العمارة المغربية

منظر مدينة شفشاون من التقليد المغربي.

يشير مصطلح العمارة المغربية إلى الفن المعماري المميز لـ المغرب عبر التاريخ وحتى العصر الحديث. وقد أنعكس التنوع الجغرافي للبلاد وتاريخها العريق، واشتهارها بموجات متتالية من المستوطنين من خلال الهجرة والغزو العسكري، على هندستها المعمارية. يتراوح هذا التراث المعماري من الرومانية القديمة و البربر (الأمازيغ) إلى استعمار القرن العشرين و العمارة الحديثة.

مئذنة مسجد الكتبية في مراكش، التي بنيت في عهد الموحدون في القرن الثاني عشر

.

ومع ذلك، فإن العمارة "المغربية" الأكثر تميزاً هي العمارة التقليدية التي تطورت في الفترة الإسلامية (القرن السابع وما بعده)، والتي تهيمن على الكثير من تاريخ المغرب الموثق وتراثها الحالي.[1][2]حيث كانت هذه "العمارة الإسلامية" في المغرب جزءاً من مجمع ثقافي وفني واسع، وغالباً ما يشار إليها باسم "العمارة المورسكية"، التي وصفت المغرب، الأندلس (إسپانيا المسلمة و الپرتغال) وأجزاء من الجزائر وحتى تونس.[3][2][4][5] وقد مزجت تأثيرات من الثقافة المعمارية لـ البربر في شمال إفريقيا، وإسبانيا ما قبل الإسلام من العمارة ( الرومانية، و البيزنطية، وفن القوطيين). بالإضافة إلى التيارات الفنية المعاصرة في الشرق الأوسط الإسلامي لتطوير أسلوب فريد من نوعه على مر القرون مع صفات مميزة مثل قوس مورسكية، وحدائق الرياض (حدائق فناء ذات تقسيم متماثل من أربعة أجزاء)، وزخارف هندسية و زخرفة العربية من الخشب، وجص، و بلاط (لا سيما "بلاط زليج").[3][2][6][7]

"قصر" أيت بن حدو، في جنوب الأطلس الكبير جبال المغرب.

.

بالرغم من أن العمارة المغربية البربرية ليست منفصلة تماماً عن بقية العمارة المغربية، إلا أن العديد من الهياكل والأساليب المعمارية مرتبطة بشكل مميز بالمناطق التي يهيمن عليها البربر أو البربر في المغرب مثل جبال الأطلس و الصحراء و مناطق ما قبل الصحراء.[8] كما تتميز معظم هذه المناطق الريفية بالعديد من القصبة (الحصون) و " القصور" (القرى المحصنة) التي شكلتها الجغرافيا المحلية والبنى الاجتماعية، منها ومن أشهرها آيت بن حدو.[9] وعادة ما تكون مصنوعة من صدم الأرض ومزخرفة بزخارف هندسية محلية. بعيداً عن العزلة عن التيارات الفنية التاريخية الأخرى من حولهم، قام بربر المغرب (وعبر شمال إفريقيا) بتكييف أشكال وأفكار العمارة الإسلامية مع ظروفهم الخاصة وساهموا بدورهم في تشكيل الفن الإسلامي الغربي، خاصة خلال هيمنتهم السياسية على المنطقة على مدى قرون من حكم سلالة المرابطين، الموحدون، والسلطة المرينية.[7][8]

.

تتضمن العمارة الحديثة في المغرب العديد من الأمثلة من أوائل القرن العشرين كالـآرت ديكو والمحلية المورسيكي الجديدة (أو "موريسك") التي شُيدت خلال الأحتلالات الفرنسية و الإسبانية، الاستعمارية للبلاد بين عامي 1912 و 1956 (أو حتى عام 1958 بالنسبة لإسبانيا)[10][11]في أواخر القرن العشرين، بعد أن استعاد المغرب استقلاله، استمرت بعض المباني الجديدة في تشيد العمارة والزخارف المغربية التقليدية (حتى عندما صممها مهندسون معماريون أجانب)، كما يتضح من ضريح الملك محمد الخامس (اكتمل عام 1971) و مسجد الحسن الثاني الضخم في الدار البيضاء (اكتمل عام 1993).[12] تتجلى العمارة الحديثة أيضاً في الإنشاءات المعاصرة، ليس فقط للهياكل اليومية العادية ولكن أيضاً في المشاريع المرموقة الكبرى. [13][14]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ


من العصور القديمة إلى أوائل العصر الإسلامي (حتى القرن العاشر)

تأسست وليلي في القرن الثالث قبل الميلاد وهجرت في القرن الحادي عشر.
مئذنة من القرن العاشر جامع القرويين في فاس. (الواضح من خلال أقواس في اواخر القرن السادس عشر السعديين سرادق في فناء المسجد.)

بالرغم من أنهالم توثق بشكلٍ جيد، فقد هيمن السكان البربر الأصليون على الفترات التاريخية المبكرة للمغرب (لا يزالون موجودين حتى اليوم)، حتى ممالك البربر في موريتانيا.[15] كان الاحتلال الروماني والاستيطان أقل اتساعاً من المناطق المجاورة الأخرى مثل هسپانيا أو "إفريقيا" (تونس) كما غادر مواقع بارزة مثل وليلي أيضاً، والتي كانت بمثابة مركز حضري مهم في وقت مبكر.[1][16] في أوائل القرن الثامن، أصبحت المنطقة مندمجة بشكل مطرد في العالم الإسلامي الناشئ، بدءاً من التوغلات العسكرية على يد موسى بن نصير وأصبحت أكثر تحديداً مع ظهور من السلالة الإدريسية في نهاية ذلك القرن.[16]حيث كان وصول الإسلام ضرورياً للغاية لأنه طور مجموعة جديدة من المعايير المجتمعية (على الرغم من أن بعضها كان مألوفًا لمجتمعات التراث اليهودي المسيحي والمؤسسات التي شكلت إلى حد ما، أنواع المباني التي تُشيد و القيم الجمالية أو الروحية التي وجهت تصميمهم.[17][18][19][20] أسس الإدريسيون مدينة فاس، التي أصبحت عاصمتهم والمركز السياسي والثقافي الرئيسي للإسلام المبكر في المغرب .[1][21] في هذه الفترة المبكرة، استوعب المغرب أيضاً موجات من المهاجرين من تونس و الأندلس (ومسلمي إسپانيا و البرتغال، الذين جلبوا التأثيرات الثقافية والفنية من بلدانهم الأصلية.[16][4] أقدم وأشهر الآثار االتي بُنيت خلال العصر الإسلامي في المغرب، مثل جامعة القرويين و و مسجد الأندلسيين في فاس، على شكل أعمدة واستخدمت مبكرًا من قوس حدوة الفرس أو قوس "المورسكية".[3][22] كما تعكس هذه التأثيرات المبكرة من المعالم الأثرية الكبرى مثل الجامع الكبير بالقيروان و مسجد قرطبة الكبير.[7] في القرن العاشر، دخل جزء كبير من شمال المغرب مباشرة في دائرة نفوذ الخلافة الأموية في قرطبة، بمنافسة مع الخلافة الفاطمية شرقاً.[16]تشمل المساهمات المبكرة في العمارة المغربية من هذه الفترة التوسعات في مساجد القرويين والأندلسيين وإضافة المأذن المربعة، وهي أقدم المساجد الباقية في المغرب، والتي تتوقع الشكل القياسي للمآذن المغربية اللاحقة.[22][3][23]:126

إمبراطوريات البربر: المرابطون والموحدين (القرنان الحادي عشر والثالث عشر)

الجزء الداخلي من قبة المرابطين) في مراكش (أوائل القرن الثاني عشر)..
مئذنة الموحد جامع القصبة، في مراكش (أواخر القرن الثاني عشر).

تبع انهيار خلافة قرطبة في أوائل القرن الحادي عشر حروب الاسترداد في الأندلس الإسلامية وصعود إمبراطوريات أمازيغية كبرى في المغرب. تضمنت الأخيرة أول سلالة المرابطين (في القرنان الحادي عشر والثاني عشر) ومن ثم الموحدين (في القرنان الثاني عشر والثالث عشر)، وكلاهما سيطر أيضاً على الأراضي الإسلامية المتبقية في الأندلس، وأقام إمبراطوريات امتدت عبر أجزاء كبيرة من غرب وشمال إفريقيا وأوروبا.[7] وتعتبر هذه الفترة من أكثر المراحل تكوّناً في العمارة المغربية و العمارة المورسكية، حيث أسست العديد من الأشكال والزخارف التي صُقلت في القرون التابعة.[3][24][7][25]كانت هاتان الإمبراطوريتان مسؤولتان عن إنشاء عاصمة إمبراطورية جديدة في مراكش، كما وبدأ الموحدون أيضاً في بناء العاصمة البارزة في الرباط. تبنى المرابطون التطورات المعمارية للأندلس، مثل الأقواس المتشابكة المعقدة للجامع الكبير في قرطبة و قصر الجعفرية في سرقسطة، مع إدخال تقنيات زخرفية شرقية جديدة مثل "المقرنصات" (المنحوتات "الهوابط" أو "- نخروب").[24][26] غالباً ما تُعتبر المساجد الموحدية كمسجد الكتبية و مسجد تينمل نماذج أولية للمساجد المغربية اللاحقة.[24][3]بالإضافة إلى المآذن الضخمة (مثل مئذنة الكتبية، جيرالدا من إشبيلية، و برج حسن بالرباط) وبوابات الزينة (على سبيل المثال باب أگناو في مراكش، و باب عودة و باب الرواح في الرباط) من الفترة الموحدية مخططات الزخرفة الشاملة التي تكررت في هذه العناصر المعمارية من ذلك الحين فصاعداً. وقد كانت مئذنة مسجد القصبة بمراكش مؤثرة بشكل خاص، ووضعت أسلوباً قد تكرر مع بعض التفاصيل، في الفترة المرينية التي تلتها.[27][24][3] كما روج المرابطون والموحدون لتقليد إنشاء عقارات الحدائق في ريف عاصمتهم، مثل حديقة المنارة وحديقة أكدال في ضواحي مراكش. في أواخر القرن الثاني عشر، أنشأ الموحدون منطقة قصر محصنة جديدة، قصبة مراكش، لتكون بمثابة مقر إقامتهم الملكي ومركزهم الإداري. وقد كانت لهذه التقاليد والسياسات سوابق في الأندلس سابقاً، مثل إنشاء مدينة الزهراء بالقرب من قرطبة وتكرر لاحقاً من قبل حكام المغرب المستقبليين.[27][7][3][28]

المرينيون (في القرنان الثالث والخامس عشر)

فناء السلطنة المرينية في مدرسة أبو عنانية بفاس في القرن الرابع عشر.

كما كان لبربر السلالة المرينية أهمية كبيرة أيضًا في زيادة صقل الإرث الفني الذي أسسه أسلافهم. وقد تأسسوا في فاس، حيث قاموا ببناء آثار ذات زخارف شاملة ومعقدة بشكل متزايد، لا سيما من الخشب و الجص.[3] كما كانوا أول من نشروا أستخدام "زليج" (الفسيفساء المعقدة على اسطح البلاط بـ أنماط هندسية) على نطاق واسع.[2] والجدير بالذكر أنهم كانوا أول من شيد المدارس، وهو نوع من المؤسسات التي أُنشأت في إيران وانتشرت غرباً.[3] ومن اشهر مدارس فاس، مثل مدرسة أبو عنانية، ومدرسة العطارين، الصهريج، إضافةً إلى المدرسة المرينية في مدينة سلا والأخرى مدرسة أبو عنانية في مكناس، تعتبران من بين أعظم الأعمال المعمارية في هذه الفترة.[29][5][3] وبينما اتبعت هندسة المساجد إلى حد كبير نموذج الموحدين، كانت أحد التغييرات الملحوظة هو الزيادة التدريجية في حجم "sahn" أو الفناء، والذي كان في السابق عنصراً ثانوياً في مخطط الأرضية،ولكن في ما بعد أصبحت في فترة السعديين كبيرة مثل قاعة الصلاة الرئيسية، وأحياناً أكبر.[30] مثل الموحدين من قبلهم، أنشأ المرينيون قصراً مدينة منفصلة لأنفسهم. هذه المرة خارج فاس. حيث عرفت فيما بعد باسم فاس الجديد، كانت هذه القلعة المحصنة الجديدة تحتوي على مجموعة من الجدران المزدوجة للدفاع، وهي المسجد الكبير، حديقة ملكية واسعة في الشمال تُعرف باسم حديقة الموسارا، مساكن لمسؤولين حكوميين، وثكنات للحاميات العسكرية.[28][31]وتبع ذلك، ربما في القرن الخامس عشر، إنشاء حي يهودي جديد على جهته الجنوبية، وهو أول "ملاح" في المغرب، مما أدى إلى إنشاء أحياء مماثلة في مدن مغربية أخرى في فترات لاحقة.[32][33] حيث ارتبط الفن المعماري في عهد المرينيين ارتباطاً وثيقاً بتلك الموجودة في إمارة غرناطة، في إسپانيا في ظل الأسرة الحاكمة بنو نصر.[3]وهكذا تذكر زخرفة قصر الحمراء الشهير بما شُيدَ في فاس في ذات الوقت. وعندما غُزيت غرناطة في عام 1492 على يد ملوك إسپانيا الكاثوليكية وانتهت آخر مملكة إسلامية في الأندلس، وفرا العديد المسلمون الإسپاناليهود) الذين بقوا إلى المغرب و شمال إفريقيا، مما زاد النفوذ الأندلسي في هذه المناطق في الأجيال اللاحقة.[5]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السلالات الشريفية: السعديون والعلويون في (القرنان السادس عشر والتاسع عشر)

غرفة الأعمدة الاثني عشر في ضريح السعديين (القرن السادس عشر)، مراكش.

بعد أنتهاء سلالة المرينيين جاءت سلالة السعديين، والتي شكلت تحولاً سياسياً من الإمبراطوريات التي يقودها البربر إلى السلطنات الآتية بقيادة السلالات الحاكمة العرب الشريفين. حيث كان هناك استمرارية شاملة من الناحية الفنية والمعمارية، ويرى العلماء المعاصرون أن السعديين مستمرون في تحسين النمط المورسيكي المغربي الحالي، مع اعتبار بعضهم أن أضرحة السعديين في مراكش، هي أحد أوج هذا الأسلوب.[30] بدءاً من السعديين، واستمراراً مع العلويين (خلفاؤهم والنظام الملكي السائد اليوم)، يصور العلماء المعاصرون (العالم الغربي) الفن والعمارة المغربية على أنها بقيت أساسية "محافظة"؛ مما يعني أنه استمر في إعادة إنتاج النمط الحالي بدقة عالية ولكنه لم يقدم ابتكارات جديدة كبرى.[3][27][30][28][2] كان السعديون، ولا سيما في عهد السلاطين عبد الله الغالب و أحمد المنصور، بناة على نطاق واسع واستفادوا من موارد اقتصادية كبيرة في ذروة قوتهم في أواخر القرن السادس عشر. بالإضافة إلى قبور السعديين، قاموا أيضاً ببناء مدرسة بن يوسف والعديد من المساجد الكبرى في مراكش بما في ذلك مسجد المواسين و مسجد باب دكالة. يتميز هذان المسجدان بكونهما جزءًا من أكبر مجموعةمن مجمعات خيرية متعددة الأغراض بما في ذلك العديد من المباني الأخرى مثل النوافير العامة الحمامات والمدارس الدينية والمكتبات. حيث كان هذا بمثابة تحول عن الأنماط السابقة للرعاية المعمارية وقد يكون متأثراََ بتقليد بناء مثل هذه المجمعات في العمارة المملوكية في مصر و "الكُلية" العثمانية المرتبطة بالهندسة المعمارية.[27][24] أعاد السعديون أيضاً بناء مجمع القصر الملكي في قصبة مراكش لأنفسهم، حيث شيد أحمد المنصور قصر البديع الشهير (الذي بني بين 1578 و 1593) والذي اشتهر بزخارفه الفائقة ومواد البناء باهظة الثمن بما في ذلك الرخام الإيطالي.[27][24]

باب منصور، البوابة الاحتفالية الرئيسية لـ قصبة مولاي إسماعيل في مكناس (أوائل القرن الثامن عشر)

.

وقد خلف العلويون السلالة السعدية في حكم المغرب، بدءاً من مولاي رشيد في منتصف القرن السابع عشر، واستمروا في حكمهم للمملكة حتى يومنا هذا.. نتيجة لذلك، بُني ورُمم العديد من المساجد والقصور الموجودة في المغرب حتى اليوم على يد العلويين في وقت أو آخر.[5][27][21] العديد من المقومات المعمارية المزخرفة من مباني السعديين جُردت وأُعيد أستخدامها في مباني بأماكن أخرى، وأشهرها بزخاً قصر البديع في مراكش، وذلك في عهد مولاي إسماعيل (1672-1727).[30]كما يُعرف مولاي إسماعيل أيضاً ببنائه مجمع القصر الإمبراطوري - على غرار قلاع القصر السابقة ولكن على نطاق أكبر من ذي قبل - في مكناس، حيث بقايا هياكله الضخمة لا يزال من الممكن رؤية حتى يومنا هذا.[34][28] في عهده، عادت طنجة أيضاً إلى السيطرة المغربية عام 1684، ويعود جزء كبير من العمارة المغربية والإسلامية الحالية للمدينة إلى عهده أو بعده.[35][5]

سقف خشبي منقوش ومطلي في قصر الباهية (أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين).

