المفوضية الدولية لشق برزخ السويس

سعيد باشا والي مصر.

المفوضية الدولية لشق برزخ السويس (Commission Internationale pour le percement de l'isthme des Suez) كانت مفوضية مكونة من مجموعة خبراء اوروپين عقُدت في عام 1855 بواسطة فردينان دليسپس تنفيذاً لتعليمات والي مصر محمد سعيد باشا للتأكد من جدوى شق قناة بين البحر المتوسط والبحر الأحمر ولتقدير أفضل بديل لهذا النوع من القنوات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأحداث الأساسية

لاقت فكرة حفر قناة عبر برزخ السويس اهتمام كبير في اوروپا في أوائل القرن التاسع عشر. حسب المسوحات الذي تم في عهد ناپليون أثناء حملته على مصر، فرق حوالي 9 أمتار بين مستوى البحرين. وكانت المسوحات التي قام بها پول-أدريان بوردالو عام 1847 أثناء بعثة جمعية دراسات قناة السويس Société d'Études du Canal de Suez، أول دليل مقبول ينفي وجود مثل هذا الفرق في مستويات البحرين. أثناء بعثة مماثلة، قام ألويس نگرلي، رائد السكك الحديدية النمساوي، باستكشاف خليج الفرما على الطرف الشمالي للقناة المقترحة. ومع ذلك، بسبب الاضطرابات السياسية التي وقعت عام 1848، لم يتم متابعة الأفكار أكثر من ذلك. في 30 نوفمبر 1853، حصل دليسپس من الخديوي سعيد على أول امتياز لقناة السويس وكان مرفقاً مع طلب دليسپس، أول مسودة للقناة حررها لينان بك (لينان ده بلفوند) وموجيل بك (اوجين موجيل)، من كبار المهندسين الفرنسيين في ادارة قناة السويس. في البداية، انصب اهتمام دليسپس على وضع مشروع القناة على أساس سياسي قدر الإمكان. وبالتالي، كان اهتمامه الثاني، فرمان 19 مايو 1855، الذي أصدره نائب الملك لمواصلة وضع مسودة أولية ولتوقيعها من جانب مفوضية خبراء دوليين لمناقشتها وتطويرها.


المفوضية

عقدت المفوضية أول اجتماعاتها في باريس في 30 أكتوبر 1855. وكانت تتألف من السادة:

وكان أعضاء المفوضية قد قاموا بالفعل بمراجعة المسودة الأولية الخاصة بـلينان بك وموجيل بك وقرروا بحث الظروف في مصر على الفور. بالإضافة إلى ذلك، تم رسم خريطة خليج الفرما لاستكمال التقارير التي قام بها عام 1847.[1]

الأبحاث في مصر

التقى خمسة أعضاء من المفوضية في 18 نوفمبر 1855 بمدينة الإسكندرية، وهم السادة: كونراد، رينو، نگرلي، ماك‌كلين وليوسو. أحضر نگرلي التقارير والتخطيط الخاص بالقناة والذي رسمه أثناء زيارته عام 1847 والذي تقابل إلى حد كبير مع المسودة التي قدمها لينان وموگول. في اليومين التاليين، قامت المجموعة بفحص ميناء وطرق الإسكندرية، ثم سافروا لاستكشاف خليج السويس لمدة أربع أيام.

بعد ذلك، ذهبت المجموعة إلى شمال بحيرة التمساح ودلتا النيل لحفر آبار واختبارات على التربة وخط القناة الواصلة بين دلتا النيل والإسكندرية الذي اقترحه جاك-ماري لو پير وپولين تالابو. لم يأخذ الأعضاء وقتاً طويلاً لمعرفة أن هذا الموقع غير مناسب لأسباب تقنية واقتصادية مختلفة. بعد ذلك اتجهت المجموعة إلى البحر المتوسط، لعمل المزيد من الدراسات الميدانية. في 31 ديسمبر 1855، سافرت المجموعة على متن الفرقاطة المصرية النيل ووصلت الإسكندرية في 2 يناير 1856.

