الطاعون الدبلي

(تم التحويل من الطاعون الدملي)
الطاعون الدبلي
Bubonic plague
Plague -buboes.jpg
دبل أعلى فخذ شخص مصاب بالطاعون الدبلي.
التخصصالأمراض المعدية
الأعراضالحمى، الصداع، القيء، تضخم العقد اللمفاوية[1][2]
البداية المعتادة1–7 أيام بعد التعرض[1]
المسبباتانتشار اليرسينيا الطاعونية بواسطة البراغيث[1]
الطريقة التشخيصيةوجود الجراثيم في الدم، اللعاب، أو العقد اللمفاوية[1]
العلاجالمضادات الحيوية مثل سترپتوميسين، جمنتاميسين، أو دوكسي‌سايكلين[3][4]
التردد650 حالة مبلغ عنها سنوياً[1]
الوفيات10% حالة وفاة مع العلاج[3]
30-90% مع عدم العلاج[1][3]

الطاعون الدبلي أو الطاعون الدملي، هو أحد الأنواع الثلاثة لمرض الطاعون، والذي تسببه جرثومة اليرسينيا بستس.[1] بعد 1-7 أيام من التعرض للجرثومة، تبدأ الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا بالتطور.[1] تتضمن هذه الأعراض الحمى، الصداع، والقيء.[1] تظهر العقد اللمفاوية المتضخمة والمؤلمة في المناطق القريبة من موقع دخول الجرثومة الجلد.[2] في بعض الأحيان، تنفتح العقد اللمفاوية المتضخمة.[1]

ينقسم الطاعون إلى ثلاثة أنواع تبعاً لمسار العدوى: الطاعون الدبلي، الطاعون الإنتاني، والطاعون الرئوي.[1] ينتشر الطاعون الدبلي نتيجة بواسطة البراغيث المصابة من الحيوانات الصغيرة.[1] وقد ينجم أيضاً جراء التعرض لسوائل جسم حيوان نافق مصاب بالطاعون.[5] في حالة الطاعون الدبلي، تدخل البكتريا الجسم عن طريق الجلد بلدغة برغوث وتسير عبر الأوعية اللمفاوية إلى العقد اللمفاوية، مما يؤدي إلى تضخمها.[1] يشخص المرض بالعثور على الجراثيم في الدم، القشع، أو سوائل العقد اللمفاوية.[1]

يمكن الوقاية من الإصابة بالطاعون الدبلي باتباع تدابير الصحة العامة مثل عدم التعامل مع الحيوانات النافقة في المناطق التي ينتشر فيها الطاعون.[1] لا يوجد لقاحاً ناجحاً للوقاية من الطاعون.[1] لعلاج الطاعون تكون المضادات الحيوية مؤثرة للغاية، ومنها السترپتوميسين، الجنتاميسين، والدوكسي‌سايكلين.[3][4] دون علاج، يؤدي الطاعون إلى وفاة 30-90% من المصابين.[1][3] عادة ما تحدث الوفاة في غضون عشرة أيام.[6] مع العلاج ينخفض خطر الوفاة إلى حوالي 10%.[3] عالمياً، في عام 2010 و2015 كان هناك 3248 حالة موثقة، توفي من بينهم 584 شخص.[1] كان أعلى معدل إصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مدغشقر، وپيرو.[1]

كان الطاعون سبباً في الموت الأسود الذي انتشر عبر آسيا وأوروپا، وأفريقيا في القرن 14 وأدى إلى وفاة حوالي 50 مليون شخص.[1][7] يشكل هذا حوالي 25% إلى 60% من سكان أوروپا في ذلك الوقت.[1][8] نظراً لوفاة الكثير من الأيدي العاملة جراء الإصابة بالطاعون، ارتفعت الأجور لارتفاع الطلب على العمالة.[8] يعتبر بعض المؤرخين هذا نقطة تحول في التطور الاقتصادي الأوروپي.[8] كان هذا المرض مسئولاً عن تفشي طاعون جستنيان الذي بدأ في الامبراطورية الرومانية الشرقية في القرن السادس قبل الميلاد، فضلاً عن الوباء الثالث الذي ضرب الصين، منغوليا، والهند، وبدأ في مقاطعة يون‌نان عام 1855.[9] يستخدم مصطلح "الدبلي" للإشارة إلى العقد اللمفاوية المتضخمة، العرض الأساسي للمرض.[10]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العلامات والأعراض

نخر طرفي في الأنف، الشفتان، الأصابع وبقايا كدمات على باطن اليدين في مريض يتعالج من الطاعون الدبلي الذي انتشر الى الرئتان والدم. كان جسد المريض مغطى بالكدمات. تم إعادة طبعه من كتب الطب العسكري.

أكثر الأعراض انتشاراً هو التهاب الغدد اللمفية المعروف بالأدبال، والتي تصبح تورمات مؤلمة. بعد أن ينتقل الطاعون بلدغة برغوث مصاب، بكتيريا طاعون اليرسينيا يتموضع في الغدد اللمفية حيث يبدأ في إقامة مستعمرات والتكاثر. الأدبال المرتبطة مع الطاعون الدبلي عادةً ما توجد في مناطق تحت الإبطين وفي أعلى الفخذ والأربية والرقبة. كما يسبب غرغرينا في أطراف الجسم. (مثال: أصابع اليدين والقدمين الشفاة والأنف.)

بسبب انتقاله بلسعة البراغيث، الطاعون الدبلي عادةً ما يكون أول مرض من سلسلة أمراض متدرجة. إن أعراض الطاعون الدبلي تضهر بشكل مفاجئ، عادةً ما بين 2-5 أيام بعد الإصابة بالبكتيريا المسسببة له. بعض الأعراض تشمل:

  • الغرغرينا في الأطراف والتي تشمل أصابع اليدين والقدمين، الشفاة وقمة الأنف.[11]
  • قشعريرة.
  • الشعور بسوء الصحة بشكل عام.
  • درجة حرارة عالية. (102,C,39 | F)
  • تشنجات عضلية.[12]
  • نوبات مرضية.
  • غدد لمفية متورمة على شكل أدبال ملساء، عادةً ما يتواجد على أعلى الفخذ ولكن يمكن أن يتواجد على الرقبة وتحت الإبطين، وعادةً ما يكون في مكان الإصابة بالعدوى الأولي. (خدش أو لسعة).
  • من الممكن الشعور بالألم في المنطقة قبل تورمها.
  • لون الجلد قد يتغير في بعض الحالات إلى الوردي.

بعض الأعراض الأخرى تتضمن التنفس الثقيل (الصعب)، قيء الدم، آلام في الأطراف، السعال، الإرهاق الشديد، مشاكل في الجهاز الهضمي، وجود نقاط سوداء في مختلف مناطق الجسم، هذيان، غيبوبة والآلام الشديدة. الألم عادةً ما يكون نتيجة انحلال وتحلل أنسجة الجلد بينما الشخص لا يزال حياً. النوعان الآخران من الطاعون الذي يسببه بكتيريا يرسينيا هما الطاعون الرئوي وطاعون إنتان الدم. الطاعون الرئوي يختلف عن الدبلي وطاعون إنتان الدم في انه يشمل نوبات سعال، وبذلك يكون شديد العدوى حيث يمكنه الانتقال من شخص إلى آخر.


الأسباب

برغوث الجرذان الشرقية مصاب ببكتيريا اليسيرينا والتي تظهر على شكل كتلة سوداء في معدته. الجزء الأمامي من معدة هذا البرغوث مسدودة لوجود Y. Pestis Biofilm. عند محاولة هذا البرغوث التغذية على كائن غير حامل للمرض، يتقيّأ البرغوث البكتريا الموجودة في الجزء الأمامي من معدته، فيدخل الى الجرح الذي سببه البرغوث للكائن، مما يؤدي إلى اصابته بالطاعون.

الطاعون الدبلي هو إلتهاب في الجهاز اللمفي، وعادةً ما يكون نتيجة لدغة من برغوث مصاب (برغوث الجرذان Xenopsylla cheopis). في حالات نادرة جداً، كما في طاعون إنتان الدم، فإن المرض يمكن أن ينتقل بالاحتكاك المباشر بنسيج مصاب بالعدوى أو من خلال التعرض لسعال شخص آخر مصاب. البراغيث عادةً ما توجد على القوارض مثل الفئران والجرذان، وتقوم بالبحث على فريسة أخرى عندما يموت القارض الذي كان يستضيفهم. البكتيريا تبدأ حياتها غير مؤذية، وتعيش في أمعاء الثديات. القدرة على الانتشار والتكاثر تعتمد فقط على قدرتها على التنقل من حيوان ثديي مستضيف لها إلى آخر. إن البكتيريا تبقى غير مضرة للبرغوث، وبذلك تسمح للحيوان المستضيف الجديد بنشر البكتيريا. البكتيريا تتجمع في معدة البرغوث المصاب، (حيث أن البرغوث يتغذى على الدم) و بذلك يتقيأ الدم المهضوم (الذي يكون دم مصاب) في موضع اللدغة في جلد القارض أو الإنسان. حالما يحدث ذلك، تبدأ البكتيريا في الانتشار السريع إلى الغدد اللمفية وتبدأ بالتكاثر والتضاعف بشكل سريع.

بكتيريا اليرسينيا يمكنها مقاومة البلعمة، كما يمكنها التكاثر داخل خلايا البلعمة وبالتالي قتلها. عندما يتقدم المرض، فإن العقد والغدد اللمفاوية يمكن أن تبدأ بالنزف والانتفاخ ومن ثم الموت. الطاعون الدبلي يمكنه أن يتقدم إلى طاعون إنتان الدم القاتل في بعض الحالات. الطاعون معروف أيضاً باإنتشار إلى الرئة وبالتالي يتحول إلى المرض المعروف بالطاعون الرئوي. ذلك النوع من الطاعون لديه قدرة عالية على الانتشار حيث أن البكتيريا تنتشر عند السعال أو العطس.

التشخيص

إن الاختبارات المختبرية مطلوبة للتشخيص والتأكيد على الإصابة بالطاعون الدبلي. عادةً ما يتم التشخيص عن طريق التعرف على البكتيريا المسببة للمرض ووجودها في عينة زراعية مأخوذة من عينة المريض. ويتم التأكيد على الإصابة من خلال فحص عينة من مصل الدم والتي تؤخذ في المراحل المتقدمة والمتأخرة من الإصابة بالبكتيريا. و قد تم تطوير غمائس للفحص السريع للأشخاص الذين يعتقد أنهم مصابون حيث أنها تستخدم لاختبار وجود المولدات المضادة لبكتيريا اليريسنا، وو قد طورت تلك الطريقة لإستعمالها في العمل الميداني.[13]

الوقاية

لعبت الوقاية الكيماوية، تطهير المياه، ومكافحة نواقل الأمراض دوراً في السيطرة على تفشي الطاعون الدبلي في وهران عام 2003.[14]

العلاج

هناك الكثير من أنواع المضادات الحيوية الناجحة لعلاج الطاعون الدبلي. ومنها الأمينوگليسوليدات مثل السترپتوميسين والجنتاميسين، التتراسيكلينات (خاصة الدوكسي‌سايكلينوالفلوروكوينولون، والسيپروفلوكساسين. تبلغ نسبة الوفيات بين الحالات المعالجة حوالي 1-15%، مقارنة بالوفيات دون علاج والتي تبلغ 40-60%.[15]

يحتاج الأشخاص المحتمل إصابتهم بالطاعون إلى علاج فوري ويجب إعطاؤهم المضادات الحيوية في غضون 24 ساعة من ظهور الأعراض الأولية لتجنب الوفاة. تشمل العلاجات الأخرى الأكسجين والسوائل الوريدية ودعم الجهاز التنفسي. يتم إعطاء المضادات الحيوية الوقائية للأشخاص الذين لديهم اتصال مع أي شخص مصاب بالطاعون الرئوي.[16] أثبت استخدام السترپتوميسين المضاد الحيوي واسع النطاق نجاحه بشكل كبير لعلاج الطاعون الدبلي في غضون 12 ساعة من الإصابة.[17]

علم الأوبئة

توزيع الحيوانات المصابة بالطاعون عام 1998.

عالمياً، ما بين عام 2010 و2015 كان هناك 3248 حالة طاعون دبلي موثقة، توفي منها 584 شخص.[1] وكان أعلى معدل إصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مدغشقر، وپيرو.[1]

لأكثر من عشر سنوات منذ عام 2001، كانت زامبيا، الهند، ملاوي، الجزائر، الصين، پيرو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية هي البلدان ذات أعلى معدل إصابة بأكثر من 1.000 حالة في الكونغو الديمقراطية وحدها. هناك 1000-2000 حالة يتم الإبلاغ عنها بشكل متحفظ سنوياً إلى منظمة الصحة العالمية.[18] من عام 2012 حتى 2017، بسبب الاضطرابات السياسية والظروف الصحية السيئة، بدأت مدغشقر في استضافة الأوبئة بانتظام.[18]

ما بين عام 1900 و2015، كان هناك 1.036 حالة طاعون بشري في الولايات المتحدة بمتوسط 9 حالات سنوياً. عام 2015، كان هناك 16 شخص مصاباً بالطاعون المتطور في غرب الولايات المتحدة، من بينهم حالتين في منتزه يوسميت الوطني.[19] عادة ما تتركز الحالات بالولايات المتحدة في المناطق الريفية من شمال نيومكسيكو، شمال أريزونا، جنوب كلورادو، كاليفورنيا، جنوب أوريگون، وأقصى غرب نـِڤادا.[20]

في نوفمبر 2017، أبلغت وزارة الصحة بمدغشقر منظمة الصحة العالمية عن تفشي للطاعون بعدد حالات ووفيات جديدة أعلى من أي تفشي وقع مؤخراً في البلاد. كانت معظم الحالات مصابة بالطاعون الرئوي وليس الدبلي.[21]

في يونيو 2018، تأكدت أول إصابة بالطاعون الدبلي في أيداهو، منذ حوالي 30 عاماً، وكانت لطفلاً.[22]

في مايو 2019، توفي زوجان في منغوليا أثناء صيدهما المرموط.[23] توفي شخصان آخران في مقاطعة منغوليا الداخلية الصينية كانا يتلقيا العلاج من المرض في نوفمبر 2019.[24]

في يوليو 2020، أعلن عن ظهور حالة طاعون دبلي في بايانور، منغوليا الداخلية، حيث ظهرت آخر حالة في مايو عبر حدود منغوليا الداخلية. بعدها أصدرت السلطات تحذير من المستوى الثالث للوقاية من الطاعون ليظل سارياً حتى نهاية العام. [25]


في 6 يوليو 2020، أعلنت روسيا تشديد الدوريات لمنع الأشخاص من صيط المرموط بالقرب من حدودها مع الصين ومنغوليا بعد أن أعلن البلدان عن حالات إصابة بالطاعون الدبلي، والذي يمكن أن تنقله الحيوانات.[26] منعت منغوليا الداخلية صيد وتناول القوارض الضخمة وطالبات المواطنين الإبلاغ عن الحالات المشتبه بها، وكذلك عن أي مرموط مريض أو نافق. وأفادت منغوليا المجاورة بظهور حالتي إصابة بالطاعون الدبلي مرتبطان بأشخاص تناولوا لحم المرموط في مقاطعة كوڤد الغربية الأسبوع السابق. صرح مسئولون في منطقة ألطاي الروسية، التي تقع على حدود قزخستان والصين ومنغوليا عن تشديد الرقابة على صيد المرموط وحذرت المواطنين من خطر صيده وتناول لحومه.

التاريخ

اكتشفت جرثومة اليرسينيا بستس في بقايا أثرية من أواخر العصر البرونزي (~3800 BP).[27]

الوباء الأول

إن أول وباء مسجل أصاب الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية) و قد سمي طاعون جستنيان تيمناً بالإمبراطور جستنيان الأول الذي أصابه المرض وشفي منه من خلال العلاج المكثف.[28][29] الوباء قد حصد حياة ما يقارب 25 مليون شخص (وباء القرن السادس) إلى 50 مليون شخص (تكرر ظهوره خلال قرنين).[30][31] المؤرخ بروكوبيوس (Procopius) كتب في "المجلد الثاني لتواريخ الحروب" عن مواجهاته الشخصية مع الطاعون وتأثيره على الإمبراطورية الصاعدة. في ربيع عام 542، وصل الطاعون إلى القسطنطينية وأخذ ينتشر من مرفأ مدينة إلى آخر حتى انتشر في المناطق حول البحر المتوسط، مهاجراً بعدها إلى المناطق الشرقية (آسيا الصغرى) و المناطق الغربية (اليونان وإيطاليا). ولأن المرض أخذ بالانتشار براً بانتقال البضائع بسبب جهود جستنيان في الحصول على البضائع الفارهة في ذلك الوقت وتصدير أخرى، أصبحت عاصمته المصدر الأكبر للطاعون الدبلي. قد صرّح بروكوبيوس في عمله "التاريخ السري" بأن جستنيان كان إمبراطور شيطاني، حيث أنه إما اخترع المرض بنفسه أو كان الطاعون عقاباً من الله بسبب ذنوبه.[31]

الوباء الثاني

مواطنون من تورناي يقومون بدفن ضحايا الطاعون الدبلي. هذه صورة مصغرة للوحة السجلات للرسام لگيلز لي مويسس.
مقبرة جماعية لضحايا الطاعون الدبلي في فرنسا، 1720-1721.

