مسارح عمليات البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا في الحرب العالمية الثانية

(تم التحويل من حملة الشرق الأوسط)
مسارح عمليات البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا في الحرب العالمية الثانية
جزء من الحرب العالمية الثانية
WWII-Mediterranean-v1.PNG
التاريخ10 يونيو 1940 – 1 مايو 1945
الموقع
النتيجة إنتصار الحلفاء
المتحاربون

الحلفاء:
 المملكة المتحدة(1939-45)
 الاتحاد السوڤيتي (1941-45)
 الولايات المتحدة (1941-45)
 البرازيل(1942-45)
Flag of مملكة إيطاليا مملكة إيطاليا(1943-45)

المنفيون والموالون بحسب ترتيب دخولهم الحرب:
Flag of الإمبراطورية الإثيوپية الإمبراطورية الإثيوپية
تشيكوسلوڤاكيا تشيكوسلوڤاكيا
پولندا پولندا
 فرنسا الحرة
Flag of مملكة اليونان مملكة اليونان (1940-45)
يوغسلاڤيا الفدرالية الديمقراطية يوغوسلاڤيا (1941-45)
ألبانيا (1944-45)

الإمبراطورية البريطانية:
كندا كندا
 الراج البريطاني
أستراليا أستراليا
 نيوزيلندا

Flag of اتحاد جنوب أفريقيا اتحاد جنوب أفريقيا

قوى المحور:
Flag of مملكة إيطاليا مملكة إيطاليا (1940-43)
 الجمهورية الإيطالية الاشتراكية(1943-1945)
Flag of ألمانيا النازية ألمانيا النازية
Flag of مملكة العراق مملكة العراق (1941)
إيران إيران (1941)
المجر المجر (1940-44)
Flag of دولة كرواتيا المستقلة كرواتيا [1]
سلوڤاكيا سلوڤاكيا
Flag of مملكة بلغاريا مملكة بلغاريا (1940-44)
ألبانيا ألبانيا تحت حكم المجر (1940-43)

ألبانيا تحت حكم ألمانيا (1943-44)
فرنسا ڤيتشي فرانس (1940-42)
القادة والزعماء

المملكة المتحدة جورج السادس
المملكة المتحدة ونستون تشرشل
المملكة المتحدة هارولد ألكسندر
المملكة المتحدة كلود أوكنلك
المملكة المتحدة أرشيبولد ويڤل
المملكة المتحدة هنري ميتلاند ولسون
الاتحاد السوڤيتي جوسف ستالين
الاتحاد السوڤيتي دميتري كوزلوڤ
الولايات المتحدة دوايت أيزنهاور
البرازيل گتوليو ڤارگاس
مملكة إيطاليا پييترو بادوليو
الإمبراطورية الإثيوپية هايله سلاسي

تشيكوسلوڤاكيا إدڤارد بنش
فرنسا الحرة شارل ديجول
فرنسا الحرة پيير كونيگ
فرنسا الحرة جان ده لاتر ده تاسيني
مملكة اليونان ألكسندر پاپاگوس #
يوغسلاڤيا الفدرالية الديمقراطية جوسيپ بروز تيتو

أنور خوجة

مملكة إيطالياالجمهورية الإيطالية الاشتراكية بنيتو موسوليني
مملكة إيطاليا پييترو بادوليو
مملكة إيطاليا اوگو كڤالـِرو
ألمانيا النازية ألبرت كسلرنگ
ألمانيا النازية إرڤن رومل
مملكة العراق رشيد الكيلاني
إيران رضا شاه بهلوي
مملكة المجر (1920–1946) ميكلوس هورتي
دولة كرواتيا المستقلة أنته پاڤليتش
دولة كرواتيا المستقلة ديدو كڤاترنيك
سلوڤاكيا يوسف تيسو
مملكة بلغاريا بوريس الثالث
مملكة بلغاريا سيمون الثاني
فرنسا فرانسوا دارلان

