أصل الهنود. وقد خاض حروبًا عديدة ضد الآريين. ويبدو أن طبقة السودرا الوضيعة كانت هي السودرا المستعبدين.

وقد دُوّنت بطولات الآريين وحروبهم في ملحمتين قصصيتين هما الرامايانا والمهابهاراتا.

Approximate extent of the Mughal Empire in the 17th century.
Taj Mahal, built by the Mughals

وأقام بوذا أول دَيرْ (فيهارا) في سارنات. وكان أفضل مكان للبراهمة الذين كانوا كهنةً وحُماة للثقافة السنسكريتية، وقد تعرض وضع البراهمة هذا للتهديد بسبب ظهور أديان جديدة كالبوذية واليانية.

العصور التاريخية

في أواخر القرن السادس قبل الميلاد تسارعت الأحداث والتطورات في جميع المجالات ودخلت الهند في ضوء التاريخ فعلياً. ففي المجال الديني ظهر كثير من المتشككين وأنصار المذهب المادي الذين زعزعت أفكارهم سلطة البراهمة على العقل الهندي والقيم التقليدية الراسخة ومهدوا لظهور ديانتين جديدتين هما الجاينية والبوذية، التي غدت إحدى الديانات العالمية الكبرى.

وفي المجال السياسي نشأت أربع دول كبيرة توسعية كان أقواها وأهمها مملكة ماگادا Maghada في الجزء الجنوبي من بيهار وعاصمتها پاتالي‌بوترا Pataliputra (پاتنا). وعلى الصعيد الخارجي استولى الملك داريوس الكبير على إقليم السند عام 518ق.م وضمه إلى الامبراطورية الفارسية الأخمينية كما أرسل بعثة بحرية بقيادة بحار إغريقي يدعى سكيلاكس Skylax لاكتشاف مجرى نهر السند حتى مصبه في بحر العرب والتي تابعت إبحارها إلى الخليج العربي ومضيق باب المندب وصولاً إلى خليج السويس في مصر، وكان من نتائجها أن صارت أساطيل الفرس تجوب المحيط الهندي وتؤمن المواصلات بين الامبراطورية الفارسية وحوض السند، وصارت صادرات الهند النفيسة من حرير وتوابل وأحجار كريمة وسواها تصل حتى شواطئ البحر المتوسط.

ويروي هيرودوت في تاريخه أن إقليم السند كان الولاية السترابية العشرين في الامبراطورية الفارسية ويدفع جزية مقدارها 360 تالنته (تالنت = 26.2 كغ) من تبر الذهب. ويضيف قائلاً إن الهنود كانوا أكبر الشعوب المعروفة آنذاك وإنهم يدفعون أعلى جزية، ثم يروي كيف كانوا يستخرجون الذهب وأخباراً أخرى وقد استمر عصر السيطرة الفارسية على غربي الهند نحو قرنين من الزمن حتى قدوم الإسكندر الأكبر المقدوني وقضائه على الامبراطورية الأخمينية.

وصل الإسكندر إلى الهند عام 327 ق.م. وخاض معركة كبيرة مع أحد أقوى ملوكها وهو پوروس Poros الذي أعجب بشجاعته فأبقاه حاكماً على مملكته. وكان ينوي احتلال وادي الگنج ولكن الجيش المقدوني رفض متابعة الزحف شرقاً واضطر الإسكندر إلى التراجع وغادر الهند عائداً إلى بلاد فارس وتوفي في بابل عام 323ق.م. وكان من نتائج هذه الغزوة ترسيخ العلاقات التجارية والثقافية بين الهند والغرب.

وفي خضم الصراع الذي نشب بين قادة الإسكندر صار شمال غربي الهند من نصيب الملك سلوقس الذي قاد حملة إلى الشرق ووصل الهند عام 302 ق.م. وعقد اتفاقاً مع الملك تشاندراگوپتا Chandragupta الذي زوده بخمسمائة من الفيلة الحربية مقابل تخليه عن بعض المناطق. وبعد ذلك جاء السفير السلوقي مگاستينس Megasthenes الذي أقام في بلاط الملك الهندي في پاتالي‌بوترا وألف كتاباً سماه Indikia (مفقود مع الأسف) تضمن كثيراً من المعلومات الموثوقة عن شمالي الهند، أما رواياته عن الجنوب والشرق فهي شبه أسطورية.

الڤيدا

قدّمت النصوص الدينية المعروفة بالفيدا، معلومات كثيرة عن تاريخ الآريين في الهند. انظر: الفيدا . والفيدا أربعة أقسام هي: الريگڤيدا والساماڤيدا والياگورڤيدا والأتارڤاڤيدا. ويعتقد أن ظهور الريگڤيدا، وهي أقدمها، كان في القرن السادس عشر قبل الميلاد.

وتشكل الفيدا الأركان الأساسية لكل من الفلسفة والدين الهندوسيَّيْن. والتي كانت تنتقل شفويًا عن طريق أجيال الكهنة والعلماء قبل تدوينها. تكلمت الشعوب التي وصلت الهند لغات عديدة، منها السنسكريتية، والفارسية القديمة، والإغريقية، واللاتينية.

برج يضم أحد مزارات بوذا.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العصر الذهبي- الممالك الوسيطة

The middle period was a time of notable cultural development. The Satavahanas, also known as the Andhras,wasThe middle period was a time of notable cultural development. The Satavahanas, also known as the Andhras, was a dynasty which ruled in Southern and Central India starting from around 230 BCE. Satakarni, the sixth ruler of the Satvahana dynasty, defeated the Sunga dynasty of North India. Gautamiputra Satakarni was another notable ruler of the dynasty. Kuninda Kingdom was a small Himalayan state that survived from around the 2nd century BCE to roughly the 3rd century CE. The Kushanas invaded north-western India about the middle of the 1st century CE, from Central Asia, and founded an empire that eventually stretched from Peshawar to the middle Ganges and, perhaps, as far as the Bay of Bengal. It also included ancient Bactria (in the north of modern Afghanistan) and southern Tajikistan. The Western Satraps (35-405 CE) were Saka rulers of the western and central part of India. They were the successors of the Indo-Scythians (see below) and contemporaneous with the Kushans who ruled the northern part of the Indian subcontinent, and the Satavahana (Andhra) who ruled in Central India..

الغزوات والإمبراطوريات حتى القرن السادس الميلادي

تواريخ مهمة في الهند

3500 ق.م بداية انتعاش حضارة وادي السند.
1500 ق.م الغزو الآري للهند .
500 ق.م -800م انتشار البوذية.
326 ق.م. وصول الإسكندر الأكبر إلى الهند .
320 -500 توحيد شمال الهند على يد أسرة گوپتا.
712 بداية نشر الدعوة الإسلامية في إقليم السند.
1498 وصول ڤاسكو دا گاما البرتغالي إلى الهند.
1526 تأسيس إمبراطورية المغول على يد بابر.
1757 سيطرة شركة الهند الشرقية على البنغال بعد انتصار روبرت كلايڤ في معركة بلاسي.
1774 تعيين ورن هستنجز أول حاكم بريطاني للهند.
1858 سيطرة الحكومة البريطانية على الهند بدلاً من شركة الهند الشرقية.
1885 تأسيس حزب المؤتمر القومي الهندي.
1906 تأسيس العصبة الإسلامية.
1920 رئاسة غاندي لحزب المؤتمر.
1935 إصدار البريطانيين لدستور هندي جديد.
1940 مطالبة العصبة الإسلامية بدولة منفصلة عن الهند هي باكستان.
1947 15 أغسطس استقلال الهند. أصبح جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند.
1948 اغتيال غاندي.
1950 الهند تصبح جمهورية.
1965 الحرب الهندية الباكستانية الثانية.
1966 إنديرا غاندي تتولى رئاسة الوزارة.
1971 استقلال بنگلادش.
1977 هزيمة إنديرا غاندي وحزب المؤتمر في الانتخابات العامة.
1980 استعادة إنديرا غاندي رئاسة الوزارة.
1984م اغتيال إنديرا غاندي، وخلافة ابنها راجيف غاندي لها في رئاسة الوزارة.
1990 قيام حكومة ائتلافية.
1991 اغتيال راجيڤ غاندي خلال الانتخابات. وفوز حزب المؤتمر بالانتخابات. تولى ناراسيما راو رئاسة الوزارة.
1996 خسر حزب المؤتمر الانتخابات رغم أنه ظل يحكم الهند منذ أن نالت استقلالها في عام 1947. دخلت الهند في مرحلة من تشكيل الحكومات الإئتلافية.
2001 في ذكرى اليوم الوطني، ضرب الهند زلزال، وتأثرت بصفة خاصة ولاية گوجرات في غربي الهند، وقتل نحو 30 ألف شخص.

