منظور

Staircase perspective.
المنظور الهوائي مشهد يصور بُعد المسافة، وذلك برسم سماء زرقاء فوق الرأس مباشرة وسماء بلون أزرق فاتح في الأفق.
A cube in two-point perspective.
Rays of light travel from the object, through the picture plane, and to the viewer's eye. This is the basis for graphical perspective.
15th century illustration from the Old French translation of William of Tyre's Histoire d'Outremer. There is clearly a general attempt to reduce the size of more distant elements, but unsystematically. Sections of the composition are at a similar scale, with relative distance shown by overlapping, foreshortening, and further objects being higher than nearer ones, though the workmen at left do show finer adjustment of size. But this is abandoned on the right where the most important figure is much larger than the mason. Rectangular buildings, and the blocks of stone are shown obliquely.

المنظور PERSPECTIVE أسلوب يستخدمه الرسّامون ليُضفُوا على رسوماتهم الإيهام بالعمق والبعد؛ فعندما يرى المشاهد صورة استُخدم فيها هذا الأسلوب، فإنه يأخذ انطباعا بأنه ينظر من خلال نافذة يمثل الإطار فيها جوانب الصورة، ويبدو له أن المنظر يتراجع في البعد من نقطة ثابتة تقع عند الجانب القريب من المشاهد عند النافذة.


وهناك ضربان رئيسيان من المنظور في الفن الغربي هما: المنظور الهوائي والمنظور الخطي. وعلى الرغم من أن بعض الحضارات قد طورت أنماطًا من الرسم المنظوري ـ كالصينيين والهنود مثلاً ـ إلاَّ أن الأنماط الشرقية في مُجملها لا تُعطي التأثير الواقعي كالذي توحي به الأساليب الغربية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

محاولة ألبرتي لرسم المنظور الشبكي.

حاول الإنسان البدائي رسم الأشكال وتمثيلها على جدران الكهوف والمعابد وغيرها، لكنه لم يتوصل إلى تجسيم هذه الأشكال إلا في زمن لاحق، على الرغم من محاولة المصريين القدماء والفرس واليونانيين وغيرهم من الشعوب رسم الأشكال والأشخاص والتزيينات، لكنهم لم يتمكنوا من تجسيمها فراغياً.

في عصر النهضة الأولى - القرنين الثالث عشر والرابع عشر- قام المعمار والرسام والنحات الإيطالي فيليپو برونلسكي بوضع قواعد المنظور. وتبعه المعمار والرسام ليون باتيستا ألبرتي بكتابة أول مخطوط عن رسم المنظور، إذ قام بوضع شكل نظر إليه من ثقب نقطة ثابتة (عين الناظر) عبر سطح شاقولي مقسم إلى شبكة مربعات، ومن ثم نقل أجزاء الشكل المرئية في كل مربع إلى مكانها في ورقة الرسم، والمقسمة إلى مجموعة مربعات السطح الشاقولي نفسه، وبذلك قام بمحاولة رسم المنظور الشبكي.

محاولة دورر إيجاد المنظور.

وظهر أول كتاب في تعليم المنظور للرسام الإيطالي پييرو دولا فرانشيسكا. إلا أن الفنان العبقري الشهير ليوناردو داڤينشي أوجد نقطة الفرار واستعملها في رسم المناظير.

استعمل الفنان الألماني ألبرخت دورر خيطاً لإظهار المنظور في المستوى الشاقولي عوضاً عن حزمة الرؤية المنبعثة من العين.

ثم قام الفنان الفرنسي جان كوزان عام 1560 بطبع «كتاب المنظور».

ثم أجرى الرياضي الفرنسي گيرار دوسارگ دراسات في علم المنظور وطبّقه بالمفهوم الهندسي.