فرنسا هنري دنتس #

مسارح عمليات البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا تشمل، الحملات الجوية، الأرضية، والبحرية ما بين قوات الحلفاء والمحور في حوض البحر المتوسط، الشرق الأوسط وأفريقيا. وقعت العمليات في المسرح من 10 يونيو 1940، عندما دخلت إيطاليا الحرب العالمية الثانية إلى جانب ألمانيا، حتى 2 مايو 1945 عندما استسلمت جميع قوى المحور في إيطاليا في نهاية الحرب العالمية الثانية في اوروپا. استمر القتال في اليونان، عندما أرسلت القوات البريطانية لمساعدة القوات الحكومية أثناء المراحل المبكرة من الحرب الأهلية اليونانية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شمال أفريقيا

بعد دخول إيطاليا في الحرب بدأت القوات الايطالية عملياتها الحربية من أجل فرض السيطرة على منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال وشرق أفريقيا. وجهت القوات الجوية الايطالية في مطلع يونيو ضربة الى القواعد الحربية البريطانية في مالطا وكينيا. وقامت القوات الايطالية في شهر يوليو بغزو مستعمرتي كينيا والسودان البريطانيتين، منطلقة من أراضي اثيوبيا والصومال. وفي مطلع شهر أغسطس غزت القوات الايطالية الصومال. فاضطرت القوات البريطانية والافريقية الجنوبية الى الانسحاب الى عدن عبر مضيق باب المندب.


حملة شمال أفريقيا

حملة الصحراء الغربية

دارت معارك شمال أفريقيا، في ميدان شاسع ممتد على طول شاطئ أفريقيا الشمالي، والهضبة الساحلية المتاخمة له، ما بين دلتا النيل شرقاً، وشاطئ أفريقيا، على المحيط الأطلنطي غرباً، مسافة أربعة آلاف كم. وتضم هذه المنطقة بصفة عامة الصحراء الليبية الممتدة من وادي النيل حتى حدود ليبيا مع تونس، ثم الأرض الجبلية التي يتميز بها الشاطئ الأفريقي إلى الغرب من حدود ليبيا. وسنقتصر فـي هذا السرد على الوصف الطبوغرافي للمنطقة الممتدة من غرب الدلتا حتى الحدود الليبية مع تـونس، وتفصيلياً في منطقة العلمين التي دارت فيها أكبر معركة دبابات، في ذلك الوقت، وكذا تأثير خواص الصحراء على العمليات العسكرية.

طبيعة الأرض في مسرح العمليات

خريطة الساحل الشمالي للصحراء الغربية.

أ- صحراء مصر الغربية:

تقع صحراء مصر الغربية، في الركن الشمالي الشرقي للصحراء الليبية، وتتكون من سلسلة من الهضاب، تتدرج في الارتفاع، كلما اتجهنا جنوباً. ففي الجنوب الغربي، توجد هضبة الجلف الكبير، ويزيد ارتفاعها عن 1000 م، فوق سطح البحر، وتنخفض الأرض في الجلف الكبير شرقاً وشمالاُ إلى هضبة يبلـغ ارتفاعها 400م، ويوجد على حافتها الشرقية سلسلة من المنخفضات، تضم واحات الداخلة، الخارجة، الفرافرة. أما الحافة الشمالية، فتنتهي عند سلسلة منخفضات وادي النطرون، وواحة البحرية، ومنخفض القطارة، وواحة سيوة. ويعد بحر الرمال الأعظم، ومنخفض القطارة، أهم ظاهرتين طبيعيتين في الصحراء الغربية.