الغزوان الفارسي والإغريقي

كانت الثروة والمدن الجميلة والقرى الغنية مثار اهتمام الغزاة الأجانب. فقد غزا الإمبراطور الفارسي قورش الشهير الهند عام 530 ق.م. وأصبحت المقاطعة العشرين من مقاطعات إمبراطورية قورش الأخمينية. انظر:فارس القديمة.

وغزاها القائد الإسكندر الأكبر، ملك مقدونيا عام 326 ق.م. واغتنم تشاندرا جبتا ماوريا فترة الاستقرار السياسي الذي ساد البلاد بعد غزو الإسكندر، فبدأ مشروعًا توسّعيًا بصفته ملكًا لمملكة ناندا الصغيرة عام 321 ق.م.

ظهور الماوريان في الهند

تعرض الإغريق لهجوم من تشاندرا بعد أن تمكن من السيطرة على مملكة ماگادا في وادي الجانج وخضعت لسيادته أجزاء من ولاية السند وخلفه في الحكم عام 297 ق.م ابنه بندو سارا وبذلك أصبح الماوريان، وخلال ربع قرن، يحكمون معظم الأراضي الهندية.

امبراطورية ماوريا استمرت من 320-185ق.م. وحدت تقريبًا معظم الهند لأول مرة. باتاليبوترا كانت عاصمة الإمبراطورية

الامبراطورية الموريانية Maurya:

كان من نتائج غزو الإسكندر للهند والصراعات التي اندلعت بعد موته أن مهدت لظهور دولة كبيرة هي امبراطورية موريا، التي تعد أعظم دول الهند القديمة، فقد استطاع مؤسسها تشاندراغوبتا - الذي هزم آخر ملوك سلالة ناندا الحاكمة في ماغادا وتصدى بنجاح لهجوم الملك سلوقس - أن يوحد لأول مرة إقليمي الغانج والسند ويبسط سيطرته على شمالي الهند بأكمله وجزء من هضبة الدكن على مدى ربع قرن (321-297 ق.م)، كان قائداً عظيماً وإدارياً حازماً يساعده وزير قدير يدعى كاوتيليا Kautiliya الذي ألف كتاباً في فن الحكم والسياسة (Arthasatra) له أهمية في معرفة تاريخ ذلك العصر. ويروى أنه تخلى عن العرش وترهب في آخر أيامه حتى موته.

وتشاندراغوبتا هو أول ملك هندي معروف تاريخياً بصورة أكيدة ومؤسس سلالة موريا التي حكمت الهند ما يقرب من قرن ونصف القرن. وقد خلفه ابنه بندوسارا Bindusara ت(297-273ق.م) الذي تابع فتوحات والده وذاع صيته حتى إن سفارة جاءته من ملك مصر بطلميوس تخطب وده .

ثم تسلم الحكم ابنه أشوكا Ashoka ت(273-233ق.م) أعظم ملوك هذه السلالة وأشهر حكام الهند القدماء على الإطلاق. شن في أول عهده حروباً كثيرة في الشرق والغرب تميزت بالقسوة والوحشية، إذ يروى أنه قتل مئة وخمسين ألف إنسان عندما احتل مملكة كالينغا Kalinga في شرقي الهند، وما إن جاء عام 250ق.م حتى بات أشوكا يحكم الهند كلها تقريباً ما عدا أقصى الجنوب إضافة إلى كشمير وأفغانستان، كما أرسل موفدين إلى الملوك الهلنستيين المعاصرين له، ثم اعتنق البوذية وتحول إلى ملك مسالم يسعى إلى سعادة شعبه والتكفير عن حروبه.

وتتحدث نقوشه التي دونها باللغات السنسكريتية والآرامية والإغريقية عن عدالته وإنسانيته ومن أقواله المشهورة: «إن أفضل الفتوح ليست فتوح الجيوش ولكنها فتوح العقائد والإيمان».

انحدرت المملكة بعد موته وانقسمت بين أبنائه، وفي عام 185ق.م قُتل آخر ملوكها. وشهدت الهند في عهد هذه الامبراطورية تطوراً كبيراً في شتى مرافق الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما عاشت نهضة قومية وثقافية تجلت باكتمال ملحمة مهابهاراتا Mahabharata التي نظمتها أجيال من الشعراء وصارت أشهر الملاحم الهندية. ويذكر الزعيم نهرو في كتابه «لمحات من تاريخ العالم» أنه كان على كل ملك من ملوك هذه الامبراطورية أن يقسم عند تلقيه سلطته الملكية من أيدي الشعب في يوم التتويج قائلاً: «ألا فليحرمني الله من مملكة السماء ومن الحياة والذرية إن أنا ظلمتكم».

أعقب انهيار امبراطورية موريا عصر لا مركزي من الناحية السياسية عانت فيه الهند غزوات الإغريق والسكثيين والكوشانا. وظهرت سلالة حاكمة جديدة هي سلالة سونغا Sunga ت(185-73ق.م) التي تقلص سلطانها وسيطر عليها المستشارون البراهمانيون ثم قام وزير آخر السلاطين بتأسيس سلالة كانڤا Kanva التي استمرت حتى سنة 25ق.م.

أسوكا

وصلت الإمبراطورية الماورية إلى أقصى قوة سياسية لها مع ارتقاء الإمبراطور أسوكا سُدّة الحكم. وذلك بعد عام 272 ق.م تقريبًا. وانتشرت في أرجاء الهند النقوش الحجرية التي كانت مصدرًا غنيًا بالمعلومات.

اعتنق أسوكا البوذية بعد حملته الناجحة ضد اوريسا عام 261 ق.م في جنوب شرقي الهند، التي قتل فيها مئات الآلاف وتخلَّى بعدها عن الحروب ودانت له سائر بلاد الهند بالتبعية. وتصفه المراسيم الحجرية بالملك محبوب الآلهة الذي عمل بجد على نشر البوذية وحكم بالعدل.

غزوات أواسط آسيا

أخذت الإمبراطورية الماورية بعد حكم أسوكا بالانحدار ببطء. وأقام دمتريوس، وهو حفيد أحد قادة الإسكندر، المملكة اليونانية الباكترية في الپنجاب، كان أشهر حكامها الملك ميناندر.

حكم ميناندر في الفترة من عام 155-150 ق.م، في حين أطاحت غزوات شعب الساكا أو السكوذيين القادمين من أواسط آسيا بالحاكم الإغريقي في شمالي الهند.

الكوشان

تعرضت الهند لغزوة جديدة من أواسط آسيا قامت بها في القرن الأول الميلادي قبيلة الكوشان. التي أسَّست إمبراطورية قوية بقيادة كانيشكا، امتدت من تركستان إلى فاراناسي (بنارس) في شرقي الهند. وصاحب توسّع الإمبراطورية إنجازات ثقافية. وتأثّر الحكام الكوشان في مجالي الفن والديانة بالإغريق والفرس والتقاليد الهندية. وسكوا نقودًا ذهبية على الطريقتين الفارسية والإغريقية. وارتفعت العمارة الدينية البوذية إلى درجات كبيرة من الإبداع الهندسي. في ذلك العصر المضطرب تحرك الهون الذين طردهم الصينيون من آسيا الوسطى، ودفعوا السكيثيين (أو الساكا Saka) نحو الهند فتوغل هؤلاء من ناحية بلوخستان والسند في إقليم البنجاب وتمكن أحد أمرائهم نحو عام 60ق.م من تأسيس امبراطورية ولكنها تفككت إلى عدة سلالات ساكية بقيت قائمة حتى القرن الرابع الميلادي وقد سماهم الجغرافي بطلميوس: الهنود السكيثيين.

