المجمع العسكري الصناعي

(تم التحويل من Military-industrial complex)
الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور قام بإشارته الشهيرة إلى "المجمع العسكري-الصناعي" في خطاب وداعه.

المجمع العسكري الصناعي Military-industrial complex (MIC) مفهوم يشيع استخدامه للإشارة إلى علاقات رسم السياسات بين الحكومات، والقوات المسلحة الوطنية، والمؤازرة الصناعية التي يتلقونها من القطاع التجاري في موافقة سياسية على الأبحاث والتطوير والإنتاج والاستعمال والدعم للتدريب العسكري والأسلحة والمعدات والمنشآت، ضمن سياسة دفاع وأمن وطني. وهي أحد أنواع المثلث الحديدي.

غالباً ما يستخدم المصطلح للإشارة إلى عسكرية الولايات المتحدة، حيث إكتسب شعبية بعد استخدمها في خطبة الوداع للرئيس دوايت أيزنهاور، بالرغم من أن هذا المصطلح ينطبق على أي بلد ذو بنية تحتية متطورة مشابهة. أحياناً يستخدم بشكل أوسع ليشمل الشبكة الكاملة للعقود وتدف المال والموارد بين الأفراد وكذلك مؤسسات مقاولي الدفاع، الپنتاگون، والكونگرس والسلطة التنفيذية. هذا القطاع عرضة بشكل جوهري لمشكلة العميل الرئيسي، الخطر الأخلاقي، وrent seeking. قضايا الفساد السياسي تظهر أيضاً بانتظام. أعرب دانيال گويرين عن فرضية مماثلة، في كتابه عام 1936، الفاشية والأعمال التجارية الكبيرة، وعن دعم الحكومة الفاشية للصناعات الثقيلة. يمكن أن تعرف على أنها، "تحالف غير رسمي ومتغير للمجموعات للمصالح النفسية، الأخلاقية والمادية المكتسبة في التنمية المستمرة وتحقيق مستويات عالية من التسليح، في الحفاظ على الأسواق الاستعمارية وفي المفاهيم العسكرية-الاستراتيجية للشئون الداخلية". [1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

في الوقت الذي نشأ في المصطلح في الستينيات وتم تطبيقه منذ ذلك الحين، فإن مفهوم التنسيق بين الحكومة، العسكرية، وصناعة الأسلحة ترجع جذوره بشكل كبير منذ بدء القطاع الخاص في توفير الأسلحة للقوات الحكومية. العلاقة بين الحكومة وصناعة الدفاع قد تشمل التعاقدات السياسية المخصصة للأسلحة، الإشراف البيروقراطي العام والضغط السياسي المنظم على جزء من شركات الدفاع للحفاظ على مصالحهم.

لقرون، كانت الكثير من الحكومات تمتلك وتشغل أذرعها من شركات التصنيع-مثل الأحواض البحرية والترسانات. كما تصدر الحكومات التشريعات للحفاظ على الاحتكار الحكومي. ولأن الشركات ذات المسئولية المحدودة جذبت رأس المال لتطوير التكنولوجيا، استشعرت الحكومات الحاجة لتطوير علاقتها بالشركات التي يمكنها توريد الأسلحة.

بحلول القرن 19 عشر استلزمت الحروب الحديث المعقدة تخصيص فروع أكبر للبحث وتطوير التكنولوجيات سريعة النمو. البنادق، الأسلحة الآلية، المدفعية وزوارق المدفعية، ولاحقاً، المدرعات المميكنة، الطائرات والصواريخ تطلب تصنيعها معرفة وتقنية متخصصة. لهذا السبب، بدأت الحكومة بشكل متزايد في دمج شركات القطاع الخاص في المجهود الحربي بالتعاقد على معهم على إنتاج الأسلحة. وكانت هذه العلاقة هي العلامة المميزة لتأسيس المجمع الصناعي العسكري.

ظهرت أوائل المجمعات العسكرية الصناعية الحديثة في بريطانيا، فرنسا ألمانيا في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر كجزء من الحاجة المتزايدة للدفاع عن امبراطورياتهم براً وبحراً.[بحاجة لمصدر] التنافس البحري بين بريطانيا وألمانيا، والرغبة الفرنسية في الثأر من الامبراطورية الألمانية لهزيمتها إياها في الحرب الفرنسية الپروسية، كان لها أكبر الأثر في بداية، نمو وتطوير هذه المجمعات العسكرية الصناعية. يمكن القول أن وجود المجمعات العسكرية لهذه البلدان الثلاثة قد ساعد على تأجيج توتراتهم العسكرية.

الأدميرال جاكي فيشر، لورد البحر الأول من البحرية الملكية، كان مؤثراً في التحول إلى التكامل الأسرع للتكنولوجيا في الاستخدام العسكري، مما أسفر عن علاقات قوية بين العسكرية، والشركات الخاصة المبتكرة.

