العلاقات الإيطالية المصرية

العلاقات المصرية الإيطالية
Map indicating locations of Egypt and Italy

مصر

إيطاليا

العلاقات الإيطالية المصرية تشير إلى العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية والجمهورية الإيطالية. بدأت العلاقات بين الدولتين منذ نهاية الدولة البطلمية والجمهورية الرومانية، وبعد ذلك أصبحت مصر ولاية رومانية. وخلال الحرب العالمية الثانية، توترت العلاقات بين البدلين بسبب محاولة إيطاليا التي فشلت لغزو مصر عن طريق ليبيا عام 1940. ولكن العلاقات من بعد الحرب أصبحت جيدة نوعاً ما بالتدريج، وأصبح كل من مصر وإيطاليا أعضاء في الإتحاد من أجل المتوسط.

بدأ تبادل السفراء بين الدولتين عام 1914، وتوقفت هذه العلاقات خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 1945 خلال الحرب العالمية الثانية. أصبح لمصر سفارتين في روما وميلانو، في حين أن إيطاليا لديها سفارتين في القاهرة والإسكندرية.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

خضعت مناطق كبيرة من مصر لحكم الامبراطورية الرومانية.

تأسست العلاقات لأول مرة في عهد الجمهورية الرومانية، عندما تفاعلت مصر الپطلمية بشكل متكرر مع روما، وبلغت ذروتها بضم الرومان لمصر عام 30 ق.م. مع تفكك الإمبراطورية الرومانية الغربية عام 476م واستمرار مصر كمقاطعة تابعة للإمبراطورية الرومانية الشرقية حتى الفتح الإسلامي عام 642 م، لم تكن هناك دول مستقلة لإيطاليا ومصر، وبالتالي لم تكن هناك علاقات دبلوماسية.

تباعدت العلاقات الثقافية بين مصر وإيطاليا أكثر بمرور الوقت مع دخول الإسلام مصر وتصاعد قوة الكاثوليكية في إيطاليا. لم تستؤنف العلاقات مع إيطاليا إلا بعد الاستقلال الرسمي لمصر عن البريطانيين عام 1922. مع صعود موسوليني والفاشية في إيطاليا والغزو الإيطالي النهائي لمصر أثاء الحرب العالمية الثانية، توترت العلاقات بشدة. ومع ذلك، بعد الحرب، استعيدت العلاقات وأصبح البلدان حالياً على علاقة ودية.


العلاقات الحديثة

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ملوني في شرم الشيخ، 9 نوفمبر 2022.

إيطاليا هي الشريك التجاري الأكبر لمصر في الاتحاد الأوروپي، وهي ثالث أكبر شريك تجاري لمصر بعد الولايات المتحدة والصين. علاوة على ذلك، تبلغ قيمة الاستثمارات الإيطالية في مصر 2.6 مليار دولار، تتركز معظمها في النقل والخدمات المصرفية من بين قطاعات أخرى، مما يجعلها خامس أكبر مستثمر أوروپي في مصر.[2] مع نهاية 2014 بلغ حجم التجارة بين البلدين 6 مليار دولار.[3]

في أبريل 2016، توترت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل خطير عندما عُثر على جوليو ريجيني، طالب دكتوراه إيطالي من جامعة كمبردج مقتولًا بوحشية في القاهرة بعد أن فُقد في يناير من العام نفسه. بعد ذلك، سحبت إيطاليا سفيرها من مصر للتشاور في روما بشأن مقتل ريجيني، الذي أجرى في ذلك الوقت بحثًا أكاديميًا نقديًا حول حقوق العمال والنقابات العمالية المصرية. قدمت سلطات إنفاذ القانون المصرية معلومات متضاربة حول مصير المواطن الإيطالي، وهو أمر غير مقبول للمحققين الإيطاليين. نتيجة لذلك، أشارت الصحافة ووزارة الخارجية الإيطالية إلى الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في مصر، وهددت بفرض عقوبات سياسية ما لم تخضع قيادة الشرطة وممارساتها لمراجعات كبيرة.[4]

