معاهدة للا مغنية

معاهدة للا مغنية هي تقييد إلزامي للمملكة المغربية في 18 مارس 1845 بعدم دعم المجاهدين الجزائريين. يأتي هذا الإلزام بعد تعنت من السلطان المغربي ضد مطالبت فرنسا المتكرر له بالكف عن دعم المجاهدين ضدها بالجزائر.

وقد وقع المعاهدة عن الجانب المغربي عامل وجدة احميدة بن علي الشجعي وعن الجانب الفرنسي الجنرال الكونت دو لا ري (Le général conte de la rue)، وتضمنت المعاهدة 7 بنود، وكان من أهم بنودها رسم الحدود بين الدولة المغربية ومستعمرة الجزائر الفرنسية. فتم الاتفاق على أن تمتد الحدود من قلعة عجرود ـ السعيدية حاليا ـ إلى ثنية الساسي1، في حين بقيت المناطق الجنوبية دون تحديد للحدود بدعوى أنها أراضي خالية لا تحتاج إلى رسم وتوضيح للحدود.[1]

وقد تعمدت فرنسا عدم تحديد الحدود الجنوبية لتسهيل التوغل داخل الأراضي المغربية. كما فقد المغرب بموجب معاهدة مغنية2 جزءا من أراضيه3 التي ألحقت بالجزائر.

تعتبر معاهدة للا مغنية تقييد إلزامي للمملكة المغربية سنة 1845 بعدم دعم المجاهدين الجزائريين. يأتي هذا الإلزام بعد تعنت من السلطان المغربي ضد مطالبة فرنسا المتكرر له بالكف عن دعم المجاهدين ضدها بالجزائر.

اضطر المغرب للتوقيع على معاهدة للا مغنية بعد قصف شديد للقواة الفرنسية للمدن الساحلية المغربية اودى بقتل الآلاف، بالإضافة للضعف العسكري للمملكة امام الترسانة الفرنسية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخلفية

هذه المعاهدة جاءت مكملة لـمعاهدة طنجة التي وقعها المغرب في 10 سبتمبر 1844،[2] التي ظلت فيها المملكة المغربية متأثرة بموقعها الحدودي مع الجزائر (وحتى وقت الجزائر العثمانية) طيلة تاريخهما المشترك. وظهر هذا جليا بعد الاستعمار الفرنسي للجزائر، فقد كان على المدن المغربية وساكنتها احتضان المقاومة الجزائرية ودعمهم بالمال والسلاح خاصة على عهد الأمير عبد القادر الجزائري. وقد اقتنعت فرنسا أن هذا الدعم سبب كاف ليكون الحلقة الأولى لاحتلال المغرب والسيطرة على الشمال الإفريقي والقضاء على القواعد الخلفية للمقاومة الجزائرية. فقامت بالضغط على المدن الحدودية بدعوى ملاحقة العناصر الثائرة ضد فرنسا، مما جعلها تدخل في حرب مع المخزن المغربي في معركة إسلي عام 1844 والتي انتهت بهزيمة كبيرة للمغاربة. وأجبرت فرنسا المغرب على توقيع معاهدة للا مغنية في نفس السنة، وكان من أهم بنودها رسم الحدود بين الدولة المغربية والجزائر المستعمرة. فتم الاتفاق على أن تمتد الحدود من قلعة عجرود (السعيدية حاليا) إلى ثنية الساسي، وبقيت المناطق الجنوبية دون تحديد للحدود بدعوى أنها أراضي خالية لا تحتاج إلى رسم وتوضيح للحدود وهذا ما يعتبره الجزائريون طعنة في ظهورهم بعدما قرر السلطان المغربي طرد المقاومين الجزائريين واعتبار الامير عبد القادر غير مرغوب فيه وخارج عن القانون.


بنود المعاهدة

البند (5) تتعلق بتعيين القصور (القرى الصحراوية) للإمبراطوريتين.[3] سيتبع العاهلين، في هذا الموضوع، العرف القديم الذي نشأ بمرور الوقت، وسيمنحان، مع مراعاة بعضهما البعض، الاعتبار والإحسان إلى سكان هذه القصور.

البند (6) ينص على أن الأرض الواقعة إلى الجنوب من قصور الحكومتين حيث لا يوجد ماء فهي غير صالحة للسكن وأن هذه هي الصحراء نفسها، فإن رسم الحدود لا لزوم له.[3]

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ "اتفاقية "للا مغنية" المزورة .. هكذا تنازل المغرب عن أراضٍ للجزائر". Hespress. {{cite web}}: |archive-url= requires |archive-date= (help); Unknown parameter |access_date= ignored (help); Unknown parameter |archive_date= ignored (help)
  2. ^ بلعريبي, نور الدين. "معركة إيسلي وانعكاساتها على المغرب الأقصى ومقاومة الأمير". حوليات التاريخ والجغرافيا (in الفرنسية). 4 (8): 181–208. ISSN 2602-6325. Archived from the original on 2021-01-06. {{cite journal}}: Unknown parameter |تاريخ= ignored (help)
  3. ^ أ ب Recueil des traités de la France (in الفرنسية). 1865. {{cite book}}: |archive-url= requires |archive-date= (help)