الصناعي الشهير في مجال تطوير شركات الدفاع الخاصة الضخمة، وليام أرمسترونگ، الذي أسس شركة إلسويك اوردانس، والتي شرعت في عملية إعادة تسليح هائلة للجيش البريطاني في أعقاب حرب القرم في ستينيات القرن التاسع عشر. كانت المصنع الوحيد في العالم الذي يمكنه بناء سفينة حربية وتسليحها بالكامل. الصناعيون الآخرون المشاهير في مجال توسعة صناعة الأسلحة في ذلك الوقت ألفرد كروپ، صمويل كولت، ألفرد نوبل، وجوسف وايتوورث.

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لم تسرح معظم البلدان جيوشها؛ وبدلاً من ذلك انتقلت إلى تكامل أسرع للتكنولوجيا في الاستخدام العسكري وتعزيز العلاقة بين الجيش والشركات الخاصة في بريطانيا، فرنسا وألمانيا. في الاتحاد السوڤيتي حديث النشأة، كانت الانتاج العسكري تحت السيطرة الكاملة للدولة. كما شهدت الفترة التي تلت الحرب ظهور المجمعات العسكرية الصناعية في كلاً من اليابان والولايات المتحدة. أثناء فترة إعادة التسليح في أواخر الثلاثينيات، تضاعف الإنفاق العسكري.

كان الأثر الاقتصادي للحرب العالمية الثانية عميقاً، حيث ارتفع الإنفاق العسكري بشكل كبير وتم تبني طرق جديدة للضرائب والإنفاق. كذلك شهدت الحرب أول برامج أبحاث عسكرية موسعة، ومن أشهرها مشروع الحلفاء لتصنيع أسلحة نووية.

شهدت نهاية الحرب ظهور تنافس الحرب الباردة والذي انطوى على سباق التسلح المتواصل بين القوتين العظمتين الجديدتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي. الشدة المنخفضة، لكن التهديد المتواصل للنزاع خلق المناخ الذي كان فيه تصور دائم للحاجة إلى المشتريات العسكرية المستدامة. لهذه العوامل طرح الرئيس دوايت إيزنهاور مفهوم "المجمع العسكري-الصناعي" على الوعي العام في "خطبة وداعه". حالياً، يبلغ الإنفاق العسكري السنوي للولايات المتحدة 47% من الإنفاقات العالمية للتسليح.[2]

يوضح الجدول التالي الشركات الأمريكية الرئيسية لتصنيع الأصلحة منذ الحرب العالمية الثانية مروراً برئاسة إيزنهاور. يلي كل اسم، عمود يوضح ترتيب المقاول العسكري الرئيسي من حيث إجمالي قيمة الأسلحة المنتجة من يونيو 1940 حتى سبتمبر 1944، أثناء السنة المالية 1950، مروراً بسنة 1954، وفي السنوات المالية الأخيرة من 1958 حتى 1960.[3]

الشركة ح‌ع2 كوريا 1960
بوينگ 12 2 1
جنرال دايناميكس 4 8 2
لوكهيد 10 7 3
جنرال إلكتريك 9 3 4
نورث أمريكان أڤييشن 11 9 5
يونايتد للطائرات 6 5 6
أي تي أند تي 13 13 7
دگلس للطائرات 5 4 8
شركة گلن مارتن 14 23 9
هيوز للطائرات >100 25 10
سپري 19 18 11
ريثيون 71 42 12
مكدونل للطائرات >100 21 13
آر سي إيه 43 22 14
آي بي إم >100 44 15


عام 1977، في أعقاب حرب ڤيتنام، بدأ الرئيس جيمي كارتر رئاسته بما أطلق عليه المؤرخ مايكل شري "التصميم على كسر الماضي العسكري الأمريكي".[4] إلا أن الإنفاق العسكري المتزايد في عهد الرئيس رونالد ريگان كان يراه البعض على أنه عودة لهيمنة المجمع العسكري الصناعي.


أصل التعبير

خطبة وداع أيزنهاور، 17 يناير 1961. طولها 15:30.


التعبيرات اقتصاد الحرب الدائمة وهيمنة الحرب هما مفهومان مرتبطان ويجري استعمالهم في سياقات متصلة بتعبير "المجمع العسكري الصناعي".

ويستخدم التعبير أيضاً لوصف تعاونات/تواطؤات مشابهة في كيانات سياسية أخرى مثل الامبراطورية الألمانية (قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى)، بريطانيا، فرنسا وروسيا (بعد السوڤيتية).