عمل كثيرون بوضع نظريات المنظور والقواعد الخاصة به. وحالياً توجد اتجاهات ومدارس عدة في علم المنظور تعتمد المبادئ الأساسية لهذا العلم إذ يعد فرعاً من الهندسة الوصفية، غير أن بعض المدارس تحرص في التطبيق على الطريقة الترسيمية والنظريات الهندسية، وبعضها الآخر يطبق طريقة الضوء الفيزيولوجي وقوانين الرؤية البصرية التي لا تعتمد على الرياضيات.[1]



أنواع المنظور

المنظور الهوائي

منظور النقطة الواحدة.

يرتكز على حقيقة مفادها أن كلاَّ من الضوء، والظل ، واللون، يتغير وفقا لبعد الجسم عن نقطة المشاهدة؛ فعلى سبيل المثال، نجد أن الأشياء البعيدة تبدو أكثر ضبابية، وغير واضحة المعالم فيما يختص بخطوطها الخارجية، على عكس الأشياء التي تُشَاهَد عن قرب. كما أن لون السماء يتغيّر أيضًا من الأزرق الشديد الزرقة فوق الرأس مباشرة، إلى اللون الأزرق الفاتح الذي يزداد إشراقًا كلَّما اقترب من الأفق. ويقوم الفنّان بإحداث المنظور الهوائي عن طريق تغيير درجات اللون، وقوة خطوط الصورة ، ووضوح هذه الخطوط.

Perspective study of a vase by Paolo Uccello (Galleria degli Uffizi, Gabinetto dei Disegni)


المنظور الخطي

المنظور الخطي بجعل الأشياء البعيدة أصغر حجمًا ورسمها قريبة من بعضها. يوضح الرسمنقطة التلاشي، النقطة التي تتلاقى فيها الخطوط المتوازية في نقطة بعيدة.
Melozzo's usage of "down to up" perspective in his frescoes at Loreto.
Pietro Perugino's usage of perspective in this fresco at the Sistine Chapel (1481-82) helped bring the Renaissance to Rome.

أسلوب يُسْتَغَل لإبراز كل من البعد والعمق من خلال شكل الأجسام وحجمها وموقعها. ويعتمد المنظور الخطي على الخِداع البصري الذي يُوهِم بأن الخطوط المتوازية تبدو وكأنَّها تتقارب كلما تراجعت صوب نقطة التلاشي. وهذه النقطة تمثل الموضع الذي يتراءى للمشاهد أن الخطوط المتوازية تلتقي عنده في الأفق. كما يعطي المنظور الخطي الإيهام بالعمق؛ وذلك بجعل الأجسام الأكثر بُعدًا أصغر وأقرب لبعضها بعضًا.[2]

Two-Point Perspective.
Walls in 2-pt perspective.
Walls converge towards 2 vanishing points.
All verical beams are parallel.
Model by "The Great One" from 3D Warehouse.
Rendered in SketchUp.
Three-Point Perspective
Three-point perspective rendered from computer model by "Noel" from Google 3D Warehouse.
Rendered using IRender nXt.
Rays of light travel from the eye to an object. Where those rays hit the picture plane, the object is drawn.
The rays of light drawn on the picture itself. The grey line on the left represents the picture plane. Where the blue line intersects with this line, which is also the side of the red square, the back of the square is drawn.
منظور بمستوى اسقاط رأسي

أول من أدرك قاعدة الرسم المنظوري بنوعيه هم الفنانون الإغريق والرومان. لكننا نجد أن هذين الأسلوبين قد هُجرا خلال العصور الوسطى التي بدأت خلال القرن الخامس الميلادي. وأعيد العمل بالرسم المنظوري خلال عصر النهضة الذي بدأ في إيطاليا إبان القرن الرابع عشر الميلادي.