في عام 1765، بدأ السلطان محمد بن عبد الله (أحد أبناء مولاي إسماعيل) ببناء مدينة ساحلية جديدة تسمى الصويرة (موگادور سابقاً)، تقع على طول [المحيط الأطلسي أقرب ما يكون إلى عاصمته في مراكش، حيث حاول التحرك وتقييد التجارة الأوروبية.[28]:264 حيث استعان بمهندسين معماريين أوروبيين لتصميم المدينة، مما أدى إلى إنشاء مدينة مغربية فريدة من نوعها نسبياً ذات هندسة معمارية من غرب أوروپا، ولا سيما في أسلوب تحصيناتها. وبنيت تحصينات ساحلية مماثلة أو معاقل، والتي تُعرف عادةً باسم sqala، في نفس الوقت في مدن ساحلية أخرى مثل أنفا (الدار البيضاء) الحالية، الرباط، العرائش وطنجة.[3]:409 حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، استمر السلاطين العلويون ووزرائهم في بناء قصور جميلة، يُستخدم الكثير منها الآن كمتاحف أو مناطق جذب سياح، مثل قصر الباهية في مراكش، دار جامع بمكناس ، و دار البطحاء في فاس.[2][11]

العمارة الحديثة والمعاصرة: القرن العشرين حتى الوقت الحالي

The headquarters of Bank al-Maghrib in Rabat, completed in 1930 under French colonial rule, with Mauresque (Neo-Moorish) flourishes

في القرن العشرين، تشكلت العمارة والمدن المغربية أيضاً من خلال فترة السيطرة الاستعمارية الفرنسية (1912-1956) وكذلك الحكم الاستعماري الإسباني في شمال البلاد (1912-1958).

حيث قدم هذا العصر أنماطاً معمارية جديدة مثل فن الآرت نوڤو و آرت ديكو وأنماط أخرى الحداثية، بالإضافة إلى الأفكار الأوروبية حول التخطيط الحضري التي فرضتها سلطات الاستعمار.[36]وقد اعتمد المهندسون المعماريون والمخططون الأوروبيون أيضاً على العمارة المغربية التقليدية لتطوير أسلوب يُشار إليه أحياناً باسم "نيو مورسيك" (نوع من أسلوب الهندسة المعمارية المغاربية)، الذي يمزج العمارة الأوروبية المعاصرة مع فن "باستيش" للعمارة المغربية التقليدية.[11][10] كما نقل الفرنسيون العاصمة إلى الرباط وأسسوا عدداً من "المجتمع المخطط" ("المدن الجديدة") بجوار المدينة (المدن القديمة المحاطة بالأسوار) للعمل كمراكز إدارية جديدة، والتي نمت منذ ذلك الحين إلى ما وراء المدن القديمة. وبشكلٍ خاص، طورت الدار البيضاء إلى ميناء رئيسي وسرعان ما أصبحت المركز الحضري الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد.[16]ونتيجة لذلك، أصبحت هندسة المدينة معرضاً رئيسياً لفن الآرت ديكو والهندسة المعمارية الاستعمارية "موريسك". وتشمل الأمثلة مباني المدنية المرموقة في ساحة محمد الخامس ("منزل محمد الخامس")، و كاتدرائية القلب المقدس، على طراز آرت ديكو سينما ريالتو، والنمط المغربي الجديد محكمة الباشا في منطقة الحبوس.[11][37][38][39]ظهرت هندسة معمارية مماثلة في مدن رئيسية أخرى مثل الرباط و طنجة، مع أمثلة مثل "گران تياترو سرفانتس" في طنجة و بنك المغرب ومباني مكتب بريد وسط مدينة الرباط.[40][41][42] في مكان آخر، تشتهر بلدة سيدي إيفني الجنوبية بعمارة آرت ديكو التي يعود تاريخها إلى الاحتلال الإسباني.[43]

التوسع الجديد لـ مطار مراكش المنارة، اكتمل في 2008.

.

أصبح إيلي أزگوري أول مهندس معماري مغربي حديث في الخمسينيات من القرن الماضي.[44][45]في أواخر القرن العشرين وحتى القرن الحادي والعشرين، استمرت العمارة المغربية المعاصرة أيضاً بتشيد العمارة التقليدية للبلاد. في بعض الحالات، جُندَ مهندسين معماريين دوليين لتصميم المباني على الطراز المغربي للمشاريع الملكية الكبرى مثل ضريح محمد الخامس في الرباط و مسجد الحسن الثاني الضخم في الدار البيضاء.[46][12]اُستخدمت البوابات الضخمة الجديدة لـ القصر الملكي في فاس، التي شُيدت في الفترة 1969-1971، من الحرف اليدوية المغربية التقليدية.[2] تعد محطات قطار مراكش الجديدة و فاس أمثلة على الأشكال المغربية التقليدية التي يتم تكييفها مع العمارة الحديثة.[47]كما استمر استخدام العمارة الحديثة، التي تجسدت في المباني مثل مسجد السنة (1966) ومجمع مباني برجي الدار البيضاء (1999) في الدار البيضاء. في الآونة الأخيرة، شملت بعض أمثلة القرن الحادي والعشرين لمشاريع معمارية كبرى أو مرموقة كتوسع مطار المنارة الذي (اكتمل في عام 2008),[48] محطة القطار فائق السرعة الحائزة على جوائز في القنيطرة (افتتحت عام 2018),[49][50] برج مدينة الدار البيضاء المالية بالدار البيضاء (اكتمل في 2019 الذي يعد واحد من أطول المباني في المغرب[51]و مسرح الرباط الكبير الجديد لـ المهندسة زُها حديد (من المقرر أن يكتمل أواخر عام 2019).[52][53]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التأثيرات

الرومانية وما قبل الإسلام

كما هو الحال مع بقية العالم البحر الأبيض المتوسط، كان لثقافة وآثار العصور القديمة الكلاسيكية و العصور القديمة المتأخرة تأثير مهم على عمارة العالم الإسلامي الذي جاء بعدهم. في المغرب، كانت مدينة وليلي الرومانية السابقة بمثابة أول عاصمة إدريسية قبل تأسيس فاس[21][1] كثيراً ما أعيد استخدام أعمدة و العواصم للآثار الرومانية والمسيحية المبكرة كـ سپوليا في المساجد المبكرة في المنطقة، على الرغم من أن هذا كان أقل شيوعاً في المغرب، حيث البقايا الرومانية كانت أقل بكثير.[28]:43 بدورها تطورت العواصم الإسلامية اللاحقة من هذه الطرازات.[3][54] في أمثلة أخرى، شكلت الزخارف النباتية والزهرية من العصور القديمة المتأخرة إحدى القواعد التي اشتقت منها زخارف العصر الإسلامي الأرابيسك.[55][3]أيقونة قوس حدوة الحصان أو القوس "المغاربي" الأيقوني، الذي أصبح سمة منتظمة للعمارة المغربية والمورسيكة، كان له أيضاً بعض السوابق في مباني البيزنطية و القوطية .[3]:163–164[6] أخيراً، كان الإرث الرئيسي الآخر لتراث اليوناني الروماني هو استمرار وانتشار الحمامات العامة، المعروفة باسم "الحمامات"، في جميع أنحاء العالم الإسلامي - بما في ذلك المغرب - والتي كانت تعتمد بشكل وثيق على "ثيرماي" الرومانية وتولت أدواراً اجتماعية إضافية.[3][56][57]

الشرق الأوسط في العصر الإسلامي

فناء ('ساحة') الجامع الكبير بالقيروان، في تونس الوقت الحاضر، الذي تأسس عام 670 القيروان كان أحد مراكز السلطة والثقافة في شمال إفريقيا الإسلامية المبكرة.[7]

أدى وصول الإسلام مع الفاتحين العرب من الشرق في أوائل القرن الثامن إلى تغييرات اجتماعية تطلبت بدورها إدخال أنواع بناء جديدة مثل المساجد.

اتبعت الأخيرة إلى حد ما طراز المساجد المعمدة الأخرى التي كانت شائعة في معظم أنحاء العالم الإسلامي في ذلك الوقت.[7][28] كما قدمت تقاليد الفن الإسلامي أيضاً قيماً جمالية معينة، وأبرزها التفضيل العام لتجنب الصور التصويرية بسبب المُحرمات الدينية على رموز أو صور العبادة.[58][59] تسببت ثقافة aniconism in Islam في استكشاف الفنانين للفنون غير التصويرية، وخلقت تحولاً جمالياً عاماً نحو الزخرفة القائمة على الرياضيات، مثل الأنماط الهندسية، بالإضافة إلى أشكال أخرى مجردة نسبياً مثل زخرفات العربية.[60]بينما استمرت الصور التصويرية في الظهور في الفن الإسلامي، بحلول القرن الرابع عشر، كانت هذه الصور غائبة بشكل عام في الهندسة المعمارية للمناطق الغربية من العالم الإسلامي مثل المغرب.[55] ولا تزال بعض الصور التصويرية للحيوانات تظهر من حين لآخر في القصور الملكية، مثل منحوتات الأسود والنمور في النافورة الأثرية لقصر السعديين السابق في حدائق أكدال.[61][62] بصرف النظر عن التغييرات الأولية التي أحدثها وصول الإسلام، استمرت الثقافة والعمارة المغربية بعد ذلك في تبني بعض الأفكار والواردات من الأجزاء الشرقية من العالم الإسلامي. وتشمل هذه بعض المؤسسات وأنواع المباني التي أصبحت من سمات العالم الإسلامي التاريخي. على سبيل المثال، وفي البداية نشأت المكافأت التاريخية للمستشفيات شرقاً في العراق، وأولها بناها هارون الرشيد (بين 786 و 809).[63] كما انتشروا غرباً وظهروا لأول مرة في المغرب حوالي أواخر القرن الثاني عشر عندما أسس الموحدون مارستان في مراكش.[64][65]وهي ومؤسسة المهمة أخرى هي المدارس، نشأت لأول مرة في إيران في أوائل القرن الحادي عشر تحت حكم نظام الملك، وتم تبنيها تدريجياً في الغرب.[3][66][67]وقد بُنيت المدرسة الأولى في المغرب ( مدرسة الصفارين) في فاس من قبل المرينيين عام 1271، وانتشرت المدارس بشكل أكبر في القرن الرابع عشر.[3][68]من حيث الزخارف الديكورية، "المقرنصات"، وهي سمة بارزة في العمارة المغربية أُدخلت في فترة المرابطين في القرن الثاني عشر.[3]:237كما نشأت في البداية في إيران قبل أن تنتشر إلى الغرب.[24][26]

الأندلس (مسلمو الإسپان والبرتغال)

أقواس حدوة الحصان و تشابك أقواس مسجد قرطبة الكبير في إسپانيا، بدأ في عام 785 وتوسع حتى القرن العاشر، وكان للمسجد تأثير كبير على العمارة اللاحقة في المنطقة.

وقد كان لثقافة الأندلس التي سيطر عليها المسلمون، والتي كانت موجودة عبر معظم شبه الجزيرة الأيبيرية إلى الشمال بين عامي 711 و 1492، تأثيراً وثيقاً على التاريخ والعمارة المغربية بعدة طرق - وتأثرت بدورها بالثقافة المغربية و الحركات السياسية. يُشير جوناثان بلوم، في عرضه العام للعمارة الإسلامية الغربية ، إلى أنه "يتعامل مع الهندسة المعمارية لشمال إفريقيا وشبه الجزيرة الأيبيرية معاً لأن مضيق جبل طارق كان أقل من حاجز وأكثر من جسر."[28]:13 بالإضافة إلى القرب الجغرافي للمنطقتين، كان هناك العديد من موجات الهجرة من الأندلس إلى المغرب من المسلمين واليهود على حد سواء. حيث كان من أوائل موجات العرب المنفيين من قرطبة الذين قدموا إلى فاس بعد فشل ثورة في أوائل القرن التاسع.[69]:44 بلغ هذا الترحيل السكاني ذروته في موجات اللاجئين التي جاءت بعد سقوط غرناطة في عام 1492، بما في ذلك العديد من النخب السابقة وأعضاء الطبقات المتعلمة الأندلسية.[5] وقد لعب هؤلاء المهاجرون أدواراً مهمة في المجتمع المغربي. ومن بين الأمثلة الأخرى، كان المنفيين العرب الأوائل من قرطبة هم من أطلقوا اسم حي الأندلس في فاس.[21] وكان اللاجئون الأندلسيون في القرن السادس عشر هم الذين أعادوا بناء وتوسيع مدينة تطوان الشمالية.[5]

كانت فترة الإمارة الأموية و أمويو الأندلس في قرطبة، والتي ميزت ذروة قوة المسلمين في الأندلس ، فترة عصر حاسم شهد بناء بعض أهم المعالم الإسلامية المبكرة في المنطقة. وكثيراً ما يستشهد العلماء بـ مسجد قرطبة الكبير باعتباره مؤثراً رئيسياً على الهندسة المعمارية اللاحقة للمناطق الغربية من العالم الإسلامي بسبب ابتكاراتها المعمارية وأهميتها الرمزية كمحور دين خلافة قرطبة القوية.[70][6][71][7]:281–284 والعديد من معالمه مثل زخارف القباب المدعمة، [3]:149–151 كما كان المنبر والحجرة المضلعة المحراب نماذج متكررة بشكلٍ أوسع لعناصر لاحقة في العمارة الإسلامية للمنطقة.[7]:284وبالمثل، فإن التصميم الزخرفي لبوابة " باب الوزارة "، البوابة الغربية المبتكرة للمسجد، توضح العديد من العناصر المعيارية التي تتكرر في المداخل والمحاريب في الفترات اللاحقة: وهي عبارة عن عقود حجرية من حدوة حصان المزخرفة، وإطار alfiz مستطيل الشكل وشريط كتابي.[3]:165–170 جورج مارسيه (عالم مهم من القرن العشرين حول هذا الموضوع[72]:279) واتبعَ أيضاً أصول بعض السمات المعمارية اللاحقة مباشرة إلى الأقواس المعقدة لتوسيع المسجد في القرن العاشر على يد الحاكم الثاني، الذي أعني الأقواس المتعددة الفصوص عُثر عليها في جميع أنحاء المنطقة بعد القرن العاشر، كما شكل "السبكا" التي انتشرت في كل مكان في العمارة المغربية بعد العصر الموحد (القرنان الثاني عشر والثالث عشر)[3]علاوة على ذلك، في الجزء الأكبر من القرن العاشر، سيطرت خلافة قرطبة على شمال المغرب في مجال نفوذها. خلال هذه الفترة، ساهم الخليفة عبد الرحمن الثالث في عمارة فاس من خلال رعايته لتوسيع جامع القرويين.[28] كما أشرف الخليفة نفسه على تشييد أول مئذنة لمسجد قرطبة، والتي يعتبر شكلها، عمود ذو قاعدة مربعة مع برج ثانوي فوقه، وهي المقدمة لمآذن أخرى في الأندلس والمغرب.[28]:63 في عام 756، في نفس الفترة تقريباً، تبنى أيضاً بناء مئذنة مماثلة (وإن كانت أبسط) لجامع القرويين، بينما رعى الحاكم الأموي لفاس بناء مئذنة مماثلة لـ مسجد الأندلسيين عبر النهر.[28]:63–66 ابتداءً من القرن الحادي عشر، كانت إمبراطوريتا المرابطين والموحدين بقيادة البربر، والتي كان مقرها في المغرب ولكنها كانت تسيطر أيضاً على الأندلس، مساهمة في الجمع بين الاتجاهات الفنية في كل من شمال إفريقيا والأندلس،وفي نهاية المطاف أدى إلى ما أصبح في النهاية "الخزف الإسباني - موريسك" أو الطراز الأندلسي المغربي للمنطقة.[7]:276–328 ويعد منبر المرابطين الشهير في مراكش، والذيقام بإنشائه من ورشة الحرفيين في قرطبة، أحد الأمثلة التي توضح هذا التبادل عبر القارات للفنون والأشكال.[7][73]واستمرت تقاليد الفن والعمارة المغاربية في المغرب (والمغرب العربي الأوسع) بعد فترة طويلة من نهاية الحكم الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية[3][28][30]

الأمازيغية (البربرية)

داخل قصبة امريديل في سكورة ، نموذج مرمم لواحة "القصبة"، بُنيت في الأصل في القرن السابع عشر[74]

تعد الشعوب الأمازيغية الذين (يطلق عليهم عادة "البربر" في اللغة الإنگليزية) مجموعة متنوعة لغوياً وعرقياً من الشعوب التي تشكل السكان الأصليين (ما قبل العرب) لشمال إفريقيا. ولا يزالون يمثلون جزء كبير من السكان في المغرب.[75] بالإضافة إلى أي تقاليد معمارية محلية، قامت الشعوب الأمازيغية بتكييف أشكال وأفكار العمارة الإسلامية مع ظروفها الخاصة وساهمت بدورها في تشكيل الفن الغربي الإسلامي أو "المورسيكي"، خاصة خلال هيمنتهم السياسية على المنطقة عبر قرون من حكم المرابطين والموحدين والمرينيين.[7][8][76]

ليس من السهل دائماً الفصل بين السمات المعمارية الأمازيغية وغير الأمازيغية، نظراً لاختلاط الشعوب والمستوطنات في المنطقة عبر القرون، ومع ذلك، هناك أنواع وميزات معمارية مرتبطة بالمناطق ذات الأغلبية الأمازيغية في المغرب (لا سيما جبال الأطلس الريفية والمناطق الصحراوية) والتي تتميز بما يكفي لتشكيل أنماطها المميزة.[8] ونظراً لأن الهياكل ذات الصلة مصنوعة من صدم الأرض أو طوب الطيني، الأمر الذي يتطلب صيانة دورية للحفاظ عليه، نادراً ما يمكن تأريخ الأمثلة الحالية بشكل موثوق به بعد القرن التاسع عشر أو حتى القرن العشرين.[76] ومع ذلك فإن بعض خصائص العمارة الأمازيغية في شمال إفريقيا - مثل الأشكال الإقليمية للمساجد - قد أُسست منذ ما يقرب من ألف عام.[8]

أبنية مثل "أگادير" (صوامع المحصنة) و "القصر" أو القصار (القرى المحصنة ؛ غالباََ ما يتم تهجئتها "القصر" بصيغة المفرد و "القصور" بصيغة الجمع) هي سمات تقليدية بارزة للعمارة الأمازيغية في المغرب.[77] وبالمثل، فإن المناظر الطبيعية لجبال الأطلس ومناطق الواحات المغربية تتميز بالعديد من "القصبة" - أو "تيگرمت" في اللغات الأمازيغية[78] –والتي تشير في هذه الحالة إلى الهياكل العالية المحصنة التي تعمل كحصون و / أو مستودعات و / أو مساكن محصنة.[76][8] ويمكن بدورها تزيينها بزخارف هندسية محلية منحوتة في الأجزاء الخارجية من الطوب الطيني.[76][8]

الفرنسي

شارع محمد الخامس في الرباط، نموذج للعمارة والتخطيط الحضري في القرن العشرين قُدم أثناء الاحتلال الفرنسي[79]

.

