الاحتلال الفرنسي للمغرب

(تم التحويل من الفتح الفرنسي للمغرب)
الاحتلال الفرنسي للمغرب
Pacification.jpg
خريطة تبين المناطق المحتلة حسب الفترة.
حرب زيان (1914–21)
حرب الريف (1920–26)
حملة الأطلس الأوسط (1932–34)
حملة الأطلس الصغير (20 فبراير – 10 مارس 1934)
التاريخ1907 (1907)–1934 (1934)
الموقع
النتيجة انتصار فرنسا
المتحاربون

فرنسا فرنسا


قبائل الشاوية
اتحاد زيان
قبائل أخرى متغيرة
القادة والزعماء
فرنسا لوي-أوبير ليوتي
فرنسا پول پروسپيه هنري
فرنسا جوزيف-فرانسوا پويميرو
فرنسافيليپ پيتان

الحاج حمو ولد حريز
عبد السلام محمد عبد الكريم
محمدي بوجبار محمد
محمد بن حمو الزياني
محمد أو سعيد
علي أمهاوش
عسو أوبسلام
الضحايا والخسائر
  • 9.445 جندي نظامي فرنسي (622 ضابط) قتيل
  • 11.254 مغربي قتيل
  • 15.000 جريح[1]
غير معروف

الاحتلال الفرنسي للمغرب أو الغزو الفرنسي للمغرب (أو حملة فرنسا فرنسية: Campagne du Maroc، أو إخضاع المغرب pacification du Maroc)، بدأ عام 1907 واستمر حتى عام 1934.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

لا فرانس تجلب الحرية للمغرب، 1911.

السكك الحديدية العابرة للصحراء، التي وصلت إلى عين الصفراء بحلول 1897، أعادت توجيه الروابط الاقتصادية لمدينة فجيج من فاس إلى وهران.[2] من عام 1900، بدأت القوات الفرنسية التوغل في المنطقة.[2] أدى اجتياح واحة توات إلى إعادة ترسيم الحدود الجزائرية المغربية عام 1901،[2] وقام المستوطنون الفرنسيون في الجزائر بالضغط على الحكومة الفرنسية في پاريس لاستعمار هذه المنطقة لربط الجزائر بالسنغال.[2] تحت قيادة الضابط أوبير ليوتي، استولى الفرنسيون على بشار عام 1903، التي أعاد ليوتي تسميتها "بولومب" لإخفاء موقعها عن القيادة في پاريس.[2] في أعقاب الهجوم على الحاكم العام للجزائر شارل جونار، قامت القوات الفرنسية بقصف قصر زنجة في فجيج، الذي وصفته صحيفة لو پوتي پاريزيان بأنه: "استعراض قوة لإظهار قوة ونطاق مدفعيتنا للمغرب".[3]

بتوقيع الاتفاق الودي عام 1904، سحبت الامبراطورية البريطانية دعمها والتزمت بموقف حيادي وأيدت استقلال المغرب، وبموجب مؤتمر الجزيرة الخضراء أصبح التواجد الفرنسي رسمياً في المغرب.[4]


الصحافة والرأي العام المغربي

في اعقاب معاهدة مدريد 1880، بشكل خاص، أصبحت الصحافة المغربية ساحة معارك ضد الاستعمار.[5] من عام 104، كان مقر الانتداب الفرنسي في طنجة ينشر صحيفة يومية بالفرنسية-العربية تسمى السعادة، لتعزيز المصالح الفرنسية والتأثير على الرأي العام المغربي،[5] مع استهداف قادة المقاومة الصوفيين بشكل خاص مثل محمد الكبير القطاني وماء العينين القلقمي.[6][7]


الجنرال أوكونور يقصف قصر زنجة في واحة فجيج عام 1903.[3][8]

احتلال وجدة

في مارس 1707، احتل القوات الفرنسية وجدة في أعقاب اغتيال إميل موشوم في مراكش.[9]

قصف الدار البيضاء

بدأت الأعمال القتالية على الجبهة الغربية في أغسطس 1907 بقصف الدار البيضاء في الغرب.[10] بعدها توغلت القوات الفرنسية في سهل الشاوية في ما يُطلق عليه المؤرخون الفرنسيون إخضاع الشاوية.