في نهاية القرن الأول قبل الميلاد تم توحيد قبائل يويهتشي Yueh-Chi الهونية الخمس في بكتريا وظهرت قبيلة جديدة تدعى كوشانا Kushana تمكنت من فرض سيطرتها منذ القرن الأول الميلادي في البنجاب وقندهار، وبلغت أقصى قوتها في عهد الملك كانيشكا Kanishka (نحو 78-96م) الذي امتدت سلطته من بنارس شرقاً حتى كابول غرباً، واتخذ عاصمته في بشاور التي بنى فيها معبداً بوذياً كبيراً بعد أن اعتنق البوذية ودعم انتشارها، وقد صار عام وصوله إلى الحكم بداية لتقويم السلالة الحاكمة وأرخ أبناؤه وأحفاده من بعده سنوات حكمهم بموجب هذا التقويم. وقد أرسل كانيشكا كثيراً من البعثات التبشيرية التي ازدهرت معها تجارة المملكة، ثم أصابها الضعف وبسط الفرس الساسانيون نفوذهم عليها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإنجازات الثقافية والعلمية

تميّز تاريخ شبه القارة الهندية بعد إمبراطورية كوشان (القرن الرابع الميلادي) بظهور عدد من الأسر التي حكمت أقاليم مجّزأة. وتُمثل هذه الفترة، النجاح الثقافي الكبير للدراسات السنسكريتية والاكتشافات العلمية.

استخدم الرياضيون الهنود الرقم (0) للصفر، كان لديهم تصور للأرقام السالبة. وازدهر الفن والأدب والفلسفة وقُدم العديد من النماذج الجميلة عن عبقرية الهند القديمة.

اللغة السنسكريتية هي اللغة الكلاسيكية للديانة الهندوسية وثقافتها. وقد بدأت بالتطور منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد وهذا أقدم مخطوط سنسكريتي معروف.

التجارة مع الغرب

لم ينحصر التأثير الأوروبي في الهند على ما أسفرت عنه موجات الغزاة من الإغريق والفرس ومن آسيا الوسطى فقط، وإنما كان من خلال التجارة البرية والبحرية فيما بين شبه القارة الهندية والشرق الأوسط والإمبراطورية الرومانية. ولقد كانت التجارة وقيمة الصادرات للغرب كبيرة.

وُصفت هذه التجارة البحرية في كتاب يعرف بدليل البحر الإرثري (الأحمر) لتاجر من مدينة الإسكندرية بمصر ذكر فيه جميع الموانئ البحرية في البحر الأحمر وغربي الهند ومواد التجارة الرئيسية.

إمبراطورية گوپتا بسطت نفوذها عبر شمالي الهند من 320- 500م. في هذه الفترة أصبحت الهند مركزًا مهمًا للفنون والتعليم والطب.

إمبراطورية جبتا

أدى ظهور أسرة جبتا في بداية القرن الرابع الميلادي لقيام عصر ذهبي امتد حتى القرن السادس الميلادي. وسعى كل حاكم منها لزيادة إمبراطوريته. فالهند لم تكن بلدًا موحدًا ذا لغة واحدة. لقد أدت الاختلافات العرقية بين الأسر الحاكمة إلى قيام ممالك مختلفة فيها.

"Priest King" of Indus Valley Civilization

أصبحت أسرة جبتا على درجة من التقدم إبَّان عهد تشاندرا جبتا الأول (320-335م) الذي سُكّت النقود في عهده. وكان ابنه سامودرا جبتا (335-375م) واحدًا من أفضل الأباطرة الفاتحين في الهند القديمة. وتوسعت إمبراطورية جبتا من شمالي الهند حتى أقصى الجنوب. وتذكر إحدى المخطوطات التي وُضعَت في عهده أنه قد قهَرَ ما لايقل عن ثلاثة عشر أميرًا من الجنوب. واستمرت الفتوحات في عهد تشاندرا جبتا الثاني (375-415م)، وبدأ الوهن يدب في أوصال الإمبراطورية منذ نهاية حكم كومارا جبتا. بدأت هذه الأسرة بزعامة مؤسسها تشاندراغوبتا الأول بتوحيد شمالي الهند بعد قرون من الانقسام والصراعات والسيطرة الأجنبية. وفي عهد ابنه سامودراغوبتا Samudragupta ت(330-375م) بلغت أوج قوتها ودانت لها أقاليم كثيرة بالطاعة وساد السلم في عهده الطويل مثلما كان في أيام أشوكا، ولكن على النقيض منه فإن معتقده كان الهندوسية ،غير أن هذا لم يمنع البوذية والبراهمانية من التعايش معاً سلماً، ثم تابع الملكان تشاندراغوبتا الثاني (375-415م) وكوماراغوبتا (415-455م) بناء هذه الامبراطورية التي سيطرت على شمالي الهند بأكمله وقسماًَ من وسطها بالقوة أحياناً وبالدبلوماسية أحياناً أخرى.

يمثل حكم هذه الأسرة الحقبة الكلاسيكية في تاريخ الهند، الذي كان عصراً ذهبياً للعلوم والآداب والفنون. فقد ابتكر علماء الرياضيات النظام العشري للأعداد، وعرف علماء الفلك نظرية دوران الأرض وحسبوا اليوم بدقة كبيرة. كما حققت الهند تقدماً كبيراً في علم الطب والأدوية.

ووصلت الثقافة الهندية مستوى لا مثيل له وبرز كاليداسا[ر] Kalidasa (القرن الخامس) بوصفه أعظم شعراء الهند وأدبائها المسرحيين. كذلك تجلت عبقرية الهند في الفنون والهندسة المعمارية التي أبدعت أوابد رائعة تتسم بالجمال والدقة والرمزية.

كان بوداغوبتا آخر الملوك الأقوياء، انقسمت المملكة بعد موته إلى أسر حاكمة متنافسة. وفي مطلع القرن السادس جاءت موجة جديدة من غزوات الهون البيض Hephthalites فأطاحوا ملوك أسرة غوبتا عن عروشهم وتدهورت الأوضاع من جديد.ثم ظهر فرع جديد للأسرة تمكن بقيادة الملك الشهير هارشا Harsha من طرد الغزاة وحكم شمال الهند وبناء عاصمة جديدة في كانوج Kanauj وكان إدارياً حازماً محباً لشعبه، تحول إلى الديانة البوذية وصار شبيهاً لأشوكا في أعماله وتصرفاته. وكان أديباً يكتب القصص والقصائد ويقرب العلماء، وقد أصبحت عاصمته مركزاً للثقافة لا تقل شأناً عن بنارس مركز الديانة والآداب الهندوسية، وترسم روايات الرحالة الصيني البوذي يوان تشونج Yuan-Chong صورة زاهية للهند في عهده الطويل الذي دام أربعين سنة. ولكن بعد موته تفككت مملكته إلى عدد من الدول الصغيرة المتنافسة. ومع وصول العرب المسلمين إلى السند عام 712م بدأ فصل جديد في تاريخ الهند.

من القرن السادس الميلادي حتى إمبراطورية المغول

الهون والراجبوت

واجهت الهند في الفترة بين عامي 470-520م تهديدًا جديدًا على يد الهون الذين أوجدوا مملكة ذات شأن في أوروبا وخاصة في المجر. ثم تحولوا نحو الهند، وذلك في عهد سكاندا جبتا (454-467م) وهو آخر ملوك الجبتا. وتمكنوا من القضاء على بقايا الجبتا في شمالي الهند وكشمير على يد الحاكم الهوني ميهيرا كولا عام 520م.

وتبع الهون مجموعة أُخرى من القبائل البدوية من آسيا الوسطى. وعاش ذلك الشعب على تربية المواشي والخيول والإبل، ورفضوا الاستقرار في القرى والأراضي الزراعية شأنهم في ذلك شأن القسم الأكبر من سكان الهند.

ويعتقد العلماء أن القبائل والعشائر المختلفة من الراجبوت تعود في جذورها إلى الهون.


دخول الإسلام

انتشر الإسلام بالفتوحات الإسلامية المتدفقة في بداية الأمر من الجزيرة العربية متوجهة نحو البحر الأبيض المتوسط والمرتفعات الإيرانية. وأرسل المسلمون عام 94هـ، 712م حملة برية عسكرية إلى السند. ونجحت هذه الحملة التي كانت في زمن الخلفاء الأمويين في دمشق في تأسيس مملكة إسلامية في ذلك الجزء من الهند. وكانت السند منطقة تجارية مهمة حيث تمر البضائع القادمة من الهند عبر مرفأ ديبول على مصب نهر السند إلى المدن الإسلامية في كل من الخليج العربي والبحر الأحمر.