بلغ الاهتمام بالرسم المنظوري أوجه في رسم اللوحات الزيتية التي رُسمت في عصر النهضة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. ففي حوالي عام 1425م، رسم المعماري البريطاني فيليپو برونلسكي صورتين لمدينة فلورنسا، استخدم فيهما المعادلات الرياضية لإحداث المنظور. وقد كان لإنجازه هذا وقْعٌ كبير على فناني عصر النهضة الذين فُتِنوا به، ومن ثم شُغِفوا باستخدام المنَظور لتحقيق قدر من الواقعية عند تصوير الفضاء والمسافات. وألَّف معماري إيطالي آخر يُدعى ليون باتيستا ألبرتي كتابًا أسماه التصوير التشكيلي؛ عام 1435م، وكانت هذه أول دراسة علمية للمنظور. كما عرض الفنان والعالم الإيطالي ليوناردو دا ڤنشي كثيرًا من التجارب التي تحرّت عن كيفية رؤية العين للأشياء من على مسافة بعيدة.


المنظور المتوازي

إن المنظور بالدرجة الأولى هو عملية إسقاط الأشكال وتجسيمها على مستوى لوحة الرسم، والمنظور المتوازي هو اعتباري اتفاقي يجسّم الأشكال ويظهرها واضحة بحيث تكون خطوط الإسقاط متوازية بعضها مع بعض ومتعامدة على مستوى لوحة الإسقاط، بمعنى آخر إن وضعية عين الناظر تقع في اللانهاية ويصير مخروط الرؤية بالإسقاط المركزي شكلاً أسطوانياً.


المنظور بالإسقاط المتوازي المتساوي القياس.

وتعتمد طريقة الإسقاط هذه خطوط منظور موازية لثلاثة محاور في الفراغ ox¨ oy¨ oz ومتوازية بعضها مع بعض بحيث تشكل فراغاً ثلاثي الأبعاد، وتتغير الزوايا بين المحاور الثلاثة بحسب نوعية الإسقاط المتوازي لها.

وللمنظور بالإسقاط المتوازي أنواع عدة هي:

المنظور بالإسقاط المتوازي المتساوي القياس

استُعمل هذا النوع من المنظور استعمالاً واسعاً في هندسة العمارة والديكور والميكانيك لرسم الأشكال وتبسيطها وتقريبها إلى الذهن. ويجب أن يحقق هذا الإسقاط شرطين، الشرط الأول: أن تؤخذ محاور الإسقاط ox¨ oy¨ oz بحيث تشكل فيما بينها زوايا n120º أو تشكل زوايا n105º¨ n120º¨ 135º.

أو تشـكل زوايا n120º¨ 105º¨ 135º وهي أهم الزوايا المستعملة وأكثرها شيوعاً. إذ من الممكن أخذ عدد كبير جداً من احتمالات الزوايا المشكلة بين امتداد المحورين ox¨ oy مع الأفق على ألا يزيد مجموعها على n90º؛ أي مجموع الزوايا n90º > βº + αº.

والشرط الثاني أن تؤخذ أبعاد الشكل (الطول، العرض، الارتفاع) على المحاور ox¨ oy¨ oz بقياسها الحقيقي؛ أي بنسبة بين الأبعاد تساوي 1:1:1

بعد تطبيق الشرطين السابقين تُزلق نقاط الشكل المحددة بصورة متوازية مع المحاور ومع بعضها بعضاً لتشكل في الفراغ «المنظور الأيزومتري»، ولسهولة رسم المنظور الأيزومتري ترسم شبكة توازي المحاور ox¨ oy¨ oz وتقسم الأبعاد بين خطوط الشبكة بمقدار يساوي وحدات قياس أبعاد الجسم.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنظور بالإسقاط المتوازي ثنائي القياس

وهو يشبه المنظور «الأيزومتري» من حيث توازي خطوط الشكل للمحاور ox¨ oy¨ oz ويستحسن أن تكون الزاوية بين امتداد المحور ox وخط الأفق صغيرة. ويختلف عنه بالشرط الثاني بوحدات القياس، إذ تؤخذ وحدتا قياس متساويتان على محورين في حين تؤخذ الوحدة الثالثة على المحور الثالث أقل من الوحدتين السابقتين. إن التمثيل بهذه الطريقة يظهر الشكل واضحاً للعين قريباً جداً من شكله الحقيقي، ولاسيما إذا كان للشكل ملامح وتفاصيل كثيرة.