الحملة الشرقية

بحلول عام 1911، وصلت الحملة الفرنسية من الشرق، عبر ما يعرف الآن بجنوب غرب الجزائر، إلى نهر زيز، على بعد 200 ميل داخل الحدود المغربية.[4] أدى هذا بشكل فعال إلى وضع مساحة كبيرة من منطقة ما قبل الصحراء في جنوب شرق المغرب تحت السيطرة الفرنسية.[4]

معاهدة فاس

في 21 مايو 1911، احلت فرنسا مدينة فاس بأمر من السلطان عبد الحفيظ، مما أدى لاندلاع أزمة أغادير. في 30 مارس 1912، قام السلطان عبد الحفيظ بالتوقيع على معاهدة فاس، التي تعتبر تنازلاً رسمياً عن السيادة المغربية لفرنسا، وحولت المغرب إلى محمية فرنسية، وأثارت انتفاضة فاس 1912. على الرغم من موافقة السلطان والمخزن على المعاهدة، إلا أن العديد من المناطق ظلت في حالة ثورة حتى عام 1934، عندما تم إعلان المصالحة في المغرب. في العديد من المناطق، تم حافظت فرنسا على سلطتها من خلال التعاون مع القادة المحليين وليس بالقوة العسكرية.[11]

انتفاضة فاس

في 17 أبريل 1912، هاجم جنود مشاة مغاربة الحامية الفرنسية بفاس. لم يتمكن المغاربة من الاستيلاء على المدينة وهزمتهم قوة إغاثة فرنسية. في أواخر مايو 1912، هاجمت القوات المغربية الحامية الفرنسية المعززة في فاس دون جدوى. حدثت آخر مقاومة لغزو المغرب في 1933-1934. استغرق غزو المغرب أكثر من 22 عاماً.[12][13]

معركة سيدي بوعثمان

في معركة سيدي بوعثمان عام 1912، هزم الفرنسيون أحمد الهيبة واستولوا على مراكش.


حرب زيان

الغزو الفرنسي لتازة، مايو 1914.
خريطة مفصلة نشرتها الخدمة الجغرافية المغربية توضح مراحل الغزو الفرنسي للمغرب حتى عام 1920.
الرباط، 1911. تحميل المدفعية الفرنسية من معبر واد أبو رقراق.

خاض اتحاد قبائل زيان الأمازيغية في المغرب حرباً ضد الاستعمار الفرنسي بين عام 1914 و1921. سعى الحاكم العام الفرنسي أوبير ليوتي إلى بسط النفوذ الفرنسي شرقاً عبر جبال الأطلس الأوسط وصولاً إلى الجزائر الفرنسية. عارضت قبائل زيان هذا المخطط، بقيادة محمد بن حمو الزياني. بدأت الحرب بشكل جيد بالنسبة للفرنسيين، الذين سرعان ما استولوا على مدينتي تازة وخنيفرة الرئيسيتين. على الرغم من خسارة قاعدتهم في خنيفرة، تسبب الزيانيون في خسائر فادحة للفرنسيين.

تحت قيادة أوبير ليوتي المقيم العام، وبعد إنشاء الحماية الفرنسية على المغرب (1912)، قام الجيش الفرنسي بمكافحة القبائل المغربية، وذلك كجزء لتهدئة الوضع. كان العقيد شارل مانجين واحد من اللاعبين الأساسيين في هذه الحرب الاستعمارية. كان يقود الهجوم ضد المتمردين من قبائل الأطلس المتوسط، والتي كانت تسعى للاستيلاء على الهضاب، تادلة وبني ملال، والتي يراها المجاهدون على أنها مصدر موارد هامة للمستوطنين الفرنسيين.

تشارلز مانجين اعتمد استراتيجية عزل القبائل من مسرح العمليات العسكرية مع تقدم قواته من تازة، مكناس والدار البيضاء وتادلة: الهجوم دعمته المدفعية 1 من فوج المدفعية الجبلية، وهبطت في الدار البيضاء في 13 سبتمبر 1913. الجيش الفرنسي استخدم كامل قوته من الأسلحة الجديدة التي كانت تحت تصرفه: الرشاشة والمدفعية والطيران.

فسقطت معاقل المقاومة واحدة تلو الأخرى : مديونة، في 27 سبتمبر؛ في نوفمبر تادلة، بني ملال وواد زم بالرغم من المقاومة الشديدة.

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، سحبت فرنسا قواتها للخدمة في أوروپا، وفقدوا أكثر من 600 فرد في معركة الهري. على مدى السنوات الأربع التالية، احتفظ الفرنسيون بمعظم أراضيهم على الرغم من دعم قوى المركز الاستخباراتي والمالي لاتحاد زيان والغارات والمناوشات المستمرة التي قلل من عدد القوات الفرنسية المقاتلة.

بعد توقيع الهدنة مع ألمانيا في نوفمبر 1918، ظل عدد كبير من رجال القبائل معارضين للحكم الفرنسي. استأنف الفرنسيون هجومهم في منطقة خنيفرة عام 1920، وأسسوا سلسلة من الحصون للحد من حركة الزيانيين. بدأوا التفاوض مع أبناء حمو، وأقنعوا ثلاثة منهم، إلى جانب العديد من أتباعهم، بالخضوع للحكم الفرنسي. أدى الانقسام في اتحاد زيان بين أولئك الذين أيدوا الاستسلام وأولئك الذين ما زالوا معارضين مما أدى إلى الاقتتال الداخلي وموت حمو في ربيع عام 1921. ورد الفرنسيون بهجوم قوي ثلاثي على الأطلس المتوسط مما أدى إلى إخضاع المنطقة. فر بعض رجال القبائل بقيادة محمد أوسعيد إلى الأطلس الكبير واستمروا في قتال القوات الفرنسية حتى الثلاثينيات.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حرب الريف