في نهاية العصور الوسطى (1340-1400) مرت أوروپا بأفتك وباء طاعون مسجل في تاريخ البشرية "الموت الأسود"، والذي كان وباء طاعون دبلي واسع الانتشار، حيث أنه بدأ في عام 1347 وحصد أرواح ثلث سكان أوروپا. ويعتقد أن ذلك أدى إلى جعل المجتمع أكثر عنفاً بسبب تزايد نسبة الوفيات، والتي أرخصت قيمة الحياة البشرية وبالتالي عملت على ازدياد الحروب والجرائم، والثورات الشعبية وما تبعها من موجات جلد وتعذيب ومحاكمات واضطهاد.[32] إن الموت الأسود نشأ في الصين أو بالقرب منها، ثم انتقل إلى إيطاليا وبدع ذلك إلى باقي أنحاء أوروپا. المؤرخان العربيان ابن الوردني والمقريزي اعتقدا أن الموت الأسود قد نشأ في منغوليا، وقد تم إثبات ذلك استناداً إلى وثائق صينية أظهرت وجود وباء متفشي حينها في منغوليا في بدايات عام 1330.[33] وقد تم نشر بحث في عام 2002 والذي اقترح ان الوباء قد بدأ في صيف عام 1346 في منطقة (سهبية؟ the steppe region)، حيثما احتياطي من مسببات الطاعون تمتد من الشمال الغربي لشاطئ بحر قزوين إلى جنوب روسيا. المنغوليين قد قطعوا طريق التجارة "طريق الحرير" بين الصين وأوروپا والذي أدى إلى إيقاف انتشار الموت الأسود من شرق روسيا إلى غرب أوروبا. بدأ الوباء نتيجة إلى هجمة شنها المنغوليون على آخر محطة إيطالية لتبادل بضائع تجارية في المنطقة، والتي كانت "كافا" في "القرم".[17] في خريف عام 1346، انتشر الوباء بين الأشخاض المحاصرين ومن ثم انتقل إلى القرية. وفي الربيع التالي، فر التجار الإيطاليين إلى سفنهم غير عالمين أنهم كانوا حاملين للموت الاسود. مبدئباً انتشر الطاعون الأشخاص القريبين من البحر الأسود (بسبب القوارض والجرذان)، و من ثم انتشر إلى شتى انحاء أوروبا نتيجة هروب السكان من منطقة إلى اخرى في محاولاتهم للابتعاد عن الطاعون.

كان هناك الكثير من المعتقدات الطبية العرقية لتجنب الإصابة بالموت الأسود. المعتقد الأكثر شهرة كان أنه بالمشي وسط الزهور أو استنشاق رائحتها، وعدم استنشاق الروائح النتنة يمنع "الشر الذي يصيبهم بسبب تكل الروائح". اعتقد الناس أن الطاعون كان عقاباً من الله، وإن الطريقة الوحيدة للتخلص منه هو رضى الله ومغفرته لهم.[34] حيث أن معتقد آخر كان حفر رمز الصليب على أبواب المنازل مع عبارة "رب ارحمنا".[34]

في بستويا بإيطاليا أقروا تشريعات وقوانين في المدينة وعلى المواطنين لإبقائها من خطر الإصابة بالموت الأسود. ابتدأت القوانين بمنع زيارة أي من المناطق المصابة بالطاعون وعدم إدخال من يذهب إليها إلى المدينة مرة أخرى، وعدم استيراد الكتان والصوف من مناطق أخرى وعدم دفن الموتى في المدينة. ولكن مع الرغم من القوانين الصارمة، فإن المدينة أصابتها العدوى.[35] الأشخاص الذين لم يصابوا بالطاعون كونوا جماعات وابتعدوا عن المصابين، وكانوا يأكلون كميات محدودة من الطعام والشراب، لم يكن مسموحاً لهم الكلام مع الاشخاص الآخرين لأن ذلك كان يزيد من خطر الإصابة بالمرض.[36]

حينما كانت أوروپا تمر بمعاناة هائلة بسبب المرض، كان باقي العالم أفضل حالاً بكثير. في الهند، ارتفع عددد السكان من 91 مليون نسمة في 1300م إلى 97 مليون نسمة في 1400 وإلى 105 مليون نسمة في 1500. وبقي جنوب الصحراء الكبرى غير متأثر بالطاعون بشكل عام.[37]

وتميزت القرون التالية بتفشيات إقليمية محلية بشدة أقل. طاعون ميلان العظيم (1629-1631)، طاعون سيفيل العظيم (1647)، طاعون لندن العظيم (1665-1666)، طاعون فينّا العظيم (1679)، طاعون البلطيق العظيم (1708-1712) وطاعون مرسيل العظيم (1720) كانوا أقوى تفشيات الطاعون الدبلي في أوروپا.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الوباء الثالث

.إرشادات للباحثين، في بونا (بون الآن)، طاعون عام 1897.

الطاعون عاد للظهور للمرة الثالثة في منتصف القرن التاسع عشر. وكما في الوبائين السابقين، نشأ الوباء الثالث في شرق آسيا.[38] بداية الوباء كان في الصين، وبالتحديد في مقاطعة يون‌نان في عام 1855.[39] بقي الطاعون في شمال غرب الصين لعدة سنوات قبل أن ينتشر. في مدينة كانتون بداية مارس عام 1894، قتل المرض 60.000 شخص في أسابيع معدودة. حركة المرور المائية اليومية في مدينة هونگ كونگ المجاورة أدت إلى نشر الطاعون بشكل سريع جداً مما أدى إلى موت أكثر من 100.000 شخص في غضون شهرين.[40]