أدى احتجاز پاتريك زكي، الطالب المصري المسجل في إيراسموس موندوس للحصول على الماجستير في جامعة بولونيا، إلى مزيد من التوتر في العلاقات الدبلوماسية.[5][6] اعتقد في 7 فبرمير 2020 لدى عودته إلى القاهرة لزيارة عائلته. ومنذ ذلك الحين وهو معتقل في سجن طرة على الرغم من المناشدات الدولية للإفراج عنه[7] من منظمات مثل منظمة العفو الدولية[8] وعلماء في خطر،[9] فضلا عن نداءات الأعضاء الإيطالي في البرلمان الأوروپي.[10] جعلت العديد من المدن الإيطالية، بما في ذلك بولونيا وميلانو وناپولي زكي مواطنًا فخريًا كجزء من حملة "100 مدينة من أجل پاتريك" "100 Città per Patrick".[11]

في 7 نوفمبر 2022، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ملوني اجتماعاً في شرم الشيخ.[12] وفي 29 نوفمبر 2022، قام وزير الخارجية المصري سامح شكري في زيارة رسمية للعاصمة الإيطالية روما، تستغرق أربعة ايام، هي الأولى لرئيس الدبلوماسية المصرية في روما منذ ثلاث سنوات، في إطار مشاركته في منتدى حوارات روما المتوسطية.[13]

العلاقات العسكرية

وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا پينوتي تستعرض حرس الشرف المصري مع نظيرها صدقي صبحي، في القاهرة، 2 نوفمبر 2014.

في 8 يونيو 2022، دخلت الحكومة المصرية في مفاوضات بشأن صفقات سلاح ضخمة، بينما تتأرجح التصريحات والمواقف الصادرة عن القيادة السياسية المصرية بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي بين التصعيد والتخفيف، وهي القضية التي تمثل صراعاً وجودياً حقيقياً بالنسبة إلى المصريين، يتعلق بأمنهم المائي، وفي الوقت الذي تمرّ فيه مصر بأزمة اقتصادية عنيفة دفعت إلى طرح عدد من أصول الدولة للبيع أمام صناديق استثمار عربية. وجاءت أحدث الصفقات باقتراب مصر من إتمام شراء طائرات مقاتلة بثلاثة مليارات يورو من إيطاليا، في صفقة يجري التفاوض بشأنها منذ 3 سنوات. وتشمل الصفقة التي تنتظر حصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تأكيد نهائي عبر الهاتف من رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دارگي، شراء 24 طائرة يوروفايتر تايفون.[14]

وتمثل صفقة بيع الطائرات الحربية، جزءاً من صفقة أسلحة تقدّر قيمتها بما بين تسعة وعشرة مليارات يورو، ما يجعلها أكبر عملية شراء أسلحة في تاريخ مصر. ومن المقرر أن تحصل شركة الطيران والدفاع الإيطالية "ليوناردو" على نحو 60% من سعر الطائرات البالغ ثلاثة مليارات يورو، وهي طائرات حربية ينتجها تحالف أوروبي يجمع شركات من إيطاليا، وبريطانيا، وألمانيا، وإسبانيا.

وكانت المفاوضات مع الجانب الإيطالي التي بدأت عام 2020، قد شهدت معارضة إيطالية داخلية للصفقة بسبب تعطيل السلطات المصرية للتحقيق في مقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016 على أيدي عناصر أمنية مصرية. وجاء الكشف في تقرير نشرته صحيفة "إيل فاتو كوتيديانو" الإيطالية عن الصفقة الجديدة، بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الدفاع الأميركية، أن الخارجية الأمريكية وافقت على بيع طائرات هليكوبتر وعتاد متصل بها لمصر، في صفقة تبلغ قيمتها نحو 2,6 مليار دولار، موضحة أن مصر كانت قد طلبت شراء 23 طائرة هليكوبتر "شينوك 47-إف".

