معركة سالونيك (904)

(تم التحويل من Sack of Thessalonica (904))
نهب سالونيك
Sack of Thessalonica
جزء من الحروب العربية البيزنطية
Sack of Thessalonica by Arabs, 904.png
التاريخ904
الموقع
النتيجة انتصار الساراكينوس[1]
المتحاربون
الدولة البيزنطية المغيرون الساراكينوس من سوريا مصر.
القادة والزعماء
پتروناس
ليو چيتزيلاكس
نيكتاس
ليون الطرابلسي
القوى
54 سفينة
10.800 مقاتل

معركة سالونيك أو نهب سالونيك Sack of Thessalonica، عام 904 شنها القراصنة الساراكينوس وكانت من أشرس الهجمات التي تعرضت لها الامبراطورية البيزنطية في القرن العاشر. كان الأسطول الإسلامي تحت قيادة ليون الطرابلسي، أبحر من سوريا، واستهدف في البداية القسطنطينية عاصمة الامبراطورية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

استمر ليون الطرابلسي في غزواته البحرية الجريئة على ثغور الامبراطورية البيزنطية وأصبح كابوسا مفزعا يقض مضاجع تلك الثغور، ولكن أعظم غزوات ليون والتي خلدت ذكره في المراجع الأجنبية قبل الإسلامية معركة تسالونيكا، حيث تعتبر تلك المدينة من أعظم الثغور البيزنطية وأمنعها وأغناها بعد القسطنطينية وتقع على هضاب أولمبوس وتشرف على رأس خليج ضيق تستطيع أن تمتنع به السفن وكان يفصلها عن هذا الخليج سور ضخم يمتد نحو ميل على طول الشاطئ وتحميها بعد ذلك قلاع حصينة شيدت على آكام مرتفعة.


الأسطول العربي

في 31 يوليو 904، هاجم ليو أنطاليا، المدينة البيزنطية العظيمة سالونيك، محرراً 4,000 أسير مسلم، ومستولياً على 60 سفينة؛[2] وهو الحدث الذي سجله يوحنا كامينياتس. وفي 907، حشد أسطولاً من طرسوس واللاذقية، وأبحر في الدردنيل وهدد عاصمة الامبراطورية البيزنطية، القسطنطينية. وفي مايو 912، انتصر ليون ورفيقه داميان الطرسوسي المرتد على هيمريوس، the logothete of the Drome، انتقاماً لهجوم على بعض العرب القبارصة. وأخيراً في 924، لقي ليون هزيمة أمام الأسطول الامبراطوري البيزنطي أمام لمنوس.

المعركة

وفي سنة 291 هـ خرج ليون الطرابلسي من طرسوس في أربع وخمسين سفينة في كل منها نحو مائتي مقاتل عدا جماعة مختارة من الرؤساء والضباط، وانضم إليه في سيره أشجع أبطال البحر المسلمين في مياه المشرق.

ولم يجرؤ الأسطول البيزنطي الذي بعثه الإمبراطور ليون السادس لحماية ثغور الدولة على لقاء سفن المسلمين، فارتد إلى ضفاف الدردنيل تاركا مياه بحر إيجة مفتوحة لسفن المسلمين تتجه بمنتهى السرعة إلى ثغر تسالونيكا.

كان قائد الحامية البيزنطي بالمدينة رجلا شجاعا ذكيا اسمه بتروناس حاول أن يرد سفن المسلمين بعدة وسائل منها إلقاء مقادير كبيرة من الصخور الضخمة وقطع الرخام التي كانت تزدان بها القبور اليونانية ليعطل سير السفن المسلمة ويجعلها في مرمى نبال ونيران اليونانيين، واجتهد بتروناس في تحصين المدينة، ولما مات بتروناس فجأة كان خليفته واسمه نيكيتاس صلبا هو الآخر كسابق.

أما أهل المدينة فقد وضعوا آمالهم في أحد قديسيهم ويدعى ديمتريوس وقد كان مدفونا في كنيسة خاصة به، فهرعوا إليه في هذه الكنيسة وانهمكوا في الصلاة ليلا ونهارا داعين وليهم ديمتريوس هذا أن يكشف عنهم الضر.

أما ليون الطرابلسي ومن معه فقد قرر الهجوم على المدينة من ناحية الخليج الحصين وهو يضمر في نفسه خطة ذكية لفتح المدينة الحصينة.

