اسطبل عنتر

اسطبل عنتر، هي منطقة سكنية تقع في جنوب القاهرة، محافظة القاهرة، مصر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

منظر عام لمنطقة اسطبل عنتر.
سور الجبخانة.
.

يعتقد العديد من أهالي اسطبل عنتر أو عزبة الهجانة أن أصل التسمية جاء من اسم عنترة بن شداد، وتنتشر روايات حول بناءه اسطبل للأحصنة، لكن ينفي المؤرخون تلك الروايات.

والحقيقة أن المنطقة في الأساس تُسمى بعزبة «الهجانة» أو «الجبخانة» أي مخزن السلاح والذخيرة، وتاريخيًا ثبت أن صلاح الدين الأيوبي كان يضع مدافعه وذخيرته في هذه المنطقة، كما أنها كانت مصنعًا للبارود في عهد محمد علي ومقرا لذخيرته، كما كان يسكن المنطقة "عساكر" في فترات تاريخية لذلك سُميت بـ"الهجانة"، ولعل سبب تسميتها يعود لإسطبل عسكري قديم.

واعتمد بناء الجبخانة قديمًا على بناء سور خارجي، وكانت توجد بالمكان بعض الغرف خارج مبنى الجبخانة، تتصل ببعضها عن طريق ممر منخفض عن سطح الأرض، ويبلغ طول هذا الأثر حوالي 180 مترًا، وعرضه حوالي 115 مترًا، ويتوسطه فناء واسع، كما يوجد آبار ماء للتبريد ولتقليل درجة حرارة المكان، وصممت النوافذ والغرف لمنع نفوذ حرارة الشمس مع نفوذ الضوء الكافي، وذلك لتجنب اشتعال بارود المخزن، وكانت الآبار عبارة عن ممرات تحت الأرض اسمها صهريج) ممتلئة بالمياه.

واكتسبت "جبخانةط محمد علي أهميتها التاريخية، منذ إنشائها في العام 1829، وهي مصطلح تركي أطلقه الأتراك على الأماكن التي كانت تستخدم لحفظ العتاد الحربي وتستعد فيها الجيوش للمعارك الحربية.

والمبنى كانت تشغله وحدات من الخيالة مما حقق له شيء من التأمين، حتى تركته الخيالة وظل في حماية فرد أمن واحد من الآثار، ومع وقوعه في منطقة عشوائية تنتشر بها ورش الخشب والمعادن تعرض الأثر لسرقة الأقفال والجنازير التي وفرتها "الآثار"، والتعدي على الأثر من الخارجين على القانون، فكانت النتيجة أن يصل إلى حالة من التردي.[1]


العمارة

بنيت بيوت المنطقة على صخرة الزهراء وهي جزء من جبل المقطم بالقاهرة، وفي تقرير أعده مركز بحوث البناء والاسكان عام 2005 أثبت أن واجهة الجبل والتي يصل ارتفاعها بهذه المنطقة لحوالي 20 مترا تتكون من الحجر الجيري 'والمارل' وبها شقوق طولية غير منتظمة وأخري عرضية سميكة، كما أن الجيل به جيوب كثيرة نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي للمنازل المقامة على حافة الجبل ومن خلال فحص تربة الجبل اتضح أنها تحتوي علي نسبة كبيرة من 'الطفلة' أو الأتربة القابلة للإنهيار عند تعرضها لأي مصدر مياه سواء من الصرف الصحي أو مياه الزراعات القريبة من الجبل وبالتالي تتحرك صخور الجبل من مكانها، وهذا يفسر وجود بعض الكتل الصخرية الكبيرة المنفصلة عن جسم الجبل والتي تنحدر بشدة علي السطح العلوي للجبل بارتفاع 14 مترا ولا يقل وزن الصخرة الواحدة عن نصف طن مما يمثل خطورة علي أرواح المواطنين.