وفي أول تعليق رسمي على إعلان إثيوبيا بدء عملية الملء الثالث لخزان سد النهضة الإثيوبي صيف 2022، أكد الرئيس السيسي أن بلاده لم تدخل في صراع من أجل زيادة حصتها من مياه النيل. وقال إن "حصتنا تقدَّر بـ55 مليار متر مكعب، ولم تتغير على مدار السنين الماضية، منذ أن كان عدد السكان ثلاثة أو أربعة ملايين نسمة وحتى الآن". وأضاف: "لم ندخل في صراع مع أشقائنا الأفارقة من أجل زيادة هذه الحصة، عملنا على تعظيم مواردنا والحفاظ على كل قطرة مياه، من دون مبالغة، من أجل مواجهة التحدي، وهو فرصة وليس عائقاً؛ لذا عملنا برامج لمعالجة المياه معالجة ثلاثية متطورة".

تصريحات السيسي الأخيرة وصفها مراقبون بأنها بمثابة شهادة بعدم احتياج الدولة المصرية لهذا الكم الهائل من الأسلحة التي تقوم السلطات بشرائها في الوقت الراهن، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب مصر، ودفعت إلى ترشيد الإنفاق الموجّه إلى بعض المشاريع القومية المهمة، وكذلك تخفيض الدعم المقدّم من جانب الدولة على بعض السلع والخدمات الخاصة بمحدودي الدخل. وعلّق مصدر دبلوماسي مصري رسمي على تعدد صفقات السلاح منذ وصول السيسي للحكم، قائلاً: "كانت هناك صفقات ملحّة تتعلق بقطع الغيار والصيانات الخاصة ببعض النوعيات من الأسلحة، إلا أن الغالبية العظمى كانت بمثابة فواتير يتم تسديدها لشراء مواقف دولية".

وأضاف: "في بادئ الأمر كانت هناك صفقات أسلحة مموّلة من دول خليجية لصالح مصر من أجل شراء شرعية للنظام الذي جاء بعد الثلاثين من يونيو 2013، وسط مقاطعة دولية في بادئ الأمر". وتابع: "بعد ذلك تحوّل الهدف من وراء الصفقات، إلى تهدئة أزمات سياسية ودبلوماسية، مثل ما حدث مع الجانب الإيطالي الذي فشلت كل المحاولات في ثنيه عن المطالبة بملاحقة قيادات أمنية مصرية رفيعة في مقتل الناشط جوليو ريجيني تحت التعذيب، قبل أن تهمس أطراف دولية في أذن القيادة المصرية بشأن صفقات السلاح، وما يمتلكه لوبي الشركات العاملة في ذلك المجال من قوة ونفوذ يمكنه من تحويل المواقف المتعلقة بالملفات المختلفة".

وحول ما رُوِّج له في أعقاب الكشف عن الصفقات الجديدة بأنها تأتي في إطار محاولات تغيير مواقف الدول الكبرى العاملة في سد النهضة، وعلى رأسها إيطاليا الممثلة بشركة ساليني، المقاول الرئيسي في المشروع، نفى مصدر خاص صحة هذا الدفع، وأكد أن ملف المشاركة الإيطالية في تمويل السد طُرح أكثر من مرة بين الحكومتين، وعندما وجدت مصر أن الطريق مسدود بشأنه، توقفت عن ذلك منذ فترة ليست بالقصيرة واكتفت بشراء الرضا الأميركي، على أمل الضغط على أديس أبابا.

وبالإضافة إلى أوروبا وأميركا، توسعت مصر في صفقات السلاح، لتشمل دولاً آسيوية، من بينها كوريا الجنوبية. وأعلنت القاهرة وسيول، في فبراير 2022، إبرام اتفاق بينهما يقضي ببيع أسلحة مدفعية من طراز "كيه-9 هاوتزر" للجيش المصري، بالإضافة إلى تصنيعها محلياً. وتُقدّر قيمة الصفقة وفق كوريا الجنوبية بنحو 1,66 مليار دولار. وجاء الاتفاق المصري-الكوري الجنوبي، بعد أيام من موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على صفقتي معدات عسكرية لمصر بقيمة 2,56 مليار دولار تشمل 12 طائرة نقل "سي-130 جيه سوبر هيركيوليز" ومعدات أخرى تابعة لها وأنظمة رادار للدفاع الجوي.

