أحمد إدريس

أحمد إدريس.

أحمد إدريس (و. ع. 1940 - ت. 21 سبتمبر 2021)، كان جندياً نوبياً، اشتهر باختراع الشفرة النوبية في حرب أكتوبر 1973، والتي ساهمت بشكل كبير على سرية المعلومات وساعة الصفر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

وُلد أحمد محمد أحمد إدريس، في قرية توماس بالنوبة في الأربعينيات، وحصل علي الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952.


حرب أكتوبر

في عام 1954 تطوع أحمد إدريس كمجنداً بقوات حرس الحدود وفي عام 1971 عندما تولي الرئيس أنور السادات الرئاسة كانت هناك مشاكل تجاة عملية فك الشفرات، فأمر الرئيس قياداته بايجاد حل، في ذلك الوقت كان إدريس منتدباً مع رئيس الأركان وسمع حديث دار بينة وبين القائد عن هذة المشكلة، فتبسم ضاحكاً وقال: "إنه أمر بسيط فاللغة النوبية هي الحل لأنها تنطق ولا تكتب ولن يستطيع أحد فك الشفرة نظرأ لخلو اللغة من الحروف الأبجدي"، فأمر قائد الكتيبة باستدعاء الصول أحمد إدريس وكانت هذة نقطة البداية حيث نالت فكرتة أعجاب وموافقة قائدة وتم اصدار أمر بأحضاره عندما أبلغ الرئيس السادات بفكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة بين قادة الجيش المصري. وروي إدريس اللحظة التي قابل فيها السادات فقال[1]:

Cquote2.png انتظرت الرئيس بمكتبة حتي ينتهي من اجتماعه مع اللواءات، وعندما رأيتة كنت أرتجف نظراً لأنها كانت المرة الأولي التي أري بها رئيسأ لجمهورية مصر العربية. عندما وجد الرئيس الشعور الذي انتابني من قلق وخوف اتجه نحوي وووضع يده علي كتفي ثم جلس علي مكتبة وقال أنت جوابك من المدرعات وأنت حرس حدود إيه اللي وداك مدرعات؟

فرد إدريس قائلاً: كان عندي موضوع عام 1967 ولكن رفض أن يتحدث عنه، وقال دة موضوع طويل هحكيه بعدين. وبعد حوار دام طويلاً ضحك الرئيس السادات ضحكاً هستيرياً مما أدي إلي شعور إدريس بالقلق وقال هو أنا قلت حاجة غلط؟'فرد السادات: لا دة شيء في نفس يعقوب، وأكمل إدريس قائلاً: قلت للرئيس إذا كان يريد أفراد نوبيين فعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس نوبيين 1964 لأنهم لايجيدون اللغة، وهم متوفرون بقوات حرس الحدود، فابتسم السادات قائلاً: بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود.

Cquote1.png

عندما إنتهي لقائي بالرئيس السادات أعطاني ظرفاً به 100 جنية وضعته في جيبي وتركت المكان. وبعد عودة إدريس إلى وحدته من الأجازة كان عدد المجندين 35 فرداً وتم انتداب عدد من أفراد حرس الحدود حتي وصل مجموع الأعداد إلي 72 جندي من بلدتي فاديكا وكان النوبية، وكانت أقل رتبة هي النقيب، وقاموا بإرسالهم إلي منطقة مدنية وتم الإتفاق علي الخطة بمنطقة أبوصير. مع العلم بأن القصاصين كانت منطقة تمركز قوات الجيش. وقال: "تم تدريبنا علي جهاز صغير وبعد التدريب بدأنا نعدي القناة في المساء مستخدمين الكاوتش المطاط حتي لا يصدر صوتاً"، واصفاً شعورهم بالقلق والرعب في اليوم الأول، وأضاف ان المنطقة التي قاموا بالذهاب إليها كان يعسكر بها الجيش الإسرائيلي نهاراً ولكن في المساء يتركوا المكان متوغلين 5 كيلومترات إلي الخلف ويقوموا بتطويق المكان بالدبابات وتهيئتها كمنطقة دفاع.

ويذكر إدريس أن الايواء المستخدم للنوم كان عبارة عن صهاريج مياه يغفو بها طوال النهار وفي المساء يقوموا بعملية استطلاع والتبليغ عن عدد الدبابات، وذكر أحد المصطلحات التي كانت تستخدم كشفرة فقال: "كنا نقول علي الدبابة 'أولوم' ومعناها تمساح، أما العربات المجنزرة فكنا نقول عليها 'اسلانجي' يعني ثعبان'. وكانت مدة الوردية من سبعة إلي ثمانية أيام ثم تتبدل الوردية.

وبالرغم من كل ما قيل علي عرب سيناء وتصرفاتهم المسيئة لأفراد الجيش ولكن إدريس قال: "بالعكس دول كانوا بيجيبولنا الأكل والشرب في الصهاريج". وأستمر الحال حتي عام 1973.