وقد أقام العديد من التجار المسلمين علاقات تجارية مع مرافئ غوجارات وساحل ملبار واستقروا في تلك المدن. ويُحتمل أن تكون عائلاتهم قد أقامت مواقع استيطانية في الهند. وسمح حكام الهند للمسلمين ببناء المساجد وممارسة الشعائر الدينية الخاصة. وقد مدح الجاحظ الهنود لإنجازاتهم العلمية في كتابة لغتهم، ولإنجازاتهم في مجال علم الرياضيات.

وكانت أولى الحملات الإسلامية الجدّية على شبه القارة الهندية فيما بين القرن التاسع والقرن الحادي عشر الميلاديين. وقد بدأت تباشيرها منذ خلافة معاوية بن أبي سفيان الذي أرسل المهلب بن أبي صفرة لفتح بلاد السند. وتبعه محمد بن القاسم الثقفي وغيره من القادة.

وكان يسيطر على الهند حينذاك أمراء الراجبوت الأقوياء الذين كانت لديهم قوة عسكرية ضخمة ذائعة الصيت، وكانت الخلافة العباسية في بغداد آنذاك تخشى الدخول في صراع معهم.

الفاتحون الأتراك

تطلَّع الحكام الأتراك في إقليم شمالي نهر أموداريا (جيحون) إلى أراض جديدة لفتحها. وكانوا في الوقت نفسه تحت ضغط عسكري من القبائل المغولية في الشمال الشرقي من آسيا الوسطى.

وخاض محمود الغزنوي فيما بين عامي 390- 422هـ، 1000 و1030م سلسلة من الغزوات ضد الهند. وكان قائدًا ماهرًا. لم يتمكن السلطان محمود من المحافظة على منجزاته. ولم يبق بعد وفاته عام 422هـ، 1030م إلا مملكة واحدة في البنجاب، في حين ظلت باقي أقسام الهند مستقلة عن الحكم الإسلامي.

Map of North India in the late Vedic period.

سلطنة دلهي

فتح المسلمون عام 588هـ، 1192م البنجاب بقيادة محمود الغزنوي، وتمكنوا من هزيمة الزعيم الراجبوتي بريتفي راج تشاوهان، في معركة بانيبات. وخلال أقل من عشر سنوات استولى قادته على معظم الشمال الهندي حتى البنغال. واختار الغزنوي أحد قادته وهو قطب الدين أيبك لينوب عنه في حكم دلهي، وأوجد قطب الدين فيما بين عامي 597-607هـ، 1200- 1210م سلالة حاكمة وإمبراطورية عُرفت باسم سلطنة دلهي. وكان مسلمًا ملتزمًا كسلفه محمود الغزنوي، وبنى في دلهي مسجدًا كبيرًا وخلد انتصاراته على عمود يرتفع 78م.

وغزا السلطان والفارس المسلم علاء الدين خالجي الممالك الهندية في الدكن وغوجارات ووصل حتى مادورا في الحافة الجنوبية من شبه القارة.

بحلول القرن الحادي عشر الميلادي وعند بناء معبد بريهادسفارا في تارجور كانت الهندوسية الهندية قد انتشرت في جنوب شرقي آسيا.

وفي عام 656هـ، 1258م أسقط المغول بغداد وقتلوا آخر الخلفاء العباسيين وفتحوا أجزاءً واسعة من الشرق الأوسط بعد ذلك. ثم بدأوا بالتوجه نحو الهند. وأضحت الأخطار المغولية تهدد الحكام المسلمين في دلهي. وقد وفرت الأموال التي جاءت من الحملات الجنوبية ونظام الضرائب إمكانية إعداد جيش كبير للتصدي للمغول وذلك لما يمتاز به إقليم غوجارات من غنى بعد أن أصبح تحت حُكم المسلمين. وبذلك تمكن المسلمون من التصدي لعدد من الحملات المغولية.وغزا المغول بقيادة تيمورلنك دلهي عام 801هـ، 1398م فوضعوا حدًا للسلام والعصر الذهبي للسلطنة ونهبوها. وتجزأت بعد ذلك الإمبراطورية الإسلامية في الهند إلى العديد من الممالك الصغيرة المتحاربة التي كان يحكم كل واحدة منها سلطان.

وفي عام 751هـ، 1350م تم تأسيس دولة فيجاينجار الهندوسية في هضبة الدكن. وأدَّى ذلك، إلى خضوع الجنوب للسيطرة الهندية وأوجد حاجزًا أمام تقدُّم المسلمين.

فنون الرسم المغولي المنمنم. وتوضح اللوحة تيمورلنك على عرشه.

تأسيس إمبراطورية المغول

أوجدت فتوحات الحكام المغول خلال المائتي عام التاليتين واحدةً من أفضل الإمبراطوريات التي عرفتها الهند إدارة ومركزية.

وكان أول الفاتحين المغول بابر، من أحفاد تيمورلنك. فقد غزا الهند عام 933هـ، 1526م من كابول بأفغانستان. وهَزَم إبراهيم لودي، سلطان دلهي في معركة بانيبات. وقد توافرت له ثروة كبيرة نتيجة الفتوحات. واستطاع خلال سنوات قليلة فتح معظم الشمال الهندي. انظر: بابار. توفي بابار عام 937هـ، 1530م، وخلفه في الحكم ابنه همايون. وتعرض الحكم المغولي في عهده للتهديد والخطر حين انتصر شيرشاه (فريد أو شيرخان) على همايون، وأجبره على مغادرة البلاد عام 963هـ، 1555م، ثم اغتنم الأخير وأعوانه فرصة الخلاف الذي دبّ بين أحفاد شيرشاه. وعاد سريعًا إلى عرش دلهي. وَخَلفَه عام 964هـ، 1556م ابنه أكبر.

أكبر الشهير

يُذكر أكبر على أنه أشهر قادة المغول، فقد كانت لديه نفس الصفات القيادية التي كانت لجده بابار. وكان وسيمًا وجنديًا قاسيًا. استمتع بصحبة العلماء والفنانين، وبنى النُصب الكبيرة والقصور كما بنى مدنًا كاملة، منها العاصمة الجديدة في سيكري لتخليد ذكرى ولادة ابنه الأول سلطان سالم، وانتصاراته في غوجارات. وتتميز عمارة مدينته بمزيج من العمارة الإسلامية والهندية. كما تمكَّن من إخضاع أكبر أُمراء الراجبوت قوة. ووفرت إصلاحاته في تنظيم الجيش الاستمرارية والأداة القوية للسيطرة. ويُعد تنظيم النظام الضريبي على الأرض أفضل إنجازاته. وكان قد أعدّه وزيره الهندي راجا تودار مال.

أكبر الشهير كان يحب المناظرات العلمية والدينية.

حكم المغول

اعتمدت ثروة الدول الهندية وأمرائها في المقام الأول وبشكل دائم، على الضرائب المفروضة على الحاصلات الزراعية التي كانت وفيرة الإنتاج. وكانت مناطق كثيرة تُزرع مرتين بل ثلاث مرات في العام.

وقرر أكبر ووزير ماليته العمل على إعادة النظر في النظام الضريبي على الأرض وربطه بالإدارة الإمبراطورية. وأوجد أكبر نظامًا إداريًا جديدًا عُرف بجاجيرداري. ويعتمد على توزيع إقطاعات من الأرض على الموظفين العسكريين أو المدنيين المسؤولين في المقاطعات لفترات محدودة. ويقوم هؤلاء باستثمارها وإعداد عدد من الفرسان يتلاءم ومساحة الأرض المخصصة له. ويدفع المستثمرون نيابة عن الدولة رواتب أولئك الموظفين العاملين لديهم من حصتهم التي يوفرها لهم نظام الجاجيرداري.

وقد أتاح هذا النظام تشكيل وحدات من الفرسان كانت تشكل في مجموعها الجيش المغولي النظامي. ويتم نقل الموظفين من مكان لآخر، مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات الأمر الذي يحول دون تملُّكهم الأرض لمنافع شخصية.

وساعدت تلك الإصلاحات في توفير الثروة لمغول الهند إضافة لوجود توسع تجاري كبير أسهم في بناء العديد من المدن والقرى وتزايد الإنتاج.

مجلس السلطان بابار مؤسس الإمبراطورية المغولية

أباطرة المغول المتأخرون

خلف أكبر كلُ من جهانجير (1605-1627م) وشاه جهان (1628-1658م) وأورنغزيب (1658- 1707م). ووصلت إمبراطورية المغول في عهدهم إلى درجة عالية في السياسة والقوة العسكرية.