المنظور بالإسقاط المتوازي ثلاثي القياس

المنظور بالإسقاط المتوازي ثلاثي القياس.

هذا الإسقاط المتوازي مع المحاور ox¨ oy¨ oz تكون فيه الزوايا بين المحاور غير متساوية على ألا تقل الزاوية عن قائمة، وكذلك تكون وحدات قياس الأبعاد غير متساوية.

إن التمثيل بهذه الطريقة يظهر الشكل من زاوية منخفضة بالنسبة إلى عين الناظر وليس له أي ميزة إضافية، لذلك فإن استعماله قليل ولحالات خاصة.


المنظور بالإسقاط المتوازي المائل

المنظور بالإسقاط المتوازي المائل.

في هذا النوع من الإسقاط تؤخذ الزاوية 90 بين المحورين oy¨ oz، في حين يشكل المحور الثالث ox أي زاوية على ألا تقل عن قائمة.

المنظور بالإسقاط المتوازي العسكري

المنظور بالإسقاط المتوازي العسكري.

في هذا النوع من الإسقاط تكون الزوايا بين المحورين ox ¨oy تساوي 90، أما الزاويتان الأخريان تكونان مختلفتي القياس بحيث يشكل امتداد المحور الأول مع الأفق زاوية متممة لامتداد المحور الآخر مع الأفق، فإذا أخذ امتداد المحور ox مع الأفق زاوية a فإن امتداد المحور oy مع الأفق يشكل زاوية متممة لها كº أي إن كn90º - aº = º.

أما نسبة الأبعاد: الطول العرض، الارتفاع، فتؤخذ متساوية على المحورين ox ¨ oy في حين أن الوحدة الثالثة الممثلة بالارتفاع تؤخذ بنسبة أصغر من الواحد.

المنظور بالإسقاط المركزي أو المخروطي

المنظور بالإسقاط المركزي أو المخروطي.

في المنظور بالإسقاط المتوازي تنبعث الأشعة من اللانهاية أي متوازية، أما في المنظور بالإسقاط المركزي فينبعث الإشعاع من نقطة واحدة هي عين الناظر والتي تسقط على الجسم. ولهذا المنظور عناصر عدة هي:

1- عين الناظر: مكان وجود الناظر يُسمّى بعين الناظر ويرمز لها بـ (و)، وهي تقع على مستوى الأفق وبعيدة عن اللوحة، إن وضعية عين الناظر لها أهمية في رسم المنظور بفرض أن اللوحة والجسم (الشكل) ثابتان؛ فإن عين الناظر قد تتغير شاقولياً إلى الأعلى أو الأسفل ومن ثم تحدد وضعية

رؤية منظور الجسم من الأعلى أو الأسفل حسبما هو مبين في، وقد ترتفع عين الناظر على نحو كبير كما لو كانت الأجسام ترى من الطائرة؛ حينئذ يدعى المنظور بعين الطائر، أو تكون عين الناظر منخفضة وتنطبق على مستوي الأرض ويسمى المنظور حينئذ بعين النملة وقد تكون عين الناظر تحت مستوي الأرض ويسمى المنظور عين السمكة.

وقد تتغير عين الناظر وتتحرك أفقياً إلى الأمام أو الوراء أو اليمين أو اليسار، ومهما تحركت يجب أن تكون على بعد معين من الجسم، وهذه الرؤية مرتبطة بزاوية تدعى زاوية الرؤية للإنسان؛ فكلما اقتربت عين الناظر من الجسم كبر منظوره حتى إذا ما اقتربت كثيراً منه يصير منظوره مشوهاً، وإذا ابتعدت عين الناظر عن الجسم فإن منظوره يصبح صغيراً حتى إن تفاصيله لا تظهر بوضوح، وعادة يكون بعد عين الناظر على مسافة تساوي 1.5- 2.5 مرة أكبر بعد للشكل وهو مرتبط بزاوية الرؤية الأفقية والشاقولية.

