تاريخ الإسلام في جنوب إيطاليا

لوحة رسمت لملوك النورمان (حوالي 1150 م) في پلازو دي نورماني والذي كان بالأصل قصر الإمارة أيام حكم بني كلب في پالرمو.

طالت الفتوحات الإسلامية جزيرة صقلية ومالطا وجزء من الجنوب الإيطالي، وهي جزء من التمدد الإسلامي الذي بدأ بالقرن الأول هجري/ السابع ميلادي.[1] ولم يستمر الحضور الإسلامي بشبه الجزيرة الإيطالية طويلا، فقد كان محدودا وشبه عسكري في إمارة باري والذي استمر ما يقارب العشرين عاما.[2] أما بالنسبة لجزيرة صقلية فقد بدؤوا يحكمونها ابتداء من 902 واستمر الحكم كاملا من عام 965 حتى عام 1061 وإن تم احتلال آخر مدينة إسلامية كان عام 1091[3].

كان الحدث الأهم في تاريخ الإسلام في إيطاليا هو غزو المسلمين لجزيرة صقلية ثم بعد ذلك إعادة غزوها من قبل المسيحيين النورمان[4]. وقد مكن دخول النورمان من تأسيس الكاثوليكية الرومانية، حيث كانت الكنيسة الشرقية بارزة خلال حكم البيزنطيين واستمرت ذلك بين الأهالي خلال حكم المسلمين[5][6]. فتم التحويل على نطاق واسع مع اقتران ذلك بإعادة اللاتينية للأهالي وهذا أدى إلى إختفاء الإسلام في صقلية في نهاية سنوات 1280م.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

صقلية

الغزوات الإسلامية الأولى على صقلية (652-827)

في عام 535 م جعل الإمبراطور جستنيان الأول من صقلية مقاطعة بيزنطية، وللمرة الثانية بتاريخ الجزيرة تصبح اللغة اليونانية هي اللغة الدارجة بين الأهالي. وبعد ضعف الإمبراطورية البيزنطية تعرضت صقلية لغزو المسلمين زمن الخليفة عثمان بن عفان عام 31 هـ/ 652 م، ولكنه لم يدم طويلا وتركوها. ثم تم فتح قرطاجة مما مكن المسلمين من بناء اسطول قوي وعمل قاعدة بحرية دائمة تجعلهم يتحكمون بالطرق البحرية[7].

في عام 80 هـ/ 700 م دخل العرب جزيرة قوصرة (بانتلريا حاليا Pantelleria)، وقد كان مايحدث من غارات الأساطيل الإسلامية على صقلية حتى النصف الأول من القرن الثامن، لم يؤد إلا إلى الحصول على بعض الغنائم، فلم يستقر المسلمون بهذه الجزيرة بعد[8]. فقد غزاها عبد الله بن قيس الفزاري من قبل معاوية بن خديج والي أفريقيا من قبل معاوية،ثم محمد بن ادريس الأنصاري أيام يزيد بن عبد الملك فغنم منها غنائم كثيرة ثم عاد، ثم غزاها بشر بن صفوان الكلبي والي أفريقيا أيام هشام بن عبد الملك عام 109هـ/737م. ثم حاول عبيد الله بن الحبحاب الفهري والي أفريقية إرسال قائد جيوشه حبيب بن أبي عبيدة القيام بهجوم شامل على صقلية وسردينية وذلك عام 122 هـ/ 740 م، فاستولى على سراقوسة على الساحل الشرقي للجزيرة[9]، ولكن بسبب الفتن الداخلية فقد حالت دون اكمال محاولة غزو صقلية. وتهيأ للبيزنطيين الفرصة لتحصين الجزيرة واعداد اسطول لحمايتها، فلم تتعرض الجزيرة لهجمات المسلمين فترة تزيد عن 50 عاما[8]، ولكن صارت هناك اتفاقيات تجارية ما بين المسلمين والبيزنطيين والسماح لهم باستخدام الموانئ الصقلية.

عقد إبراهيم الأغلبي هدنة ومعاهدة مع حاكم صقلية المسمى قسطنطين مدتها عشر سنوات وذلك عام 189هـ/805م[8]، ولم يطل أمر هذه المعاهدة بسبب مخالفة ونقض البيزنطيين الصقليين لأهم بنودها، ألا وهو رد الأسرى المسلمين إلى ديارهم، فأرسل ابراهيم الأغلبي عام 197هـ/812م ابنه عبد الله أسطولاً هاجم بعض الجزر التابعة لصقلية، وأرسل الإمبراطور البيزنطي أسطولاً من المدن الإيطالية الساحلية غير أن المسلمين استطاعوا أن يهزموا الأسطول البيزنطي وغنموا بعض سفنه. عاود البيزنطيون الكرَّة، فأرسلوا أسطولاً جديداً، فانتصروا على الأسطول الإسلامي، مما أدى إلى تجديد الهدنة مرة أخرى ما بين أبو العباس عبد الله بن الأغلب وبين جريجوري بطريق صقلية (الحاكم) عام 198هـ/ 813م لمدة عشر سنوات أخرى، ولكن أمدها لم يطل، فقد أرسل زيادة الله الأغلبي -ثالث حكام الأغالبة في أفريقية- أسطولاً لفتح صقلية بقيادة ابن عمه، فلم يفلح في فتحها، ولكنه استطاع أن يرد الأسرى المسلمين[10]. ولكن ذلك لم يمنع الأساطيل الإسلامية الأخرى من مناطق إسلامية أخرى من شمال أفريقيا أو الأندلس بالقيام بغزو سردينيا أو كورسيكا ما بين عامي 806-821. وبعد أن حاول ابن عم الأمير زيادة الله المسمى محمد بن عبد الله لغزو صقلية سنة 205 هـ / 819 م لم تجر أي محاولة لغزوها حتى سنة 213 هـ / 827 م.