أكد إدريس أن في ذلك الوقت حدث شيء غريب، أحضر الجيش الإسرائيلي 'تريلات' وعند الخروج للاستطلاع بالرغم من عدم استطاعتهم الخروج بالنهار ولكن قال إدريس: "طلعنا زي الحرامية ووجدنا أن هناك 200 'تريلا' مع كل واحدة دبابة جديدة' فقاموا بالتبليغ علي الفور وعندما علم أبو العز قام بإفساد أنابيب ضخ المواد الملتهبة 'النابلم'والتي اقامها الإسرائيليون علي شاطئ القناة وقد صممت هذه الأجهزة بحيث تضخ علي سطح المياه علي امتداد القناة مزيجاً من النابلم والزيوت سريعةالاشتعال مع كمية بنزين لتكون حاجزاً رهيباً من النيران كالجحيم يستحيل اختراقه.

في اليوم الخامس من أكتوبر قامت القوات بالانسحاب من الضفة الشرقية متجهة إلي الإسماعيلية، وفي الساعة الثانية صباحاً 'اشتغلت المدفعية والدبابات' علي حد قول إدريس، وتم احتلال الضفة الشرقية واستمرت الحرب حتي يوم 22 أكتوبر.

ويقول أدريس عن الثغرة فقال: حدثت الثغرة كنتيجة مباشرة لأوامر الرئيس السادات بتطوير الهجوم شرقًا نحو المضايق، رغم تحذيرات القادة وخاصة الفريق سعد الدين الشاذلي - بأنه إذا خرجت القوات خارج مظلة الدفاع الجوي المصرية فستصبح هدفًا سهلاً للطيران الإسرائيلي. وبالفعل في صباح يوم 14 أكتوبر عام 1973 تم سحب الفرقتين الرابعة والواحدة والعشرين وتم دفعهما شرقًا نحو المضايق. الجدير بالذكر أن الفرقتين الرابعة والواحدة والعشرين كانتا موكلاً إليهما تأمين مؤخرة الجيش المصري من ناحية الضفة الغربية لقناة السويس وصد الهجوم عنها إذا ما حدث اختراق للأنساق الأولي، وكانت هناك ثلاث ثغرات تتضمنهم خطة العبور المسماة بالمآذن العالية، ومن بينها ثغرة الدفرسوار التي حدث عندها الاختراق. بعد فشل تطوير الهجوم رفض الرئيس السادات مطالب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي في إعادة الفرقتين إلي مواقعهما الرئيسية للقيام بمهام التأمين التي تدربوا عليها. عندما وجد السادات ذلك قال: "أنا لا احارب أسرائيل ولكني في حرب مع أمريكا"، وفي نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كسنجر كوسيط بين أطراف الحرب، ونجح في التوصل إلي اتفاقية هدنة.

الرئيس السيسي يكرم الصول أحمد إدريس، 6 أكتوبر 2020.

كوفيء إدريس بمد فترة خدمته إلي أربعة سنوات وقال كانوا رافضين خروجي من الجيش ولكني اضطررت نظراً لظروف مرضية. وأكد إدريس أن اللغة النوبية هي الشفرة الرئيسية في حرب أكتوبر وليست شفرة المورس، الأمر الذي جعل الرئيس السادات بتحذير إدريس بعدم الافصاح عم هذا السر العسكري وأكد إدريس قائلاً أنا لم افصح عنه سوي السنة الماضية لمفاجأتي بشخص نوبي عمره 40 عاماً كان يدعي أنه هو الذي أدخل فكرة اللغة النوبية كشفرة، وتابع: ذهبت الي وزارة الدفاع وحكيت القصة ولكن كان الرد "هذا القانون لا يطبق عليك"، فلا أدري أي قانون، مافيش حد قدرني والجواب عندي في البيت.

بعد علم إسرائيل بمعرفة اللغة التي كانت تستخدم كشفرة، قاموا بمحاولة لدراسة اللغة النوبية، حيث كان هناك رجلا يدعي محجوب الميرغني كان يدرس اللغة النوبية بمعهد النهضة النوبي لفردين حاملين الجنسية الألمانية، وعند حضور إدريس إحدي صفوف الدرس وجد أنهم يسألون عن معني كلمتي 'دبابة وطائرة' باللغة النوبية، مما أثار شكه والأمر الذي دعي الي توجية تحذير لمحجوب من اعطاء أي معلومات لهؤلاء وهددة بتقديم بلاغ لوزارة الدفاع مؤكداً أن محجوب كان يقوم بذلك بدون مقابل أو 'بحسن نية' علي حد قولة. مضيفاً: قلت له الطريقة الصحيحة هي احضار جواب من الجيش أو القوات الحربية كتصريح لتعلم اللغ، واستمرت هذة الشفرة حتي عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات واللواءات.

وفاته

توفى اليوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2021، الصول أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية، وأعلنت اسرته أنه توفى بمحل إقامته بمحافظة الإسكندرية عن عمر يناهز 84 عامًا.[2]

المصادر

  1. ^ "احمد ادريس وسر الشفره النوبيه في حرب اكتوبر". المجموعة 73 مؤرخين. 2021-05-15. Retrieved 2021-05-16.
  2. ^ "عاجل". نبض. 2021-09-21. Retrieved 2021-09-21. {{cite web}}: Text "وفاة احمد ادريس صاحب الشفره النوبيه فى حرب اكتوبر عن عمر يناهز 84 عاما. للتفاصيل" ignored (help)

المصادر