أسست معاهدة فاس الحماية الفرنسية في عام 1912. حيث قام الجنرال المقيم الفرنسي هوبير ليوتي بتعيين هنري پروست للإشراف على التنمية الحضرية للمدن الواقعة تحت سيطرته.[80][81] كانت إحدى السياسات المهمة ذات العواقب طويلة المدى هي قرار التخلي إلى حد كبير عن إعادة تطوير المدن التاريخية القائمة والاحتفاظ بها عمداً كمواقع للتراث التاريخي، والتي لا تزال تُعرف اليوم باسم "المدينة المنورة". بدلاً من ذلك، قامت الإدارة الفرنسية ببناء مدن حديثة جديدة ("المجتمع المخطط") خارج المدن القديمة مباشرةً، حيث أقام المستوطنون الأوروبيون إلى حد كبير بوسائل الراحة على الطراز الغربي الحديث. كان هذا أكبر جزء من "سياسة الارتباط" التي تبناها ليوتي والتي فضلت أشكالاً مختلفة من الحكم الاستعماري غير المباشر من خلال الحفاظ على المؤسسات والنخب المحلية، على عكس السياسات الاستعمارية الفرنسية الأخرى التي فضلت "الاستيعاب".[79][82] كانت الرغبة في الحفاظ على المدن التاريخية متوافقة أيضاً مع أحد الاتجاهات السائدة في الأفكار الأوروبية حول التخطيط الحضري في ذلك الوقت والتي كانت تدعو إلى الحفاظ على المدن التاريخية في أوروبا - وهي الأفكار التي فضلها ليوتي نفسه.[81]

في أبريل عام 1914، أصدرت الحكومة الاستعمارية مرسوم "ظهير" من أجل "ترتيب وتطوير وتوسيع المخططات العمرانية الارتفاقات ورسوم الطرق" .[83][84] وشمل هذا الظهير معايير البناء التي أثرت بشكل مباشر على العمارة في ذلك الوقت، على النحو التالي:

  1. لا يمكن أن تكون المباني أعلى من أربعة طوابق.
  2. يتطلب تنظيم استخدام الأراضي عشرين بالمائة من المساحة المخططة لتكون أفنية أو حدائق.
  3. يجب ألا تطل الشرفات على المساكن المجاورة.
  4. يجب أن تكون أسطح جميع المباني مسطحة.

حافظت قوانين البناء على الميزات المعمارية الموجودة مسبقاً في البلاد ووازنت التحضر السريع. ومع ذلك، في حين أن هذه السياسة حافظت على المعالم التاريخية، فقد كان لها أيضاً عواقب أخرى على المدى الطويل من خلال تعطيل التنمية الحضرية في هذه المناطق التراثية والتسبب في نقص المساكن في بعض المناطق.[79] كما قمعت الابتكارات المعمارية المغربية المحلية، على سبيل المثال في مدينة فاس حيث يُطلب من المقيمين المغاربة الحفاظ على منازلهم - بما في ذلك أي منازل حديثة البناء - بما يتوافق مع ما تعتبره الإدارة الفرنسية العمارة الأصلية التاريخية.[82]ناقشت الباحثة جانيت أبو لغد بأن هذه السياسات خلقت نوعاً من "الفصل العنصري" الحضري بين المناطق الحضرية المغربية الأصلية - التي اضطرت للبقاء راكدة من حيث التنمية الحضرية - والمدن الجديدة المخططة التي كان يسكنها الأوروبيون بشكل أساسي والتي توسعت لتحتل أراض خارج المدينة، التي كان يستخدمها المغاربة في السابق .[85][86][79]خُفف هذا الفصل جزئياً من قبل المغاربة الأثرياء الذين بدأوا في الانتقال إلى "المجمع المخطط" خلال هذه الفترة.[81]

باب أبي الجنود في فاس ، بوابة على الطراز "المغربي" بناها الفرنسيون عام 1913 عند مدخل المدينة القديمة

في بعض الحالات، أزال المسؤولون الفرنسيون أو أعادوا تشكيل الهياكل المغربية الحديثة قبل الاستعمار والتي تأثرت بشكل واضح بالأنماط الأوروبية من أجل محو ما اعتبروه تدخلاً أجنبياً أو غير أصلي في العمارة المغربية.[82] في المقابل، شيد المهندسون المعماريون الفرنسيون المباني في المدن الجديدة التي تتوافق مع الوظائف والتخطيطات الأوروبية الحديثة ولكن مظهرها كان ممزوجاً بشكل كبير بزينة زخرفية مغربية محلية، مما عزز ظهور "مورسك".[11]أو نمط االعمارة المغاربية، حيث كان واضحاً بشكل خاص في بعض المدن مثل العاصمة الرباط، حيث صممت المباني الإدارية الجديدة الكبرى بهذا النمط إلى جانب الشوارع ذات الطراز الأوروبي.[79] في بعض الحالات، أدخل الفرنسيون أيضاً مباني ذات مظهر مغربي في بُنية المدن القديمة، مثل بوابة أبي الجنود في فاس (اكتمل في عام 1913[87]) بجوار "جامعة مولاي إدريس" (افتتحت في عام 1914)[88][82] كما قدمت المدن الفرنسية الجديدة أيضاً المزيد من أنماط الحداثية مثل آرت ديكو. وهذا التراث ملحوظ بشكل خاص في الدار البيضاء، [89] التي أصبحت المدينة الساحلية الرئيسية وأكبر مدينة في البلاد خلال هذه الفترة.[16]

الطرق ومواد البناء

صدم الأرض (تراب مدكوك)

مثال عام على بناء جدار صدم الأرض (تراب مدكوك) (بمعدن بدلاً من سقالات خشبية).
مثال على المقطع المرمم (على اليسار) مقابل القسم غير المرمم (على اليمين) من الجدار تراب مدكوك في فاس البالي

يعد صدم الأرض من أكثر أنواع البناء شيوعاً في المغرب، وهي تقنية بناء قديمة وجدت في جميع أنحاء الشرق الأدنى وإفريقيا وما وراءها.[90][91][92]ويعرف أيضاً (بالفرنسية) "pisé" (وبالعربية) "tabia".[2] على سبيل المثال، بُنيت أسوار فاس ومراكش والرباط بهذه العملية، على الرغم من أن بعض الهياكل البارزة (مثل البوابات الضخمة) بنيت أيضاً من الحجر. وكانت تستخدم بشكل عام المواد المحلية وعلى نطاق واسع بفضل تكلفتها المنخفضة وكفاءتها النسبية.[90] تتكون هذه المادة من طين وتربة متفاوتة القوام (كل شيء من طين إلى تربة صخرية) ممزوجاً عادةً بمواد أخرى مثل القش أو الجير للمساعدة في الالتصاق. كما أدت إضافة الجير إلى جعل الجدران أكثر صلابة ومقاومة بشكل عام، على الرغم من أن هذا يختلف محلياً حيث أن بعض المناطق بها تربة أكثر صلابة من تلقاء نفسها بينما لم يحدث ذلك في مناطق أخرى.[2] (على سبيل المثال، تحتوي جدران فاس وما حولها مكناس على ما يصل إلى 47٪ من الجير مقابل حوالي 17٪ في مراكش و 12٪ في الرباط.[93])لا تزال هذه التقنية قيد الاستخدام حتى اليوم، على الرغم من استمرار تغير تكوين ونسبة هذه المواد بمرور الوقت حيث أصبحت بعض المواد (مثل الطين) أكثر تكلفة نسبياً من غيرها (مثل الحصى).[2][4]:80 تُبنى الجدران من أسفل إلى أعلى في مستوى واحد في كل مرة. يقوم العمال بضغطه وتعبئته في خامات بأقسام يتراوح طولها بين 50 و 70 سم والتي تم تجميع كل منها معاً مؤقتاً بواسطة ألواح خشبية. وبمجرد تثبيت المادة، يمكن إزالة القيود الخشبية وتكرار العملية فوق المستوى المكتمل مسبقاً.[91][93] وغالباً ما تترك عملية السقالات الخشبية الأولية آثاراً على شكل صفوف متعددة من الثقوب الصغيرة المرئية على وجه الجدران.[4]في كثير من الحالات، كانت الجدران مغطاة بطبقة من الجير، الجص، أو أي مادة أخرى لمنحها سطحاً أملساً ولحماية الهيكل الرئيسي بشكل أفضل.[2] يتطلب هذا النوع من البناء بُنية وصيانة متسقة، حيث أن المواد قابلة للاختراق نسبياً ويمكن تآكلها بسهولة أكبر بسبب المطر بمرور الوقت ؛ في أجزاء من المغرب (خاصة بالقرب من الصحراء) يمكن أن تبدأ القصبات وغيرها من المباني المصنوعة من تركيبة أقل متانة التي (تفتقر عادةً إلى الجير) في الانهيار في أقل من عقدين من الزمن بعد أن هُجرت.[2][94] وعلى هذا النحو، تظل المباني القديمة من هذا النوع سليمة فقط بقدر ما يتم ترميمها باستمرار ؛ تبدو بعض امتدادات الجدران اليوم جديدة تماماً بسبب الصيانة الدورية، بينما ينهار البعض الآخر

الطوب والحجر

القرن الثاني عشر سطح مئذنة الكتبية: الاستخدام الواضح لأنقاض البناء، وكذلك البقايا الباهتة من الجبس، المزين بالزخارف الملونة التي غطته ذات يوم.

بالإضافة إلى صدم الأرض، كان يستخدم طوب و (خاصة في المناطق الصحراوية) طوب الطيني أنواعاً شائعة من المواد المستخدمة في بناء المنازل والعمارة المدنية والمساجد.[3][95][96]فعلى سبيل المثال العديد من المآذن في العصور الوسطى، مصنوعة من الطوب، وفي كثير من الحالات مغطاة بمواد أخرى للزينة.[3][95] كما اُستخدمت أحجار البناء في العديد من المعالم البارزة، ولا سيما في فترة الموحدين. استخدمت بوابات الموحدين الضخمة الحجر المنحوت في باب اجناو و باب الرواح والبوابة الرئيسية لـ قصبة الاوداية (باب الاوداية) بشكلٍ كبير.[3][24]تُظهر المآذن الموحدية الرئيسية في نفس الفترة التباين النسبي في مواد وطرق البناء، اعتماداً على المنطقة ومتطلبات المبنى : بُنيت مئذنة مسجد الكتبية من أنقاض البناء باستخدام الحجر الرملي، وشُيد برج جيرالدا، إشبيلية (في إسبانيا) من الطوب المحلي، ولكن برج حسن غير المكتمل في الرباط بٌنيَ من الحجر، وكانت مئذنة جامع القصبة في مراكش مبني من قاعدة من حجر الأنقاض والعمود الرئيسي من الطوب.[3]:209–211

الخشب

كما استخدم الخشب أيضاً بشكلٍ واسع، وغالباً للأسقف والعناصر الأخرى فوق مستوى العين مثل القباب والمعارض العلوية. والعديد من المباني مثل المساجد والأضرحة لها إطار خشبي مائل أو مثل أسقف أرتيسونادو، والمعروفة محليًا باسم "بيرتشلا" أو "بيرشلا" ،[30][97] وغالباً ما تُجمل باستخدام أنماط هندسية في ترتيبها ونحتها وزخارفها المرسومة[3] وتتمييز العديد من المداخل ونوافير الشوارع ومداخل المساجد أيضاً بمظلات خشبية منحوتة كانت من سمات العمارة المغربية والمورسكية.[3]وأصبح الخشب المنحوت عنصراً رئيسياً في الزخرفة المعمارية، خاصةً منذ فترة المرينية فصاعداً.[5][3]

وبشكلٍ عام يأتي الخشب من أشجار الأرز المغربي,[30][2][23] حيث لا تزال ذات قيمة عالية اليوم، والتي نمت بكثرة على المنحدرات الجبلية في جميع أنحاء البلاد ولكنها الآن مهددة جزئياً ومقتصرة على غابات الأطلس المتوسط.[98][99]ومع ذلك، كانت هناك أنواع أخرى من الخشب لا تزال تستخدم في بعض الأحيان. كالمظلة الخشبية المنحوتة في نافورة شراب وشوف في مراكش كانت مصنوعة من خشب فوفلية.[24]:128 كـمنبر مسجد الكتبية الشهير، الذي صُنع في قرطبة (إسپانيا) قبل إرساله إلى مراكش، الذي صنع بشكل أساسي من خشب الأرز ولكن التلبيس دعمت زخرفته بأخشاب أكثر غرابة من ألوان مختلفة مثل عناب و خشب أسود أفريقي.[73]

مواد أخرى للديكور المزخرف

مثال على الجص المنقوش بزخرفة الخط العربي في مدرسة أبو عنانية في فاس
لقطة مقرّبة من القرن الثاني عشر لتركيبات برونزية على "باب الجيسة"، أحد أبواب مسجد القرويين

من العناصر البارزة والمميزة للغاية في العمارة المغربية والمورسكية الاستخدام المكثف لـالجص للزخرفة المنحوتة والمزخرفة عبر الجدران والسقوف.[3][5]الجص، وهو رخيص نسبياً ومن السهل نحته، تم نحته ورسمه بزخارف من مجموعة كبيرة بما في ذلك الزخارف الزهرية والنباتية (الزخرفة العربيةو الأنماط الهندسية، و الخط العربي المؤلفات و أشكال "المقرنصات" .[5][3](كانت هذه أيضًا سمات شائعة في الزخرفة الخشبية المنحوتة). بلاط، كان عنصراً زخرفياً قياسياً على طول الجدران السفلية ولتبليط الأرضيات. ولا سيما في شكل بلاط فسيفساء يسمى "زلج"، كان يتألف من قطع مقطوعة يدوياً من الخزف بألوان مختلفة التي رُكبت معاً لتشكيل زخارف هندسية متقنة، وغالباً ما يستند إلى أنماط النجوم المشعة.[5][3]وقد ظهر بلاط زليج في المنطقة خلال القرن العاشر وانتشر بحلول القرن الرابع عشر خلال الفترة المرينية.[5]ربما تم استلهامها أو اشتقاقها من الفسيفساء البيزنطية ثم تكييفها على يد الحرفيين المسلمين لبلاط الخزف.[5] حيث يُصنع البلاط أولاً في مربعات مصقولة، عادةً 10 سم لكل جانب، ثم تُقطع يدوياً إلى مجموعة متنوعة من الأشكال المحددة مسبقاً (وعادةً تُحفظ عن ظهر قلب) لضرورة تشكيل النمط.[2] كما تُعرف أيضاً مجموعة الأشكال المحددة مسبقاً المجتمعة لإنشاء مجموعة متنوعة من الأنماط المعقدة باسم طريقة "الحسبة".[100]بالرغم من أن الأنماط الدقيقة تختلف من حالة إلى أخرى، إلا أن المبادئ الأساسية كانت ثابتة لعدة قرون ولا يزال الحرفيون المغاربة بارعين في صنعها اليوم.[2][100] كما أُستخدمت المعادن، وخاصة البرونز و النحاس، لتزيين أو حماية عناصر معينة. والجدير بالذكر أن أبواب العديد من المساجد والمدارس التي تعود إلى العصور الوسطى كانت مغطاة بطلاء من البرونز أو النحاس الذي تم نحته ومحفوره بزخارف هندسية وأرابيسك ورسوم خطية.[5]وتعد أقدم الأعمال الفنية البرونزية الباقية في الفن المغربي المورسكي، مثل القطع البرونزية التي تعود إلى القرن الثاني عشر والتي عُثر عليها على عدة أبواب في مسجد القرويين في فاس.[22]

