سورة الإنسان

سورة 76
الإنسان
Al-Insān
Man
التنزيلمدنية
أسماء بديلة (Ar.)ad-Dahr ( الدَّهْرِ)
أسماء أخرىThe Human
عدد السجدات2
عدد الآيات31
عدد الكلمات243
عدد الحروف1,087


سورة الإنسان هي سورة مدنية، من المفصل، آياتها 31، وترتيبها في المصحف 76، في الجزء التاسع والعشرين، بدأت بأسلوب استفهام Ra bracket.png هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا Aya-1.png La bracket.png، نزلت بعد سورة الرحمن، وتُسمى أيضًا سورة الدهر.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محتوى السورة

هذه السورة رغم قصرها، فانّ لها محتويات عميقة ومتنوعة وجامعة، ويمكن بنظرة واحدة تقسيمها إلى خمسة أقسام:

  • القسم الأوّل: يتحدث عن إيجاد الإنسان وخلقه من نطفة أمشاج (مختلطة)، وكذلك عن هدايته وحرية إرادته.
  • القسم الثّاني: يدور الحديث فيه عن جزاء الأبرار والصالحين.
  • القسم الثّالث: تكرار الحديث عن دلائل استحقاق الصالحين لذلك الثواب في عبارات قصيرة ومؤثرة.
  • القسم الرّابع: يشير إلى أهمية القرآن وسبيل إجراء أحكامه ومنهج تربية النفس الشاق.
  • القسم الخامس: جاء الحديث فيه عن حاكمية المشيئة الإلهية (مع حاكمية الإنسان).

لهذه السورة أسماء عديدة، أشهرها (الإنسان) (الدهر) و(هل أتى) وهذه الكلمات وردت في أوائل السورة، قد ذكرت اسم (هل أتى) لهذه السورة.[2]


التفسير الميسر

" هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " قد مضى على الإنسان وقت طويل من الزمان قبل أن تنفخ فيه الروح لم يكن شيئا يذكر ولا يعرف له أثر.

" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا " إنا خلقنا الإنسان من نطفة مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة نختبره بالتكاليف الشرعية فيما بعد فجعناه من أجل ذلك ذا سمع وذا بصيرة ليسمع الآيات ويرى الدلائل.

" إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " إنا بينا له وعرفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر ليكون إما مؤمنا شاكرا وإما كفورا جاحدا.

" إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا " إنا أعدنا للكافرين قيودا من حديد تشد بها أرجلهم وأغلالا تغل بها أيديهم إلى أعناقهم ونارا يحرقون بها.

" إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا " إن أهل الطاعة والإخلاص الذين يؤدون حق الله يشربون يوم القيامة من كأس فيها خمر ممزوجة بأحسن أنواع الطيب وهو ماء الكافور.

" عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا " هذا الشراب الذي مزج من الكافور هو عين يشرب منها عباد الله يتصرفون فيها ويجرونها حيث شاؤوا إجراء سهلا.

" يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " يوفون بما أوجبوا على أنفسهم من طاعة الله ويخافون عقاب الله في يوم القيامة الذي يكون ضرره خطيرا وشره فاشيا منتشرا على الناس إلا من رحم الله.

" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " ويطعمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه فقيرا عاجزا عن الكسب لا يملك من حطام الدنيا شيئا وطفلا مات أبوه ولا مال له وأسيرا أسر في الحرب من المشركين وغيرهم.

" إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " ويقولون في أنفسهم: إنما نحسن إليكم ابتغاء مرضاة الله وطلب ثوابه لا نبتغي عوضا ولا نقصد حمدا ولا ثناء منكم.

" إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا " إنا نخاف من ربنا يوما شديدا تعبس فيه الوجوه وتتقطب الجبال من فظاعة أمره وشدة هوله.

" فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا " فوقاهم الله من شدائد ذلك اليوم وأعطاهم حسنا ونورا في وجوههم وبهجة وفرحا في قلوبهم.

" وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا " وأثابهم بصبرهم في الدنيا على الطاعة جنة عظيمة يأكلون منها ما شاؤوا ويلبسون فيها الحرير الناعم.

" متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " متكئين فيها على الأسرة المزينة بفاخر الثياب والستور لا يرون فيها حر شمس ولا شدة برد.

" ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا " وقريبة منهم أشجار الجنة مظللة عليهم وسهل لهم آخذ ثمارها تسهيلا.

" ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير " ويدور عليهم الخدم بأواني الطعام الفضية وأكواب الشراب من الزجاج.

" قوارير من فضة قدروها تقديرا " زجاج من فضة, قدرها السقاة على مقدار ما يشتهي الشاربون لا تزيد ولا تنقص.

" ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا " ويسقى هؤلاء الأبرار في الجنة كأسا مملوءة خمرا مزجت بالزنجبيل.

" عينا فيها تسمى سلسبيلا " يشربون من عين في الجنة تسمى سلسبيلا لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطيبه.

" ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا " ويدور على هؤلاء الأبرار لخدمتهم غلمان دائمون على حالهم إذا أبصرتهم ظننتهم- لحسنهم وصفاء ألوانهم إشراق وجوههم- اللؤلؤ المفرق المضيء.

" وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا " وإذا أبصرت أي مكان في الجنة رأيت فيه نعيما لا يدركه الوصف؟ وملكا عظيما واسعا لا غاية له.

" عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا " يعلوهم ويجمل أبدانهم ثياب بطائنها من الحرير الرقيق الأخضر, وظاهرها من الحرير الغليظ ويحلون من الحلي بأساور من الفضة وسقاهم ربهم فوق ذلك النعيم شرابا لا رجس فيه ولا دنس.

" إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا " ويقال لهم إن هذا أعد لكم مقابل أعمالكم الصالحة وكان عملكم في الدنيا عند الله مرضيا مقبولا.

" إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا " إنا نحن نزلنا عليك- يا محمد- القرآن تنزيلا من عندنا لتذكرهم بما فيه من الوعيد والوعيد والثواب والعقاب.

" فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا " فاصبر لحكم ربك القدري واقبله ولحكمه الديني فامض عليه ولا تطع من المشركين من كان منغمسا في الشهوات أو مبالغا في الكفر والضلال.

" واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا " ودوام على ذكر اسم ربك ودعائه في أول النهار وآخره.

" ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا " ومن الليل فاخضع لربك, وصل له وتهجد له زمنا طويلا من الليل.

" إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا " إن هؤلاء المشركين يحبون الدنيا وينشغلون بها ويتركون خلف ظهورهم العمل للآخرة ولما فيه نجاتهم في يوم عظيم الشدائد.

" نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا " نحن خلقناهم وأحكمنا خلقهم وإذا شئنا أهلكناهم وجئنا بأطوع لله منهم.

" إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا " إن هذه السورة عظة للعالمين فمن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة اتخذ بالإيمان والتقوى طريقا يوصله إلى مغفرة الله ورضوانه.

" وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما " وما تريدون أمرا من الأمور إلا بتقدير الله ومشيئته إن الله كان عليما باحوال خلقه حكيما في تدبيره وصنعه.

" يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما " ويدخل من يشاء من عباده في رحمته ورضوانه وهم الموفون وأعد للظالمين المتجاوزين حدود الله عذابا موجعا.[3]


منزلة السورة وسبب نزولها عند الشيعة

تروى كتب الشيعة حديث عن النّبي قال: «من قرأ سورة (هل أتى) كان جزاؤه على الله جنة وحريرا»[4] وحديث عن محمد الباقر: «من قرأ سورة هل أتى في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين مائة عذراء وأربعة آلاف ثيب وكان مع محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم».[5]

وذكروا أن ابن عباس قال: إنّ الحسن والحسين مرضا فعادهما الرسول في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام (طبقا لبعض الرّوايات أنّ الحسن والحسين أيضا قالا نحن كذلك ننذر أن نصوم) فشفيا وما كان معهم شيء، فاستقرض علي ثلاث أصواع من شعير فطحنت فاطمة صاعا واختبزته، فوضعوا الأرغفة بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل، وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد جنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلّا الماء وأصبحوا صياما. فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه (و باتوا مرة أخرى لم يذوقوا إلّا الماء وأصبحوا صياما) ووقف عليهم أسير في الثّالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلك. فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، قال: «ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم» فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل وقال: خذها يا محمد هنّاك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة الانسان.[6]

نُقلت هذه الرواية في كتاب الغدير، ج 3، ص 107 إلى 111 وفي كتاب إحقاق الحق، ج 3، ص 157 إلى 171 عن 36، واتفق علماء الشيعة على أنّ السورة أو ثمان عشرة آية من السورة قد نزلت في حق علي وفاطمة، وأوردوا هذه الرّواية في كتبهم.[7]


مرئيات

سورة الإنسان بصوت حسن صالح.

المصادر

  1. ^ المصحف الإلكتروني، سورة الإنسان، التعريف بالسورة Archived 2019-02-22 at the Wayback Machine
  2. ^ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج19، ص: 239
  3. ^ "سورة الإنسان - تفسير السعدي".
  4. ^ أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ج5، ص: 273؛ الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج4، ص: 676؛ كشف الأسرار وعدة الأبرار، ج10، ص: 316
  5. ^ البرهان في تفسير القرآن، ج5، ص: 543
  6. ^ أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ج5، ص: 271؛ تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ج6، ص: 412؛ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، ج15، ص: 173؛ الكشاف عن حقائق ش التنزيل، ج4، ص: 670؛ مفاتيح الغيب، ج30، صص: 746-747
  7. ^ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج19، صص: 252-250

وصلات خارجية

الكلمات الدالة: