ليون الأفريقي

(تم التحويل من ليون الإفريقي)
رسم محتمل لليون الإفريقي، بريشة سيباستيانو دل پيومبو في سنة 1520
الصفحة الأولى من كتاب وصف أفريقيا باللغة الإنجليزية، 1600.
الأدب المغربي
قائمة الكتاب

أدب المغرب
العربية المغربية
الأمازيغية

المؤلفون المغاربة
الروائيون

كتاب المسرحيات - الشعراء
كتاب المقالات - المؤرخون
كتاب الرحلات - كتاب صوفيون
كتاب أندلسيون

الصيغ
الروايات - الشعر - المسرحيات
النقد والجوائز

النظرية الأدبية - النقاد
الجوائز الأدبية

انظر أيضاً

المجدوب - عوزل
شكري - بن جلون
زفزاف - المالح
شرايبي - مرنيسي
ليو أفريكانوس - خير الدين

بوابة المغرب
بوابة الأدب

يوحنا ليون الأفريقي (ح. 1494 - ح. 1554) أو الحسن ابن محمد الوزان، كان دبلوماسي، مؤلف، رحالة مغربي، اشتهر بكتابه وصف أفريقيا، والذي وصف فيه جغرافيا شمال أفريقيا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

هو الحسن بن محمد الوزان الفاسي الغرناطي، وهو حسبما يدل عليه اسمه أندلسي الأصل. ولد بمدينة غرناطة حسبما يذكر لنا ذلك في خاتمة كتابه، في فترة حياتها الإسلامية الأخيرة، وذلك – وفقاً لما يبدو من بعض المقارنات – في سنة 839 هـ (1488م). ولما سقطت غرناطة في أيدي الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيسابيلا، في فاتحة سنة 1492م، وانتهت بذلك دولة الإسلام في الأندلس، غادرت أسرته الوطن القديم غرناطة فيمن غادره من آلاف المسلمين، الذين لم يطمئنوا إلى الحكم الجديد، وعبرت البحر إلى المغرب، واستقرت بمدينة فاس. وكانت ما تزال تحتفظ بقبس من سمعتها العلمية القديمة أيام بني مُرين. وأنفق الحسن سنيّ حداثته في فاس، ودرس بها، حسبما يحدثنا في رحلاته، النحو والشعر والأدب والتاريخ والفلسفة والشريعة. وقد ذكر لنا في بعض المناسبات أنه كان من بين كتبه الدراسية كتاب (عقائد النسفيّ). والظاهر أيضاً مما يذكره لنا عن حياته في تلك الفترة، أنه كان يعيش مع أسرته في سعة ورغد، وقد كانت أسرته تقضي مواسم الصيف في قصر سابق مهجور، يقع على قيد نحو ستة أميال من فاس، وكان أبوه يستأجر الأراضي المجاورة لهذا القصر. وكان أبو الحسن يعيش سعيداً في تلك العزلة المشجعة على الدرس.

ويقص علينا الحسن مراحل حياته، خلال أحاديثه عن رحلاته، فهو قد اشتغل في حداثته، كمعظم طلبة هذا العصر، بالتوثيق في مارستان فاس، بأجر قدره ثلاثة دنانير في الشهر. وقد بدأ رحلاته في أنحاء المغرب، وأواسط أفريقية، برحلة مع عمه إلى تمبكتو (في مالي)، وذلك في سنة 910 هـ (1504م) وهو فتى في السابعة عشرة من عمره، وكانت حسبما نفصّل بعد ذلك، من أعظم وأهم رحلاته.

وشهد في الأعوام التالية كثيرا من الأحداث الهامة التي وقعت يومئذ بالمغرب، والتي يذكرها لنا تباعاً خلال حديثه. وكانت هذه الفترة بالذات من أهم الفترات في تاريخ المغرب، وهي الفترة التي اشتد فيها اعتداء البرتغاليين على الشواطئ والثغور المغربية الغربية، ونهض المغرب فيها ليدفع عدوان المغيرين بكل ما وسع، ويشهر عليهم حرب جهاد شعواء. ففي سنة 1508م كان الحسن في خدمة مولاي محمد سلطان فاس، عندما سار بحملته لإنقاذ ثغر أصيلا، الذي استولى عليه البرتغاليون، وقد كاد يسقط في أيدي المغاربة لولا أن تداركته نجدة قوية بعث بها ملك قشتالة إلى البرتغاليين.