قام مستر لاروس بمناقشة الأبحاث الجديدة، وهو هيدرولوجي في البحرية الفرنسية أعير للجنة، وقد استنتج أن مدخل القناة يجب أن يُنقل إلى الغرب (إلى المكان الذي توجد فيه بورسعيد حالياً) نظراً لعمق المياه في تلك المنطقة، حتى لو أضيفت 6 أمتار لعمق القناة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم حماية مدخل القناة برصيف شمالي طوله 3.5 كم وآخر جنوبي بطول 2.5 كم كما يجب بناء فنار.


في 2 يناير 1856، تم تقدير تقرير أولي لسعيد باشا جاء فيه أن شق القناة في برزخ السويس هو البديل الموحيد المقبول وسوف ترد التفاصيل في التقارير النهائي بعد القيام بالمزيد من الأبحاث والمعاينات.

مداولات المفوضية

عقد جميع أعضاء المفوضية اجتماعاً ثانياً في 23 يونيو 1856 في باريس (اعتذر رندل ووصل نگرلي ومونتسينو في اليوم التالي). على مدار ثلاثة أيام، ناقش الأعضاء نتيجة الأبحاث التي أجريت في مصر وجميع التفاصيل الخاصة بالقناة المقترحة. وصدر قرار بالإجماع على القناة التي اقترحها نگرلي في البداية، مثل قناة بدون أهوسة، تمتد من البحيرات المرة حيث المسار المنخفض للمياه (ستغمر بالمياه بواسطة القناة) بدون أي سدود أو حواجز. يجب أن يكون عمق القناة 8 أمتار وعرضها 100 متر عند مستوى السطح و64 متر في القاع، وفي قسم معين من القناة سيكون عرضها 80 متر فقط عند مستوى السطح و44 متر في القاع.

التقرير النهائي

صورة غلاف التقرير النهائي، في ثماني مجلدات.[2]
صورة كتاب عن شق برزخ السويس.[3]

احتوى التقرير النهائي للمفوضية (Rapport de la Commission Internationale) على 195 صفحة بالإضافة إلى الخطط، الجداول الفنية... إلخ. ونُشر في ديسمبر 1856. يحتوي التقرير على سبب التفكير في الوصل المباشر بين البحرين الأبيض والأحمر، وجميع التفاصيل الفنية المتعلقة بالقناة، وتشمل الموانئ التي يجب بناؤها، خطوط التلغراف التي ستنصب على امتداد القناة، العبارات المقترحة وفي النهاية إضاءة ساحل البحر المتوسط والأحمر اللازمة، والفنار المطلوب بناؤه، العوامات... إلخ. كما سبق ذكره في التقرير الأولي، اسم بورسعيد المقترح لتسمية الميناء الواقع على المدخل الشمالي للقناة.

في التقرير، أوضح أعضاء اللجنة قيامهم بواجبهم وانهائهم جميع الأنشطة المتعلقة بالمهمة. وأعرب الأعضاء عن رغبتهم في بناء القناة في المستقبل القريب، لكنهم لم يعلقوا بأي شكل من الأشكال على تنفيذ الأعمال المستقبلية وادارتها.

المصادر

The comprehensive final report together with the journal of the investigation group and the minutes of the deliberations of the complete commission have been published by Lesseps in

Negrelli informed the K.K. Geographische Gesellschaft (Imperial Royal Geographic Society) in Vienna about the intended canal and presented them with a copy of the Commission's final report. The society published the information in their own papers:

الهامش

  1. ^ LT.-COL. SIR ARNOLD T. WILSON (1910). "The Suez Canal". مطبعة جامعة أكسفورد.
  2. ^ فردينان ده لسپس (1853). "شق برزخ السويس". هنري پلون.
  3. ^ A. Guillemin (1867). "مصر الحالية وزراعتها وشق برزخ السويس". شالامل.