بدأ الهجوم على المدينة من ناحية المدخل الأمامي ليختبر دفاعات البلد ومدى استعداد أهلها للدفاع عنها. وفي اليوم التالي هاجم المسلمون المدينة من ناحية الشرق وحاول استخدام عدة وسائل للاقتحام بالسلالم وإطلاق المجانيق وإضرام النار تحت أبواب المدينة وشغل أهل المدينة بالقتال عامة اليوم، وكان ليون يرجو بكل هذه المقدمات إلى تحويل عناية المدافعين عن غايته الحقيقية.

فقد رأى من خلال استطلاعه لأسوار المدينة عدة مواضع معينة يمكن اقتحام المدينة من خلالها، فبدأ بتنفيذ خطته النهائية بمنتهى السرعة والبراعة، فربط عدة سفن كل اثنين معا ربطا وثيقا محكما، وأقيم فوق كل اثنتين برج خشبي مرتفع، وفي صباح اليوم التالي دفعت هذه الأبراج نحو المواضع المنخفضة في السور وفي كل منهما نخبة من المسلمين تستطيع أن تقضي على المدافعين عن الأسوار، ونشبت معركة هائلة بين الفريقين، وكان بحارة سفن الإسكندرية أول من اقتحم الأبراج، وانقضوا على المدافعين كالصواعق المرسلة وأجبروهم للفرار تحت ضغط الهجوم الكاسح.

النتائج

نزل المقاتلون العرب وفتحوا أبواب المدينة لينقض المسلمون عليها من كل ناحية واستولوا عليها بأكملها في سويعات وتم أسر اثنين وعشرين ألفا من أهلها حملوا جميعا إلى مدينة 'طرسوس' قاعدة الانطلاق ليتم مبادلتهم بالأسرى المسلمين لدى البيزنطيين، حيث كان من الأهداف الرئيسية لحملات 'ليون الطرابلسي' أخذ أكبر عدد من الأسرى البيزنطيين لاسترجاع أسرى المسلمين عندهم.

واستمر ليون الطرابلسي أمير البحار في حملاته وغزواته البحرية الجريئة بمنطقة بحر إيجه حيث لم يقوم له أحد ولم ترده أساطيل الدولة البيزنطية الضخمة، وهو في ذلك كله تابع وموالي للخليفة العباسي يأتمر بأمره ولا يرد له طلبا، ويقوم بأعظم الخدمات للدولة المسلمة من إضعاف للقوة البيزنطية، وفك أسرى المسلمين، وجمع الغنائم والثروات لصالح الدولة المسلمة، حتى استحق وعن جدارة لقب أمير البحار بل وأعظم بحار مسلم عرفه التاريخ.

المصادر

  1. ^ الساراكينوس، مصطلح استخدامه الرومان للإشارة إلى سكان الصحراء في إقليم البتراء الروماني ثم أصبح يطلق على العرب وفي العصور الوسطى وخلال الحروب الصليبية توسع المصطلح ليشمل كل الذين يدينون بالإسلام.
  2. ^ Faith and sword: a short history of Christian-Muslim conflict By Alan G. Jamieson, pg.32

المراجع

  • Frendo, David; Fotiou, Athanasios, eds. (2000), John Kaminiates: The Capture of Thessaloniki, Perth: Australian Association for Byzantine Studies, ISBN 1-876503-00-9 
  • Patoura, Sofia (1994) (in Greek), Οι αιχμάλωτοι ως παράγοντες επικοινωνίας και πληροφόρησης (4ος-10ος αι.), Athens: National Research Foundation - Center for Byzantine Research, ISBN 960-7094-42-5 
  • Treadgold, Warren T. (1997), A History of the Byzantine State and Society, Stanford, CA: Stanford University Press, p. 467, ISBN 0-8047-2630-2, http://books.google.com/books?id=nYbnr5XVbzUC 
  • Vasiliev, A.A. (1968) (in French), Byzance et les Arabes, Tome II, 1ére partie: Les relations politiques de Byzance et des Arabes à L'époque de la dynastie macédonienne (867–959), French ed.: Henri Grégoire, Marius Canard, Brussels: Éditions de l'Institut de Philologie et d'Histoire Orientales, pp. 163–179 

وصلات خارجية

  • "The Siege of Thessaloniki in 904, from the letter of John Kaminiates". De Re Militari. 2009-09-27. Retrieved 2010-10-19.