2- مستوي الأفق: وهو المستوي الأفقي المتعامد على اللوحة والذي تقع فيه عين الناظر، ويُسمى الفاصل المشترك بين اللوحة والمستوي الأفقي بخط الأفق و يرمز له بحرف H وعليه تقع نقاط الفرار المختلفة.

3- مستوي الأرض: وهو المستوي الأفقي والمتعامد على اللوحة، ويسمى الفاصل بين اللوحة ومستوي الأرض بخط الأرض ويرمز له بحرف T.

4- اللوحة: وهي اللوحة التي يرسم عليها منظور الجسم (مجسمه) وعادة تكون شاقولية ومتعامدة على مستويي الأفق والأرض، وكلما اقتربت اللوحة من عين الناظر بدا المنظور بحجم صغير؛ وبالعكس كلما ابتعدت اللوحة عن عين الناظر بدا المنظور بحجم كبير، حتى إذا لامست الجسم يكون المنظور بمقياسه الطبيعي الحقيقي ومنه يؤخذ الارتفاع الحقيقي للجسم، ومن هذا المبدأ يحدد مقياس المنظور.

ويمكن أن تكون اللوحة مائلة بزاوية ما (aº) مع الأفق.

لوحة المنظور.

وقد تكون اللوحة أسطوانية (محدبة أو مقعرة) أو تكون جزءاً من كرة.

هرم أو مخروط الرؤية.

5- النقطة الرئيسية: هي نقطة تلاقي خط الأفق مع الخط المتعامد عليه والواقع في مستوي اللوحة، ويرمز له بحرف (P`) وتكون نقطة فرار رئيسية بوضعية معينة للخطوط.

6- المسافة: هي بعد عين الناظر عن اللوحة، وترتبط بزاوية الرؤية ومخروطها، ويرمز لها بحرف D.

7- زاوية الرؤية: إن زاوية الرؤية الأفقية الواضحة للإنسان هي بحدود 37، وهي تقع إلى يمين النقطة الرئيسية P` ويسارها وتساوي 3/1 المسافة D (الواقعة بين عين الناظر واللوحة)، أما زاوية الرؤية الشاقولية الواضحة هي بحدود n28º، وتقع هذه الزاوية في أعلى النقطة الرئيسية P` وأسفلها وتساوي 4/1 المسافة D، ولضمان رؤية واضحة تكون ضمن مخروط الرؤية الواضحة تحدد زاوية رأس المخروط بزاوية n30º.

8- نقاط الفرار: (أو التلاشي أو نقاط التشريد أو نقاط الهروب أو نقاط اللانهاية أو نقاط الأفق) وكل هذه التسميات بمعنى واحد.

من مبادئ الهندسة المستوية أن المستقيمات المتوازية تلتقي في اللانهاية وجميع الخطوط الطبيعية المتوازية تتقارب بعضها مع بعض، فكلما ابتعدت الخطوط عن عين الناظر تبدو وكأنها تلتقي في نقطة واحدة تقع على الأفق البعيد، وتسمى نقطة الالتقاء بنقطة الفرار أو التلاشي.

إن لكل اتجاه من الجسم نقطة فرار خاصة به وموازية له.

9- الشكل أو الجسم: وهو الموضوع المطلوب رسم منظوره، وكلما ابتعد الجسم عن عين الناظر بدا منظوره صغيراً وكلما اقترب من عين الناظر بدا منظوره كبيراً.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

استخراج المنظور

لإيجاد منظور نقطة مثل m لا بد من تحديد موقعها (إحداثياتها الأفقية) على مستوٍ أفقي وارتفاعها على مستوٍ شاقولي أي تحديد موقعها في الفراغ، وتتم عملية إيجاد المنظور وفق المراحل الآتية:

المرحلة الأولى: يمدد موقع النقطة m من عين الناظر واللوحة.