- بحر الرمال الأعظم:

يتواجد في الجنوب الغربي، من الصحراء الغربية، ويمتد بمحاذاة الحدود المصرية ـ الليبية، ما بين الجلف الكبير وواحة سيوة. وهو عبارة عن منطقة كثبان رملية ناعمة، يبلغ عرضها 200 كم، ويمتد منه لسان عرضه 150 كم، من جنوب سيوة، حتى واحة جالو في داخل ليبيا. ويعتبر مانع طبيعي لأي تحركات عسكرية، سواء الآلية أو المترجلة.[2]

- منخفض القطارة:

يقع إلى الجنوب من هضبة السلوم، ويمتد نحو الجنوب الغربي مسافة 300 كم، ويبلغ عرضه في أقصى اتسـاع له 150 كم، وتبلغ مساحته 19.5 كم2، وهي مساحة كبيرة جداً، تقترب من مساحة الدلتا. ويبلغ أقصى انخفاض فيه، حوالي 150 م تحت سطح البحر. وقاع هذا المنخفض عبارة عن سبخة لينة، ومستنقعات مالحة، لا يمكن السير فيها بالعربات. والحافة الشمالية له، عبارة عن جرف حاد وعمودي، ويبلغ ارتفاعه، في المتوسط، حوالي 159 م، ولذلك لا يمكن نزول هذا الجرف، إلا عن طريق ممرات معينة، مثل نقب "أبو دويس" في الشرق، ونقب "القطارة" في الغرب.

- هضبة السلوم:

توجد في الشمال الغربي من منخفض القطارة، ويبلغ ارتفاعها 200 متر، وهي مثلثة الشكل، رأسها عند جبل الطاقة شمال المغرّة، في الطرف الشمالي الشرقي لمنخفض القطارة. وقاعدتها ممتدة بين السلوم وسيوة. وسطح الهضبة، منبسط صلب، يصلح لجميع أنواع الحملات. ويمتد على الهضبة عدد كبير من الدروب، تصل ما بين سيوة والسلوم ومرسى مطروح. ويمكن الهبوط، من الهضبة إلى السهل الساحلي، عن طريق نقبي (حلفاية والسلوم) فقط. كما يمتد لسان هذه الهضبة غرباً داخل الحدود الليبية مسافة 50 كم حتى واحة جغبوب.

- السهل الساحلي:

يمتد من هضبة السلوم حتى شاطئ البحر، ويتراوح عرضه ما بين 15 إلى 30 كم. إلا أنه يضيق، كلما اتجهنا غرباً، حتى يكاد يتلاشى عند السلوم، حيث يلتقي الطريق الساحلي بالهضبة، عند نقب السلوم. ولذلك لعبت هذه المنطقة دوراً ذا أهمية بالغة في العمليات التي دارت على الحدود المصرية.

ويمر بالسهل الساحلي خط سكك حديدي فردي، من الإسكندرية إلى مرسى مطروح. ويمتد بمحاذاته طريق مرصوف يصل الدلتا بمرسى مطروح.

ويوجد في شمال السهل الساحلي موانئ صغيرة هي مرسى مطروح، والسلوم، تستقبل السفن الصغيرة حمولة من 300 إلى 500 طن. كما توجد عدة مطارات، في الدخيلة، وفوكه، ومرسى مطروح، وسيوة.

وتسقط الأمطار في منطقة السهل الساحلي، فيما بين نوفمبر وفبراير، ولكنها تنعدم تماماً على مسافة 60كم من الشاطئ، وكلما اتجهنا جنوباً. وتنحدر هذه المياه من فوق هضبة السلوم، في وديان عميقة، نحو السهل الساحلي، في شكل سيول جارفة، تسبب صعوبة التحركات خارج الطريق المرصوف.

ب- الصحراء الليبية (اُنظر خريطة الصحراء المصرية ـ الليبية):

تعد الصحراء الليبية امتداداً طبيعياً للصحراء الغربية المصرية، فتتدرج الأرض في الارتفاع من الشمال إلى الجنوب. وتنخفض نحو الشرق والشمال، مكونة هضبة ذات سعة كبيرة، من الصخور الرملية والجيرية، ولكن هذه الهضبة من الشمال عبارة عن سلسلة من المنخفضات تتضمن واحة جغبوب، وجالو، ومرادة، وهون، كما توجد واحة الكفرة في شرق ليبيا، وفي الغرب توجد واحات إقليم فزان، وأهمها واحة مرزوق.