تميز شاه جهان بدعمه للفنون، وخاصة العمارة. وبنى في أكرا أشهر أثر تذكاري، هو تاج محل، قبرًا لزوجته المحبوبة الملكة التي تُوفيِّت صغيرة. انظر:تاج محل. وبنى مدينة جديدة أيضًا بالقرب من دلهي القديمة. ونقل العاصمة من أكرا إليها. لكن سنواته الأخيرة عكرتها أحداث التمّرد التي نظمها ولده أورنغزيب.

قتل أورنغزيب إخوته الثلاثة الآخرين بمن فيهم ولي العهد دارا شكوه، وطرد شاه جهان الإمبراطور الحاكم واستولى على العرش. وكان حكمه أطول حكم في السلالة المغولية. وكان مسلمًا ملتزمًا. ووفرت له إمكاناته بصفته جنديًا وسياسيًا تحقيق الكثير من النجاح على الصعيدين السياسي والعسكري. إلا أن فتوحاته جلبت له العديد من المشكلات المؤذنة بنهاية عهده. فتكاليف الحروب الباهظة وتوزيع إقطاعات جديدة كمكافآت على القادة العسكريين، وفرض الضرائب الجديدة على مالكي الإقطاعات أدت إلى هجرة الكثيرين منهم لأراضيهم. فأُهملت الأراضي ولم تُزرع. وتمكن شيفاجي، وهو زعيم هندوسي في غربي الهند، من تكوين جيش في الستينيات من القرن السابع عشر الميلادي. وبدأ يغزو القرى والمدن المغولية. ونجح في الاستيلاء على ميناء سورات الكبير. وُعرف أتباعه بالماراتها وكانوا مقاتلين أشداء استولوا على جميع القلاع الحصينة من المغول.

ورنغزيب كان مسلما متمسكا بإسلامة. توسعت في عهدة إمبراطورية المغول ولكنة كان حاكما صارما. وهذة صورة صغيرة لة في مرحلة متقدمة من حياتة

الإمبراطورية بعد أورنگزب

واجهت إمبراطورية المغول إثر وفاة أورنگزب عام 1119هـ، 1707م صعوبات جمة. وبحلول عام 1143هـ، 1730م لم يعد للإمبراطورية إلا الولاء الاسمي فقط من حكام المقاطعات الذين كانوا مستقلين على جميع الأصعدة.

وجاءت الضربة الأخيرة لإمبراطورية المغول عام 1152هـ، 1739م على يد الفاتح الأفغاني الفارسي نادر شاه الذي غزا الهند واستولى على دلهي.

الصليب المعقوب (سواستيكا)


الهند الدراڤيدية

بينما كانت هذه الأحداث والتطورات تجري في الشمال، فإن الجنوب بقي محافظاً على أوضاعه المعهودة وفي منأى عن التأثيرات والغزوات الخارجية وصار حصناً منيعاً للهندوسية، هنا حافظت حضارة الهندوس التقليدية على أصالتها العرقية والثقافية والدينية ،ولم تتمكن البوذية من ترسيخ أقدامها.

كانت تسود في هضبة الدكن سلالة أندرا Andhra (أو ستاكاني) الدرافيدية منذ القرن الأول قبل الميلاد فأقامت مملكة كبيرة امتدت سيطرتها التجارية في القرن الثاني الميلادي من بحر عمان إلى خليج البنغال، ثم بدأت تضعف وانقسمت إلى عدة أسر حاكمة.

وفي القرن الرابع نهضت أسرة بالاڤا Pallava وجعلت مدينة كانتشي Kanchi مركزاً لمملكة واسعة استمرت مئات السنين ورعت طبقة البراهمة، وظهر في مجال الفن والعمارة نمط هندوسي درافيدي متميز بلغ ذروته في المعابد الضخمة والرسوم الصخرية. وقد أسهمت هذه الأسرة في نشر الحضارة الهندية في جنوب شرقي آسيا.

أما عن صلات الهند مع الغرب فكانت تتم خاصة عن طريق الشواطئ الجنوبية الغربية وعلى رأسها ميناء موزيريس Moziris. وتتحدث الروايات عن وصول بعثة هندية إلى سورية لمقابلة الامبراطور الروماني اغسطس عام 20ق.م، وبعد اكتشاف مواعيد هبوب الرياح الموسمية انتظمت الصلات البحرية بين المشرق العربي والهند وتوطدت حتى إنه كانت تبحر كل سنة 120 سفينة من موانئ مصر والبحر الأحمر متوجهة إلى الهند وهي تحمل المنسوجات والزجاج والمعادن والخمور وغيرها وتعود محملة بالعطور والتوابل والجواهر والعاج والحرير الصيني. وقد عثر في جنوبي الهند على شواهد مختلفة ومنها كنوز من النقود الذهبية والفضية الرومانية تدل على عظم التجارة الهندية مع الغرب وأقطار المشرق العربي.

مجيء الأوروبيين

أول الاتصالات الأوروبية

أرسل الملك البرتغالي مانويل الأول عام 1497م البحَّار ڤاسكو دا گاما ليجد طريقًا بحريًا إلى الهند عن طريق رأس الرجاء الصالح. فوصل كاليكوت في الثامن عشر من يونيو 1498م. وعاد أسطوله إلى لشبونة في البرتغال عام 1499م.

ميناء كاليكوت

وأدت أخبار النجاح البرتغالي في عبور المحيط الهندي والوصول إلى أغنى ميناء للتوابل إلى إثارة مشاعر القلق والخوف في نفوس أهل البندقية بإيطاليا من تخفيض البرتغاليين لأسعار التوابل بعد أن أقاموا إمبراطورية تجارية جديدة في المحيط الهندي تُسيطر على كافة الموانئ التجارية والممرات البحرية بين الهند وجنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط. وغدت گوا عاصمة البرتغاليين في الهند مستوطنة أوروبية مهمّة.

گاوتاما بودا يؤدي تمارين نسكية بالغة المشقة قبل استنارته على ضفاف نهر فالگو في بود گايا، بيهار، الهند.
تفاصيل على ورقة شجر وعليها ميلاد ماهاڤيرا (التيرثانكارا الجايني الرابع والعشرين)، من Kalpa Sutra, c.1375-1400.
آدي شانكارا، الفيلسوف الهندي الذي جمـَّع عقيدة Advaita Vedanta باستخدام اوپانيشاد كمرجع.
الماهاجناپادات كانوا أقوى ستة عشر مملكة وجمهورية في العصر، ويقعوا عموماً في السهول الإندو-گانجية الخصيبة، إلا أنه كانت يوجد عدد من الممالك الأصغر تمتد بطول وعرض الهند القديمة.
الستوپا الخاصة بساريپوتـّا في جامعة نالندا. "أول جامعة عظيمة في التاريخ المسجل."

شركتا الهند الشرقية

تأسست شركة الهند الشرقية البريطانية عام 1600م، وشركة الهند الشرقية الهولندية عام 1602م. ومع هذا، فقد كان للتجار الهولنديين في أمستردام علاقات تجارية في المحيط الهندي منذ عام 1595م. وكانت الموانئ محصنة بأسوار بحرية ومدافع. وأنشأت كل من الشركة البريطانية والهولندية جيشًا صغيرًا قوامه الجنود المحترفون. وبحلول القرن الثامن عشر الميلادي أصبحت الشركة البريطانية على درجة من القوة تُؤمن عددًا كبيرًا من السفن المسلحة بشكل جيد لحماية التجار في المحيط الهندي.

أمير هندي

التنافس البريطاني الفرنسي

وافقت الحكومة الفرنسية في العشرينيات من القرن الثامن عشر الميلادي على قيام شركة الهند الشرقية الفرنسية بالتجارة مع الهند. واتخذت بونديشيري في جنوبي الهند مقرًا لها. وغَدت على درجة من القوة، خوَّلتها منافسة البريطانيين. وما لبث التنافس التجاري أن تحول إلى تنافس سياسي. وحاول كل منهما دعم الحروب المحلية الدائرة بين الزعماء المحليين وأحرز البريطانيون في النهاية النصر برًا وبحرًا وكان ذلك في الأربعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي.