المرحلة الثانية: تحدد النقطة m بتقاطع خطين إذ يؤخذ منها خطان باتجاهين مختلفين يقطعان اللوحة في نقطتين m1 وm2؛ ومن ثم يتم رفعهما إلى خط الأرض في لوحة المنظور وتُحدَّد نقطة فرار هذين الخطين F1 وF2 على المسقط وعلى خط الأفق في لوحة المنظور.

إستخراج المنظور، المرحلة 1، و2.

المرحلة الثالثة: يتم وصل كل نقطة واقعة على خط الأرض إلى نقطة فرارها؛ إذ يتم وصل النقطة m1 إلى F1 وm2 إلى F2 فيتقاطعان على لوحة المنظور في النقطة M وهي منظور مسقط النقطة m.

إستخراج المنظور، المرحلة 3.


يُحدَّد خط m2 بتشريده إلى F2، أما الخط الآخر فيحدد بوصل النقطة m مباشرة بعين الناظر فيقطع الخط اللوحة وخط الأرض في النقطة m1، ثم يُرفع خط شاقولي من النقطة m1 فيتقاطع مع الخط الآخر في النقطة M وهي منظور مسقط النقطة m، فالقاعدة تقول: «الخطوط الشاقولية المشردة إلى عين الناظر تبقى شاقولية».

المرحلة الرابعة: تحديد ارتفاع النقطة عن الأرض:

في المرحلة السابقة جرى تحديد منظور مسقط النقطة أي موقعها على مستوي الأرض. ولتحديد النقطة في الفراغ يؤخذ راقم (ارتفاع) النقطة الحقيقي المعطى من أي نقطة على خط الأرض؛ أي من النقطة m1 أو m2 ويشرد إلى F1 أو F2 فيتكون منظور النقطة في الفراغ M1.

ولتحديد منظور الجسم في الفراغ، تُجرى العملية خطوة خطوة على كل نقاط الجسم. المنظور وفق نقطة فرار واحدة في هذه الحالة تشرد الخطوط وفق ثلاثة اتجاهات: الاتجاه الأول: إلى نقطة الفرار الواقعة على خط الأفق.

الاتجاه الثاني: الخطوط موازية لخط الأفق.

الاتجاه الثالث: الخطوط تبقى شاقولية.

المنظور وفق نقطتي فرار

كما ذكر سابقاً فإن الخطوط تشرد وفق ثلاثة اتجاهات:

الاتجاه الأول: إلى نقطة الفرار الأولى F1 والاتجاه الثاني إلى نقطة الفرار الثانية F2 والاتجاه الثالث تبقى الخطوط أفقية.

المنظور وفق عدة نقاط فرار

يؤخذ لكل اتجاه نقطة فرار، المسدس له نقاط فرار عدة F1 وF2 وF3، إذ يشرد كل خط إلى نقاط فراره ثم يؤخذ الارتفاع من أي نقطة تقع على خط الأرض مثل: 1 أو 2 أو 3 أو 4 أو 5 وتشرد إلى نقطة فرارها.

منظور الدائرة

لتحديد منظور دائرة سواء في المستوي الأفقي أم في المستوي الشاقولي. تُحصر الدائرة ضمن مربع حيث تمس منتصفات أضلاع هذا المربع، ثم يُرسم منظور المربع ويُحدد عليه منتصفات أضلاع المربع، ثم يُرسم المنحني الذي يمس منتصفات أضلاع المربع، فينتج منظور الدائرة.