وفي سنة 1512م سار الحسن في ركب مولاي محمد مرة أخرى، في حملته التي شهرها على الأعراب الذين كانوا يعيثون فسادا في سهول مملكته، ويعتدون على السكان الآمنين. ويحدثنا الحسن خلال ذلك عن بعض حوادث المغرب الأخرى، مثل سقوط آسفي في أيدي البرتغاليين في سنة 1508. ويقول لنا أنه كان بعد ذلك بسبعة أعوام ممن شهدوا هجوم البرتغاليين على ثغر المعمورة في سنة 1515م وهزيمتهم يومئذ شر هزيمة على يد مولاي ناصر الوطاسي.

وليست لدينا تفاصيل واضحة عن حياة الحسن ابن الوزان في الأعوام التالي، سوى حقيقة واحدة، هي أنه قام خلالها بعدة رحلات هامة في شمال أفريقية، وفي قسطنطينية، ومصر وبلاد العرب وبلاد أرمينية وشمال فارس. ولسنا نعرف بالضبط ماذا كانت حقيقة الدوافع التي حملته على القيام بهذه الرحلات. بيد أنه يبدو أنه كان في البداية يرافق التجار، ويقوم لهم بأعمال التوثيق والمحاسبة، وذلك حسبما يحدثنا في بعض رحلاته في جبال الأطلس. ثم أنه يبدو كذلك أنه كان يشتغل أحيانا بالتجارة لحسابه الخاص، وذلك حسبما يحدثنا خلال رحلته الأولى إلى مصر، حيث قام في ساحل ليبيا بشراء بعض الأغنام والزبد، ولما أراد شحنها بطريق البحر إلى مصر، اضطر إلى الفرار خشية من مفاجأة القراصنة الفرنج. غير أن هناك ما يدل أيضا على أن الحسن قد قام بمعظم رحلاته إشباعا لشغفه بالكشف والدراسة. وأقطع دليل على ذلك ما تركه لنا عنها من أوصاف مستفيضة دقيقة، لا يمكن أن تكون مستمدة من مذكرات وتقييدات مدونة، لا يمليها إلا مثل هذا الشغف بالدرس والتدوين.


رحلاته

رواية ليون الأفريقي. لتحميل الرواية، اضغط على الصورة.

كانت رحلة ابن بطوطة الطنجي (1304-1378) وثيقة من أنفس الوثائق التي اعتمد عليها البحث الغربي في دراسة الأقطار والأمم الأفريقية والآسيوية، وأحوالها الإجتماعية في القرن الرابع عشر الميلادي. وكانت أوصاف ابن بطوطة، بالأخص للصحراء الأفريقية الكبرى وبلاد السودان وممالك حوض النيجر السوداء، هي عمدة الدراسات والبحوث الكشفية الأوروبية الحديثة لتلك المناطق.

وجاء من بعد ابن بطوطة بنحو قرن ونصف رحالة آخر، هو ليون الأفريقي طاف بأرجاء المغرب وأواسط أفريقية ومصر وقسطنطينية وبلاد العرب. وكتب لنا وصفاً لأفريقية عني فيه بالأخص بوصف أنحاء المغرب وبلاد السودان، وممالك أفريقية السوداء في منطقة النيجر. وغدا مصنفه المشهور (وصف أفريقية) إلى جانب رحلة ابن بطوطة وثيقة نفيسة أخرى، لتلقي أضواء جديدة على جغرافية هذه المناطق وتاريخها وأحوالها الإجتماعية.

قد بدأت هذه الرحلات برحلة الحسن مع عمه إلى تمبكتو في سنة 1504 وكان عمه قد ندب ليكون سفيرا لسلطان فاس إلى سلطان تمبكتو. وكان هذا العم حسبما يحدثنا الحسن شاعراً جزلا وخطيبا مفوّها. وكانت رحلته طويلة مشعّبة تمت في صحبة القوافل، وقـُدّر للحسن أن يشهد خلالها سائر ممالك إفريقية الوسطى وحوض نهر النيجر، وأن يدرس جغرافيتها وأحوالها دراسة حسنة، وكانت تمبكتو يومئذ في أزهر عصورها، وكانت قاعدة لمملكة كبيرة قوية، تتزعم مصايرها (مصائرها) أسرة (سونجاهي). وقد أتيح للحسن أن يخترق في تلك الرحلة سائر ممالك السودان الواقعة في تلك المنطقة، وعددها خمس عشرة مملكة، متجهاً إلى تمبكتو نحو الشرق، ثم بعد ذلك نحو الجنوب. وهذا الممالك هي: ولاتة وغنيا ومالي وتمبكتو وجوجو وجوبر وأجادز وكانو وونجزج وكافينا وزمفرا وونجرا وبرنو وجاوجو ونوبي.