وقد اقترح نعوم شومسكي أن "المجمع العسكري الصناعي" هو تسمية خاطئة (كما يعتبرها) الظاهرة في سؤال "ليست عسكرية على وجه التحديد."[5] يزعم شومسكي، "ليس هناك مجمع عسكري صناعي: هو فقط نظام صناعي يعمل تحت ذريعة أو أخرى (كان الدفاع ذريعة لفترة طويلة)."[6]

الاستخدامات الحالية

انظر أيضاً

المصادر

  • DeGroot, Gerard J. Blighty: British Society in the Era of the Great War, 144, London & New York: Longman, 1996, ISBN 0-582-06138-5
  • Eisenhower, Dwight D. Public Papers of the Presidents, 1035-40. 1960.
  • ________. "Farewell Address." In The Annals of America. Vol. 18. 1961-1968: The Burdens of World Power, 1-5. Chicago: Encyclopaedia Britannica, 1968.
  • ________. President Eisenhower's Farewell Address, Wikisource.
  • Hartung, William D. "Eisenhower's Warning: The Military-Industrial Complex Forty Years Later." World Policy Journal 18, no. 1 (Spring 2001).
  • Johnson, Chalmers The Sorrows of Empire: Militarism, Secrecy, and the End of the Republic, New York: Metropolitan Books, 2004
  • Kurth, James. "Military-Industrial Complex." In The Oxford Companion to American Military History, ed. John Whiteclay Chambers II, 440-42. Oxford & New York: Oxford University Press, 1999.
  • Nelson, Lars-Erik. "Military-Industrial Man." In New York Review of Books 47, no. 20 (Dec. 21, 2000): 6.
  • Nieburg, H. L. In the Name of Science, Quadrangle Books, 1970
  • Mills, C.Wright."Power Elite", New York,1956

الهامش

  1. ^ Pursell, C. (1972). The military-industrial complex. Harper & Row Publishers, New York, New York.
  2. ^ "Recent Trends in Military Expenditure".
  3. ^ Peck, Merton J. & Scherer, Frederic M. The Weapons Acquisition Process: An Economic Analysis (1962) Harvard Business School p.613
  4. ^ Sherry, Michael S. (1995). In the Shadow of War: The United States since the 1930s. New Haven & London: Yale University Press. p.  342. ISBN 0-300-07263-5. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)
  5. ^ Interviewed by David Barsamian, International Socialist Review 37 (Sep–Oct 2004)
  6. ^ In On Power, Dissent, and Racism: a Series of Discussions with Noam Chomsky, Baraka Productions, 2003.

قراءات اضافية

  • Adams, Gordon, The Iron Triangle: The Politics of Defense Contracting, 1981.
  • Andreas, Joel, Addicted to War: Why the U.S. Can't Kick Militarism, ISBN 1-904859-01-1, [1].
  • Cochran, Thomas B., William M. Arkin, Robert S. Norris, Milton M. Hoenig, U.S. Nuclear Warhead Production Harper and Row, 1987, ISBN 0-88730-125-8
  • Colby, Gerard, DuPont Dynasty, 1984, Lyle Stuart, ISBN 0-8184-0352-7
  • Friedman, George and Meredith, The Future of War: Power, Technology and American World Dominance in the 21st Century, Crown, 1996, ISBN 0-517-70403-X
  • Hossein-Zadeh, Ismael, The Political Economy of US Militarism, Palgrave MacMillan, 2006, ISBN 978-1403972859
  • Keller, William W., Arm in Arm: The Political Economy of the Global Arms Trade Basic Books, 1995.
  • Kelly, Brian, Adventures in Porkland: How Washington Wastes Your Money and Why They Won't Stop, Villard, 1992, ISBN 0-679-40656-5
  • McDougall, Walter A., ...The Heavens and the Earth: A Political HIstory of the Space Age, Basic Books, 1985, (Pulitzer Prize for History) ISBN 0-8018-5748-1
  • Melman, Seymour, Pentagon Capitalism: The Political Economy of War, McGraw Hill, 1970
  • Melman, Seymour, (ed.) The War Economy of the United States: Readings in Military Industry and Economy, New York: St. Martin's Press, 1971.
  • Mills, C Wright, The Power Elite,New York, 1956.
  • Mollenhoff, Clark R., The Pentagon: Politics, Profits and Plunder, GP Putnam's Sons, 1967
  • Patterson, Walter C., The Plutonium Business and the Spread of the Bomb, Sierra Club, 1984, ISBN 0-87156-837-3
  • Pasztor, Andy, When the Pentagon Was for Sale: Inside America's Biggest Defense Scandal, Scribner, 1995, ISBN 0-684-19516-X
  • Pierre, Andrew J., The Global Politics of Arms Sales, Princeton, 1982, ISBN 0-691-02207-0
  • Sampson, Anthony, The Arms Bazaar: From Lebanon to Lockheed, Bantam, 1977.
  • St. Clair, Jeffery, Grand Theft Pentagon: Tales of Corruption and Profiteering in the War on Terror , Common Courage Press (July 1, 2005).
  • Sweetman, Bill, "In search of the Pentagon's billion dollar hidden budgets - how the US keeps its R&D spending under wraps", from Jane's International Defence Review, online
  • Weinberger, Sharon. Imaginary Weapons. New York: Nation Books, 2006.

وصلات خارجية


اقرأ نصاً ذا علاقة في

خطبة المجمع العسكري الصناعي