وتلي منطقة المنخفضات هضبة تمتد حتى السهل الساحلي، وتتميز بكثرة الوديان العميقة التي سببتها الأمطار، وتمتد هذه الوديان من الجنوب إلى الشمال، ويصعب التحرك بالحملات الميكانيكية عبر الهضبة إلا في مناطق محدودة.

وتنتهي الهضبة شمالاً بجرف يطل على السهل الساحلي. ويتفاوت عرض السهل الساحلي، من منطقة لأخرى، ويغطي أجزاء منه رمال ناعمة، وسبخات مالحة، ومستنقعات صغيرة، كل هذا أثر على العمليات التي دارت في مناطق إجدابية، والعقيل، وخليج سرت.

ويخترق السهل الساحلي طريق مرصوف، يمتد من حدود مصر إلى تونس، ويعد هذا الطريق وسيلة المواصلات العسكرية الرئيسية خلال العمليات في الصحراء الليبية.

والساحل الليبي غني بالموانيء، وأهم هذه الموانيء هي طبرق، وبني غازي، وطرابلس، ولذلك لعبت هذه الموانيء دوراً حيوياً في سير العمليات، وكانت دائماً من الأهداف الرئيسية للعمليات البرية.

ويتضمن السهل الساحلي، والقسم الشمالي من الهضبة عدداً من المطارات وأراضي الهبوط في البردية، وجمبوت، والعضم، وطبرق، والمرج، وبني غازي، وإجدابية، والمردومة، وطرابلس.

طبيعة الأرض في منطقة العلمين

خريطة مسرح عمليات حرب العلمين.

تعد منطقة العلمين أصلح منطقة للدفاع عن مصر من ناحية الغرب، ولذا علّق الحلفاء آمالاً كبيرة، على الاحتفاظ بمواقعهم الدفاعية بها. حيث إذا تمكنت قوات المحور من اختراقها، سوف لا يمكن إيقافها في أي منطقة دفاعية أخرى، قبل الوصول إلى وادي النيل.

والجزء الشمالي من هذه المنطقة عبارة عن أرض منبسطة تقريباً، تكثر بها الرمال الناعمة، وتكاد تكون خالية من الهيئات الطبيعية، فيما عدا بعض التباب القليلة الارتفاع، التي تبدو من بعد كأنها عديمة الأهمية. غير أنها ذات أهمية تكتيكية، ولذا دارت معارك عنيفة، تبادلت خلالها تلك الهيئات بين كلا الطرفين مرات عديدة. ومن أمثلة هذه الهيئات تل العيصي، وتبة المطرية، وتبة كيدني، وتل العقاقير.

ولا يوجد بالجزء الشمالي، سوى الطريق الرئيسي الساحلي المرصوف، وخط السكة الحديد المتوازيين والمتجاورين، بقرب الساحل.

وتمتد في منتصف المسافة بين شاطئ البحر ومنخفض القطارة، سلسلة ضيقة من التلال المنخفضة، لعدة كمات من الشرق إلى الغرب، تسمى تبة "الرويسات" وهي تقسم خط العلمين إلى قطاعين متساويين تقريباً، قطاع شمالي، وقطاع جنوبي، والأرض في القطاع الجنوبي أكثر صلابة وارتفاعاً من القطاع الشمالي، وتنتشر في أقصى الجنوب بالقرب من منخفض القطارة، بعض المرتفعات الصخريـة التي توجد في أسفلها الرمال الناعمة، كهضبة هنتر، وقارة الحميمات. ويوجد أيضاً في هذا الجزء، بعض المنخفضات الصغيرة، ويلي ذلك مباشرة نحو الجنوب منخفض القطارة.