الميزات المعمارية

الأقواس

قوس حدوة الحصان

منظر أقواس حدوة مدببة في مسجد تينمل

بشكلٍ عام ربما يكون أكثر أنواع الأقواس المميزة في العمارة المغربية والغربية هو ما يسمى قوس حدوة الحصان. هذا هو القوس حيث تستمر منحنيات القوس إلى أسفل بعد المحور الأوسط الأفقي للدائرة وتبدأ في الانحناء نحو بعضها البعض ، بدلاً من أن تكون نصف دائرية فقط (تشكل نصف دائرة فقط).[2]:15 أصبح هذا المظهر المقوس موجوداً في كل مكان تقريباً في المنطقة منذ بداية العصر الإسلامي.[3]:45يبدو أن أصل هذا القوس يعود إلى الفترة السابقة الامبراطورية البيزنطية عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث تظهر نسخ منه في مباني العصر البيزنطي في قپادوقيا، مملكة أرمينيا و سوريا. كما أنها تظهر أيضاً بشكل متكرر في الكنائس القوطية في شبه جزيرة أيبيريا في (القرنان الخامس والسابع). وربما بسبب هذا التأثير القوطي، كانت الأقواس على شكل حدوة سائدة بشكل خاص بعد ذلك في الأندلس تحت أمويو قرطبة، بالرغم من أن القوس الأندلسي كان مختلفاً قليلاً عن قوس القوط الغربي.[3]:163–164[6] لم تستخدم الأقواس فقط لدعم وزن الهيكل فوقها. بل كانت يستخدم القوس الأعمى،والقناطر المقوسة كعناصر زخرفية. حيث كان "المحراب" (الكوة التي ترمز إلى "القبلة") الخاص بالمسجد دائماً على شكل قوس حدوة .[3]:164[2]وابتداءً من العصر المرابطي، بدأ ظهور أول حدوة مقوسة أو "مكسورة" في المنطقة، وانتشرت أكثر خلال الفترة الموحدية. ومن المحتمل أن يكون هذا القوس من أصل شمال أفريقيا، حيث كانت الأقواس موجودة بالفعل في وقت سابق في العمارة الفاطمية في الشرق.[3]:234

قوس متعدد الفصوص

تعد أقدم الأقواس متعددة الفصوص، في العمارة الفاطمية في إفريقية و مصر وظهرت أيضاً في العمارة الأندلسية مثل قصر الجعفرية. وفي فترتي المرابطين والموحدين،أُستخدم هذا النوع من الأقواس بشكل أكبر للوظائف الزخرفية بينما استمرت الأقواس المتجاوزة في كونها قياسية في أماكن أخرى.[3]:232–234 وظهرت في الجامع الكبير تلمسان (في الجزائر) ومسجد تينمل.[3]:232

"قوس لامبريكين" (أقواس مقرنصات)

تظهر ما تسمى بـ قوس "لامبركين"، [3][2] بمظهر أكثر تعقيداً من الفصوص والنقاط، كما قُدمت في الفترة المرابطية أيضاً، مع ظهور مبكر في القسم الضريحي من جامع القرويين الذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن الثاني عشر.[3]:232 وأصبح بعد ذلك شائعاً في العمارة اللاحقة للموحدين والمرينيين (وكذلك عمارة بنو نصر في إسپانيا)، وغالباً ما تبرز الأقواس بالقرب من منطقة محراب المسجد.[3] ويُشار أحياناً إلى هذا النوع من الأقواس باسم قوس "المقرنصات" نظراً لتشابهه مع مظهر "المقرنص" وبسبب اشتقاقه المتوقع من استخدام المقرنصات نفسها.[3]:232 حيث كان هذا نوع من الأقواس شائع الاستخدام بالفعل في نحت "المقرنصات" على طول إنترادوس (الأسطح الداخلية) للقوس.[3][95][2]

الزخارف الديكورية

الزخارف الزهرية والنباتية

تعد أرابيسك، أو زهرية و نباتية، مستمدة من تقليد طويل من الزخارف المماثلة في سوريا، من الفترة الهلنستية، الذي يعود إلى زخرفة المعمارية الرومانية.[3][2]حيث استمرت زخارف الأرابيسك المبكرة في خلافة أمويو الأندلس، مثل تلك التي شوهدت في المسجد الكبير أو مدينة الزهراء. من نبات الأقنثة أوراق زخارف العنب من هذا التقليد الهلنستي. وقد استفادت العمارة المرابطية والموحدية بشكل أكبر من الشكل العام للأوراق المحززة، وغالباً ما تتجعد وتنقسم إلى أجزاء غير متساوية على طول محور متطابق.[3][2] كما ميزت برموز سعف النخيل بحجم أقل من صدف و مخروط الصنوبر.[3][2] وفي أواخر القرن السادس عشر، استخدمت العمارة السعديّة أحياناً، نموذجاََ من فن ماندورلا الزخرفي (أو شكل اللوز) الذي قد تكون الدولة العثمانية تأثرت به.[30]:128

"شبكة زُخرفة (سبكا ودرج وكتف)

ظهرت أنواع مختلفة من الزخارف المتشابكة التي تشبه المعينات بشكل كبير على سطح المآذن التي بدأت في الفترة الموحدية (القرنان الثاني عشر والثالث عشر) وعُثر عليها لاحقاً في الزخارف الأخرى مثل الجص المنحوت على طول الجدران في العمارة المرينية (والنصرية)، والتي أصبحت في النهاية ميزة نموذجية في مرجع الزينة المغربية بالاشتراك مع الأرابيسك.[2][3] ويُطلق على هذا النموذج عادةً اسم "السبكا" (بمعنى "الشبكة"),[71]:80[101]ويعتقد بعض العلماء أنه نشأ مع الأقواس الكبيرة المتشابكة في القرن العاشر وتوسع لـ مسجد قرطبة الكبير من قبل الخليفة الحاكم الثاني.[3]:257–258ومن ثم صُغرت ووسعت إلى نمط متكرر يشبه الشبكة يمكن أن يغطي الأسطح. وهذا الشكل بدوره، كان له العديد من الاختلافات التفصيلية. وتستخدم إحدى النسخ الشائعة، التي يطلق عليها الحرفيون المغاربة اسم "الدرج والكتف"، خطوطاً مستقيمة ومنحنية متناوبة تتقاطع مع بعضها البعض على محاورها المتناسقة، وتشكل نموذجاً يشبه تقريباً شكل الزنبق أو سعفة النخيل.[3]:232[2]:32 ونسخة أخرى، توجد أيضاً بشكل شائع على المآذن بالتناوب مع "darj wa ktaf"، تتكون من أقواس متشابكة متعددة الفصوص تشكل شكلاً ثلاثي الوريقات جزئياً متكرراً.[2]:32, 34

أنماط هندسية

كانت الأنماط الهندسية، التي تستخدم عادةً الخطوط المستقيمة المتقاطعة والتي يتم تدويرها لتشكيل نمط مشع يشبه النجوم، شائعة في العمارة الإسلامية عموماً وعبر العمارة المغربية. وعلى وجه الخصوص توجد هذه الزخارف الجصية والخشبية المنحوتة، في أعمال البلاط "زليج" الفسيفسائي. وعُثر أيضاً على أشكال مضلعة أخرى، غالباً ما تكون مصحوبة بالأرابيسك.[3][2]

النقوش والخط العربي

تتميز العديد من الآثار الإسلامية بنقوش نوع واحد أو آخر، الذي يعمل إما للتزين أو النقل أو كليهما. كما كان الخط العربي شكل فني، كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم الإسلامي. العديد من المباني قد وضعت النقوش الكتابية، لتسجل تاريخ بناءها والراعي الذي دعمها. وهذه النقوش يمكن أن تتميز بآيات القرآن، وموعظة الله، وغيرها من النصوص الدينية الهامة. باكراً وبشكلٍ عام، كُتبت معظم النقوش بـالخط الكوفي، وهو نمط تكتب فيه الحروف بخطوط مستقيمة وتكون أقل زينة.[3][2]:38 في الفترة اللاحقة، خاصة في القرن الحادي عشر عُززت الحروف الكوفية بالزخرفة، خاصة لملء الفراغات التي كانت موجودة عادةً فوق الحروف.

ولاحقاً أدى ذلك إلى إضافة أشكال الأزهار أو خلفيات أرابيسك إلى التركيبات الخطية.[3]:251 وفي القرن الثاني عشر، بدأ ظهور نص "متصل" أكثر، على الرغم من أنه أصبح مألوفاً فقط في المعالم الأثرية من الفترة المرينية (القرنين الثالث عشر والرابع عشر) فصاعداً.[3]:250, 351–352[2]:38كان الخط الكوفي لا يزال مستخدماً، خاصةً في النقوش الرسمية أو الجليلة مثل المحتوى الديني.[2]:38[3]:250, 351–352 على النقيض من ذلك، اُستخدم الخط الكوفي أيضاً في شكل زخرفي أكثر دقة، كنقطة انطلاق لعنصر متشابك يمكن نسجه في خلفية أرابيسك أكبر.[3]:351–352

مقرنص

يتكون "المقرنص" ، الذي يسمى أحيانًا منحوتات "قرص العسل" أو "الهوابط" ، من نموذج هندسي موشوري ثلاثي الأبعاد يعد من أكثر السمات المميزة للعمارة الإسلامية. وقد نشأت هذه التقنية شرقاً في إيران قبل أن تنتشر في جميع أنحاء العالم الإسلامي.[3]:237وقٌدم لأول مرة في المغرب من قبل المرابطين، الذين استخدموه في وقت مبكر في أوائل القرن الثاني عشر في قبة الباعدين في مراكش وفي مسجد القرويين في فاس.[24][26][3]:237 بينما استخدمت أقدم أشكال المقرنصات في العمارة الإسلامية على أنها سحق أو معلقة في زوايا القباب، [3]:237 وبشكلٍ سريع تكييفت مع الاستخدامات المعمارية الأخرى.

في العالم الإسلامي الغربي كانت ديناميكية بشكل خاص واستخدمت من بين أنماط أخرى، لتعزيز السقوف المقببة بالكامل، وملء انتقالات رأسية معينة بين العناصر المعمارية المختلفة، وحتى لتسليط الضوء على وجود النوافذ على الأسطح المستوية.[3][5][2]

أنواع المباني

فيما يلي ملخص للأنواع والوظائف الرئيسية المختلفة للمباني والمجمعات المعمارية الموجودة في العمارة المغربية التاريخية.

العمارة الدينية

المساجد

مئذنة مسجد شرابلين وأسطح المنازل في القرن الرابع عشر في فاس

.

ممر من الأقواس الحدوة في القرن الثاني عشر مسجد الكتبية

تعد المساجد مكان العبادة الرئيسي في الإسلام. حيث يقوم المسلمين بالدعوة إلى الصلاة خمس مرات في اليوم ويشاركون في الصلاة معاً كمجموعة ووجهم في مواجهة "القِبلة" (اتجاه الصلاة ). وقد كان لكل حي عادة مسجد واحد أو أكثر من أجل تلبية الاحتياجات الروحية لسكانه. تاريخياً، كان هناك تمييز بين المساجد العادية و "مساجد الجمعة" أو "المساجد الكبرى"، والتي كانت أكبر حجماً ولها مكانة أكثر أهمية بحكم كونها مكاناً "الخطبة" (خطبة) التي تُلقى يوم الجمعة.[21]اعتبرت صلاة ظهر الجمعة أكثر أهمية ومصحوبة بكلام واعظ، كما كانت لها أهمية سياسية واجتماعية كمناسبات يعلن فيها الأخبار والمراسيم الملكية، وكذلك عند ذكر اسم الحاكم الحالي. في بداية العصر الإسلامي في المغرب، كان هناك مسجد جمعة واحد فقط في كل مدينة، ولكن مع مرور الوقت تضاعف عدد مساجد الجمعة حتى أصبح من الشائع وجود مسجد في كل حي أو منطقة في المدينة.[102][95] كما يمكن أيضاً أن تكون المساجد مصحوبة في كثير من الأحيان بمرافق أخرى تخدم المجتمع.[95][27]

'محراب' مسجد تينمل في القرن الثاني عشر

تأثرت هندسة المساجد في المغرب بشكل كبير منذ البداية بالمساجد الكبرى المشهورة في تونس و الأندلس (مسلمو إسپانيا و البرتغال، وقد نشأت تلك دولتان من العرب المهاجرون والمسلمون إلى المغرب.[16]وقد كان الجامع الكبير بالقيروان و جامع قرطبة الكبير، على وجه الخصوص، أنماط لعمارة المساجد.[3][7] وفقًا لذلك ، تمتلك معظم المساجد في المغرب مخططات أرضية مستطيلة تقريباً وتتبع تنسيق قاعدة الأعمدة:وهي تتألف من قاعة صلاة كبيرة مسندة ومقسمة بصفوف من قوس حدوة الحصان تسير إما موازية أو متعامدة مع جدار القبلة (الجدار الذي تتجه نحوه الصلاة). كان يُرمز إلى القبلة دائماً بمكانة زخرفية أو فجوة في جدار القبلة، التي تُعرف باسم المحراب .[2]كما يوجد بجانب المحراب منبر رمزي يُعرف باسم "منبر". وعادةً ماكان يضم المسجد "ساحة" (فناء)، وغالباً ما كانت به نوافير أو أحواض مائية للمساعدة في الوضوء. في الفترات المبكرة ، كان هذا الفناء صغيرًا نسبيًا بالنسبة لبقية المسجد، ولكن في فترات لاحقة أصبح أكبر بشكل تدريجي حتى أصبح مساوياً لقاعة الصلاة وأحياناً أكبر.[30][95] أخيراً، تميزت مباني المساجد بـ المئذنة: الأبراج التي يصدر منها المؤذن الأذان إلى المدينة المحيطة. (كان هذا يحدث تاريخياً من خلال صعود المؤذن إلى القمة وإلقاء صوته فوق الأسطح، ولكن في الوقت الحاضر يتم إصدار الأذان عبر مكبرات الصوت الحديثة المثبتة على البرج.) تقليدياً المآذن المغربية لها عمود مربع ويتم ترتيبها في مستويين: العمود الرئيسي، الذي يشكل معظم ارتفاعه، وبرج ثانوي أصغر بكثير فوقه والذي يعلوه في النهاية النحاس أو كرات نحاسية[3][95]كما تحتوي بعض المآذن المغربية على أعمدة مثمنة الأضلاع، على الرغم من أن هذا أكثر خصوصية للأجزاء الشمالية من البلاد.[5] داخل العمود الرئيسي،يوجد درج للصعود وفي حالات أخرى، منحدر إلى أعلى المئذنة.[3][95] كما اتبعت مساجد العصور الوسطى المغربية بشكل متكرر نموذج "T" الذي أنشئ في فترة الموحدين. في هذا النمط، كان الممر أو "الصحن" بين الأقواس الممتدة نحو المحراب (عامودياً على جدار القبلة) أوسع من الأخريات، كما كان أيضاً الممر الواقع أمام جدار القبلة وعلى طوله مباشرة (موازٍ لجدار القبلة) ؛ وبالتالي تشكل مساحة على شكل "T" في مخطط أرضية المسجد والتي غالباً ما بٌرزت بزخرفة أكبر (على سبيل المثال، أشكال قوس أكثر تفصيلاً حولها أو أسقف قبة مزخرفة في نهاية كل طرف "T").[95][30][27]