من الصين، انتشر الطاعون إلى شبه القارة الهندية في عام 1896. على مدى 30 سنة، حصد الطاعون الدبلي حياة 12.5 مليون شخص. كانت بدايات الطاعون في المدن القريبة من الموانئ، ابتداءاً من بومباي (الآن مومباي)، و ظهر لاحقاً في بونا (الآن بون)، كولكاتا، وكراتشي (الآن پاكستان). بحلول عام 1899، انتشر الوباء إلى مجتمعات أصغر والمناطق الريفية في شتى مناطق الهند. بشكل عام، أثر وباء الطاعون كان الأعظم في غرب وشمال الهند – في المناطق التي تم تسميتها لاحقاً ببومباي، بنجاب، والمناطق المتحدة – بينما شرق وجنوب الهند لم يتأثرا بتلك الشدة. في النهاية، أكثر من 12 مليون شخص ماتوا في الهند (بما في ذلك پاكستان وبنگلاديش) والصين بسبب الطاعون الدبلي.

في عام 1899 وصل الطاعون إلى جزر هاواي.[41] أول دليل على المرض وجد في مدينة هونولولو الصينية على جزيرة أواهوو.[42] التي كانت تقع بالقرب من أرصفة الجزيرة البحرية، والجرذان من السفن التجارة الصينية كانت تتمكن من النزول إلى أراضي هاواي دون أن يراها أحد. كلما شقتت الجرذان طريقها إلى وسط المدينة، بدأت الأعراض المرضية تظهر على الناس. في 12 ديسمبر 1899، تم تأكيد أول إصابة بالمرض. حينها، فكر مجلس الصحة بطرق لإيقاف المرض من الانتشار أكثر. كان حلهم حرق أي مبنى في المدينة الصينية كانوا يشكون أنه يحتوي على مسببات للمرض. في 31 ديسمبر 1899، تم إشعال أول حريق. كانوا في البداية خططوا أن يتم حرق عدة مباني فقط، واعتقدوا أن بإمكانهم التحكم في نيران الحريق، ولكنهم فقدوا السيطرة على الحريق، فإحترقت المباني المجاورة. نتيجة لذلك، تم تدمير الكثير من المنازل في المدينة الصينية و4.000 شخص تقريباً تركوا بلا منازل.[43]

واحدة من مجموعة من الصور التي تبين حال بعض البيوت والأحياء الفقيرة في سيدني باستراليا وقت انتشار الطاعون عام 1900، وتبين عمليات التنظيف والتعقيم التي تبعت انتشار المرض.

عانت أستراليا من 12 انتشار للوباء بين 1900 و1925 بسبب الإستيراد وشحن البضائع.[44] أسهم بحث قام به ضباط طبيين أستراليين (ثومبسن، آرمسترونگ وتيدسويل) إلى فهم كيفية انتقال جراثيوم اليرسينيا إلى البشر من خلال البراغيث إلى الجرذان المصابة.[45] نسبة عن منظمة الصحة العالمية، أُعتبر الوباء فعّال لغاية 1959م حين قل عدد الخسائر البشرية إلى 200 شخص في السنة. في عام 1994، إنتشر الوباء مرة أخرى في خمس ولايات هندية وسبب حوالي 700 إصابة بالعدوى (تضمن 52 حالة وفاة) وتسبب في هجرة الكثير من الأشخاص في الهند لمحاولة تفادي الطاعون.


2023

في 12 أغسطس 2023 أعلنت الحكومة المحلية في إقليم منغوليا الداخلية بشمال الصين تسجيل حالتي إصابة بالطاعون الدبلي، وذلك بعد اكتشاف إصابة سابقة في 7 أغسطس.

وقالت الحكومة في بيان على موقعها الإلكتروني إن الإصابتين الجديدتين هما زوج الحالة الأولى وابنتها.

وأشار البيان إلى وضع جميع المخالطين لهم في الحجر الصحي، ولم تظهر عليهم أي أعراض غير طبيعية.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الطاعون الدبلي هو أكثر أنواع الطاعون شيوعا، ويمكن أن يسبب الوفاة إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.[46]

الثقافة والمجتمع

Contemporary engraving of Marseille during the Great Plague in 1720

The scale of death and social upheaval associated with plague outbreaks has made the topic prominent in a number of historical and fictional accounts since the disease was first recognized. The Black Death in particular is described and referenced in numerous contemporary sources, some of which, including works by Chaucer, Boccaccio, and Petrarch, are considered part of the Western canon. The Decameron, by Boccaccio, is notable for its use of a frame story involving individuals who have fled Florence for a secluded villa to escape the Black Death. First-person, sometimes sensationalized or fictionalized, accounts of living through plague years have also been popular across centuries and cultures. For example, Samuel Pepys's diary makes a number of references to his first-hand experiences of the Great Plague of London in 1665–6.[47]

Later works, such as Albert Camus's novel The Plague or Ingmar Bergman's film The Seventh Seal have used bubonic plague in settings, such as quarantined cities in either medieval or modern times, as a backdrop to explore a variety of concepts. Common themes include the breakdown of society, institutions, and individuals during the plague, the cultural and psychological existential confrontation with mortality, and the allegorical use of the plague in reference to contemporary moral or spiritual questions.