ومن أمثلة الشوارع الموجودة أعلى الجبل شارع السعادة الموجود على ارتفاع حوالي 50 متر تقريبا، وهو شارع طويل نسبيا حوالي 30 متر ويبلغ عرضه في بعض المناطق 3 أمتار. له مدخلان رئيسيان الأول على شكل سلم حديدي ارتفاعه 5 متر من شارع عبد الرحيم البقال، والآخر من ناحية مقلب الزبالة الموجود في آخر الشارع. هذا بالإضافة إلى سلم آخر في نهاية الشارع يؤدي إلى منطقة دار السلام. الشوارع المؤدية إلى الشارع شديدة الضيق، متعرجة، ترابية غير مرصوفة وتتكوم على جانبيها مخلفات البيوت. أما بيوت الشارع فقصيرة طولها ثلاثة أدوار على الأكثر. ويوجد في أخر الشارع مقلب الزبالة الذى أصبح أعلى من الكثير من البيوت القريبة منه، وهو المكان الأساسي الذي يلقي فيه كل سكان الجبل مخلفاتهم.

العشوائيات

سكان العشوائيات في منطقة اسطبل عنتر.

تتصدر مشكلة المناطق السكنية العشوائية قائمة المشاكل التي تعاني منها مدينة القاهرة، ويطلق خبراء البيئة والتخطيط العمراني والاجتماع صيحات التحذير بشأن هذه المناطق، فالقاهرة وحدها بها 81 منطقة عشوائية من إجمالي 1221 منطقة منتشرة في محافظات الجمهورية حاليا، ويسكن بها 8 مليون نسمة من إجمالي 15 مليونا يسكنون العاصمة، وتحتل هذه العشوائيات 45% من مساحة القاهرة[2].

ويقصد بالعشوائيات المناطق التي أقام مساكنها الأهالي بدون ترخيص سواء علي أرضهم أو علي أراضي الدولة، وعادة ما تنشأ هذه المساكن خارج النطاق الرسمي، ولا تتوافر فيها الخدمات والمرافق الحكومية لعدم اعتراف الدولة بها، كما أنها تمثل خطرا جسيما علي ساكنيها والمجتمع[3]. والكثيرون من خبراء التخطيط يؤكدون أن انتشار العشوائيات في مصر بدأ مع أوائل القرن الماضي نتيجة عدم الالتزام بالمنشور الوزاري رقم 28 لعام 1914 الذي نص على عودة جميع المسطحات الخاصة بالدولة والتي انتهى الغرض من تخصيصها للمنفعة العامة إلى مصلحة الأملاك الأميرية وهو ما لم يحدث مما أدى إلى تحولها إلى عشوائيات نتيجة عدم وجود واشراف أو حراسة لها ونتيجة لحركة العمران غير المسبوقة التي شهدتها مصر خلال النصف الثاني من القرن الماضي بسبب الزيادة السكانية الطبيعية والهجرة الكبيرة من الريف إلى الحضر فقد شهدت أغلب المدن المصرية نمواً عمرانياً متسارعاً ومع عدم توافر القدرات المادية والكوادر الفنية اللازمة على المستوى المحلي لتخطيط وادارة هذا النمو. فقد ظهرت المئات من المناطق العشوائية على أطراف المدن سواء على الأراضي الصحراوية المملوكة للدولة أو على الأراضي الزراعية عن طريق التقسيم غير الرسمي لتلك الأراضي وتغيير استعمالها من الزراعي إلى العمراني من دون الالتزام بالقوانين المنظمة للتخطيط العمراني والبناء.[4]

والصورة الشائعة والمنتشرة عن هذه المناطق أنها مناطق تصدير للجريمة والانحراف الأخلاقي والاجتماعي، وإن صح هذا الجزء من الصورة فإن الجزء غير المرئي للكثيرين أن هذه المناطق تحوي أعدادا كبيرة من البشر تفتقر إلى أساسيات الحياة الكريمة، وأن هذه الأعداد بالجهد يمكن أن تتحول إلى قوة عمل منتجة، ويقع جزء من هذا الجهد على عاتق القطاع الأهلي الذي يمكنه –برغم محدودية موارده الاقتصادية- الاقتراب من أهالي هذه المناطق والتعرف على مشاكلهم والمساهمة في حلها بما له من رصيد اجتماعي من الثقة عند أهالي المنطقة. خاصة إذا كانت الجمعية أو مجموعة الجمعيات التي تتولى عملية التنمية في منطقة ما تعمل في هذه المنطقة على مدار فترة زمنية طويلة، مثل "حلم اسطبل عنتر" التي تعمل تحت مظلة "جمعية صحبة الخير" المشهرة برقم 2665 لعام 2006 للعمل في اسطبل عنتر وعزبة خير الله بزهراء مصر القديمة. وتتكون من مجموعة من المتطوعين المحترفين الذين عملوا في مناطق اسطبل عنتر وعزبة خير الله منذ1999 . وقد عمل هؤلاء المتطوعون مع سكان هذه المناطق حيث أجروا البحوث والتقييم الاجتماعي للمنطقة وعملوا على توفير القروض متناهية الصغر بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية لأهالي المنطقة وغير ذلك من مشروعات التنمية المختلفة.