غزو صقلية (827-902)

صقلية الأغالبة (827-909)

صقلية الفاطمية (909-965)

إمارة صقلية المستقلة (965-1091)

Southern Italy in 1084, showing the remains of the Kalbid emirate, then fought over by multiple claimants, on the eve of the final Norman conquest.


التراجع (1037-1061) والغزو النورماني لصقلية (1061-1091)


المسلمون في البر الإيطالي

إمارة باري (847-871)

الاستيلاء المشترك على باري من قبل القوات البيزنطية والقوات الفرنكو-لومباردية بقيادة الامبراطور لويس الثاني في 871.


لاتيوم وكامپانيا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

غزو اوترانتو


پييمونتي وليگوريا

ترتبط غزوات المسلمون على ايطاليا ارتباطا وثيقا بالتوسعات التي تمت قبل ذلك، والتي كان لها وجود طاغي منذ القرن العاشر في جنوب مقاطعة بييمونتي، ومونفيراتو وفي الألب وممر سانت برنارد وڤيين وأيضا في الريفييرا الإيطالية على البحر الليغوري. وكانت قاعدتهم موجودة بميناء سان تروپيز بپروڤنس الفرنسية، حيث كانت البداية هي قيام جماعات متفرقة من المسلمين بغارات على وديان پييمونتي خلال عبورهم ممرات الألب حيث لم يكن الكارولنجيون يسيطرون عليها.

ثم بعد ذلك بدأ المسلمون بعمل غزوات حقيقية في مسعى لتوطيد سيطرتهم على وديان بييمونتي، وأسسوا القرى والقلاع، وفرضوا الجزية على الأهالي المحليين.

وبعد أن تأكدت سيطرتهم على الساحل المعروف اليوم بالحدود الإيطالية الفرنسية، بدأ المسلمون بعبور جبال الألب البحرية، وصولا إلى ريف كونيو من عدة جهات:

  • عبر جبل كولديتند حيث كان هناك طريق روماني قديم مما وفر سهولة الوصول إلى وادي فيرمناجنا.
  • الصعود بوادي رويا، ثم الولوج إلى لاجياندولا، الناشئة عند نقطة يلتقي فيها وديان رويا وريو فريدو.

بعد أن جلس المسلمون في صقلية وكامپانيا وعلى مشارف نهر گارليانو قاموا في 900م وبقيادة أمير القيروان ابراهيم بن أحمد بغزو بالرمو وريجيو عام 901م ودفعت المدن المجاورة الجزية وجعل يطوف في البلاد من الجنوب إلى الشمال من تاروميينا ومسِّينا حتى كوسانزا ومات أثناء حصار زحار في اكتوبر 902م فخلفه حفيده زيادة الله وقفل بالجيش راجعاً إلى صقلية ولم يقم بتحقيق حلم جدِّه بالوصول إلى روما.

مراجع

  1. ^ Moors and Saracens in Sicilian History
  2. ^ Krueger, Hilmar C. (1966). "Review of L'emirato di Bari, 847-871 by Giosuè Musca". Speculum. 41 (1): 761. doi:10.2307/2852342. {{cite journal}}: Cite has empty unknown parameters: |month= and |coauthors= (help)
  3. ^ The first permanent Arab conquest on Sicily occurred in 827, but it was not until Taormina fell in 902 that the entire island fell under the sway, though Rometta held out until 965. In that year the Kalbids established the independence of their emirate from the Fatimid caliphate. In 1061 the first Norman conquerors took Messina and by 1071 Palermo and its citadel (1072) were captured. In 1091 Noto fell to the Normans and the conquest was complete. Malta fell later that year, though the Arab administration was kept in place. See Krueger, Hilmar C. (1969). "Conflict in the Mediterranean before the First Crusade: B. The Italian Cities and the Arabs before 1095". In Baldwin, M. W. (ed.). A History of the Crusades, vol. I: The First Hundred Years. Madison: University of Wisconsin Press. pp. 40–53.
  4. ^ Jellinek, George. History Through the Opera Glass: From the Rise of Caesar to the Fall of Napoleon. Kahn & Averill. ISBN 0912483903.
  5. ^ Kenneth M. Setton, "The Byzantine Background to the Italian Renaissance" in Proceedings of the American Philosophical Society, 100:1 (Feb. 24, 1956), pp. 1–76.
  6. ^ Daftary, Farhad. The Ismāʻı̄lı̄s: Their History and Doctrines. Cambridge University Press.
  7. ^ Denis Mack Smith, (1968). A History of Sicily: Medieval Sicily 800—1713,. Chatto & Windus, London,. ISBN 7011 1347 2. {{cite book}}: Check |isbn= value: length (help)CS1 maint: extra punctuation (link)
  8. ^ أ ب ت الدولة البيزنطية.الدكتور السيد باز العريني. دار النهضة العربية. بيروت
  9. ^ عبد عون الروضان، موسوعة تاريخ العرب، الأهلية للنشر والتوزيع عمان. ط:2 ،2007 ص: 522
  10. ^ فتح صقلية للشيخ ناصر بن محمد الأحمد