في الشمال ثار المجاهد محمد أمزيان في الريف عام 1909 ضد إرهاصات الحماية الإسپانية فهزم ثلاث فرق إسپانية قُتل من رجالها جنرالان اثنان وعشرة آلاف جندي وقد ثارت منطقة جبالة عام 1913 خاصة بين الشاون وتطوان.[14]

كانت انتفاضة عارمة انطلقت من أقصى الجنوب في الصحراء المغربية تجمعت حشودها في الساقية الحمراء بزعامة الشيخ ماء العينين وولده الهبة وانضمام المجاهدين من جبال الأطلس والسهول وما كاد نبأ توقيع معاهدة الحماية بفاس يطرق الأسماع حتى هبت القبائل المجاورة للعاصمة الإدريسية فطوقت المدينة وامتلأت الأسوار بآلاف المجاهدين بزعامة الحجام وثار الجيش السلطاني على ضباطه الفرنسيين وكانت ملحمة دامية قتل فيها عدد من الفرنسيين فقنبلت فرنسا جانبا من المدينة وأعدمت عشرات السكان وجمعت فرنسا السلطات في يد شخصية عسكرية هي الجنرال أوبير ليوتي الذي ورد على فاس يوم 28 مايو 1912 في خضم الاضطرابات الشعبية ما لبثت أن شملت المغرب عن بكرة أبيه. [14]

كان عهد السلطان يوسف، من عام 1912 حتى 1927، مضطربًا واتسم بالانتفاضات المتكررة ضد إسپانيا وفرنسا. كانت أخطرها الانتفاضة الأمازيغية في جبال الريف بقيادة عبد الكريم الذي تمكن من تأسيس جمهورية في الريف. على الرغم من أن هذه الانتفاضة قد بدأت في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسپانية في الشمال، إلا أنها وصلت إلى المنطقة الواقعة تحت السيطرة الفرنسية. هزم التحالف الفرنسي-الإسپاني رجال المقاومة أخيراً في عام 1925. ولضمان سلامتهم، نقل الفرنسيون المحكمة من فاس إلى الرباط، التي أصبحت العاصمة منذ ذلك الحين.[15]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Gershovich, Moshe (2012). French Military Rule in Morocco: Colonialism and its Consequences. Routledge. ISBN 9781136325878.
  2. ^ أ ب ت ث ج Miller, Susan Gilson. (2013). A history of modern Morocco. New York: Cambridge University Press. p. 70. ISBN 9781139624695. OCLC 855022840.
  3. ^ أ ب "Le Petit Parisien. Supplément littéraire illustré". Gallica (in الإنجليزية). 1903-06-21. p. 98. Retrieved 2020-05-04.
  4. ^ أ ب ت Miller, Susan Gilson. (2013). A history of modern Morocco. New York: Cambridge University Press. ISBN 978-1-139-62469-5. OCLC 855022840.
  5. ^ أ ب "تاريخ الصحافة العربية - المغرب". الجزيرة الوثائقية. 11 May 2016.
  6. ^ "متصوفة استهوتهم "السلطة الرابعة" : 20 مقالا عن الطريقة الكتانية". الصباح. July 11, 2012.
  7. ^ "متصوفة استهوتهم "السلطة الرابعة" : شيخ الطريقة المعينية "صحافيا" في "السعادة"". الصباح. July 10, 2012.
  8. ^ E.J. Brill's First Encyclopaedia of Islam 1913-1936 (in الإنجليزية). BRILL. 1987. ISBN 978-90-04-08265-6.
  9. ^ Miller, Susan Gilson. (2013). A history of modern Morocco. New York: Cambridge University Press. p. 75. ISBN 9781139624695. OCLC 855022840.
  10. ^ Adam, André (1968). Histoire de Casablanca: des origines à 1914. Aix-en-Provence: Ophrys.
  11. ^ Bradford, James C. (2004-12-01). International Encyclopedia of Military History. Routledge. p. 904. ISBN 9781135950347.
  12. ^ King Hassan II: Morocco's Messenger of Peace (in الإنجليزية). 2007-01-01. p. 12. ISBN 9780549338512. Archived from the original on 2016-04-15. Retrieved 2015-08-29.
  13. ^ Hart, David M. (2014-05-12). Tribe and Society in Rural Morocco (in الإنجليزية). Routledge. p. 23. ISBN 9781135302542.
  14. ^ أ ب المقاومة بالمغرب عبد العزيز بنعبدالله
  15. ^ Lepage, Jean-Denis G. G. (2007-11-27). The French Foreign Legion: An Illustrated History (in الإنجليزية). McFarland. p. 125. ISBN 9780786462537.

قراءات إضافية