هاجر

(تم التحويل من Hagar)
هاجرHagar
Expulsion of Ishmael and His Mother.png
طرد إسماعيل وأمه، رسم گوستاڤ دوريه
وُلِدَ
توفي
الأنجالإسماعيل

هاجر ( /hˈɡɑr/ hay-GAR؛ بالعبرية: הָגָר، بالعبرية المعاصرة هاجر بالطبرية هاجر، تعني"الغامضة"؛[1] باليونانية: Ἄγαρ آجار؛ هي شخصية من الكتاب المقدس ورد ذكرها في سفر التكوين، وأشير إليها في القرآن. كانت هاجر جارية سارة مصرية،[1] التي وهبتها لابراهيم لتنجب له طفلاً. أنجبت له أول أبناؤه، إسماعيل.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اسمها

ها-جر، ها (بالهيروغليفية تعني زهرة اللوتس، وكلمة جر، تعني أرض جب بالمعنى التوراتي (مصر)، أي اسمها زهرة اللوتس وكنايتها المصرية.


حياتها

ذكر بعض اليهود أن هاجر كانت جارية، ولكن جاء في بعض كتبهم اليهودية (مدراش) أنها أميرة.(مدراش, تامار كاداري) وجاء في سفر التكوين (45:1) أنها ابنة لفرعون مصر، وقد ذكر ذلك فيليز طرابلسي وليتي راسل في كتاب "هاجر وسارة وابنائهما" (الصفحة 106).[1] وذكر ابن كثير أنها كانت أميرة من العماليق وقيل من الكنعانيين الذين حكموا مصر قبل الفراعنة، وأنها بنت زعيمهم الذي قتله الفراعنة، ومن ثم تبناها فرعون. وعندما أراد فرعون سوءاً بسارة دعت الله فشلت يداه، فقال فرعون إدعي ربك أن يشفي يداي وعاهدها أن لا يمسها، ففعلت فشفى الله يديه، فأهدى إليها الأميرة القبطية المصرية التي اسمها هاجر إكراماً لها وليس خادمة كما يدعى اليهود في كتبهم.[2] فآثرت سارة أن يتزوجها إبراهيم، لأنها كانت تعلم أن إبراهيم كان يريد أن يكون له ذرية، فتزوجها. وهكذا حقق الله دعوة إبراهيم عليه السلام وحملت هاجر "فبشرناه بغلام حليم"، هو إسماعيل عليه السلام.

ولدت هاجر إسماعيل عليه السلام عندما كان إبراهيم عليه السلام في السادسة والثمانين من العمر، وسارة قد بلغت سن اليأس من الإنجاب، فتعاظمت غيرة سارة، وبات إبراهيم عليه السلام في حيرة من أمره، كيف يستطيع التوفيق بينهما وهو في هذا العمر شيخ كبير.

وبدأ إبراهيم عليه السلام يناجي ربه، ويطلب أن يعينه ويساعده، فبشره الله سبحانه بولد آخر تنجبه سارة: ((فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجٍيب * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)) (هود 71 – 73)

بعد خمس سنوات من ولادة إسماعيل عليه السلام أنجبت سارة إسحاق عليه السلام وهكذا صار لإبراهيم ولدان: إسماعيل من هاجر، وإسحاق من سارة. ولحكمة أرادها الله، وتحاشياً لما قد يقع بين الزوجتين وولديهما من الخلاف والمشاحنات أمر الله سبحانه خليله إبراهيم أن يخرج بإسماعيل وأمه هاجر، ويبتعد بهما عن سارة، التي اغتمت كثيراً وثقل عليها أمر هاجر وولدها إسماعيل، بعد أن صار لها ولداً.

أذعن إبراهيم لأمر ربه، فخرج بهاجر وابنها إسماعيل، وهو لا يدري إلى أين يأخذهما، فكان كل ما مرّ بمكانٍ أعجبه فيه شجر ونخل وزرع قال: إلى ههنا يا ربّ؟ فيجيبه جبرائيل عليه السلام: إمضِ يا إبراهيم.

وظلَّ هو وهاجر سائرين، ومعهما ولدهما إسماعيل حتى وصلوا إلى مكة، حيث لا زرع هناك ولا ماء الا حرِّ الشمس.