تأثير خواص الصحراء على العمليات العسكرية

فرضت الصحراء طبيعتها، على إستراتيجية الحملات العسكرية في شمال أفريقيا، كما أثرت على تكتيكات القـوات المقاتلة في العمليات التي دارت في هذا الميدان، وكان العاملان الأساسيان المؤثران، هما افتقار الصحراء، بصفة عامة إلى الموارد الطبيعية، والمواصلات، لإعاشة القوات، ثم خلو القسم الشمالي منها، من أية موانع ذات صفة إستراتيجية، وكذا من أية أهداف ذات قيمة حيوية، من الناحية السياسية، أو الاقتصادية. وقد ترتب على خلو الصحراء من الموارد الطبيعية. واضطرار القوات إلى الاعتماد على قواعدها الإدارية في الدلتا (بالنسبة للقوات البريطانية)، أو في طرابلس (بالنسبة للإيطاليين)، والتزام القوات المقاتلة الرئيسية، المنطقة الشمالية، حيث تتوفر المواصلات. لذلك لم تدر أي عمليات عسكرية، ذات صفة جدية، في المنطقة الجنوبية، حيث يصعب إمداد أي قوات فيها.

ونظراً لأن طاقة المواصلات البرية المتيسرة، في المنطقة الشمالية محدودة، فقد أثرت بالتالي على حجم القوات، التي يمكن استخدامها في المعركة. لذلك برزت أهمية الموانئ، المنتشرة على طول الساحل، ولعبت دوراً هاماً في توجيه العمليات العسكرية، وتحديد أهدافها ومداها، فأصبحت الموانئ مـن أهم الأهداف التي تسعى إليها، أي قوات مهاجمة لاحتلالها، حتى يسهل عملية الإمداد والتموين عن طريقها، وتقليل العبء الواقع على العربات، القائمة بنقل الإمدادات والتموين، من قواعدها الإدارية الخلفية.

وخلو الصحراء من الموانع الطبيعية، التي يمكن أن تحد من التحركات الآلية، أعطت العمليات، طابع خاص، يتميز بحرية المناورة للقوات المقاتلة، وشبهت معارك الصحراء بالمعارك البحرية، حيث لا يحد تحرك الأساطيل، مانع أو عائق، كما ترتب على خلو الصحراء، من الأهداف ذات القيمة السياسية، أو الاقتصادية، أن فقدت الأرض أهميتها، وأصبح الاحتفاظ بها أو التخلي عنها، أمراً يخضع للاعتبارات العسكرية فقط، وليس لأي اعتبارات أخرى.

لذلك اتسمت عمليات القوات، في الصحراء بالعمق، بهدف وصول القوات المنسحبة، إلى أنسب مواقع دفاعية في الخلف، بحيث يتعذر على القوات المتقدمة، أن تهاجمها قبل أن تعيد تنظيم مواصلاتها، وبنـاء احتياجاتها الإدارية، مما يستغرق وقتاً طويلاً يمكن للمدافع استغلاله، في تدعيم موقفهن أو الاستعداد لهجوم مضاد.

ونتيجة لذلك، شهدنا صورة جديدة للحرب، تدور معاركها في ميدان شاسع، لا يحده سوى طاقة الحملات الإدارية، على استمرار الإمداد بالاحتياجات للقوات المقاتلة من قواعدها الإدارية، ولقد نتج عن هذه الصورة، أن يعتمد القتال بصورة أساسية، على القوات المدرعة، لما تتصف به من خفة حركة، وقوة نيـران فائقتين. ولذلك أصبح تدمير القوات المدرعة للعدو، الهدف الرئيسي لأي عملية هجومية يقوم بها أي من الجانبين المتضادين.

وبرزت في الصحراء بعض المشاكل الثانوية، وكانت أهمها مشكلة التحركات عبرها، مما استلزم من التشكيلات والوحدات المقاتلة والإدارية، اتخاذ إجراءات واسعة النطاق، لفرص السيطرة وإرشاد القوات المتحركة خاصة أثناء الليل.

كما احتلت مشكلة الإخفاء والتمويه، مكاناً بارزاً، فقد أصبح إحراز المفاجأة، أمراً غير ميسور من دون بذل جهد عنيف لإخفاء القوات والتدابير الإدارية الضخمة، اللازمة للقيام بالعمليات الهجومية الرئيسية.