وكان الحسن حينما قام بهذه الرحلة الكبرى في نحو السابعة عشر من عمره، ومع ذلك فأنه يبدي في وصفه الموجز لمواقع هذه الممالك ومعالمها الجغرافية دقة واضحة ويلخص لنا أحوال حكامها وشعوبها في تلك العبارة: "إن حكام هذه الممالك وسكانها على قدر كبير من الثراء والنشاط وهم يشغفون بإقامة العدالة، ولو أن منهم طوائف تحيا نوعا من الحياة الهمجية."

المغرب

وأنفق الحسن بعد ذلك أعواما في التجول في سائر أنحاء المغرب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وهو يشهد أحداثه، ويدرس معالمه ويمتزج بسائر قبائله وطوائفه، ويخترق سائر مدنه ومحلاته. وقطع كثيرا من هذه الرحلات في صحبة (شريف) من أعضاء أسرة الأشراف السعديين، الذين جلسوا فيما بعد على عرش مراكش، واشترك في كثير من الحملات التي جُهزت يومئذ لمقاومة البرتغاليين وردهم عن الثغور المغربية. وتعتبر هذه الرحلات المغربية المتوالية، إلى جانب رحلة الممالك السودانية، أهم وأخصب رحلات الحسن، وأحفلها بالدرس والوصف.

المشرق

واتجه الحسن بعد ذلك إلى القيام بطائفة من الرحلات المشرقية. وليست لدينا تفاصيل واضحة عن تواريخ هذه الرحلات وترتيبها الزمني، بيد أنه يبدو أنها وقت بين سنتي 1515، 1520م ويستخلص مما يذكره لنا الحسن، أو (ليون الأفريقي) فيما بعد في رحلاته، أنه قام برحلتين إلى قسطنطينية، الأولى في أواخر سنة 1515 أو أوائل سنة 1516 والثانية في أوائل سنة 1520م. وأنه في هذه الرحلة الأولى إلى قسطنطينية زار عند عودته مصر ووادي النيل لأول مرة، ثم زارها بعد ذلك مرتين أخريين عقب الفتح التركي في سنة 1517م وهو يصف لنا برنامج رحلته إلى مصر ومن بعدها في قوله، أنه بعد أن زار القاهرة، سافر مع البحارة بطريق النيل حتى أصوان (أسوان)، ثم ارتد بطريق النيل أيضا إلى قنا، وسار منها إلى الصحراء الشرقية، ثم عبر البحر الأحمر إلى ينبع ثغر المدينة، ثم إلى جدة ثغر مكة. والظاهر أنه عبر بعد ذلك إلى الحجاز، وأن لم يمكن لدينا ما يدل على أنه قد أدى فريضة الحج، واخترق صحراء العرب حتى بلاد فارس وزار تبريز، ثم سار شمالا إلى بلاد أرمينية وهو يلخص لنا مجمل رحلته التي قام بها في المشرق بقوله: "إذا أراد الله فانه سوف يصف لنا كل أقطار آسيا التي طاف بها مثل بلاد العرب واليمن وسيناء والجزء الآسيوي من مصر (يريد فلسطين والشام) وأرمينية، وبعض أجزاء من تارتاريا، وهي بلاد شهدتها كلها واخترقتها أيام شبابي. كذلك سوف أصف رحلاتي الأخيرة من فارس إلى قسطنطينية، ومن قسطنطينية إلى مصر، ومن مصر إلى إيطاليا، وهي رحلة رأيت فيها عددا من الجزائر المختلفة." بيد أن الحسن، أو ليون، يقول لنا فيما بعد أنه لن يتكلم عن هذه البلاد لأنها تتبع آسيا، وأنه لا يريد أن يخرج في وصفه عن حدود إفريقية.