البعثات الدبلوماسية

القنصلية الإيطالية في بورسعيد.

في 23 أغسطس 2021، استقبل اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، بيرو دوناتو رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية الإيطالية ورئيس الجالية الإيطالية بمصر، وذلك لمتابعة مستجدات العمل فى تنفيذ مشروع تحويل القنصلية الإيطالية ببورسعيد لمستشفى إيطالى، وذلك بحضور المهندس عمرو عثمان، نائب المحافظ، واللواء يوسف الشاهد، سكرتير عام المحافظة، والعميد نعمان على رئيس حى الشرق، والمهندس أحمد داوود، نقيب المهندسين .

وخلال اللقاء، استعرض المحافظ مع الحضور كافة الإجراءات التى تم اتخاذها حتى الآن فى مشروع تحويل القنصلية الإيطالية لمستشفى، مناقشآ كافة الجوانب المتعلقة بالاشتراطات البنائية الخاصة بتنفيذ المشروع، ووجه المحافظ بالتنسيق بين حى الشرق ونقيب المهندسين والجانب الإيطالى لسرعة إتمام الأعمال الإنشائية للمشروع وتذليل كافة العقبات. .[15]

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ العلاقات المصرية الإيطالية. الهيئة العامة للإستعلامات. تاريخ الوصول: 2 فبراير 2013.
  2. ^ Ayyad, Mohamed (8 December 2014). "50 Italian companies to hold investment talks in Egypt in February: Italian ambassador". Daily News Egypt. Retrieved 8 December 2014.
  3. ^ Allam, Sanaa (10 March 2015). "Egypt-Italy Trade Hits US$6 Bln in 2014". Zawya. Retrieved 11 March 2015.
  4. ^ Spalinger A (April 2016)."Ein Mordfall wird zur Staatsaffäre". Neue Zürcher Zeitung International. Retrieved May 5, 2016.
  5. ^ Walsh, Declan; Povoledo, Elisabetta (2020-02-21). "An Egyptian's Arrest Rekindles an Italian Trauma". The New York Times (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0362-4331. Retrieved 2020-12-08.
  6. ^ redazione@ispionline.it (2020-02-12). "Egitto: Patrick Zaky e vecchi fantasmi". ISPI (in الإيطالية). Retrieved 2020-12-08.
  7. ^ Yee, Vivian (2020-12-03). "Egypt Frees Human Rights Workers Amid Rising International Pressure". The New York Times (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0362-4331. Retrieved 2020-12-08.
  8. ^ "Document". www.amnesty.org (in الإنجليزية). Retrieved 2020-12-08.
  9. ^ "SAR Italy calls for the release of Patrick George Zaki". Scholars at Risk (in الإنجليزية الأمريكية). 2020-03-19. Retrieved 2020-12-08.
  10. ^ "Ventisei eurodeputati chiedono un "impegno deciso" dell'Italia per la liberazione di Patrick Zaki - Eunews" (in الإيطالية). 2020-10-01. Retrieved 2020-12-08.
  11. ^ "Patrick Zaki, anche Milano gli conferisce la cittadinanza onoraria. Dopo Napoli un altro capoluogo tra le "100 città per Patrick"". Il Fatto Quotidiano (in الإيطالية). 2020-08-17. Retrieved 2020-12-08.
  12. ^ "La visita del ministro Shoukry a Roma segnerebbe un nuovo passo avanti nelle relazioni tra Italia e Egitto". www.agenzianova.com. 2022-11-29. Retrieved 2022-12-17.
  13. ^ "Egitto-Italia: fonti "Nova", il ministro degli Esteri Shoukry da domani in visita ufficiale a Roma". www.agenzianova.com. 2022-11-29. Retrieved 2022-12-17.
  14. ^ "صفقة سلاح مرتقبة بين مصر وإيطاليا". العربي الجديد. 2022-06-08. Retrieved 2022-06-12.
  15. ^ "محافظ بورسعيد يطالب ببدء تنفيذ مشروع تحويل القنصلية الإيطالية ببورسعيد لمستشفى". اليوم السابع. 2021-08-23. Retrieved 2021-08-23.