أراد إبراهيم عليه السلام أن يترك هاجر وولدها إسماعيل، في ذلك المكان القاحل المقفر، حيث لا دار ولا طعام فيه ولا شراب، إلاّ كيس من التمر وقربة صغيرة فيها قليل من الماء كانوا قد حملوهما معهم عند بدء رحلتهم. فخافت هاجر على نفسها الجوع والعطش، وعلى ولدها الهلاك، فتعلقت بإبراهيم عليه السلام تريد ألا تتركه يذهب، وراحت تسأله: إلى أين تذهب يا إبراهيم وتتركني وطفلي في هذا المكان الذي ليس فيه أنيس، ولا زرع ولا ماء، ألا تخاف أن نهلك أنا وهذا الطفل جوعاً وعطشاً؟ رق قلب إبراهيم وتحير في أمره، ولكنه تذكر أمر الله له، فماذا يفعل وهو إنما ينفذ ما أمره به ربه، وألحت هاجر في السؤال، وظل إبراهيم عليه السلام منصرفاً عنها يناجي ربه. ويأتي الجواب جازماً حاسماً لا تردد فيه ولا تراجع: إن الله هو الذي أمرني بترككم في هذا المكان، وهو لاشك لن يضيعكم. فلاذت أم إسماعيل بالصمت، ورضخت هي الأخرى لما أراده الله ثم قالت: إذن لا يضيعنا.

ورفع إبراهيم عليه السلام يديه بالدعاء متضرعاً إلى الله وهو يهم بالعودة((رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)) (إبراهيم 37) ثم هم عائداً إلى بلاد الشام حيث سارة، وقلبه يهوي إلى مكة وإلى ولده إسماعيل، ولا حيلة له إلاّ الدعاء والتضرع.

بئر زمزم

ابراهيم يرحل بهاجر وابنها إسماعيل.

نفذ التمر والماء من بين يدي هاجر. واشتدت حرارة القيظ فعطشت هي وابنها. وراح يتلوى من الجوع والعطش فلم تعد هاجر تطيق رؤية طفلها على هذه الحال، فراحت تنظر إليه وعيناها ولا تدري ماذا تفعل. أتترك ولدها يموت جوعاً وعطشاً، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المصير. فلا بد أنها ستجد الماء. فالله لن يضيعها هي وطفلها. وقامت هاجر في الوادي في "موضع السعي أيام الحج". انطلقت هاجر تبحث عن الماء في كل اتجاه. وكان الصفا أقرب جبل إليها، فصعدت عليه وراحت تنظر يمنه ويسرة وفي كل ناحية فلاح لها على المروه سراب ظنته ماءً، نزلت عن الصفا وراحت تسعى مهرولة في الوادي باتجاه المروه، وفي ظنها أنها ستجد الماء. ولكن كانت خيبتها حينما لم تجده شيئاً، فوقفت منهكة تنظر وتتفحص فلاح لها سراب في الجهة الأخرى على الصفا وكأنه الماء فعادت مهرولة إلى الصفا ولكنها لم تجد هنالك شيئاً.

وهكذا في كل مرة، حتى فعلت ذلك سبع مرات وطفلها لم يفارق مخيلتها، ولم تكن تطيق أن يغيب عن ناظريها. فلما كانت في المرة السابعة، وقد اشتد بها العطش، وأخذ منها التعب، وأنهكها المسير، دون أن تعثر على الماء. نظرت إلى طفلها فإذا الماء ينبع من تحت قدميه، فأتته مسرعة وراحت تجمع حوله الرمل وهي تقول: زم زم. ثم أخذت تشرب من الماء حتى ارتوت وانحنت على إسماعيل لتسقيه.

هاجر في سفر التكوين

رسم فارسي قديم لإسماعيل يصلي عند قبر والدته هاجر عند الكعبة المشرفة.

آراء دينية

التعليق الحاخامي

المسيحية

هاجر في البرية، رسم جوڤاني باتيستا تايپولو.


الإسلام

كان ابراهيم وزوجته سارة قد تقدم بهما العمر دون أن يُرزقا ولداً رغم أنهما كانا يتمنيا ذلك. بقي الحال كذلك إلى أن أوحى الله إلى ابراهيم أن يتزوج خادمة زوجته هاجر المصرية والتي ولدت له إسماعيل بعد زواجهما المبارك.[3]

بعد ذلك أخذ ابراهيم هاجر وابنها إسماعيل في رحلة مع قافلة ذاهبة إلى اليمن. وفي المكان الذي يسمى اليوم مكة وحيث بنا آدم في السابق أول بيت لله ولكن كان قد عفا عليه الزمن ولم يعد يُرى هناك إلا صحراء جافة لا زرع فيها أمر الله سبحانه وتعالى أن يترك السيدة هاجر وابنها الرضيع إسماعيل في ذلك المكان ليكونا بذرة إحياء هذا المكان المقدس وإعادة رونقه له. فعل ابراهيم ما أمره الله به وأكمل سفره مع قافلته بقلب مطمئن أن الله خير من يستودع عنده الأحباء بعد أن دعا لهما كما يروي القرآن الكريم في سورة ابراهيم الآية 37:

"ربنا إني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون."