=رحلته الأخيرة وتحوله للمسيحية

كانت رحلته الأخيرة حسبما يبدو من أقواله المتقدمة، هي الرحلة الثانية من فاس إلى قسطنطينية، وقد عاد من رحلته إلى المغرب بطريق الشام ومصر ثم ركب البحر من الإسكندرية إلى المغرب. وهنا وقع الحدث الحسم في حياة الحسن، فان بعض القراصنة المسيحيين، وهم على الأغلب من البنادقة، هاجموا السفينة التي يركبها في مياه جزيرة جربة، على مقربة من تونس، وأُخذ الحسن أسيرا ضمن من أخذوا. وكانت مياه هذا القسم من البحر المتوسط يومئذ مسرحاً لمغامرات أمير البحر التركي خير الدين وأخيه أوروح، ومغامرات خصومه من القراصنة النصارى، وكان وقوع الركاب الآمنين، سواء من المسلمين أو النصارى، أسرى في أيدي القراصنة من الجانبين من الحوادث العادية التي يكثر وقوعها، وكذا كانت عمليات الفداء تجري يومئذ بكثرة لافتداء المنكوبين. ولكن الظاهر أن الحسن لم يجد من يفتديه، وأدرك القراصنة من جهة أخرى أنهم يحرزون أسيراً غير عادي يمتاز بصفته العلمية، فحملوه إلى روما وقدموه هدية إلى البابا، وهو يومئذ ليون العاشر، أو الكاردينال السابق جيوفاني دي مديتشي.

أما متى وقع هذا الحادث الخطير في حياة الحسن، فانه من المرجح أن يكون وقوعه في سنة 1519م أو 1520م لأنه قام برحتليه الأخيريتين إلى مصر عقب الفتح التركي مباشرة، أي بعد سنة 1517م، فاذا كانت الرحلة الثانية قد تمت في سنة 1518 والرحلة الثالثة التي قام بها عقب عودته من قسطنطينية قد تمت في سنة 1519 ففي وسعنا أن نضع تاريخ ركوبه البحر في طريق عودته إلى المغرب في أواخر سنة 1519 أو أوائل 1520م.

أُخذ الحسن أسيرا إلى رومة وقـُدّم إلى البابا، وكان الأسرى يومئذ يعتبرون من العبيد. وكانت جمهرة كبيرة من أولئك المنكوبين المسلمين تعمل في قصور الملوك المسيحيين، وبيوت الكبراء والميسورين، وكان بعضهم ينتظم في سلك الحرس الملكي هنا وهناك. وكان مثل هذا المصير ينتظر الحسن، لولا أن آنس البابا في عبده الجيد طرازاً آخر، وأدرك قيمته العلمية الخاصة فبادر بعتقه، وشمله بعطفه ورعايته، وقرر له معاشاً سخياً حتى لا يفكر في الهرب، وانتهى هذا العطف إلى النتيجة الطبيعية وهي إقناع البابا لخديمه (هكذا) بأن يعتنق المسيحية، ومن ثم فقد نصِّر الحسنَ، وحضر البابا حفلة تنصيره شبينا له، وأطلق عليه أسمه (جيوفاني ليوني) أو (يوحنا الأسد) حسبما يترجمه لنا الحسن. ولم يكن ثمة شك في أن اعتناق الحسن للمسيحية، إنما كانت تمليه بواعث المصلحة قبل كل شيء، حسبما يدل على ذلك تصرفه، وعوده إلى الإسلام فيما بعد.

وهكذا غدا الحسن بن الوزان (جيوفاني ليوني) أو ليون الأفريقي، وهو الإسم الذي عرف به فيما بعد مذ ظهر مؤلفه الشهير في (وصف أفريقية). وخاض ليون في رومة حياة علمية، وتعلم الإيطالية واللاتينية، وقام بتدريس اللغة العربية لعدة من العلماء ورجال الدين، وكان من بين تلامذه الكردينال جيدو انتونيني، وكان البابا ليوم العاشر من حُماة العلوم والآداب، وكان هذا الجو العلمي الذي يغمر البلاط البابوي في تلك الفترة، يشجع ليون على الاضطلاع بعدة من المشاريع العلمية، التي تتجلى فيها معارفه المشرقية والكشفية الواسعة. ولكن صديقه وحاميه البابا ما لبث أن توفي في ديسمبر 1921 (هكذا) (1521).[1]

وكانت هذه بلا ريب ضربة شعرَ ليون بوطأتها. بيد أنه استمر مقيما في رومة، مثابراً على دراسته. وكان يزور من آن لآخر بعض المدن الإيطالية الشمالية، ولا سيما بولونيا التي زارها مرارا.

