كريستيان متس

(تم التحويل من Christian Metz (critic))
كريستيان متس

كريستيان متس (Christian Metz، وتُنطق بالفرنسية: [mɛts]؛ 12 ديسمبر 1931 - 7 سبتمبر 1993) منظّر سينمائي فرنسي ، اشتهر كأحد رواد السيميولوجيا و تطبيقه لنظريات فرديناند دي سوسور على سيمياء الفيلم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اللسانيات وسيميولوجيا الصورة:

يرى كريستيان ميتز،أن أهم ما يميز الصورة البصرية، عن باقي الأنظمة الدالة، ومنها اللغة خاصة، هو حالتها "التماثلية" أو أيقونيتها في اصطلاح السيميولوجيين الأمريكان، أي شبهها الحسي العام للموضوع الذي تمثله. فصورة القط تشبه القط فعلا، بينما لا يشبه القط في شيء العنصر الصوتي/قط/أو العنصر المكتوب "قط".

غير أن الصورة ليست تماثلية سوى في شكلها العام، وهي إضافة إلى ذلك تحتوي على مجموعة من العلاقات الاعتباطية بموضوعها. فأن نجعل من عنصر المماثلة الخاصية المثلى للصورة البصرية ليس سوى عملية إسقاط للجزء على الكل. وكما لا يصح أن نعمم ظاهرة الصوتية في اللغة الطبيعية على النسق العام لهذه اللغة، فإنه لا يصح أن نغلق الصورة على نفسها وفي استقلال عن باقي الأنظمة الدالة نتيجة خاصية المماثلة التي ليست سوى جزء من مكوناتها العامة.


ملاحظات على سيميولوجيا الصورة

إن دراسة الصورة في رأي ميتز لا يقتضي بالضرورة البحث عن نظام وحيد وجامع للصورة يقوم لوحده بإعادة الاعتبار لمجمل الدلالات الملحوظة في الصور وينفي إمكانية ظهور هذه الدلالات خارج الصورة. فليس كل شيء أيقونيا في الأيقونة، بينما يمكن العثور على ما هو أيقوني خارج الأيقونة. ويخلص ميتز إلى مجموعة من الملاحظات:[1]

1-إلى جانب مشكل الأيقونات المنطقية التي تحدث عنها ش.س.بيرس، ومنها بالتحديد الأيقونات البصرية، باستطاعة الخطاب البصري ألا يكون تماثليا. لأن المماثلة البصرية تخضع لتغيرات كمية، كمسألة "درجات الأيقنة" degrès d'iconisation عند بعض المشتغلين بالحقل السيميولوجي، ومشكلة "الأسلوبية" stylisation في مستوياتها المختلفة.

2-كما يخضع الخطاب البصري أيضا لتغيرات كيفية. فمفهوم التشابه يختلف من ثقافة إلى أخرى. وفي الثقافة الواحدة نعثر على مجموعة من محاور التشابه، لأن تشابه الشيئين يتم دائما في علاقتهما برابط ما. ولذلك، فإن التشابه يشكل في حد ذاته نظاما أو مجموعة من الأنظمة.

3-إن الخطاب البصري يستطيع أن يشكل درجة قوية من الأيقنة دون أن يكف عن احتواء علائق منطقية نسقية غير أيقونية (لأن بعضها اعتباطي) رغم أن مجال بروزها هو الأيقون.

4-إن مجموعة من الخطابات البصرية التي نعتبرها عادة "بصرية" هي في الحقيقة نصوص مختلطة textes mixtes. من ذلك مثلا: السينما الناطقة والصور المرفوقة بالكتابة.

5-هناك مجموعة من الخطابات البصرية التي ليست مختلطة في معنى معين، ولكنها مختلطة في بنياتها، فالصورة لا تملك شيفره خاصه بها لوحدها ويقوم بتغييرها كليا، بل يتم تبليغ رسالتها بواسطة أنظمة مختلفة، بعضها أيقوني محض وبعضها يظهر أيضا في خطابات غير بصرية. وهنا تبرز مجموعة من الإشكالات السيميولوجية، منها إشكال الأيقونية iconographie مع بانوفسكي Panovsky وإشكال حضور مجموعة من الشيفرات المختلفة في الصورة الواحدة (أمبيرتو إيكو U. Eco) وبشكل عام إشكال التداخلات السوسيو-ثقافية للصورة(رولان بارت R.Barthes).

6-إن التعارض القوي بين "البصري" و"اللغوي" اختزالي جدا، لأنه يسقط من حسابه كل حالات التقاطع والتطابق والتركيب. وهو تعارض جزئي كذلك لأنه يهمل كل الدلالات التي ليست لسانية محضة ولا بصرية محضة.

7-إن استعانة الدراسات الأيقونية ببعض المفاهيم النظرية التي تخص الدلالة signification والتواصل communication والإبلاغ information لا يجب اعتبارها تطفلا على المفاهيم اللسانية التي يعتقد بعض المدافعين عن "الحصن" البصري أنها غريبة عن السيميولوجيا. صحيح أن هناك بعض المفاهيم اللسانية لا يسمح لها حقلها الخاص بأن تكون عرضة للتصدير إلى حقول أخرى، ولكن هناك مفاهيم أخرى تدخل ضمن الجهاز المنهجي للسيميولوجيا، وكل تحليل أيقوني يريد تجاوز هذه المفاهيم أو إسقاطها من مقارباته لا يستطيع أن يكون دراسة للدلالة.

8-إن التفكير في الصورة هو في غالب الأحيان إنتاج لا للصور بل للغة(الكلمات). ومن هذا المنظور، فإن اللغة تعد بمثابة لغة واصفة métalangage بالنسبة للغات (كموضوع) المختلفة وحتى غير اللسانية منها. ونستطيع أن نعتبر مع ج.ل.شيفر J.L. Schiffer أن الصورة موجودة لأننا نقرأها.

غير أن ما يظل صحيحا -في نظر ك.ميتز- هو أن السيميولوجيا البصرية ليست أساسا نشاطا بصريا. وهذا ما يجعل إغلاق حقل الصور على نفسه أمرا لاغيا والنقاء البصري أسطورة.

9-ولهذا كله، فإن المماثلة الأيقونية -وهو مفهوم يجب أن يحاط بعناية كاملة لأنه يحدد الخاصية الأكثر حضورا في العديد من الصور- لا يمكن أن يشكل بالنسبة للتفكير في الصورة غير نقطة انطلاق (ليس ضروريا دوما، ولكنه ملائم ومركزي في غالب الأحيان). فما هو أبعد من المماثلة هو نقطة البداية بالنسبة للسيميولوجي، وإلا فلن يبقى هناك ما نقوله عن الصورة سوى أنها مشابهة لموضوعها.

اقتباسات :

" لم تروِ لنا السينما حكايات جميلة لأنها لغة، إنما لأنها روت لنا هذه الحكايات أصبحت كما اللغة: السينما فن حين تصبح لغة."

"الكاتب يستعمل اللغة، أما السينمائي فإنه يبتكرها"

"لقد انتقد كل المخرجين الإيطاليين المجتمع، ولكنهم تعلموا حين يعرضون مواقفهم بوضوح شديد، ألا يتعاموا مع الواقع باعتباره وسيلة فازدراؤه لا يتطلف التزييف، وهم يتذكرون دائمًا أن العالم قبل أن يكون قابلًا للازدراء يحتفظ ببقائه ببساطة تامة..والحقائق تبقى حقائق وخيالنا يستفيد منها، ولكنهم لا يرتبون أولوية لتوظيفها"

" لقد انتقد كل المخرجين الإيطاليين المجتمع، ولكنهم تعلموا حين يعرضون مواقفهم بوضوح شديد، ألا يتعاموا مع الواقع باعتباره وسيلة فازدراؤه لا يتطلب التزييف، وهم يتذكرون دائمًا أن العالم قبل أن يكون قابلًا للازدراء يحتفظ ببقائه ببساطة تامة. والحقائق تبقى حقائق وخيالنا يستفيد منها، ولكنهم لا يرتبون أولوية لتوظيفها"

كتابات مختارة

الهوامش

المصادر

  • Jean Mitry, La Sémiologie en question : Language et cinéma, Paris, Cerf, 1987.