كما وجهة أيضاً هيكل المسجد بالكامل أو مواءمته مع اتجاه الصلاة (القبلة)، بحيث كانت المساجد في بعض الأحيان موجهة في اتجاه مختلف عن بقية المباني أو الشوارع المحيطة بها.[103] ورغم هذا الرصف الجغرافي، تختلف اختلافا كبيرا من فترة إلى أخرى. في الوقت الحاضر، من الممارسات المعتادة في جميع أنحاء العالم الإسلامي أن اتجاه الصلاة هو اتجاه أقصر مسافة بين المرء والكعبة في مكة. في المغرب، هذا يتوافق مع الاتجاه الشرقي بشكل عام (يختلف قليلاً حسب موقع الدقيق)[104] ومع ذلك، في الفترات الإسلامية المبكرة كانت هناك تفسيرات أخرى لما يجب أن يكون عليه اتجاه القبلة. ففي العالم الإسلامي الغربي (كـالمغرب والأندلس)، على وجه الخصوص، غالباً ما كانت المساجد القديمة ذات اتجاه جنوبي، كما يتضح من المساجد الكبرى المبكرة مثل مسجد قرطبة و مسجد القرويين في فاس. واستند هذا إلى "[حديث]]" رواه محمد بن عبد الله الذي نص على أن "ما بين المشرق والمغرب قبلة"، بالإضافة إلى وجهة نظر شائعة مفادها أن المساجد لا ينبغي أن تتجه نحو الكعبة بل يجب أن تتبع الاتجاه الأساسي للكعبة المشرفة نفسها (وهي بناء قائم الزوايا له محاور هندسية خاصة به)، والتي بدورها تكون محاذية وفقاً لمراجع فلكية معينة (على سبيل المثال يحاذي محورها الثانوي مع شروق الشمس في الانقلاب الصيفي).[105][104][103]

داخل معبد يهودي تقليدي في مدينة صفرو

المعابد

بالرغم من أن عدد اليهود مغاربة قد تضائل كثيراً اليوم، إلا أنهم يتمتعوا بتاريخ طويل، مما أدى إلى وجود العديد من المعابد اليهودية في جميع أنحاء البلاد (بعضها لم يعد له وجود والبعض الآخر لا يزال يعمل ). وقد كان للمعابد تصميم مختلف تماماً عن المساجد ولكنها غالباً ما تشترك في اتجاهات زخرفية مماثلة لبقية العمارة المغربية، مثل بلاط زليج الملون والجص المنحوت، [87][106]وعلى الرغم من بناء المعابد اليهودية في وقت لاحق من أنماط أخرى أيضاً. فقد تضمنت الأمثلة البارزة للمعابد اليهودية في المغرب كنيس بن دنان في فاس، و كنيس صلاة العظمة في مراكش، أو كنيس بيت آيل في الدار البيضاء، على الرغم من وجود العديد من الأمثلة الأخرى.[107][108]

المدارس

فناء مدرسة العطارين في فاس القرن الرابع عشر
غرفة طالب في مدرسة بن يوسف، مراكش

كانت المدرسة مؤسسة حيث نشأت في الشمال الشرقي من إيران وتُبنيت تدريجياً في الغرب بحلول أوائل القرن الحادي عشر.[3][2] وقدمت هذه المؤسسات التعليم العالي وعملت على تدريب علماء الإسلام، ولا سيما في الشريعة الإسلامية والفقه ("فلسفة التشريع"). كانت المدرسة مناقضة في عالم أهل السنة والجماعة بشكل عام للمزيد من المذاهب الدينية "الغير مستقيمة"، بما في ذلك العقيدة التي اعتنقتها سلالة الموحدين. وعلى هذا النحو، فقد ازدهرت في المغرب فقط في أواخر القرن الثالث عشر، في ظل السلالة المرينية التي خلفت الموحدين.[3] أما بالنسبة للمرينيين، فقد لعبت المدارس الدينية أيضاً دوراً في دعم الشرعية السياسية لسلالتهم. لقد استخدموا هذه الرعاية لتشجيع ولاء النخب الدينية المؤثرة في البلاد ماعدا المستقلة، وأيضاً لتصوير أنفسهم لعامة السكان على أنهم حماة ومروجون للإسلام السني الأرثوذكسي.[3][23]وفي النهاية، لعبت المدارس أيضاً دوراً مهماً في تدريب العلماء والنخب الذين يديرون الدولة البيروقراطية.[23] بالإضافة إلى دورها الداعم للمؤسسات التعليمية الكبرى مثل مسجد القرويين ؛ ويرجع ذلك جزئياً إلى أنهم، على عكس المسجد يوفرون أماكن إقامة للطلاب الذين يأتون من خارج المدينة.[2]:137[4]:110كان العديد من هؤلاء الطلاب فقراء، ويسعون للحصول على تعليم كافٍ للحصول على مكانة أعلى في مدنهم الأصلية، وقد وفرت المدارس الدينية لهم الضروريات الأساسية مثل السكن والخبز.[21]:463 ومع ذلك، كانت المدارس أيضا مؤسسات تعليمية في حد ذاتها وقدمت دوراتها الخاصة، مع جعل بعض علماء الإسلام سمعتهم من خلال التدريس في مدارس دينية محددة.[4]:141

كما كانت المدارس الدينية بشكل عام تتمحور حول فناء رئيسي به نافورة مركزية، يمكن الوصول إليها من الغرف الأخرى. وكانت أماكن معيشة الطلاب موزعة عادة في طابق علوي حول الفناء. كما تضمنت العديد من المدارس أيضاً قاعة للصلاة بها محراب، على الرغم من أن فقط مدرسة بو عنانية في فاس كانت تعمل رسمياً كمسجد كامل وتضم مئذنتها الخاصة. أما بالنسبة للعصر المريني، تطورت المدارس الدينية وزُينت ببذخ.[29][3]

الأضرحة والزاوية

تقليدياً تكون معظم قبور المسلمين بسيطة وغير مزخرفة، خلافاً لشمال إفريقيا التي غالباً ما تكون قبور الشخصيات المهمة مغطاة بهيكل مقبب (أو قبة غالباً ما تكون هرمية الشكل) تسمى "قبة (وتلفظ أيضا "koubba"). وكانت هذه سمة خاصة لمقابر "القديسين" مثل الوالي و المرابطين: الأفراد الذين كُرموا لتقواهم القوية، والمعجزات المشهورة، أو غيرها من الصفات الصوفية. ووجد العديد من هؤلاء ضمن فئة أوسع من التصوف الإسلامي المعروفة باسم الصوفية.

أصبحت بعض هذه المدافن محط أنظار مجمعات دينية كاملة بُنيت حولها، وعُرفت باسم "الزاوية" (وتكتب أيضاً "الزاوية" ؛العربية: زاوية‎).[27][3][109] وعادة ما تضمنت مسجداً ومدرسة ومنشآت خيرية أخرى.[3] كانت مثل هذه المؤسسات الدينية مراكز رئيسية للصوفية المغربية ونمت سلطتها ونفوذها على مر القرون، وغالباً ما ارتبطت بـ جماعة الإخوان الصوفية أو مدارس فكرية محددة.[27][103]وعلى سبيل المثال، بدأت سلالة السعديين كقوة عسكرية مرتبطة بالزاوية وأتباع محمد الجزولي، وهو عالم صوفي بارز من القرن الخامس عشر.[27][30] كما دعمَ العلويون من بعدهم العديد من الزوايا في جميع أنحاء البلاد.[5][27] ومن أهم الأمثلة على الزوايا في المغرب زاوية مولاي إدريس الأول بالقرب من مكناس، و زاوية مولاي إدريس الثاني في فاس ومقابر القديسين السبعة في مراكش.[27][5]

العمارة المدنية

الفنادق

فندق النجارين من الداخل في فاس من القرن الثامن عشر

فُندق (وتلفظ أيضاً foundouk or fondouk; العربية: فندق‎) كما كان يعد نُزل أو مبنى تجاري وكان بمثابة خان للتجار ومستودع لبضائعهم وتجارتهم.[3][2][103] في المغرب، استضافت بعض الفنادق أيضاً ورش عمل الحرفيين المحليين.[21] ونتيجة لهذا الدور، أصبحت أيضاً مراكز لأنشطة تجارية أخرى مثل المزاد والأسواق.[21] كانت تتكون عادةً من فناء مركزي كبير محاط بـ أعمدة، رُتبت غرف التخزين وأماكن النوم حوله، في كثير من الأحيان على عدة طوابق. كان بعضها بسيطاً وسهلاً نسبياً، في حين أن البعض الآخر كان غنياً بالزخرفة، مثل فندق النجارين (أو فندق النجارين) في فاس.[5]

حمّامات

قبة غرفة الحمّام في قصر الباهيا في مراكش

.

الحمّامات (العربية: حمّام‎) هي الحمّامات العامة المنتشرة في كل مكان في المدن الإسلامية. ومازالت العديد من الحمامات التاريخية محفوظة في مدن مثل مراكش [110]وخاصة مدينة فاس، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى استمرار استخدامها من قبل السكان المحليين حتى يومنا هذا.[57][56]ومن بين الأمثلة المعروفة للحمامات التاريخية المحفوظة في المغرب القرن الرابع عشر حمّام سفارين في فاس، والذي خضع للترميم وإعادة التأهيل مؤخراً.[57][111][112][56] المستمد من نموذج الحمّام الروماني، حيث تتكون الحمامات عادةً من أربع غرف رئيسية: غرفة تغيير الملابس، والتي ينتقل منها الشخص بعد ذلك إلى غرفة باردة وغرفة دافئة وغرفة ساخنة.[3]:215–216, 315–316[57] وتولد الحرارة والبخار بواسطة نظام الهايپوكوست الذي كان يعمل على تسخين الأرضيات. كما أعاد الفرن استخدام المواد العضوية الطبيعية (مثل نشارة الخشب أو نوى الزيتون أو غيرها من المنتجات الثانوية للنفايات العضوية) عن طريق حرقها للوقود.[113] ساعد الدخان الناتج عن هذا الفرن في تسخين الأرضيات بينما تم التخلص من الدخان الزائد من خلال المداخن. ومن بين الغرف المختلفة زُخرفت غرفة تغيير الملابس فقط بشكل كبير ببلاط "زليجالجص، أو الخشب المنحوت[3]:316 كانت الغرف الباردة والدافئة والساخنة عادةً مقببة أو غرف مقببة بدون نوافذ، مصممة لمنع البخار من الهروب، ولكنها مضاءة جزئياً بفضل الثقوب الصغيرة في السقف التي يمكن تغطيتها بالسيراميك أو زجاج ملون.[3]:316

النوافير العامة

القرن السادس عشر نافورة المواسين في مراكش ، ملحقة بـ مسجد المواسين

كما هو الحال في العديد من المدن الإسلامية، توفر المياه مجاناً للشعب من خلال عدد من نوافير الشوارع، مشابهة للسبيل في الدولة العثمانية. وقد زينت بعض النوافير بمظلة من الخشب المنحوت أو بلاط الزليج.[3]:410–413وغالباً ما كانت النوافير متصلة بالخارج من المساجد والفنادق والقصور الأرستقراطية[21][30] وفقاً لرحالة والمؤرخ ليون الإفريقي، في القرن السادس عشر، كان هناك حوالي 600 نافورة في فاس وحدها.[21]:236ومن الأمثلة المعروفة للنوافير في المغرب نافورة النجارين في فاس، و نافورة شروب وشوف في مراكش، و نافورة المواسين الملحقة. بـمسجد بنفس الاسم.[5][30]

البنية التحتية لإمدادات المياه

ظهور "خطارة" على السطح بالقرب من الريصاني في منطقة (تافيلالت)

زودت المدن والبلدات المغربية بالمياه من خلال عدد من الآليات المختلفة. كما هو الحال في أي مكان آخر، حيث بنيت معظم المستوطنات بالقرب من مصادر المياه الموجودة مثل الأنهار و الواحات. ولكن، كان من الضروري إجراء مزيد من الهندسة من أجل استكمال المصادر الطبيعية ولتوزيع المياه عبر المدينة مباشرة. على سبيل المثال في فاس، أُنجز ذلك عبر شبكة معقدة من القنوات والأقنِية التي أخذتها من مياه "[واد فاس]]" (نهر فاس) ووزعتها في جميع أنحاء المدينة. وقد كانت قنوات المياه تلك (معظمها مخفي الآن تحت المباني) تزود المنازل والحدائق والنوافير والمساجد بالطاقة نواعير (عجلة مائية)، وحافظت على صناعات معينة مثل مدابغ الجلود (كـ مدبغة شوارة) الشهيرة.[114][96][21] كما أُستخدمت النواعير لرفع المياه من هذه الأقنِية إلى قنوات المياه لإمدادها لأبعد من ذلك، مثل "ناعورة" الهائلة، التي يبلغ قطرها 26 متراً، والتي بناها المرينيون لتزويد الحدائق الملكية شمال فاس الجديد.[115] تقع مراكش في بيئة أكثر جفافاً، وقد زودَ جزء كبير منها بنظام "خطارات"، وهو نظام مبتكر ومعقد،الذي من خلاله حفرت قناة تحت الأرض أسفل المنحدرات في الريف المحيط حتى وصلت إلى مستوى المنطقة الجوفية.[103]وقد كانت هذه القناة الاصطناعية منحدرة بلطف للسماح للمياه بالتصريف من خلالها، ولكنها كانت منحدرة بدرجة أقل من التضاريس الطبيعية بحيث ظهرت في النهاية على السطح. بهذه الطريقة، قامت الخطارات بسحب المياه من حوض جوفي الموجودة على الأرض المرتفعة ونقلها إلى السطح باستخدام الجاذبية وحدها. بمجرد وصولها إلى السطح، كانت تجري على طول القنوات وتخزن في صهريج أو حوض مائي، ومن ثم يمكن إعادة توزيعها عبر المدينة.[103]حيث أُنشأ هذا النظام في عهد المرابطين (الذين أسسوا المدينة)، كما طور خلفاؤهم المدينة وحافظوا عليها.[103]

كما احتاجت مناطق الواحات في المناطق الصحراوية بالمغرب إلى استخدام مكثف للري وقنوات المياه الاصطناعية لجعل الزراعة ممكنة. إضافةً لإستخدام أنظمة الخطارة لتكملة مصادر المياه هذه، خاصة وأن المياه السطحية تجف كثيراً خلال أشهر الصيف. وتعتبر منطقة الواحات تافيلالت، الواقعة على طول وادي نهر زيز، نموذجاً بارزاً على هذا النظام.[116][117]

العمارة المحلية

رياض (عمارة)

حديقة رياض في القرن التاسع عشر قصر الباهية في مراكش

"رياض" (يُكتب أحياناً "'riyad" ؛ العربية: رياض‎)، هي حديقة داخلية توجد في العديد من القصور المغربية والقصور الفاخرة. وعادة ما تكون مستطيلة الشكل ومقسمة إلى أربعة أجزاء على طول محاورها المركزية، وفي وسطها نافورة.[103] وربما نشأت حدائق الرياض في العمارة الفارسية (حيث تُعرف أيضاً باسم "شارباگ") وأصبحت سمة بارزة في العمارةالمورسكية القصور في إسپانيا (مثل مدينة الزهراء، الجعفرية و الحمراء).[103] أما في المغرب، انتشروا بشكل خاص في القصور في مراكش، حيث جعلها مزيج من المساحة المتاحة والمناخ الدافئ جذابة بشكل خاص.[103]أما حالياً يطبق هذا المصطلح بطريقة أوسع على البيوت المغربية التقليدية التي حُولت إلى فنادق ودور ضيافة سياحية.[118][119]

المنازل

كانت المنازل المغربية التقليدية تتمحور عادةً حول ساحة أو فناء، وغالباً ما تكون محاطة بـ شرفة خارجية، تتفرع منه غرف وأقسام أخرى.[120][103] Cمنازل ساحة الفناء لها سوابق تاريخية في المنازل والفيلات في العالم اليوناني الأغريقي،البحر الأبيض المتوسط، وحتى أوائل الشرق الأوسط القديم.[103] كانت هذه البيوت مركزة على الداخل: حتى القصور الفاخرة عادة ما تكون غير مزخرفة بالكامل من الخارج، مع تركيز كل الزخارف على الداخل. وقد كان هناك عدد قليل من النوافذ الكبيرة، في الخارج إن وجدت. وقد كان المدخل الذي يؤدي إلى الفناء، عبارة عن مدخل منحني يمنع الغرباء في الشارع من رؤية ما بداخل المنزل مباشرةً. وكما هو الحال مع المباني المغربية التقليدية الأخرى، تضمنت زخرفة الجص المنقوش والخشب المنحوت المطلي وأعمال القرميد وبلاط "الزليج".[120][103] كان الفناء / الساحة المركزية، المعروف باسم "وسط الدار" ("وسط المنزل") هو حجر الزاوية في المنزل. حيث كان حجم هذه المساحة الداخلية وحرفية صنعها مؤشراً على مكانة وثروة أصحابها، بدلاً من المظهر الخارجي للمنزل.[103]:54 قد يكون هذا التركيز الداخلي لعمارة المنازل المغربية مدعوماً جزئياً بقيم المجتمع الإسلامي، والتي ركزت على الخصوصية وشجعت على الفصل بين المساحات العائلية الخاصة - حيث تعيش النساء وتعمل بشكل عام - والأماكن شبه العامة حيث يتم استقبال الضيوف الخارجيين. ومع ذلك، كانت تقاليد ما قبل الإسلام للهندسة المعمارية المحلية في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا أيضاً في أصل هذا النموذج. ومن المرجح أن هذان العنصران قد ساهموا معاً في جعل منزل الفناء نموذجاًٍ شبه عالمي للبيوت المغربية التقليدية.[103]:67-68ليس من الواضح إلى أي مدى استوحيت حدائق الرياض والمنازل المغربية من النماذج التي استوردها المهاجرون من الأندلس، حيث بقيت العديد من الأمثلة الأولية أيضاً، أو إلى أي مدى تطورت محلياً بالتوازي مع النماذج الأندلسية.[103]:66-67[120]:77-89 لكن ماهو أكيد أنه كانت هناك علاقة ثقافية وجيوسياسية وثيقة تاريخياً بين المنطقتين على جانبي مضيق جبل طارق، وأن قصور غرناطة، على سبيل المثال، كانت مماثلة لتلك التي فاس في الفترة ذاتها.[28]:13[120]:77-89

العمارة المغربية للمنازل حتى القرن السادس عشر
رسم ألفريد بيل لإحدى واجهات الشُرف في فناء منزل من القرن الرابع عشر، تمت دراسته في عام 1914 قبل هدمه مباشرة. واحتوى المنزل على العديد من العناصر الكلاسيكية للمنازل المغربية اللاحقة، وكانت زخارفه مماثلة لتلك الموجودة في المدارس الدينية في المرينية آنذاك.