وسببت العواصف الرملية، مصاعب عديدة سواء من ناحية صيانة المعدات، أو من ناحية عمليات الاستطلاع، كما سبب السراب كثيراً من المتاعب بالنسبة للمراقبة الأرضية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حملة تونس

حملة تونس، هي مجموعة معارك وقعت في تونس أثناء الحرب العالمية الثانية من 17 نوفمبر 1942م إلى 13 مايو 1943م بين قوات المحور (ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية) وقوات الحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وفرنسا ونيوزيلندا).

غرب أفريقيا

باشرت القوات المسلحة البريطانية بالتعاون مع وحدات منظمة "فرنسا المحاربة" التي شكلها الجنرال ديغول باشرت بمكافحة قوات فيشي الموالية لالمانيا من اجل احكام السيطرة على المستوطنات الفرنسية. وتمكنت في آخر المطاف من فرض سيطرتها الكاملة على المستوطنات الفرنسية كلها عمليا في منطقة افريقيا الاستوائية. وذلك بالرغم من ان القوات البريطانية الفرنسية منيت في شهر سبتمبر بهزيمة على ايدي قوات فيشي في السنغال. لكنها نجحت في شهر نوفمبر في احتلال الجابون.

Maximum area of Italian control in the Mediterranean theatre in summer/fall 1942. The area controlled by Italian forces is outlined in green. The area controlled by British forces is outlined in red.

شرق أفريقيا

في شهر سبتمبر اعتدى الايطاليون على مصر البريطانية منطلقين من اراضي ليبيا فانسحب البريطانيون الى مرسى مطروح. ثم قررت ايطاليا غزو اليونان بهدف تحسين وضعها في إفريقيا. فطالبت الحكومة اليونانية بالسماح بمرور قواتها الى اراضيها عبر الاراضي اليونانية. . وبعد رفض الحكومة اليونانية تنفيذ هذا المطلب بدأت إيطاليا في احتلال اراضي اليونان. لكن الجيش اليوناني انتقل يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني الى الهجوم المضاد وقام بتحرير اراضيه تماما و دخل ألبانيا. انتقلت القوات البريطانية في شهر ديسمبر عام 1940 الى الهجوم في مصر فاحتلت في يناير عام 1941 برقة وبلغت في فبراير/شباط منطقة العقيلة في ليبيا.

وقام البريطانيون بغزو إريتريا منطلقين من السودان. وفي فبراير تسربت الوحدات البريطانية من كينيا الى الصومال الايطالية وغزت أثيوبيا. وانضمت الى البريطانيين وحدات من قوات الانصار الاثيوبيين. اندحر الايطاليون برا وبحرا. فاضطر الدكتاتور الايطالي موسوليني الى طلب المساعدة من هتلر. الذي وجه جيش الجنرال رومل الى ليبيا.

شن الجنرال الالماني إرفين رومل في ربيع عام 1941 هجوما على الانجليز الذين تكبدوا خسائر فادحة في القوة البشرية والآليات الحربية واضطروا الى الانسحاب. وفي اكتوبر عام 1942 وقعت معركة العلمين التي تمخضت عن هزيمة القوات الالمانية وانتقال القوات الريطانية الى الهجوم المضاد وتحرير مصر وبرقة من الالمان. وفي 13 مايو عام 1943 استسلمت القوات الالمانية الايطالية، الامر الذي افشل خطط القيادة الالمانية في احكام الحصار على قناة السويس وفرض السيطرة على نفط منطقة الشرق الاوسط.. بعد هزيمة القوات الالمانية الأيطالية في شمال أفريقيا اصبح انزال القوات البريطانية الامريكية في ايطاليا امر لا مفر منه. وقد ادى اندحار القوات الايطالية في إفريقيا الى ازدياد نزعة الهزيمة في ايطاليا والاطاحة بنظام موسوليني وخروج ايطاليا من الحرب.