الحرب البيولوجية

كانت أول حالات الحرب البيولوجية نتيجة الطاعون الدبلي، حيث ذكر أن جيوش القرن الرابع عشر كانت تقذف جثث المصابين فوق أسوار مدن الأعداء وقراهم لنشر المرض. لاحقاً، استعمل الطاعون خلال حرب الشينو-يابانية الثانية كسلاح بكتيري من قبل الجيش الياباني الإمبراطوري. وتوفرت تلك الأسلحة من قبل وحدات شيروإيشي وجربت على البشر قبل إستخدامها في ساحة الحرب. مثلاً، في عام 1940م، قصفت القوات الجوية التابعة للجيش الياباني الإمبراطوري مدينة ننگ‌بو ببراغيث مصابة بالطاعون الدبلي.[48] وخلال محاكمات جرائم حرب خاباروڤسك، شهد المتهمون كاللواء كياشي كاواشيما بأنه في عام 1940م قام 40 عضو من الوحدة 731 التي أجرت إسقاط جوي لبراغيث مصابة على چانگ‌ده. وهذه العمليات تسببت بأوبئة طاعون.[49]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل World Health Organization (November 2014). "Plague Fact sheet N°267". Archived from the original on 24 April 2015. Retrieved 10 May 2015.
  2. ^ أ ب "Plague Symptoms". 13 June 2012. Archived from the original on 19 August 2015. Retrieved 21 August 2015.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Prentice MB, Rahalison L (April 2007). "Plague". Lancet. 369 (9568): 1196–207. doi:10.1016/S0140-6736(07)60566-2. PMID 17416264.
  4. ^ أ ب "Plague Resources for Clinicians". 13 June 2012. Archived from the original on 21 August 2015. Retrieved 21 August 2015.
  5. ^ "Plague Ecology and Transmission". 13 June 2012. Archived from the original on 22 August 2015. Retrieved 21 August 2015.
  6. ^ Keyes, Daniel C. (2005). Medical response to terrorism : preparedness and clinical practice. Philadelphia [u.a.]: Lippincott Williams & Wilkins. p. 74. ISBN 9780781749862.
  7. ^ Haensch S, Bianucci R, Signoli M, Rajerison M, Schultz M, Kacki S, Vermunt M, Weston DA, Hurst D, Achtman M, Carniel E, Bramanti B (2010). "Distinct Clones of Yersinia pestis Caused the Black Death". PLOS Pathogens. 6 (#10): e1001134. doi:10.1371/journal.ppat.1001134. PMC 2951374. PMID 20949072.{{cite journal}}: CS1 maint: unflagged free DOI (link)
  8. ^ أ ب ت "Plague History". 13 June 2012. Archived from the original on 21 August 2015. Retrieved 21 August 2015.
  9. ^ Cohn SK (2008). "Epidemiology of the Black Death and successive waves of plague". Medical History Supplement. 52 (27): 74–100. doi:10.1017/S0025727300072100. PMC 2630035. PMID 18575083.
  10. ^ Edman, Bruce F. Eldridge, John D. (2004). Medical Entomology a Textbook on Public Health and Veterinary Problems Caused by Arthropods (Rev.. ed.). Dordrecht: Springer Netherlands. p. 390. ISBN 9789400710092.{{cite book}}: CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  11. ^ قالب:استشهاد بدورية محكمة
  12. ^ "Symptoms of Plague". Retrieved November 26, 2014. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  13. ^ "Plague, Laboratory testing". allcountries.org. 2010-10-23. Retrieved 2019-01-20.
  14. ^ Bertherat, Eric; Bekhoucha, Souad; Chougrani, Saada; Razik, Fathia; Duchemin, Jean B.; Houti, Leila; Deharib, Larbi; Fayolle, Corinne; Makrerougrass, Banaouda; Dali-Yahia, Radia; Bellal, Ramdan; Belhabri, Leila; Chaieb, Amina; Tikhomirov, Evgueni; Carniel, Elisabeth (2007). "Plague Reappearance in Algeria after 50 Years, 2003". Emerging Infectious Diseases. 13 (10): 1459–1462. doi:10.3201/eid1310.070284. PMC 2851531. PMID 18257987.
  15. ^ "Plague". Archived from the original on 5 March 2010. Retrieved 25 February 2010.
  16. ^ "Plague". Healthagen, LLC. Archived from the original on 6 June 2011. Retrieved 4 April 2011.
  17. ^ أ ب Echenberg, Myron (2002). Pestis Redux: The Initial Years of the Third Bubonic Plague Pandemic, 1894–1901. Journal of World History, vol 13,2
  18. ^ أ ب Filip, Julia (11 April 2014). "Avoiding the Black Plague Today". Retrieved 2014-04-11.