بقيت العديد من القصور البرجوازية التاريخية في جميع أنحاء البلاد، معظمها من الفترة العلوية ولكن بعضها يعود إلى الفترة المرينية أو السعديين في فاس ومراكش.[120][103] في أوائل القرن العشرين في فاس، قام ألفريد بل بدراسة وتوثيق منزل غني بالزخارف يعود إلى بداية القرن الرابع عشر (الفترة المرينية المبكرة) قبل أن يهدمه أصحابه.[121]بُني من الطوب، وتحمل زخارفه وشكله أوجه تشابه كبيرة جداً مع المدارس المرينية التي بنيت في فاس في الفترة عينها، مما يكشف عن ذخيرة زخرفية مشتركة وحرفية بين المدارس الدينية والمنازل الخاصة للعائلات الغنية. وعلاوة على ذلك، كان التصميم العام أيضاً مشابهاً لمنازل المسلمين في غرناطة وأظهر العديد من السمات الكلاسيكية للمنازل المغربية في العصور الوسطى والتي غالباً ما تكررت في المنازل اللاحقة. كان يحتوي على فناء مركزي مربع أو فناء (يسمى "وسط الدار") محاط برواق من طابقين، تنفتح منه الغرف من كل جانب في كلا الطابقين. كانت الغرف واسعة ولكنها مسطحة نسبياً من أجل الحفاظ على مخطط أرضي مربع بشكل عام مع وجود الفناء في وسطه، وتُفتح الغرف الرئيسية من خلال مداخل مقوسة عالية جداً بأبواب خشبية مزدوجة. وفوق هذه المداخل في الطابق الأرضي توجد نوافذ تسمح بدخول الضوء من الفناء إلى الغرف الموجودة خلفها. وبالرغم من عدم تناسقها بالكامل، كانت كل واجهة في رواق الفناء تتكون من قوس مركزي طويل وعريض وقوسين جانبيين ضيقين. وقد نتج عن هذا الترتيب مجموعة من ثلاثة أعمدة في زوايا الرواق. ويتألف الجزء العلوي من القوس المركزي في رواق الطابق السفلي من مستويين أو قوس كوربل خشبي أسكفية بدلاً من قوس دائري، بينما كان القوسان الأصغر على الجانب مستديران وأدنى بكثير. وامتلأ الفراغ الرأسي فوق الأقواس الجانبية بزخارف جصية مزخرفة تعتمد على شكل "الشبك"، على غرار بعض الأسطح المزخرفة في المدارس المرينية بالمدينة. وكان القوس المركزي لرواق الطابق الثاني عبارة عن قوس دائري حيث تمتلئ الركنيات بنفس النوع من الزخرفة الجصية، مع وجود عقدين أصغر في كلا الجانبين لهما شكل مماثل. وكما نُقشت الأسكفيات الخشبية بـزخارف نباتية وكذلك بأحرف كوفية مزخرفة. وقد غُطيت الأجزاء السفلية من أعمدة الطوب ببلاطات "زليج".

على الرغم من هدم المنزل، فقد حُفظت قطع من الزخارف الجصية للمنزل في متحف دار البطحاء في فاس.[3]:313-314[120]

دار شريفة منزل مرمم من العصر السعدي في مراكش مع أوجه تشابه مع منازل العصر المريني السابق في فاس، بترتيبها المكون من اثني عشر عموداً وزخارف جصية وخشبية قوس كوربيل

، ومنذ ذلك الحين هدم هذا المنزل الموثق في العصور الوسطى وهو منزل آخر من العصر المريني (ربما القرن الرابع عشر)، يُعرف باسم دار الصفيرية أو دار الفاسيين، تمت دراسته من قبل هنري تيراس وبوريس ماسلو، من نفس الشكل ولكن أكثر تواضعاً.[122][3]:313-314وهُدمت أيضاً في أواخر القرن العشرين، ولكن تمت دراسة العديد من المنازل الأخرى التي ربما تعود إلى العصر المريني أو العصر السعدي من قبل جاك ريڤو ولوسيان گولڤن وعلي أمهان في دراستهم لمنازل فاس.,[120]حيث تتميز جميعها باختلافات على نفس الشكل العام للمنزل الذي درسه ألفريد بيل: فناء مركزي مربع محاط بغرف تنفتح من خلال أبواب رواق طويل، وأحياناً بنوافذ فوق مداخل الطابق الأرضي، وغالباً ما تكون خلف رواق من طابقين.

في حين أن معظم المنازل لديها ترتيب أبسط لعمود واحد في كل ركن من أركان الرواق، فإن القصور الأكبر مثل دار لأزرق (الذي يمتلكه عائلة لازرق منذ القرن التاسع عشر) ودار ديمانة (الذي بُني على يد عائلة الأوزاني) بها مجموعات من ثلاثة أعمدة في كل ركن (لإجمالي اثني عشر عموداً)، يكرر شكل فتحة مركزية كبيرة تحيط بها أقواس أصغر على كل جانب من جوانب الرواق[120]تعتبر الأسكف الخشبية التي تشكل أقواساً مقوسة في الأروقة ميزة شائعة في جميع الأنحاء، وأحياناً تكون محفورة بزخارف نباتية أو كتابية ومدعومة أحياناً بزخارف من الجص المزخرف. دار لازرق، الذي من المحتمل أن يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر أو السادس عشر، يتميز بنفس النوع من الزخارف الجصية القائمة على "الشبكة" في الفراغات فوق الأقواس الجانبية الصغيرة في فنائه.[120] كما يتميز دار دمانا، والذي يعود تاريخه إلى العصر المريني ولكن من المرجح أنه بُني في وقت سابق، ببرج مراقبة قصير ("منزه") على شرفة السطح، مما يسمح لأصحابها بالاستمتاع بإطلالة أفضل على المدينة[120] – وهي ميزة موجودة في العديد من القصور في كل من فاس ومراكش.[103]:269 كما تجاوره حديقة رياض منفصلة، وهي ميزة لم تكن شائعة من قبل في الهندسة المعمارية لمدينة فاس.[120]وفي عام 2010 رُمم كل من دار ديمانة ودار لازرق.[123] حيث يعود تاريخ أقدم المنازل الباقية في مراكش إلى القرن السادس عشر أو أوائل القرن السابع عشر خلال فترة السعديين.[103][30]ولا يزال عدد من هذه المنازل قائماً حتى اليوم في حالات حفظ مختلفة.وتشمل هذه دار الشريفة (المعروفة سابقًا بدار عجمي)، ودار المسعودين (المدمر جزئياً)، ودار المصلحيين (المعروف أيضاً باسم قصر أگافاي). ويحتوي متحف المواسين أيضاً على مثال لشقة "الدويرية" التي رُممت في العصر السعدي، أوجناح ضيوف في الطابق العلوي. تتميز دار الشريفة ودار المسعوديين على وجه الخصوص بزخارف غنية جداً لها أوجه تشابه قوية مع الزخرفة الجصية والخشبية لمدرسة بن يوسف، مما يشير إلى أنه من المحتمل أن تكون قد بنيت في نفس الوقت تقريباً (النصف الثاني من القرن السادس عشر) كمااستمروا في الأشكال التقليدية للمنازل المرينية السابقة، مع ترتيب الفناء المكون من اثني عشر عموداً، وعتبات خشبية منحوتة في الأروقة، وزخرفة جصية منقوشة بزخارف "الشبك" حول الأقواس أو فوقها. على عكس منازل فاس، تحتوي الأروقة على مستوى مرتفع واحد فقط، على الرغم من أنه في بعض الحالات يتم دمج الطابق الثاني من الغرف خلف واجهات الرواق. وكما تسمح الفتحات المركزية الكبيرة للأروقة مرة أخرى بإلقاء نظرة دون عائق على المداخل الطويلة والمزخرفة المؤدية إلى الغرف المحيطة. وفي هذه المنازل، تكون هذه المداخل الرسمية أكثر زخرفة وتتكون من أقواس لامبركين مع مقرنصات ومنحوتة إنترادوس.[30]:272-293

العمارة المغربية للمنازل بعد القرن السادس عشر
منزل تقليدي في فاس (يستخدم كمتجر للسجاد اليوم)، به رواق كلاسيكي من طابقين مع فتحات مركزية كبيرة محاطة بأقواس جانبية أصغر

قام العالم جورج مارسي في القرن العشرين، بعرضه العام للهندسة المعمارية في المنطقة، حيث قسّم هندسة المنازل المغربية إلى ثلاث فئات عامة: منازل فاس ومكناس وشمال المغرب، ومنازل مراكش وجنوب المغرب، وبيوت الرباط وسلا والمدن الساحلية الغربية.[3]:398, 403

استمرت التقاليد المعمارية في فاس ومكناس، التي نشأت في وقت سابق منذ المرينيين. حيث كانت المنازل غالباً ما تكون مبنية من الطوب، على الرغم من أن تلك المباني ذات الجدران السميكة غالباً ما بنيت بتراب المدكوك.[3]:403[120]:19-39 أكثر من المدن الأخرى، منازل فاس طويلة وذات تصاميم طوابق أضيق، مع أفنية داخلية ("وسط الدار") تشبه شكل البئر العميق أو كوة بدلاً من فناء مفتوح. وينطبق الشيء نفسه في مكناس بدرجة أقل. ومع ذلك، تعد الأفنية المركزية الموجودة في البيوت الغنية من بين أفخم الأفنية في البلاد.[103]:75عادة ما تكون الأجزاء السفلية من الجدران والأعمدة مغطاة ببلاط الزليج، والأسطح العلوية مغطاة بالجص المنقوش (أو بالجبس الأملس للمنازل الأكثر تواضعاً)، وكانت قمم الأروقة مبطنة بعتبات خشبية ثقيلة، وتشكل أقواس مقوسة كما في الأمثلة المرينية والسعدية السابقة. أما العناصر الخشبية - بما في ذلك الأبواب والسقوف وعتبات المعرض - كانت مصنوعة عادةً من خشب الأرز وكانت غنية بالمنحوتات والرسوم. وقد كانت المنازل الأكثر ثراءً تحتوي على غرف استقبال في الطابق الأرضي، مفتوحة على الفناء، والتي كانت متساوية في الديكور إن لم تكن أكثر ثراءً، وأحياناً مع أسقف خشبية متقنة مثل القبة. وعُثر على هذا النمط بدوره في مدن أخرى في منطقة الشمال المغربي مثل وزان و تازة و مولاي إدريس زرهون، وإن كانت في شكل أقل بذخاً.[3]:403

حديقة رياض كبيرة (Le Jardin Secret) في مراكش، وهي جزء من قصر خاص سابق أعيد بناؤه في القرن التاسع عشر[124][125]

وبشكلٍ مغاير لذلك، في مراكش، كانت المناظر الطبيعية المسطحة والمساحة الواسعة داخل أسوار المدينة تعني أن المنازل يمكن أن تحتوي على ساحات فناء أكبر وعدد أقل من الطوابق. كما تحتوي معظم المنازل القديمة على طابق أرضي فقط، أو على الأكثر طابق علوي بسقف منخفض يستخدم للتخزين. وغالباً ما تحتوي المنازل الأكبر والأغنى على حدائق رياض، والتي كانت أكثر شيوعاً في مراكش منها في المدن الأخرى. وبُنيت المنازل من الطوب أو التراب المدكوك، مع استخدام الخشب مرة أخرى لعناصر معينة. أصبحت الأقواس الخشبية المقوسة التي شوهدت في المنازل القديمة أقل شيوعاً في القرون الأخيرة، وفُضلت الأقواس المستديرة أو المقوسة من الطوب بدلاً من ذلك. من جهة أخرى، نادراً ماستخدمت أقواس حدوة الحصان بعد القرن الثامن عشر. وكانت الجدران مغطاة بالجص الذي كان له تاريخياً لون وردي أو ضارب إلى الحمرة أو مصفر، وفي بعض الأحيان كانت مفعمة بالحيوية بأفاريز من الزخارف المرسومة. استخدم بلاط "زليج" في غرف الاستقبال وحول النوافير. وغالباً ماتتمييز إطارات النوافذ وإطارات الأبواب بالجص المنحوت. ومن ناحية أخرى، ومع مرور الوقت أصبح نحت الزخارف في الخشب أقل شيوعاً، وبحلول أواخر القرن التاسع عشر اقتصرت الزخرفة الخشبية على الزخرفة المطلية. كما تطورت هذه الزخرفة المرسومة أيضاً، حيث أدت إلى زيادة استخدام الزخارف الزهرية وعادة ما تستخدم خلفية حمراء.[103]:61-64[3]:403, 414

مدخل حجري مميز في قصبة في الرباط

كما كانت المنازل في سلا والرباط عادةً ما تُبنى من حجارة الأنقاض، باستخدام قطع الحجر في زوايا الجدران ولإطارات الأقواس. وكانت الأفنية المركزية متوسطة الحجم وتحيط بها أروقة غالباً ما تكون مصنوعة من الحجر. وتعد أقواس الأروقة مستديرة، ومتعددة الفصوص، أو منحوتة في مقرنص، مدعمة بـ أعمدة مصنوعة من براميل حجرية تنتهي بـ تيجان منحوتة بزخارف الأرابيسك مثل أوراق الأقنثة.[3]:398 إن استخدام الحجر، الذي كان متاحاً من محاجر الحجر الجيري في وادي أبو رقراق، مكّن المنازل في هذه المدن من الحصول على أعمدة أكثر ضعفاً وجدران أصغر حجماً سمحت بمزيد من الضوء وبنسب معمارية أكثر أناقة.[126]كانت المنازل القديمة عموماً تحتوي على طابق أرضي فقط، وكانت الأسقف بسيطة وغير مزخرفة، على عكس منازل مراكش وفاس. وعادةً ما تًبييض الجدران الخارجية والداخلية. أحدى السمات المميزة لهذا النمط الإقليمي المداخل الخارجية، التي صنعت أبوابها بالحجر المقطوع. وغالباً ما تُزين هذه الواجهات الحجرية بقولبة منحوتة حول حوافها وبنمط منحوت من الحجر المنحوت أعلى قوس المدخل. وعلى الرغم من أن بعض هذه المداخل، خاصة في مدينة سلا، كانت منقوشة بنقوش أرابيسك زخرفية، إلا أنها في معظم المناطق لها مظهر شبه أوروبي. كما ينسب جورج مارسيه هذه الميزة الأسلوبية إلى تأثير عمارة النهضة الإسبانية، التي كان من الممكن أن تعاد إلى هذه المنطقة من قبل موريسكو اللاجئين الذين طُردُ في طرد الموريسكو في بداية القرن السابع عشر واستقروا في هذه المدن الساحلية. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يكون وجود البؤر الاستيطانية الإسپانية والبرتغالية على طول الساحل المغربي بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر قد أضاف إلى هذا التأثير. ويمكن أن يُرى هذا النمط مع الاختلافات المحلية، في مدن ساحلية أخرى مثل آسفي و أزمور.[3]:398 في الوقت الحالي، فقد حلت المواد الحديثة بشكل متزايد محل بعض المواد التقليدية أثناء تجديد المنازل القديمة. حيث استُبدلت النوافذ الخشبية من نوع "المشربية" بشبكات حديدية، وأستخدم الإسمنت في الجدران والأعمدة بدلاً من الطوب والتراب المدكوك.[103]:63