فيما استمرت المعارك من اجل الاستحواذ على مستعمرة مدغشقر الفرنسية المسيطر عليها من قبل ادارة فيشي. وقد ظهر خطر استخدام الغواصات الالمانية للمستعمرة بمثابة قاعدة للعمليات الحربية في المحيط الهندي. وفي 5 مايو تم انزال القوات البريطانية والافريقية الجنوبية في الجزيرة، مما اضطر القوات الفرنسية الى الاستسلام بعد قيامها بمقاومة عنيدة. فانتقلت جزيرة مدغشقر الى ادارة "فرنسا الحرة". في 8 نوفمبر عام 1942 بدأ انزال القوات البريطانية الامريكية في شمال افريقيا. لكن العمل البطئ لقيادة الحلفاء مكن القوات الالمانية من اعادة التحشد واحتلال القسم الاكبر من تونس وايقاف الحلفاء بحلول 30 نوفمبر عام 1942.

العراق

في 1 ابريل عام 1941 تولى الحكم في العراق الحزب القومي برئاسة رشيد عالي الكيلاني. وباشرت ألمانيا بالاتفاق مع نظام فيشي في 12 مايو/آيار بنقل الامدادات العسكرية الى العراق عبر الاراضي السورية بصفتها دولة تحت الانتداب الفرنسي. لكن الالمان المشغولين بتحضير الهجوم على الاتحاد السوفيتي لم يجدوا انفسهم قادرين على تقديم مساعدة للقوميين العراقيين. فدخلت القوات البريطانية العراق وقامت باسقاط حكومة الكيلاني. وفي 8 يونيو احتلت القوات البريطانية بالتعاون مع وحدات "فرنسا المحاربة" سوريا ولبنان واجبرت قوات نظام فيشي على الاستسلام.

سوريا ولبنان

إيران

كانت قيادة الاتحاد السوفيتي وبريطانيا تعتبر ان ايران يمكن ان تدخل في الحرب الى جانب ألمانيا. لذلك قامت باحتلال ايران وحماية حقول النفط فيها من الاستيلاء المحتمل عليها من قبل المانيا وحماية الممر البري الذي قام الحلفاء عبره بتزويد الاتحاد السوفيتي بالامدادات. فاحتلت القوات السوفيتية شمال ايران، فيما احتلت القوات البريطانية جنوبها.. فتغيرت السلطة في طهران. وتم حمل الشاه الايراني رضا على التخلي عن العرش ومغادرة البلاد. فتولى الحكم في إيران نجله محمد رضا بهلوي.. واثر ذلك طالب الاتحاد السوفيتي وبريطانيا ايران بطرد دبلوماسيي المانيا وحلفائها من ايران.

الحملات البحرية

البلقان

اليونان

يوغسلاڤيا

سواحل تحت ادارة إيطاليا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جبل طارق ومالطا

حملة الدوديكانيز

الحملة الإيطالية


غزوة جنوب فرنسا


صراعات ما بعد الحرب

تريستا

اليونان

تشكيلات القيادة

الحلفاء

قيادة الشرق الأوسط

مقال رئيسي قيادة الشرق الأوسط

قرات قوات الحلفاء

مقال رئيسي مقرات قوات الحلفاء

القيادة البحرية البريطانية في البحر المتوسط

تمركزت القيادة البحرية البرطانية في الشرق الأوسط في مقرين؛ جبل طارق والإسكندرية في مصر.


المحور

مقال رئيسي مجموعة الجيش إي

انظر أيضا

هوامش

  1. ^ Beevor, Stalingrad. Penguin 2001 ISBN 0-14-100131-3 p183
  2. ^ http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/alameen/index.htm معركة العلمين، موسوعة المقاتل]

المصادر

  • Douglas Porch, 2004, The Path to Victory: The Mediterranean Theater in World War II. New York: Farrar, Straus and Giroux (ISBN 0-37420-518-3)
  • Ready, J. Lee (1985). Forgotten Allies: The European Theatre, Volume I. McFarland & Company. ISBN 978-0899501291.
  • Ready, J. Lee (1985). Forgotten Allies: The Military Contribution of the Colonies, Exiled Governments and Lesser Powers to the Allied Victory in World War II. McFarland & Company. ISBN 978-0899501178.