نمو شركة الهند الشرقية

أصبحت شركة الهند الشرقية عام 1765م الحاكم الفعلي في البنغال بعد أن قررت تنحية الحاكم الاسمي المغولي، وقد وفَّرت الثروات الزراعية البنغالية لها عوائد ضريبية كبيرة ساعدتها في إنشاء جيش كبير قوامه المحاربون الهنود المحترفون والمدرَّبون ويقوده ضباط بريطانيون. وعُين وارن هيستنجز عام 1772م أول حاكم للشركة في البنغال، وأسهم بذكائه وسياسته في إحراز نجاح كبير للشركة في منطقته، إلا أنه لم يتردد في اتباع القسوة ضد المعارضة الهندية. واشتهر عدد من موظفي الشركة بالفساد.


إصلاح إدارة الشركة

انتهى الفساد على يد اللورد كورنوولس الذي اختير عام 1786م حاكمًا عامًا للهند. وأقرَّ البرلمان البريطاني عامي 1773و 1784م قوانين خاصة بوضع شركة الهند تحت سيطرة وزير من الحكومة البريطانية. وكُلف اللورد كورنوولس بمهمة إصلاح الإدارة البريطانية في الهند وإنشاء علاقات جيدة مع الأمراء الهنود. فأعلن استقلال النظام القضائي ومنع موظفي الشركة من ممارسة التجارة الخاصة وتنظيم العقود الحكومية. وأصلح الشرطة ونظام القضاء الجنائي.

التوسع العسكري البريطاني

أخذ التوسع البريطاني في الهند منعطفًا جديدًا منذ عام 1797م بعد تعيين اللورد ويلسلي حاكمًا عامًا جديدًا للهند. وقد كان قياديًا وسياسيًا ناجحًا. وكان يساعده شقيقه اللواء آرثر ويلسلي دوق ولنجتون، وقائد معركة واترلو فيما بعد. انظر: ولنجتون، دوق.

نظر ويلسلي إلى سلطان تيبو على أنه عدو بحجة أن سلطان تيبو كان مصادقًا لحفنة من الفرنسيين المنقطعين في الهند، فقد قام ويلسلي بمهاجمة ميسور، وقتل تيبو في معركة سيرنغاباتام عام 1799م. وخاض اللورد ويلسلي عدة معارك ضد اتحاد الماراتا في الشمال والغرب. وأدت الحملات العسكرية إلى مد النفوذ السياسي الاستعماري البريطاني إلى دلهي عام ملف:1804م، قبل عودة ويلسلي إلى بلاده. وألحقت دلهي ببريطانيا عام ملف:1818م. وبقيت دولة السيخ مستقلة في البنجاب حتى حرب 1848م حيث خضعت بعدها للحكم الاستعماري البريطاني.

Asia in 323BC, the Nanda Empire and Gangaridai Empire in relation to Alexander's Empire and neighbors.

الهند البريطانية

الحكم والتجارة

ي مطلع القرن التاسع عشر الميلادي تمكن البريطانيون من إنهاء الحروب المستمرة فيما بين الولايات الهندية، بعد أن كان إدخال الأوروبيين التقنية العسكرية الحديثة للهند مثل المدفعية الثقيلة وبنادق المشـاة السريعـة الرمي قـد ساعـد على إطالـة أمد الحروب المحلية بين الأمراء الهنود فيما بين عام 1750وعشرينيات القرن التاسع عشر.

وجُدِّد عقد شركة الهند الشرقية عام 1814م لثلاثين سنة تالية. إلا أنه لم يعد مسموحًا لها احتكار التجارة الهندية. فكانت التجارة مفتوحة أمام التجار البريطانيين لاستيراد البضائع البريطانية. وتابعت الشركة التجارة بالمنتجات الهندية حتى عام 1833م، عندما أوقفت جميع أنشطتها بأمر البرلمان البريطاني.

وخلقت الثورة الصناعية البريطانية فرصًا جديدة لزيادة التجارة مع الهند. انظر: الثورة الصناعية. وأصبحت الأقمشة البريطانية أرخص بكثير من المنتجات اليدوية الهندية. وازدادت الصادرات البريطانية من الملابس إلى أسواق الهند. وبذلك فقد عمال الغزل والنسيج أعمالهم واضطروا للعودة ثانية إلى الزراعة لتأمين معيشتهم. واستمرت شركة الهند في بيع المنتجات الهندية في أوروبا، وصدَّرت الأفيون إلى الصين بالمقايضة مع الشاي.

ملف:Historyofindia15
البريطانيون في الهند.

وفي عام 1857م اندلعت ثورة عارمة بدأها الجنود البنغاليون وعمت كل مناطق الهند.

أسباب الثورة

لاتزال الأسباب الفعلية للثورة غامضة. وفي واقع الأمر فإن كثيرًا من القادة الهنود كانوا قد رحبوا بسياسة الشركة الحذرة في الأمور الدينية وعدم محاولة تغيير العادات الاجتماعية والسماح بحرية العقيدة الدينية. فهي لم تحاول فرض النصرانية بالرغم من جدية الإرساليات التنصيرية ونشاطها. وعملت على الحد من عادة حرق المرأة لنفسها إثر وفاة زوجها (السوتي). وأدخلت التعليم الإنجليزي أيضًا في المدارس وكليات التعليم العالي. ولقيت كل تلك الأمور قبولاً من بعض القادة الهنود مثل الراجا راموهان روي ودواركانا طاغور (جد الشاعر رابندرانات طاغور) الذين كانوا يرغبون في حدوث تغييرات اجتماعية لإزالة العادات الاجتماعية الضارة. وساعد ظهور الصحافة في كلكتا وغيرها المفكرين البنغال على حرية التعبير. وعكست كتاباتهم الدوافع القوية للتغيير.

انتشار الثورة

كانت انطلاقة الثورة في العاشر من مايو عام 1857م في مكان اسمه ميروت، قرب دلهي حيث أطلق الجنود الهنود النار على الضباط البريطانيين أثناء الاستعراض، وأخذوا زمام المبادرة وتوجهوا بعدها إلى دلهي، وأعلنوا الإمبراطور المغولي المتقاعد حاكمًا شرعيًا لهندستان.

The Maratha Empire in 1760. The last Hindu empire of الهند.
Harmandir Sahib or The Golden Temple

هُوجم العديد من البريطانيين في القرى الهندية وقُتلوا خلال الاشتباكات التي تلت انتفاضة ميروت. وكادت الثورة أن تنُهي الإمبراطورية البريطانية في الهند التي سرعان ما تداركت الموقف وأخمدت الثورة بوحشية كبيرة طالت الثوار والأبرياء معًا، وقُتل الآلاف. وأدى ذلك إلى تأزم العلاقات بين الطرفين وعجَّل بوضع نهاية لحكم شركة الهند الشرقية البريطانية عام 1858م. وتولت الحكومة البريطانية مقاليد الأمور.

المد الاستعماري الكبير

دَّت الفترة الواقعة فيما بين عامي 1858م و 1914م فترة المد الكبير للحكم الاستعماري البريطاني في الهند نتيجة السياسة التي اتبعها اللورد كاننج الحاكم العام الأول في الهند، والتي خففت بالتالي من ويلات حرب 1858م وما بعدها. وقد وعدت الملكة فكتوريا بمعاملة رعاياها الهنود بود، وأعلنت أن الهنود لن يُحَاسَبوا بسبب إخلاصهم لديانتهم أو طقوسهم، ولكن يجب أن يتمتع الجميع بالمساواة والحماية أمام القانون، ودون تمييز.

ثم بُدِّل لقب الحاكم العام وأصبح يُعرف بنائب الملك. وكان يساعده مجلس تنفيذي، أصبح أعضاء هذا المجلس وزراء ومسؤولين عن أجزاء مختلفة من الدولة.

أبهة حضارة المغول.

التحديث الاقتصادي

نُوقشت خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام العام. ولقيت الميزانيات الحكومية الضخمة والتكاليف الباهظة لاحتفالات نائب الملك انتقادًا من الصحف الهندية. وأحس الكُتاب بالضيق من دفع الضرائب. وتم إنشاء شبكة للخطوط الحديدية عام 1870م وصلت بين مدن كلكتا وبومباي ودلهي ومْدراس، وكانت الحكومة ترمي من وراء إنشائها إلى تحقيق هدفين اثنين، هدف عسكري وآخر اقتصادي. وبذلك ضمنت إمكانية التصدي السريع لأي تهديد بالغزو يحتمل حدوثه من أفغانستان وروسيا. وقد ساعدت شبكة الخطوط الحديدية كذلك على نقل المحاصيل الزراعية كالقطن والقمح وبذور الزيت والنيلة إلى موانئ التصدير. يضاف إلى ذلك دورها في تسهيل عمليات التجارة الداخلية.