القصور

مدخل القصر الملكي ("دار المخزن") في الرباط

تمكن السلاطين و الخلفاء، بالإضافة إلى وزراء الحكومة الأكثر نفوذاً وثراءً في القرنين التاسع عشر والعشرين، من تشيد قصور واسعة. أشارت "دار المخزن" (التي تعني تقريباً "دار / مقر حكومي") إلى القصر الملكي ومركز الحكم في عدد من المدن، مثل دار المخزن في فاس، والرباط، طنجة، مكناس، أو مراكش.[3][5][27] لا تزال هذه القصور عمومًا محظورة على معظم الزوار اليوم. و بشكلٍ عام فقد كان للقصور الملكية "مشوار"، وهو فناء كبير محاط بأسوار كانت بمثابة مساحة احتفالية أو ساحة عرض عند مدخل القصر. وكانت هذه الساحات في متناول الجمهور وشكلت الواجهة العامة لمنزل الحاكم، وأحياناََ كانت تطل عليها بوابات ضخمة ومزينة جيداً تؤدي إلى أراضي القصر (على سبيل المثال باب منصور في مكناس).[127][27][2]يعتبر مشوار فاس الجديد مثال على ذلك، كما كانت الساحة الواسعة المعروفة اليوم باسم "ساحة الهديم" في مكناس. تتكون القصور نفسها عادةً من العديد من المباني والأجنحة مرتبة حول سلسلة من الأفنية، حديقة السعادة، والرياض.[3][87]ونتج عن ذلك مجمعات قصور ذات تصميم مترامي الأطراف ؛ في بعض الحالات كان هذا نتيجة لمراحل متعددة من البناء التي جرت في فترات مختلفة. وغالباً ما تضمنت هذه القصور أيضاً عددًا من المرافق العامة مثل الحمامات والمساجد، مما يجعلها عمليا مدناً ملكية مكتفية ذاتياً.[127][27] كما بنى السلاطين قصوراً وأجنحة خارجية إضافية مثل دار البطحاء في فاس، فضلاً عن حدائق واسعة على مشارف عاصمتهم مثل حديقة أكدال في مراكش وحديقة موسارا في السابقة في فاس.[103][21][115] في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، تمكن الوزراء العظام وكبار المسؤولين الآخرين في الحكومة من تجميع ما يكفي من القوة والثروة لبناء قصورهم الخاصة لأنفسهم وأسرهم.[27] ومن الأمثلة على ذلك قصر الباهية با أحمد (الذي استولى عليه السلطان لاحقاً) و دار الباشا و دار سي سعيد في مراكش ، دار مقري ودار گلاوي بفاس، و دار منبحي في فاس و نظيره في مراكش. كما أستطاع بعض أمراء الحرب وأمراء الحرب المحليون الآخرون بناء قصورهم الفخمة، مثل قصر الريسوني في أصيلة.[5] إن قصبة تلوا، التي شُييدت على يد عشيرة گلاوي والتي حُفظ جزء منها اليوم، هي مثال بارز آخر لقصر من القرن العشرين شُييدة باستخدام الأساليب التقليدية، ولكنه يقع في بلدة جبلية ريفية[128][129]

العمارة العسكرية

بوابة الموحدين من قصبة الوداية في الرباط
أسوار في عصر الموحدين في الرباط

جدران المدينة

بشكل عام بُنيت أسوار دفاعية من صدم الأرض.[3] وتتكون من جدار يعلوه ممشى للجنود، معززة على فترات منتظمة بأبراج مربعة حصن. وقد توجت هذه الجدران بشكل مميز بدعامة على شكل كتل مربعة تعلوها أغطية هرمية. لا تزال الأمثلة الرئيسية لهذه التحصينات قائمة في مراكش، فاس، الرباط ، ومدن أخرى.[103][5][115] وتشترك الأسوار الدفاعية التي شيدت في عهد مسلمي الأندلس أيضاً في هذا الشكل العام، وقد بقيت نماذج منها في قرطبة، إشبيلية، وغرناطة.[103]

بوابات المدينة

ممر معقد منحنٍ في باب الدباغ بوابة مراكش

.

كما هو الحال في تحصينات القرونسطية في أماكن أخرى من العالم، ثًقبت أسوار المدينة المغربية بعدد من بوابات لمنحها الدخول والخروج من المدينة. ونظراً لأن هذه كانت غالباً أضعف النقاط في الجدار الدفاعي، فقد كانت عادةً أكثر تحصيناً من الجدار المحيط بها. حيث كان لمعظم البوابات المغربية في القرونسطية مدخل منحني: جعل ممرها حاداً كـزاوية قائمة مرة واحدة أو عدة مرات من أجل إبطاء أي مهاجمين.[87][130][103] وهي مصممة بمظهر بسيط إلى حدٍ بعيدٍ جدًا ومزينة. كما بني العديد من البوابات الأثرية التي لا تزال موجودة حتى اليوم من الحجر خلال الفترة الموحدية، بما في ذلك باب اگناو في مراكش وبوابة قصبة الوداية في الرباط.[7][24] نظراً لأن الوظيفة الدفاعية لأسوار المدينة وبواباتها أصبحت أقل أهمية في العصر الحديث، فقد أصبحت البوابات أكثر هياكل زخرفية ورمزية، مثل بوابة أبي الجنود الذي بني في فاس عام 1913.[87]

مدخل قصبة طنجة

قَصَبَات

في المغرب يشير مصطلح القصبة بشكلٍ عام (العربية: قَـصَـبَـة‎) إلى السياج المحصن، بدءاً من حصون الحامية الصغيرة إلى المناطق المحاطة بأسوار واسعة والتي كانت بمثابة القلعة ومركز الحكومة في المدينة (مثل قصبة مراكش أو قصبة طنجة).[5][3][7] يمكن أن تشير "القصبة" (وتسمى أيضاً "tighremt" في اللغة الأمازيغية) إلى العديد من الحصون أو القصور المحصنة في جبال الأطلس والصحراء والواحات في المغرب، مثل قصبة تلوا، قصبة امريديل، تامنوگالت، قصبة تاوريرت في ورززات.[8] في هذه المناطق، التي غالباً ما تكون مناطق أمازيغية (بربرية) تقليدية، تُبنى القصبات عادةً من التراب الصخري والطوب الطيني (أو أحياناً الحجر) وغالباً ما تُميز بأبراج زاوية مربعة، مزينة أحياناً بزخارف هندسية على طول جدرانها العلوية، وتعلوها شُرفات على شكل سن المنشار.[8][76]

أگادير

"أگادير" في منطقة الأطلس الصغير بالمغرب

حُصنت "أگادير" أو ماتعرف بـمخازن الحبوب، التي توجد عادة في مناطق الصحراء والجبل والواحات في جنوب وشرق المغرب. وهي أحدى الأنواع المعمارية المرتبطة بشكل خاص بالعمارة الأمازيغية في شمال إفريقيا. تتألف هذه المباني عادةً من جدار حجري خارجي صلب، وأحياناً مع أبراج تحصين، وداخلها عبارة عن خطوط من غرف التخزين الصغيرة[8][76]

قصور (قُرى مُحصنة)

يستخدم المصطلح qsūr أو qsars (المعروف أيضاً باسم "ksar" أو "ksour") للإشارة إلى القرى المحصنة في الصحراء والجبل و مناطق الواحات المغربية، المرتبطة مرة أخرى بالعمارة الأمازيغية. وعادة ما تكون محاطة بجدار دفاعي مقوى بأبراج، مبنية مرة أخرى من التراب المدكوك والطوب الطيني أو الحجر. عادة ما يكون للجدار المحيط بوابة واحدة فقط، وتقع معظم المباني العامة بالقرب من هذه البوابة.[76]حيث يعد قصر آيت بن حدو هو أحد الأمثلة الشهيرة على ترسيخ "القصور" المحفوظة، مكتمل بقصبة شاهقة بالقرب من مدخله و "أگادير" على قمة تل.[79][131]

الحصون والتحصينات الأخرى كالـ(برج، سقالة، و رباط)

سقالة لميناء في الصويرة

بشكلٍ عام تُشير كلمة "بُرج" (العربية: برج‎) إلى حصن أوصرح أو معقل، مثل برج الشمال في فاس.[21][87] A sqala أما النوع الأخر من الحصون كان (العربية: سقالة‎)، وغالباً ما تكون على شاطئ البحر بمنصة للمدافع، مثل سقالة الصويرة أو قصبة الوداية في الرباط.[132][133][5]بالإضافة إلى "رباط" التي تشير كلمة (العربية: رِبَـاط‎) عادةً إلى قلعة ريفية أو حدودية يستخدمها ظاهرياً المحاربون الذين يشنون "الجهاد" على حافة الأراضي الإسلامية، على الرغم من أنها أيضاً تشير إلى نوع من "الأديرة" المحصنة أو الخلوة الروحية لأتباع الصوفية، على عكس الزاوية.[3]ومن أمثلته البارزة، من الناحية المعمارية، رباط تيط جنوب الجديدة، والذي في الأصل شيدته أحدى العائلات في القرن الثاني عشر.[3] كما (يُلاحظ أيضًا أن اسم مدينة الرباط مشتق من اسمها الأصلي "رباط الفتح".[7])