وكان ليون يعيش وحيداً، وفي عزلة، منقطعاً إلى أعماله العلمية، ودروسه العربية، ولم يُعرف أنه تزوج، أو كانت له صلة معروفة بالنساء في ذلك العصر الذي كانت فيه الحياة المرحة، شعار الحياة في رومة. وأسفر نشاط ليون العلمي عن وضعه لعدة مصنفات قيمة، كان أهمها وأشهرها مؤلفه الضخم في (وصف أفريقيا).

وصف أفريقيا

وقد كتب ليون كتاب (وصف أفريقيا) أولا بالعربية، وإن لم يصل إلينا نصه العربي، وقد كان هذا النص معروفاً وموجودا حتى أواخر القرن السادس عشر في مكتبة بنيللي الإيطالية. ولم يصل إلينا سوى الترجمة الإيطالية التي قام بها ليون نفسه لكتابه تحت عنوان: Deserizione dell Africa et dell cosi nol-abiliche quivi soxo (وصف أفريقية والأمور الهامة بها) وفي نهايتها، أن المؤلف أتم كتابه في رومة في العاشر من مارس سنة 1956 (هكذا) (1556)، ثم نـُشر بعد ذلك مرارا ثم تـُرجم إلى الفرنسية (سنة 1556) وإلى اللاتينية (سنة 1556 و 1559) وإلى الإنجليزية (سنة 1600) وإلى الألمانية (سنة 1805).

وكتاب (وصف أفريقية) مؤلف ضخم يقع في ثلاثة مجلدات كبيرة، وينقسم إلى تسعة كتب، ويحتوي على أوصاف مستفيضة للبلاد الواقعة في شمال أفريقيا ووسطها، ومعالمها، وجبالها، وأنهارها، وسهولها، وتاريخها، وأحوالها، ومجتمعها، وعوائد أهلها. ويخص بلاد المغرب، وهي التي عاش فيها ليون ودرسها عن كثب، بالنصيب الأوفى. ويخص مصر بفصل كبير، وهو الكتاب الثامن، ويتحدث فيه عن إقليمها ومدنها، ونيلها، ويفيض في وصف القاهرة، وشوارعها وأبوابها، وعوائد أهلها، ويتحدث عن نظام الحكم وعن البلاط المصري في العهد المملوكي الأخير. ويبدي ليون في ذلك كله دقة في تحري الحقائق، ودقة في الملاحظة، تجعل من مصنفه وثيقة نفيسة، ومرجعاً من أهم المراجع، عن وصف إفريقية وأحوالها في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.

كتب ليون كتابه بأسلوب إيطالي بسيط، ولكن قوي واضح، تبدو فيه شخصيته، وتبدو فيه طريقة التفكير العربية في مواطن كثيرة.

ووضع ليون، فضلا عن مصنفه الجغرافي والتاريخ (التاريخي) العظيم، قاموساً لاتينياً عربيا، ولكنه لم ير الضياء حتى يومنا هذا، وتوجد نسخته الأصلية، بخط ليون نفسه، في مكتبة الأسكوريال الشهيرة، وفي نهايتها أنه أتمه في يناير سنة 1524. ووضع كذلك رسالة باللاتينية في تراجم الأطباء والفلاسفة العر ب، وأتمها في سنة 1527 وقد نشرت هذه الرسالة لأول مرة في سنة 1664 ثم أعيد نشرها في سنة 1746 بمدينة همبرگ.

سنواته الأخيرة

عاش ليون أعواماً طويلة في رومة، أنجز فيها أعماله العلمية المتقدمة. ولكن حياته بعد ذلك يكتنفها الغموض، وهنالك روايتان عن خاتمته، الأولى أنه عاش بقية حياته في رومة ولم يتركها. والثانية، وهي رواية كاتب معاصر، عاش في رومة في ذلك الوقت، هو (فيدمانشتات)، وهي أن ليون غادر رومة بين سنتي 1528 و 1530 وسافر إلى تونس، وهنالك عاد إلى الإسلام.

وهناك قول بأنه عاد بعد ذلك إلى فاس، حيث نشأ وترعرع وتوفي بها سنة 944 هـ (1537م). ويؤيد هذه الرواية الأخيرة، عن مغادرة ليون لرومة، وعوده إلى وطنه، ما يذكره هو في خاتمة الكتاب الثامن من مؤلفه عن نيته في هذا العود، حيثما يتحدث عن عزمه في الكتابة عن البلاد التي زارها خارج إفريقية، وذلك في قوله: "وأني لأعتزم بعون الله، حينما أعود من أوربا إلى وطني أن أخص كل هذه الرحلات بالوصف."