وأوصت لجنة المجاعة عام 1883م بفتح قنوات الري لتوفير المياه عند انحباس الأمطار الموسمية فازدادت بذلك المساحات القابلة للزراعة.

وشهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي بدايات التصنيع الحديث في الهند. وأنشئت عام 1854م المصانع الآلية لغزل القطن في بومباي. وغدت الهند، وخلال أقل من خمسين عامًا إحدى الدول الشهيرة في صناعة الملابس، ووفرت الترسبات الكبيرة من الفحم الحجري الوقود اللازم للقطارات والمصانع الجديدة.

Chola Empire under Rajendra Chola c. 1030 C.E.

حزب المؤتمر القومي الهندي

بدأت الحركة القومية الهندية في الظهور في أوائل الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. وكانت حركة معتدلة دستورية في بادئ الأمر. وأنشأ بعض الهنود المتأثرين بالفكر الغربي عام 1885م حزب المؤتمر القومي الهندي. وقد اقتصر نشاطه منذ أيامه الأولى على مناقشة القضايا السياسية. وطلب من الحكومة معالجة الشكاوى، إلا أنه لم يكن له قاعدة دستورية. وفي تسعينيات القرن التاسع عشر أصبح الإيقاع السياسي أكثر سرعة، وذلك بفضل المفكر السياسي بال غانجادار تيلاك الذي أيد العنف لإسقاط الحكومة البريطانية في الهند. ورد البريطانيون على تلك الهجمات بعمل عسكري وأمني حازم. وألُقي القبض على الثوار، فأُعدم البعض، وسجن البعض الآخر في جزر أندمان في المحيط الهندي. وعلى أية حال، أدت المطالبة الهندية بالمشاركة الفاعلة في الحكم وإجراء تغييرات دستورية لاقتناع السياسيين البريطانيين بضرورة التغيير.

وفي عام 1909م وضع الوزير البريطاني المسؤول عن الهند، جون مورلي مع نائب الملك، اللورد منتو، نظامًا انتخابيًا جديدًا. وأوجد المسلمون عام 1906م منظمتهم السياسية الخاصة المسماة العصبة الإسلامية التي نافست حزب المؤتمر الهندي الحاكم.

Coin of the Roman emperor Augustus found at the Pudukottai, South India.

غاندي وحملة ساتياجراها

قاتل العديد من الجنود الهنود من أجل القضية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، وتميزوا في ميادين القتال في أوروبا والحملات الشرق أوسطية، وكانوا يرون بأم أعينهم كيف تُدار الشؤون السياسية في أوروبا، بينما لم يكن في الهند ديمقراطية حقيقة بعد، وبدأ أولئك بعد العودة بالمطالبة بإجراء تغييرات سياسية خلال اجتماعات شعبية حاشدة، إلا أن الحكومة منعت مثل تلك الاجتماعات.

وقاد اللواء داير، القائد البريطاني في الثالث عشر من إبريل عام 1919م جنود الغوركا للسيطرة على اجتماع غير قانوني في أمرتسار في البنجاب. وأمر جنوده بسد المخرج من الاجتماع وإطلاق النار على الجموع المحتشدة، بدون إنذار، وقتل نتيجة لذلك نحو أربعمائة مواطن وُجرح نحو ألف ومائتين. وأطلق على هذه الحادثة: مذبحة أمرتسار. وبدا واضحًا لكل من القادة الهنود والبريطانيين أن سياسة بريطانيا في الهند لا يمكن أن تستقر إلا باستخدام القوة. واقتنع موهنداس كرمشند غاندي أن لاجدوى من النقاش بين حزب المؤتمر والحكومة البريطانية، وأن الوقت قد حان للعمل المباشر.

اعتمد غاندي على فكرة العصيان السلمي من خلال المظاهرات السلمية الكبيرة ضد الحكم البريطاني. ونظم المقاطعة للبضائع البريطانية في الهند كذلك. وفيما بين عامي1920 و 1921م بدأ الساتياجراها أو الحملة السلمية. فتحولت حركة الاستقلال إلى حملة شعبية، إلا أن المظاهرات فشلت من جّراء الاشتباكات العنيفة بين قوى الأمن والمتظاهرين.

وانضم إلى غاندي مجموعة من الشباب السياسيين الهنود. وكان منهم جواهر لال نهرو. تعلم نهرو في إنجلترا. واعتقد أن على الهند انتهاج نفس الأساليب الأوروبية لتحديث المجتمع والاقتصاد. وأدرك نهرو أن الطرق التي استخدمها غاندي لاستنهاض همم الجماهير الشعبية الكبيرة كانت على أقل تقدير أكثر فعالية من أي شيء يمكنه أن يقوم به هو أو حزب المؤتمر.

[[Image:Ravi Varma-Shakuntala columbia2.jpg|thumb|150px|left|Kalidasa's Sanskrit play===الدستور الجديد=== شهدت أعوام العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين العديد من الإخفاقات السياسية. لكن كان هناك بعض التقدم نحو التغييرات الدستورية. وصدق البرلمان البريطاني عام 1935م على قانون حكومة الهند الذي وضع دستورًا جديدًا للهند. وقد تضمن هذا الدستور انتخاب ساسة هنود ليكونوا أعضاء في جمعية تشريعية، وتكوين حكومات في الأقاليم يسيطر عليها الهنود، مع جعل الحكومة المركزية والمجلس التنفيذي تحت سيطرة نائب الملك اللذين يستطيعان نقض كل تشريع.


الحرب العالمية الثانية

عطل اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م تقدم الهند نحو الحكم الذاتي. ووعدت بريطانيا الهند بالاستقلال بعد الحرب. ولكن أعضاء المؤتمر القومي الهندي طالبوا بالحكم الذاتي الفوري، ورفضوا المشاركة في المجهود الحربي. إلا أن القوات الهندية قاتلت بشجاعة ومهارة كبيرتين في حملات الصحراء المختلفة في إفريقيا والشرق الأوسط. وانتشرت المصانع الوطنية بسرعة وأنتجت مستلزمات الحرب البريطانية والشعوب الحليفة الأخرى. وأمنت الهند للحلفاء أيضًا مقادير كبيرة من القهوة والقنب والميكا والشاي والمنسوجات وخشب الصناعة الخام.

وحاولت بريطانيا خلال الحرب التوصل إلى اتفاقية مع القادة الهنود للاستقلال. واقترحت عام 1942م أن تصبح الهند محمية مستقلة في رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث). ورفض السياسيون الهنود هذه الخطة وأعلن غاندي عام 1942م حملة عصيان مدني أخرى وتم اعتقال جميع قادة المؤتمر ولم يطلق سراحهم إلا عشية انتهاء الحرب. وعندما بدأت المفاوضات ثانية بين البريطانيين والوطنيين فإنها سرعان ما تعقدت بسبب طلب العصبة الإسلامية الانفصال في دولة إسلامية مستقلة. وأعلنت الحكومة البريطانية عن نيتها في نقل السلطة إلى الهنود. وخشيت العصبة الإسلامية من إمكانية سيطرة الهندوس على الهند المستقلة. والسؤال الذي كان ما يزال بحاجة للإجابة عنه هو: هل كان المسلمون يرغبون في إقامة دولة إسلامية في إطار الهند الموحدة، أو دولة مستقلة تمامًا، أي الباكستان؟ وعارض حزب المؤتمر تقسيم البلاد إلى دولة هندوسية وأخرى إسلامية. وكان قائد العصبة الإسلامية محمد علي جناح قد أصر على أن المسلمين لن يستطيعوا العيش بأمان ضمن دولة الهند الهندوسية. وكانت الهند قد وَقَّعت ضمن خمسين دولة على اتفاق لتشكيل هيئة الأمم المتحدة عام 1945م.

وكان آخر نائب للملك في الهند القائد البارز، اللورد مونتباتن. وأدرك كل من مونتباتن ونهرو أنه لا توجد طريقة يمكن بها الخروج من الورطة الهندوسية ـ الإسلامية. فالعصبة الإسلامية تريد دولة إسلامية منفصلة، والقادة الهنود والبريطانيون وافقوا على تقسيم الهند إلى دويلات منفصلة، ولم يجدوا طريقة أخرى لوقف العنف الذي اندلع فيما بينها. وأصبح الجزء الغربي من البنجاب والشرقي من البنغال دولة باكستان المستقلة. وذلك في الرابع عشر من أغسطس عام 1947م.