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب ت ث Rivet, Daniel (2012). Histoire du Maroc: de Moulay Idrîs à Mohammed VI. Paris: Fayard. ISBN 9782213638478.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي أأ أب أت أث أج أح أخ Parker, Richard (1981). A practical guide to Islamic Monuments in Morocco. Charlottesville, VA: The Baraka Press.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي أأ أب أت أث أج أح أخ أد أذ أر أز أس أش أص أض أط أظ أع أغ أف أق أك أل أم أن أهـ أو أي بأ بب بت بث بج بح بخ بد بذ بر بز بس بش بص بض بط بظ بع بغ بف بق بك بل بم بن به بو بي تأ تب تت تث تج تح Marçais, Georges (1954). L'architecture musulmane d'Occident. Paris: Arts et métiers graphiques.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح Gaudio, Attilio (1982). Fès: Joyau de la civilisation islamique. Paris: Les Presse de l'UNESCO: Nouvelles Éditions Latines. ISBN 2723301591.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن Touri, Abdelaziz; Benaboud, Mhammad; Boujibar El-Khatib, Naïma; Lakhdar, Kamal; Mezzine, Mohamed (2010). Le Maroc andalou : à la découverte d'un art de vivre (2 ed.). Ministère des Affaires Culturelles du Royaume du Maroc & Museum With No Frontiers. ISBN 978-3902782311.
  6. ^ أ ب ت ث Barrucand, Marianne; Bednorz, Achim (1992). Moorish architecture in Andalusia. Taschen. ISBN 3822876348.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ Bennison, Amira K. (2016). The Almoravid and Almohad Empires. Edinburgh University Press. ISBN 9780748646821.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر L. Golvin, « Architecture berbère », Encyclopédie berbère [online], 6 (1989), document A264, published online on December 1, 2012, accessed on April 10, 2020. URL : http://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/2582
  9. ^ Centre, UNESCO World Heritage. "Ksar of Ait-Ben-Haddou". UNESCO World Heritage Centre (in الإنجليزية). Retrieved 2020-04-16.
  10. ^ أ ب Wright, Gwendolyn (1991). The Politics of Design in French Colonial Urbanism. University of Chicago Press.
  11. ^ أ ب ت ث ج The Rough Guide to Morocco (12th ed.). Rough Guides. 2019.
  12. ^ أ ب "Hassan II Mosque". Archnet. Retrieved 2020-06-09.
  13. ^ "Desert Blooms: The Contemporary Architecture of Morocco - Architizer Journal". Journal (in الإنجليزية). 2019-07-02. Retrieved 2020-06-09.
  14. ^ "Modern Morocco: Building a New Vernacular". ArchDaily (in الإنجليزية الأمريكية). 2019-11-26. Retrieved 2020-06-09.
  15. ^ Brett, Michael; Fentress, Elizabeth (1996). The Berbers. Blackwell. ISBN 0631168524.
  16. ^ أ ب ت ث ج ح خ Abun-Nasr, Jamil (1987). A history of the Maghrib in the Islamic period. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0521337674.
  17. ^ Hattstein, Markus and Delius, Peter (eds.), 2011, Islam: Art and Architecture. h.f.ullmann.
  18. ^ Richard Ettinghausen, Richard; Grabar, Oleg; Jenkins-Madina, Marilyn (2003). The Art and Architecture of Islam: 650-1250 (2nd ed.). Yale University Press.
  19. ^ Keshani, Hussein (2008). "Art". In Rippin, Andrew (ed.). The Islamic World. London: Routledge. pp. 421–443.
  20. ^ Bierman, Irene A.; al‐Asad, Mohammad (2009). "Architecture". In Bloom, Jonathan M.; Blair, Sheila S. (eds.). The Grove Encyclopedia of Islamic Art and Architecture. New York: Oxford University Press.
  21. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش Le Tourneau, Roger (1949). Fès avant le protectorat: étude économique et sociale d'une ville de l'occident musulman. Casablanca: Société Marocaine de Librairie et d'Édition.
  22. ^ أ ب ت Terrasse, Henri (1968). La Mosquée al-Qaraouiyin à Fès; avec une étude de Gaston Deverdun sur les inscriptions historiques de la mosquée. Paris: Librairie C. Klincksieck.
  23. ^ أ ب ت ث Lintz, Yannick; Déléry, Claire; Tuil Leonetti, Bulle (2014). Maroc médiéval: Un empire de l'Afrique à l'Espagne. Paris: Louvre éditions. ISBN 9782350314907.
  24. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Salmon, Xavier (2018). Maroc Almoravide et Almohade: Architecture et décors au temps des conquérants, 1055-1269. Paris: LienArt.
  25. ^ Basset, Henri; Terrasse, Henri (1932). Sanctuaires et forteresses almohades. Paris: Larose.
  26. ^ أ ب ت Tabbaa, Yasser (2008). "Andalusian roots and Abbasid homage in the Qubbat al-Barudiyyin in Marrakesh". Muqarnas. 25: 133–146. doi:10.1163/22118993_02501006.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ Deverdun, Gaston (1959). Marrakech: Des origines à 1912. Rabat: Éditions Techniques Nord-Africaines.
  28. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش Bloom, Jonathan M. (2020). Architecture of the Islamic West: North Africa and the Iberian Peninsula, 700-1800. Yale University Press. ISBN 9780300218701.
  29. ^ أ ب Kubisch, Natascha (2011). "Maghreb - Architecture" in Hattstein, Markus and Delius, Peter (eds.) Islam: Art and Architecture. h.f.ullmann.
  30. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض Salmon, Xavier (2016). Marrakech: Splendeurs saadiennes: 1550-1650. Paris: LienArt. ISBN 9782359061826.
  31. ^ Bressolette, Henri; Delaroziere, Jean (1983). "Fès-Jdid de sa fondation en 1276 au milieu du XXe siècle". Hespéris-Tamuda: 245–318.
  32. ^ Rguig, Hicham (2014). "Quand Fès inventait le Mellah". In Lintz, Yannick; Déléry, Claire; Tuil Leonetti, Bulle (eds.). Maroc médiéval: Un empire de l'Afrique à l'Espagne. Paris: Louvre éditions. pp. 452–454. ISBN 9782350314907.
  33. ^ Gilson Miller, Susan; Petruccioli, Attilio; Bertagnin, Mauro (2001). "Inscribing Minority Space in the Islamic City: The Jewish Quarter of Fez (1438-1912)". Journal of the Society of Architectural Historians. 60 (3): 310–327. doi:10.2307/991758. JSTOR 991758.
  34. ^ Barrucand, Marianne (2019-11-18), Boucheron, Patrick; Chiffoleau, Jacques, eds., Les relations entre ville et ensemble palatial dans les " villes impériales " marocaines : Marrakech et Meknès, Collection d’histoire et d’archéologie médiévales, Presses universitaires de Lyon, pp. 325–341, ISBN 978-2-7297-1086-6, http://books.openedition.org/pul/19372, retrieved on 2020-06-07 
  35. ^ Miller, Susan Gilson (2005). "Finding Order in the Moroccan City: The Ḥubus of the Great Mosque of Tangier as an Agent of Urban Change". Muqarnas. 22: 265–283. doi:10.1163/22118993_02201012 – via JSTOR.
  36. ^ "Opinion: "Casablanca presents one of the best models of modernism"". Dezeen (in الإنجليزية). 2018-05-17. Retrieved 2020-06-09.
  37. ^ Planet, Lonely. "Architecture in Morocco". Lonely Planet (in الإنجليزية). Retrieved 2020-06-09.
  38. ^ "Art Deco Architecture in Casablanca - Attraction | Frommer's". www.frommers.com. Retrieved 2020-06-09.
  39. ^ Blondeau, Mathilde; Ouzzani, Kenza Joundy (2016). Casablanca courts-circuits. ISBN 978-9954-37-750-5. OCLC 1135744090.
  40. ^ "Gran Teatro Cervantes". Archnet. Retrieved 2020-06-09.
  41. ^ "Bank al-Maghrib, Agence Centrale". Archnet. Retrieved 2020-06-09.
  42. ^ "Poste Maroc | Archnet". archnet.org. Retrieved 2020-06-09.
  43. ^ "Rough Guides - Sidi Ifni". Rough Guides (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2020-06-09.
  44. ^ Dahmani, Iman; El moumni, Lahbib; Meslil, El mahdi (2019). Modern Casablanca Map. Translated by Borim, Ian. Casablanca: MAMMA Group. ISBN 978-9920-9339-0-2.
  45. ^ إيلي أزاجوري.. استعادة عميد المعماريين المغاربة [Elie Azagoury .. Acknowledging the Dean of Moroccan Architects]. Al-Araby. 19 December 2019. Retrieved 5 May 2021.
  46. ^ "Mohamed V Mausoleum | Mausoleum Mohammed V". Archnet. Retrieved 2020-06-09.
  47. ^ "Railway Station (Marrakech)". Archnet. Retrieved 2020-06-09.
  48. ^ "Marrakech-Menara Airport Extension/ E2A Architecture |". www.archidatum.com. Retrieved 2020-06-09.
  49. ^ Eliason, Margot (2019-07-18). "Kenitra Train Station Wins International Architecture Prize". Morocco World News (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2020-06-09.
  50. ^ "silvio d'ascia architecture covers high-speed train station in traditional arabian pattern in morocco". designboom | architecture & design magazine (in الإنجليزية). 2019-11-20. Retrieved 2020-06-09.
  51. ^ "Casablanca Finance City Tower by Morphosis". www.architecturalrecord.com (in الإنجليزية). Retrieved 2020-06-09.
  52. ^ "Zaha Hadid Leaves Behind a Masterpiece (Theatre) in Rabat, Morocco". Redshift EN. 2019-04-04. Retrieved 2020-06-09.
  53. ^ "Grand Théatre de Rabat – Zaha Hadid Architects" (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2020-06-09.
  54. ^ M. Bloom, Jonathan; S. Blair, Sheila, eds. (2009). "Capitals in Islamic Architecture". The Grove Encyclopedia of Islamic Art and Architecture. Oxford University Press. ISBN 9780195309911.
  55. ^ أ ب M. Bloom, Jonathan; S. Blair, Sheila, eds. (2009). "Ornament and pattern". The Grove Encyclopedia of Islamic Art and Architecture. Oxford University Press. ISBN 9780195309911.
  56. ^ أ ب ت Raftani, Kamal; Radoine, Hassan (2008). "The Architecture of the Hammams of Fez, Morocco". Archnet-IJAR. 2 (3): 56–68.
  57. ^ أ ب ت ث Sibley, Magda. "The Historic Hammams of Damascus and Fez: Lessons of Sustainability and Future Developments". The 23rd Conference on Passive and Low Energy Architecture.
  58. ^ Bouaissa, Malikka (27 July 2013). "The crucial role of geometry in Islamic art". Al Arte Magazine. Retrieved 1 December 2015.
  59. ^ Bonner, Jay (2017). Islamic geometric patterns : their historical development and traditional methods of construction. New York: Springer. p. 1. ISBN 978-1-4419-0216-0. OCLC 1001744138.
  60. ^ Bier, Carol (Sep 2008). "Art and Mithãl: Reading Geometry as Visual Commentary". Iranian Studies. 41: 9. doi:10.1080/00210860802246176. JSTOR 25597484. S2CID 171003353.
  61. ^ Navarro, Julio; Garrido, Fidel; Almela, Íñigo (2017). "The Agdal of Marrakesh (Twelfth to Twentieth Centuries): An Agricultural Space for Caliphs and Sultans. Part 1: History". Muqarnas. 34 (1): 23–42. doi:10.1163/22118993_03401P003.
  62. ^ Navarro, Julio; Garrido, Fidel; Almela, Íñigo (2018). "The Agdal of Marrakesh (Twelfth to Twentieth Centuries): An Agricultural Space for Caliphs and Sultans. Part II: Hydraulics, Architecture, and Agriculture". Muqarnas. 35 (1): 1–64. doi:10.1163/22118993_03501P003.
  63. ^ Dunlop, D.M.; Colin, G.S.; Şehsuvaroǧlu, Bedi N. (2012). "Bīmāristān". In Bearman, P.; Bianquis, Th.; Bosworth, C.E.; van Donzel, E.; Heinrichs, W.P. (eds.). Encyclopaedia of Islam, Second Edition. Brill.
  64. ^ Moussaoui, Driss; Glick, Ira D. (2015). "The Maristan "Sidi Fredj" in Fez, Morocco". American Journal of Psychiatry. 172 (9): 838–839. doi:10.1176/appi.ajp.2015.15010051. PMID 26324302.
  65. ^ "Qantara - Maristan of Granada/ Foundation Stone/ Fountain heads in the shape of lions". www.qantara-med.org. Retrieved 2020-12-17.
  66. ^ Pedersen, J.; Makdisi, G.; Rahman, Munibur; Hillenbrand, R. (2012). "Madrasa". Encyclopaedia of Islam, Second Edition. Brill.
  67. ^ Bloom, Jonathan M.; Blair, Sheila S., eds. (2009). "Madrasa". The Grove Encyclopedia of Islamic Art and Architecture. Oxford University Press.
  68. ^ Bloom, Jonathan M. (2020). Architecture of the Islamic West: North Africa and the Iberian Peninsula, 700-1800. Yale University Press. ISBN 9780300218701.
  69. ^ Kennedy, Hugh (1996). Muslim Spain and Portugal: A Political History of al-Andalus. Routledge. ISBN 9781317870418.
  70. ^ Ewert, Christian (1995). "La mezquita de Córdoba: santuario modelo del Occidente islámico". In Guzmán, López (ed.). La arquitectura islámica del Islam Occidental. Madrid: Lunwerg Editores. pp. 55–68.
  71. ^ أ ب Dodds, Jerrilynn D., ed. (1992). Al-Andalus: The Art of Islamic Spain. New York: The Metropolitan Museum of Art. ISBN 0870996371.
  72. ^ Bloom, Jonathan M. (2020). Architecture of the Islamic West: North Africa and the Iberian Peninsula, 700-1800. Yale University Press. ISBN 9780300218701.
  73. ^ أ ب Bloom, Jonathan; Toufiq, Ahmed; Carboni, Stefano; Soultanian, Jack; Wilmering, Antoine M.; Minor, Mark D.; Zawacki, Andrew; Hbibi, El Mostafa (1998). The Minbar from the Kutubiyya Mosque. The Metropolitan Museum of Art, New York; Ediciones El Viso, S.A., Madrid; Ministère des Affaires Culturelles, Royaume du Maroc.
  74. ^ Oumada, Mohamed; Lhoussaine, Amara (2018). "La valorisation touristique du patrimoine: quelles contributions au développement durable de l'espace fragile des oasis? Le cas des Kasbahs de Skoura Ahl El Oust". In Conceição Lopes, Maria; Bentaleb, Aziz; Bouaouinate, Asmae (eds.). DigitAR Nº5. Coimbra University Press. p. 273.
  75. ^ "Berber | Definition, People, Languages, & Facts". Encyclopedia Britannica (in الإنجليزية). Retrieved 2020-12-21.
  76. ^ أ ب ت ث ج ح خ M. Bloom, Jonathan; S. Blair, Sheila, eds. (2009). "Berber". The Grove Encyclopedia of Islamic Art and Architecture. Oxford University Press. ISBN 9780195309911.
  77. ^ Raffaelli, Giuliana; Robles Marín, Pedro; Guerrera, Francesco; Martín Martín, Manuel; Alcalá-García, Francisco Javier; Amadori, Maria Letizia; Asebriy, Lahcen; El Amrani, Iz-Edine; Tejera de León, Julian (June 2016). "Archaeometric study of a typical medieval fortified granary (Amtoudi Agadir, Anti-Atlas Chain, southern Morocco): a key case for the maintenance and restoration of historical monuments". Italian Journal of Geosciences. 135 (2): 280–299. doi:10.3301/IJG.2015.25. hdl:10045/64989.
  78. ^ Naji, Salima (2009). Art et Architectures berbères du Maroc. Editions la Croisée des Chemins. ISBN 9782352700579.
  79. ^ أ ب ت ث ج ح Wagner, Lauren; Minca, Claudio (2014). "Rabat retrospective: Colonial heritage in a Moroccan urban laboratory". Urban Studies. 51 (14): 3011–3025. doi:10.1177/0042098014524611. S2CID 145686603.
  80. ^ Garret, Pascal (2002). "La fabrique publique de l'espace public confrontée aux intérêts privés. Lyautey, Prost et les "bâtisseurs" de Casablanca". Géocarrefour. 77 (3): 245–254. doi:10.3406/geoca.2002.2749.
  81. ^ أ ب ت Aouchar, Amina (2005). Fès, Meknès. Flammarion. pp. 192–194.
  82. ^ أ ب ت ث Holden, Stacy E. (2008). "The Legacy of French Colonialism: Preservation in Morocco's Fez Medina". APT Bulletin: The Journal of Preservation Technology. 39 (4): 5–11.
  83. ^ "Casablanca: L'histoire à travers les plans d'aménagement". L'Economiste (in الفرنسية). 1999-02-17. Retrieved 2020-04-19.
  84. ^ Tribillon, Jean-François. "Le dahir de 1914 et l'urbanisme au Maroc : permanence juridico-foncière et plasticité politique". Le carnet du Centre Jacques Berque (in الفرنسية). Retrieved 2020-04-19.
  85. ^ Abu-Lughod, Janet (1980). Rabat: Urban Apartheid in Morocco. Princeton University Press.
  86. ^ Abu-Lughod, Janet (1875). "Moroccan Cities: Apartheid and the Serendipity of Conservation". In Abu-Lughod, Ibrahim (ed.). African Themes: Northwestern University Studies in Honor of Gwendolen M. Carter. Northwestern University Press. pp. 77–111.
  87. ^ أ ب ت ث ج ح Métalsi, Mohamed (2003). Fès: La ville essentielle. Paris: ACR Édition Internationale. ISBN 978-2867701528.
  88. ^ Scham, Alan (1970). Lyautey in Morocco: Protectorate Administration, 1912-1925. University of California Press. pp. 152–156. ISBN 9780520016026.
  89. ^ Sinclair, Mandy (May 7, 2018). "Casamemoire: Why Casablanca's Art Deco Architecture Needs Urgent Protection". The Independent.
  90. ^ أ ب Futura. "Pisé". Futura (in الفرنسية). Retrieved 2020-01-08.
  91. ^ أ ب "Pisé", in The Penguin Dictionary of Architecture and Landscape Architecture, 5th edition (1998). p.439
  92. ^ Jaquin, P. (2012). "History of earth building techniques". In Hall, Matthew R.; Lindsay, Rick; Krayenhoff, Meror (eds.). Modern Earth Buildings: Materials, Engineering, Constructions and Applications. Woodhead Publishing. p. 314.
  93. ^ أ ب "Matériaux de construction traditionnels : Un bilan des recherches et des expériences". L'Economiste (in الفرنسية). 1992-06-25. Retrieved 2018-02-10.
  94. ^ The Rough Guide to Morocco (11 ed.). London: Rough Guides. 2016. p. 390. ISBN 9780241236680.
  95. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Maslow, Boris (1937). Les mosquées de Fès et du nord du Maroc. Paris: Éditions d'art et d'histoire.
  96. ^ أ ب Marcos Cobaleda, Maria; Villalba Sola, Dolores (2018). "Transformations in medieval Fez: Almoravid hydraulic system and changes in the Almohad walls". The Journal of North African Studies. 23 (4): 591–623. doi:10.1080/13629387.2017.1371596. S2CID 219625871.
  97. ^ Quentin, Wilbaux (1999). Marrakesh: The Secret of Courtyard Houses. ACR. p. 50. ISBN 9782867701283.
  98. ^ "Morocco's majestic cedars threatened by climate change". phys.org (in الإنجليزية). Retrieved 2020-06-08.
  99. ^ "Morocco's vulnerable cedar trees are being cut down illegally". The France 24 Observers (in الإنجليزية). Retrieved 2020-06-08.
  100. ^ أ ب Aboufadil, Y., Thalal, A., & Raghni, M. (2013). "Symmetry groups of Moroccan geometric woodwork patterns". Journal of Applied Crystallography, 46, 1–8.
  101. ^ M. Bloom, Jonathan; S. Blair, Sheila, eds. (2009). "Granada". The Grove Encyclopedia of Islamic Art and Architecture. Oxford University Press. ISBN 9780195309911.
  102. ^ Terrasse, Henri (1964). "La mosquée almohade de Bou Jeloud à Fès". Al-Andalus. 29 (2): 355–363.
  103. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ Wilbaux, Quentin (2001). La médina de Marrakech: Formation des espaces urbains d'une ancienne capitale du Maroc. Paris: L'Harmattan. ISBN 2747523888.
  104. ^ أ ب Bonine, Michael E. (1990). "The Sacred Direction and City Structure: A Preliminary Analysis of the Islamic Cities of Morocco". Muqarnas. 7: 50–72. doi:10.2307/1523121. JSTOR 1523121.
  105. ^ King, David A. (1995). "The Orientation of Medieval Islamic Religious Architecture and Cities". Journal for the History of Astronomy. 26 (3): 253–274. doi:10.1177/002182869502600305. S2CID 117528323.
  106. ^ Gilson Miller, Susan; Petruccioli, Attilio; Bertagnin, Mauro (2001). "Inscribing Minority Space in the Islamic City: The Jewish Quarter of Fez (1438-1912)". Journal of the Society of Architectural Historians. 60 (3): 310–327. doi:10.2307/991758. JSTOR 991758.
  107. ^ Frank, Michael (2015-05-30). "In Morocco, Exploring Remnants of Jewish History". The New York Times (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0362-4331. Retrieved 2020-09-26.
  108. ^ "Morocco is a trove of Jewish history if you know where to go". AP NEWS. 2019-04-18. Retrieved 2020-09-26.
  109. ^ Skali, Faouzi (2007). Saints et sanctuaires de Fés. Marsam Editions.
  110. ^ Sibley, Magda; Sibley, Martin (2015). "Hybrid Transitions: Combining Biomass and Solar Energy for Water Heating in Public Bathhouses". Energy Procedia. 83: 525–532. doi:10.1016/j.egypro.2015.12.172.
  111. ^ Sibley, Magda; Jackson, Iain (2012). "The architecture of Islamic public baths of North Africa and the Middle East: an analysis of their internal spatial configurations". Architectural Research Quarterly. 16 (2): 155–170. doi:10.1017/S1359135512000462. S2CID 111065262.
  112. ^ "Summary of the discussions – ECO-HAMMAM" (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2020-09-13.
  113. ^ Raftani, Kamal; Radoine, Hassan (2008). "The Architecture of the Hammams of Fez, Morocco". Archnet-IJAR, International Journal of Architectural Research. 2 (3): 56–68.
  114. ^ Madani, Tariq (1999). "Le réseau hydraulique de la ville de Fès". Archéologie islamique. 8–9: 119–142.
  115. ^ أ ب ت Bressolette, Henri; Delaroziere, Jean (1983). "Fès-Jdid de sa fondation en 1276 au milieu du XXe siècle". Hespéris-Tamuda: 245–318.
  116. ^ "WaterHistory.org". www.waterhistory.org. Retrieved 2020-07-26.
  117. ^ El Faiz, Mohammed; Ruf, Thierry (2010). "An Introduction to the Khettara in Morocco: Two Contrasting Cases". Water and Sustainability in Arid Regions: Bridging the Gap Between Physical and Social Sciences. Springer. pp. 151–163. ISBN 978-90-481-2776-4.
  118. ^ "Accommodation in Morocco | Where to stay in Morocco". Rough Guides (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2020-05-31.
  119. ^ Planet, Lonely. "Sleeping in Morocco". Lonely Planet (in الإنجليزية). Retrieved 2020-05-31.
  120. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Revault, Jacques; Golvin, Lucien; Amahan, Ali (1985). Palais et demeures de Fès. Vol I: Époques mérinde et saadienne (XIVe-XVIIe siècles). Éditions du Centre national de la recherche scientifique.
  121. ^ Bel, Alfred (1919). Inscriptions arabes de Fès, une maison privée du xive siècle. Paris. pp. 317 and after.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link)
  122. ^ Terrasse, Henri; Maslow, Boris (1935). Une maison mérinide de Fès. Tlemcen.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link)
  123. ^ "La magnifique rénovation des 27 monuments de Fès – Conseil Régional du Tourisme (CRT) de Fès" (in الفرنسية). Retrieved 2021-02-12.
  124. ^ "The Secret Garden - Marrakech | Marrakech Riad". www.marrakech-riad.co.uk (in الإنجليزية الأمريكية). 2017-03-12. Retrieved 2021-02-05.
  125. ^ "L'extraordinaire "Jardin secret" de Marrakech [Médina]". Vanupied (in الفرنسية). 2018-05-10. Retrieved 2021-02-05.
  126. ^ Mouline, Saïd (2008). "Rabat. Salé – Holy Cities of the Two Banks". The City in the Islamic World. Vol. 1. Brill. pp. 643–662. ISBN 9789004171688.
  127. ^ أ ب Aouchar, Amina (2005). Fès, Meknès. Flammarion. pp. 210–211.
  128. ^ "Morocco.com | Glaoui Kasbah, High Atlas". Morocco.com (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2020-07-19.
  129. ^ Griffiths, Chris (2013-12-29). "Telouet Kasbah in Morocco: A Rare Performance". Journey Beyond Travel (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2020-07-19.
  130. ^ Allain, Charles; Deverdun, Gaston (1957). "Les portes anciennes de Marrakech". Hespéris. 44: 85–126.
  131. ^ "Rough Guides - Aït Benhaddou and around". Rough Guides (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2020-04-16.
  132. ^ "Qantara - Sqala of the port of Essaouira". www.qantara-med.org. Retrieved 2020-06-08.
  133. ^ "Sqala du port (Sqala Al Marssa )". Inventaire et Documentation du Patrimoine Culturel du Maroc (in الفرنسية). Retrieved 2020-06-08.