ولكن ليون لم يعش طويلا بعد عوده إلى الوطن، ولم يفسح له القدر مجالا لتحقيق أمنيته في استكمال وصف رحلاته الأخرى، واقتصر مجهوده في ذلك على وضع مؤلفه العظيم (وصف أفريقية). ويضع البحث الحديث، الحسن بن الوزان، أو ليون الأفريقي، بين أعاظم الجغرافيين، والرواد الكشفيين، سواء في الشرق أو الغرب، ويعتبر مصنفه في (وصف أفريقيا) من أقيم المراجع والوثائق في هذا الميدان.

في الأدب

كانت حياة ليون الأفريقي محور رواية بنفس الاسم تأليف أمين معلوف.


في التلفزيون

عرضت قناة بي بي سي، في يونيو 2011، فيلما وثائقيا[2] بعنوان "ليون الأفريقي، رجل بين عوالم" Leo Africanus A Man Between Worlds، عرض لحياته منذ طفولته في غرناطة حتى وصوله إلى روما أسيرا مرورا بحياته في فاس ورحلته إلى تمبوكتو واختطافه في البحر المتوسط.
الفيلم كان من إعداد وتقديم بدر الدين الصائغ وإخراج جيريمي جيفس وقد أدى الفنان جهاد الأطرش صوت الحسن الوزان، في النسخة العربية التي عرضت في قناة بي بي سي العربية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في الدراما

يعتقد أن وليام شكسپير قد استلهم من حياة ليون الأفريقي شخصية عطيل.[3]

الهوامش

  1. ^ "الرحالة الأندلسي الحسن بن الوزان أو ليون الأفريقي". الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب. 2012-12-10. Retrieved 2012-11-05.
  2. ^ BBC documentary about Joannes Leo Africanus
  3. ^ Verde, Tom (2008), "A man of two worlds", Saudi Aramco World (January/February 2008): 2–9, http://www.saudiaramcoworld.com/issue/200801/a.man.of.two.worlds.htm 

المصادر

  • Fisher, Humphrey J. (1978), "Leo Africanus and the Songhay conquest of Hausaland", International Journal of African Historical Studies (Boston University African Studies Center) 11 (1): 86–112, doi:10.2307/217055 . Link requires subscription to Jstor.
  • Masonen, Pekka (2001), "Leo Africanus: the man with many names", Al-Andalus Magreb 8-9: 115–144, http://www.leoafricanus.com/pictures/bibliography/Masonen/Masonen.pdf .
  • Rauchenberger, Dietrich (1999), Johannes Leo der Afrikaner: seine Beschreibung des Raumes zwischen Nil und Niger nach dem Urtext, Wiesbaden: Harrassowitz, ISBN 3-447-04172-2 .
  • Leo Africanus (1600), A Geographical Historie of Africa, written in Arabicke and Italian. Before which is prefixed a generall description of Africa, and a particular treatise of all the lands undescribed. Translated and collected by John Pory, London: G. Bishop . The first translation into English.
  • Leo Africanus (1896), The History and Description of Africa (3 Vols), Brown, Robert, editor, London: Hakluyt Society . Internet Archive: Volume 1, Volume 2, Volume 3. The original text of Pory's 1600 English translation together with an introduction and notes by the editor.

قراءات إضافية

  • Davis, Natalie Zemon (2007), Trickster Travels: a sixteenth-century Muslim between worlds, New York: Hill and Wang, ISBN 0-8090-9435-5 .
  • Jean-Léon l'Africain (1956), Description de l'Afrique: Nouvelle édition traduite de l'italien par Alexis Épaulard et annotée par Alexis Épaulard, Théodore Monod, Henri Lhote et Raymond Mauny (2 Vols), Paris: Maisonneuve . A scholarly translation into French with extensive notes.
  • Hunwick, John O. (1999), Timbuktu and the Songhay Empire: Al-Sadi's Tarikh al-Sudan down to 1613 and other contemporary documents, Leiden: Brill, ISBN 90-04-11207-3  Pages 272-291 contain a translation into English of Leo Africanus's descriptions of the Middle Niger, Hausaland and Bornu. Corresponds to Épaulard 1956 Vol II pages 463-481.
  • Masonen, Pekka (2000), The Negroland revisited: Discovery and invention of the Sudanese middle ages, Helsinki: Finnish Academy of Science and Letters, pp. 167–207, ISBN 951-41-0886-8 .

وصلات خارجية