  19. ^ Regan, Michael (January 2017). "Human Plague Cases Drop in the US". Retrieved 2017-01-01.
  20. ^ "Plague in the United States | Plague | CDC". www.cdc.gov (in الإنجليزية الأمريكية). 2017-10-23. Retrieved 2017-12-01.
  21. ^ "Emergencies Preparedness, Response, Plague, Madagascar, Disease Outbreak News | Plague | CDC". www.who.int (in الإنجليزية الأمريكية). 2017-11-15. Retrieved 2017-11-15.
  22. ^ "Child in Idaho Confirmed To Have The Bubonic Plague". iflscience.com.
  23. ^ Schriber, Melody; Bichelle, Rae Ellen. "Bubonic Plague Strikes in Mongolia: Why Is It Still A Threat?". NPR. Retrieved 8 May 2019.
  24. ^ CNN, Jessie Yeung. "Two people got the plague in China. Why is it still a thing?". CNN. Retrieved 14 November 2019. {{cite news}}: |last1= has generic name (help)
  25. ^ CNN, Jessie Yeung. "The bubonic plague is back again in China's Inner Mongolia". CNN. Retrieved July 6, 2020. {{cite news}}: |last1= has generic name (help)
  26. ^ "Russia cracks down on marmot hunting after bubonic plague alert". رويترز. 2020-07-06. Retrieved 2020-07-06.
  27. ^ Spyrou MA, Tukhbatova RI, Wang CC, Valtueña AA, Lankapalli AK, Kondrashin VV, Tsybin VA, Khokhlov A, Kühnert D, Herbig A, Bos KI, Krause J (June 2018). "Analysis of 3800-year-old Yersinia pestis genomes suggests Bronze Age origin for bubonic plague". Nature Communications (in الإنجليزية). 9 (1): 2234. Bibcode:2018NatCo...9.2234S. doi:10.1038/s41467-018-04550-9. PMC 5993720. PMID 29884871.
  28. ^ Little (2007), pp. 8–15.
  29. ^ McCormick (2007), pp. 290–312.
  30. ^ Rosen, William (2007), Justinian's Flea: Plague, Empire, and the Birth of Europe. Viking Adult; pg 3; ISBN 978-0-670-03855-8. Archived 2017-07-24 at the Wayback Machine
  31. ^ أ ب Moorshead Magazines, Limited. "The Plague Of Justinian." History Magazine 11.1 (2009): 9–12. History Reference Center
  32. ^ Cohn, Samuel K.(2002). The Black Death: End of a Paradigm. American Historical Review, vol 107, 3, pg. 703–737
  33. ^ {{cite book}}: Empty citation (help)
  34. ^ أ ب "The Black Death". Retrieved 2013-11-14. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  35. ^ "Mee Jr., Charles L. "The Black Death, a Bubonic Plague of Great Dimensions – Part 2 | WordFocus.com." Wordfocus.com | English Vocabulary Words Derived from Latin and Greek Prefixes | Etymology. Web. 02 Dec. 2011". Retrieved 2012-12-18. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  36. ^ {{cite book}}: Empty citation (help)
  37. ^ Reaching Out: Expanding Horizons of Cross-Cultural Interaction
  38. ^ . 
  39. ^ {{cite book}}: Empty citation (help)
  40. ^ قالب:استشهاد بدورية محكمة
  41. ^ "Bubonic Plague Originated in China". {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  42. ^ "Hawaii for Visitors, retrieved on December 6, 2011". Retrieved 2012-12-18. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  43. ^ "The Honolulu Advertiser, retrieved on December 6, 2011". Retrieved 2012-12-18. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  44. ^ "Bubonic Plague comes to Sydney in 1900". Retrieved 2 August 2012. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  45. ^ قالب:استشهاد بدورية محكمة
  46. ^ ""الموت الأسود".. الصين تسجل حالتين جديدتين بالفيروس الخطير". skynewsarabia. 2023-08-13. Retrieved 2023-08-13.
  47. ^ Pepys, Samuel. "Samuel Pepys Diary - Plague extracts". Samuel Pepys Diary. Retrieved 31 August 2019.
  48. ^ "The Independent - 404". {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  49. ^ Daniel Barenblatt, A Plague upon Humanity., 2004, pages 220–221.

قراءات إضافية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

Classification
V · T · D
External resources