الهند المستقلة

الاستقلال والتقسيم

أصبحت الهند دولة مستقلة في الخامس عشر من أغسطس عام 1947م. وكان جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء فيها. واجه قادة الدولتين الجديدتين، الهند وباكستان، مهمات صعبة في إعادة بناء الاقتصاد المُدَمَّر. وُقتل غاندي عام 1948م بعد أن قاد نضالاً دءوبًا من أجل الاستقلال.


الجمهورية الجديدة

وضعت الجمعية التشريعية دستورًا جديدًا للهند، أُعلن في نوفمبر عام 1948م، وأصبحت الهند بمقتضاه جمهورية ديمقراطية مستقلة. وظل العمل به ساريًا حتى السادس والعشرين من يناير عام 1950م.

وجرت الانتخابات العامة الأولى في عامي 1951 و1952م. وترأس نهرو حزب المؤتمر الذي حظي بأغلبية كبيرة. واتبعت الهند خلال الخمسينيات من القرن العشرين سياسة عدم الانحياز أو الحياد الإيجابي. ووضعت الحكومة برنامجًا لخطط اقتصادية خمسية تهدف إلى زيادة الإنتاج الصناعي وتشجيع الزراعة. وحظيت سياسة عدم الانحياز التي اتبعها نهرو بتأييد الشعوب الآسيوية. وخاضت الهند حربًا حدودية خاسرة مع الصين عام 1962م اهتزت إثرها ثقة الشعوب بنهرو رغم قلة شأن تلك الحرب ومحدوديتها. وتزايد الإنفاق الدفاعي، ومات نهرو عام 1964م، وتولى رئاسة الوزارة بعده لال بهادور شاستري.

موهنداس غاندي قاد شعب الهند إلى الاستقلال. اغتيل عام 1948م بعد عام واحد من تحقيق هدفه

العلاقات مع الباكستان

أدت العلاقات مع الباكستان إلى قلق ملحوظ داخل الهند وخارجها وأصبحت كشمير عام 1947م جزءًا من جمهورية الهند، إلا أن شعبها لم يرض بهذا الانضمام مؤثرًا الانضمام إلى الباكستان، أو الاستقلال. وتوترت إزاء ذلك العلاقات بين الهند والباكستان عام 1965م. وأدت إلى نشوب حرب قصيرة لم يتمكن خلالها الجيش الباكستاني من اختراق خط الدفاع الهندي. وتكبد خسائر فادحة، وبقيت كشمير تابعة للهند.

مات شاستري فجأة عام 1966م بعد فترة وجيزة من الاضطرابات السياسية. وأصبحت أنديرا، الابنة الوحيدة لنهرو، رئيسة للوزراء وأثبتت قوتها وفعاليتها القيادية. [[Image:GolGumbaz2.jpg|thumb|يسار|250px|Gol Gumbaz at Bijapur, has the second largest pre-modern dome in the world after the Byzantine Hagia Sophia.]] تمرد الشعب في البنغال الشرقية عام 1971م ضد الهيمنة البنجابية الباكستانية في الجزء الغربي منه. ودفع الجيش الباكستاني الملايين عبر الحدود الهندية. وأرسلت الهند قواتها المسلحة للتصدي لتلك الإجراءات وصدت الجيش الباكستاني. وأدت تلك الحرب إلى قيام دولة بنغلادش المستقلة. وقامت الهند بإجراء أول تفجير نووي عام 1974م، مؤكدة قدرتها على صناعة الأسلحة النووية.

رئاسة أنديرا غاندي

ميزت فترة رئاسة أنديرا غاندي بكثرة الاضطرابات وانعدام الاستقرار السياسي، لاتهامها بالأساليب الفاسدة في الحكم، حيث قامت بفرض الرقابة على الصحف، واعتقال خصومها السياسيين. فأدى ذلك لخسارة حزب المؤتمر الجولة الانتخابية التي تلت ذلك ومن ثم فقد حزبها الأغلبية البرلمانية. وانتقل الحكم إلى حزب جاناتا المكون من تجمع عدة أحزاب. وفقدت أنديرا غاندي مقعدها البرلماني وأصبح مورارجي ديساي رئيسًا للوزراء. وتزعمت أنديرا غاندي عندئذ حزب المؤتمر المعارض، وضعف الائتلاف الحاكم فاستقال ديساي عام 1979م، وفاز حزب المؤتمر مجددًا بالأكثرية عام 1980م. وعادت أنديرا غاندي إلى البرلمان ورئاسة الوزارة.

تورطت أنديرا غاندي خلال السنوات الأربع التالية، في نزاع مع حزب السيخ الهندي. وقام قائد السيخ بتسليح أتباعه، وحول المعبد الذهبي في أمرتسار إلى حصن. وهاجمته القوات الهندية واستولت عليه. وبذلك أثارت حفيظة السيخ عليها. وانتهى الأمر باغتيالها في أكتوبر عام 1984م على يد مرافقها الخاص وهو من طائفة السيخ، خارج مقر إقامتها في دلهي.

غاندي المناضل من أجل الوطن.

التطورات الحديثة. اختار حزب المؤتمر راجيف غاندي، ابن أنديرا غاندي، لقيادته ورئاسة الوزارة. وتلقى دعمًا كبيرًا من الناخبين، إلا أن حكومته سرعان ما فقدت شعبيتها تدريجيًا وأخفقت في انتخابات عام 1990م. وتولى رئاسة الوزارة كل من وشوانات براتاب سنج وتشاندرا شيكار، لفترتين قصيرتين. وأثناء حملة الانتخابات عام 1991م اغتيل راجيف غاندي. وفاز حزب المؤتمر بالانتخابات. وأصبح ناراسيمها راو رئيسًا للوزراء. أدت سياسات راو الاقتصادية وبخاصة فتح الأبواب للشركات متعددة الجنسيات وما ينطوي عليه من تهديد للاقتصاد الوطني إلى تدهور شعبية حزب المؤتمر، بل وإحداث انقسام في الحزب نفسه. وفي مايو 1996م، تجرع الحزب هزيمة قاسية في الانتخابات التشريعية. استقال راو من منصبه وخلفه أتال بيهاري فاجبي زعيم حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الذي تصدر الانتخابات. فشل فاجبي في استقطاب نواب من أحزاب أخرى لتشكيل حكومة ائتلافية فاستقال بعد 13 يومًا من تقلده منصب رئيس الوزراء. وفي يونيو 1996م استطاع ديف جاودا زعيم الجبهة المتحدة، وهي ائتلاف من الأحزاب اليسارية والإقليمية من تشكيل حكومة برئاسته. وبعد حجب الثقة عنه خلفه إندر كومار جوجرال من الجبهة المتحدة أيضًا على رئاسة الوزراء، ولم تستقر له الأوضاع السياسية إلا سبعة أشهر بعد أن انسحب حزب المؤتمر من الائتلاف. وفي مارس 1998م، عاد أتال فاجبي رئيسًا للوزراء بعد فوز حزبه ذلك العام. ظل التحرشات بين الهند والباكستان تندلع بين حين وآخر على منطقة جامو وكشمير. وفي يونيو 1999م، نشبت المعارك بين قوات الجبهة المتحدة الكشميرية والقوات الهندية. وتمكنت قوات الجبهة من استعادة بعض الأراضي. اتهمت الهند الباكستان بدعم المجاهدين. رضخ الرئيس الباكستاني السابق نواز شريف لضغوط دولية، فانسحبت قوات الجبهة من الأراضي التي كانت قد استعادتها. وفي 26 يناير 2001م، الذي يصادف اليوم الوطني للهند، ضرب زلزال مدمر غربي البلاد خاصة ولاية غوجارات. وقد عُد هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7و9 درجات على مقياس ريختر، وراح ضحيته نحو 30 ألف مواطن، ثاني أعنف زلزال تشهده الهند منذ عام 1950م، عندما هز زلزال بقوة 8و6 درجات شمال شرق آسام.


أنظر أيضاً

المصادر

الموسوعة المعرفية الشاملة

قراءات أخرى

وصلات خارجية