وبذلك بقيت هاجر مع ابنها إسماعيل في صحراء قافرة لا زرع فيها ولا ماء ولا بشر. وبعد وقت قصير بدأ العطش يأخذ مأخذه من ابنها إسماعيل الذي صار يطلب الماء بإلحاح. في حيرتها بدأت هاجر تسعى بين هضبتي الصفا والمروة بكل ما أوتيت من طاقة لعلها تجد ماء يروي عطش رضيعها. وبع أن فعلت ذلك سبع مرات وتمهلت عند رضيعها بعد أن بذلت كل ما تستطيع لتجد الماء وإذا بها تجد الماء قد نبع عند رضيعها لتنفذ المشيئة الإلهية بإغاثتهما بعد أن خارت قواها. وهذا النبع ليس إلا بئر زمزم الذي يجده اليوم الإنسان بجانب الكعبة المشرفة وهو شاهد على أن الإنسان الذي يبذل كل ما يستطيع ليحصل على التوفيق الإلهي وعندها فإن الله عز وجل سيأخذ بيده ويساعده ليصل إلى الرحمة الإلهية والمرامي الحميدة.

وقد فرض الله على حجاج بيت الله الحرام السعي بين الصفا والمروة كجزء من مناسك الحج كما فعلت السيدة هاجر. بعد أن نشأ في ذلك المكان بئر زمزم بدأ البعض من البقاء في ذلك المكان بعد أن أذنت لهم بذلك وبذلك نشأت يوماً بعد يوم مدينة مكة حول هذا البئر.

كانت السيدة هاجر مثال المرأة والأم والزوجة الصالحة عندما كان زوجها إبراهيم الخليل يزورها هي وابنها تناصره في تنفيذ ما أمره الله به بإيمان وصبر قل مثيلهما.

السيد هاجر توفت في مكة المكرمة وقبرها الشريف بجانب الكعبة يمر بجانبه حجاج بيت الله الحرام أثناء طوافهم حول الكعبة. رغم أن السيدة هاجر كانت تنتمي وقتها للطبقة الدنيا من المجتمع فإن الله رفع مقامها وأعطاها عدة أوسمة إلهية مثل جعل السعي كجزء من مناسك الحج وجعل قبرها عند الكعبة المشرفة وجعل خاتم الأنبياء والمرسلين وأفضل الخلق أجمعين النبي محمد من نسلها المبارك.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البهائية

الفنون والأدب

هاجر والملاك، رسم ستشو براڤو

التأثير المعاصر

الحضارة النوبية القديمة

هنالك معلومة متداولة[ما هي؟]منذ زمن بعيد في أوساط النوبيين في شمال السودان وجنوب مصر مفادها أن السيدة هاجر هي في الأصل نوبية، ويدعم هذا الادعاء عدة اعتقا. دات منها: [بحاجة لمصدر]

أولاً: اسم هاجر يقابله نفس النطق في النوبية كلمة هاقجر التي تعنى الجالس أو المتروك في إشارة ربما لعملية تركها وحيدة في مكة والمعنى المباشر للكلمة هو سوف اجلس.

ثانياً: من الثابت أيضاً في القصة أن السيدة هاجر كانت تلبس ثوباً طويلاً فضفاضاً ليخفى آثار أقدامها عن السيدة سارة، وهذا الوصف ينطبق على الجرجار اللباس النسائي النوبي المعروف والمستخدم حتى اليوم.

ثالثاً: كلمة زم زم، يعتقد بأنها أيضاً كلمة نوبية نطقت بها السيدة هاجر عندما انفجر الماء، ويقابلها في اللغة النوبية سـم، والتي تعنى بالعربية فعل الأمر من جـف، فقد كررتها مراراً وهي تدعو الماء للتوقف سم سم، وتحور النطق لتصبح زمزم.

رابعاً: كان ابنها إسماعيل رامياً بارعاً للسهام، وهذا أحد أهم مميزات النوبيين القدماء الذين عرفوا تاريخياً باسم رماة الحدق في حروبهم مع الأشوريين والفرس والرومان وحتى مع العرب لاحقاً في 41 هجرية.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب ت Douglas, J. D. (editor). Zondervan illustrated Bible dictionary ([Rev. ed.] ed.). Grand Rapids, Mich.: Zondervan. p. 560. ISBN 0310229839. {{cite book}}: |first= has generic name (help); Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  2. ^ مقال لـ محمود خليل: "العرب أول من سكن مصر والنبي محمد (ص) من أصول مصرية.
  3. ^ هاجر، الموسوعة الإسلامية