الجريمة

بيع الأعضاء البشري

في مايو 2012، أكدت إحدى الدراسات التى نشرت بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن منطقتى اسطبل عنتر ومنشية ناصر بالقاهرة مناطق أساسية مستهدفة من قبل عصابات الاتجار بالبشر، وأن منطقة "الحسينية وعزبة الشحاتين" بمحافظة الدقهلية، و"ابو هلال والسلخانة" بمحافظة المنيا، من أكثر المناطق المعرضة للاستهداف بالأقاليم من قبل نفس العصابات.[5]

الهدم ونقل السكان

جانب من عمليات الهدم.
هدم حي الجيخانة.jpg

أعلنت وزارة الآثار عن خطة لترميم وصيانة الأثر، ولكن العقبة الأساسية كانت عدم توافر الاعتمادات المالية، حتى قررت محافظة القاهرة القيام بمشروع تطوير للمنطقة بما فيها الجبخانة الأثرية.

وكان تميول المشروع بـ25 مليون جنيه، من صندوق تطوير العشوائيات بمحافظة القاهرة، ويشمل عمل كوبري من المحور للمنطقة مما يسهل الوصول إليها، حيث تقع المنطقة بين القلعة والهرم مما يسهل الربط بين هذه المناطق وسهولة زيارتها بعد وضعها على الخريطة السياحية، كما سيتم عمل مركز للحرف التراثية واليدوية، ومركز شباب، ومسجد وإبعاد كافة الورش عن حرم الأثر.

أما عن عزبة الهجانة نفسها فقد تم وضع بروتوكول تعاون مع المحافظة على أن يتم عمل مرحلة أولى لترميم الأرضيات وتوفير الإضاءات اللازمة، ومن الممكن أن تشمل هذه المرحلة التعامل على الجدران، ويلي ذلك مشروع تكميلي من الآثار لاستكمال أعمال الترميم وتهيئة الأثر للزيارة.

وكان من المقرر إلحاق هذا المشروع بمشروع آخر، وهو عبارة عن كوبري ربط بين منطقة الجبخانة ومتحف الحضارة بالطريق الدائري والمتحف المصري الكبير، وسيتم الانتهاء من المشروع في غضون عامين لتستعيد منطقة الجبخانة الأثرية رونقها وما تستحق من اهتمام وعناية.

المنطقة منذ نشأتها في القرن العشرين أصبحت من أخطر المناطق السكنية العشوائية في مصر، لأنها بنيت بشكل مدرج من أسفل إلى أعلى الجبل غير المستقر جيولوجيًا. وقامت الدولة، بنقل سكانها وهدم العشوائيات وتوفير وحدات سكنية لهم في منطقة الأسمرات.


مرئيات

تطوير اخطر منطقة عشوائية فى مصر مبنية فوق الجبل.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ "صور". أخبار اليوم. 2019-08-27. Retrieved 2021-10-19. {{cite web}}: Text "حكاية «إسطبل عنتر».. وأسرار «جبخانة محمد علي» ومدافع صلاح الدين" ignored (help)
  2. ^ جريدة الأهرام، 2 مايو 2007، صـــ 1
  3. ^ آخر ساعة، الأربعاء 12 يوليو
  4. ^ جريدة الشرق الأوسط، 19-11-2005
  5. ^ دراسة: "اسطبل عنتر" مصدر للأعضاء البشرية، بوابة الوفد الإلكترونية