منظور السطوح المائلة

للسطوح المائلة عن الأفق بزاوية ما (aº) قاعدة السطوح الأفقية نفسها، ولكنها تختلف عنه باستعمال خط أفقي جديد تقع عليه نقطة فرار مساعدة للخطوط المائلة، وتُسمّى Sa، فإذا كان ميلان السطح باتجاه نقطة الفرار F1 فإن نقطة الفرار المساعدة للخطوط المائلة Sa تقع على الشاقول المرفوع من النقطة F1؛ وعلى مسافة تحدد بأخذ الزاوية aº من عين الناظر (على لوحة المسقط)؛ وإنزال عمود على خط F1 وحيث يلتقي الخطان بنقطة Sa، ويحدد موقعها (على لوحة المنظور) إلى الأعلى أو الأسفل بمقدار المسافة F1 Sa .

منظور الظل

إن الظل والخيال هما من أحد العناصر المهمة لإظهار الجسم وإخراجه وتوضيحه.

ويجب التمييز بين:

- الظل: وهو خيال الجسم الساقط على غيره من السطوح أو الأجسام، ويسمى بالظل المحمول.

- التظليل: وهو الجزء من الجسم الذي لا يصيبه الضوء؛ أي القسم الظليل من الجسم، ويسمى الظل الذاتي أو الظل الخاص.

وهناك نوعان من الظلال الناتجة من المنابع الضوئية:

1- منظور الظل الناتج من المنبع الضوئي الطبيعي (شمس، قمر، نجوم…) حيث يلامس الإشعاع الضوئي الصادر عن المنبع السطحَ العلوي للجسم؛ في حين يلامس الإشعاع الضوئي الصادر عن مسقط المنبع الضوئي على خط الأفق السطحَ السفلي للجسم، ومن تقاطع نقاط هذه الإشعاعات ينتج منظور ظل الجسم.

مع الأخذ في الحسبان القاعدتين الآتيتين:

أولاً: منظور ظل الخط الأفقي هو خط مواز له.

ثانياً: منظور ظل الخط الشاقولي هو خط مشرد إلى نقطة الفرار.

2- الظل الناتج من المنبع الضوئي الاصطناعي (مصباح، شمعة…) و هنا يلامس الإشعاع الضوئي الصادر عن المنبع الضوئي السطحَ العلوي للجسم؛ في حين يلامس الإشعاع الضوئي الصادر عن مسقط المنبع الضوئي على خط الأرض السطحَ السفلي للجسم ومن تقاطع نقاط هذه الإشعاعات ينتج منظور ظل الجسم.

مع ملاحظة أن خطوط منظور الظل تشرد إلى نقطة الفرار.

منظور الانعكاس

قد يكون هناك سطوح تسبب الانعكاس سواء كانت في المستوي الأفقي مثل (ماء، سطح رخامي) أم في المستوي الشاقولي مثل (مرآة، واجهة زجاجية). بالنسبة إلى منظور الانعكاس على سطح أفقي فإن جميع الخطوط الأفقية تشرد إلى نقاط الفرار، أما الخطوط الشاقولية فيؤخذ ارتفاعها عن سطح الماء حيث يؤخذ GA1 = GA2.

أما الانعكاس على مستوٍ شاقولي فإن النقاط تؤخذ بشكل قطري، وتشرد جميع الخطوط إلى نقاط الفرار وتؤخذ الارتفاعات حسب بعدها التدريجي.

معرض الصور

انظر أيضاً

منظور (هندسة وصفية)

الهوامش

  1. ^ فايز الحمصي. "المنظور (علم ـ)". الموسوعة العربية. Retrieved 2015-04-17.
  2. ^ [المنظور، الموسوعة المعرفية الشاملة

المصادر

  • Panofsky, Erwin (1960). Renaissance and Renascences in Western Art. Stockholm: Almqvist & Wiksell. ISBN 0-06-430026-9.

قراءات إضافية

  • د. م. بول شينارة وفايز الحمصي، المنظور الهندسي (منشورات جامعة دمشق 2000).
  • LOUIS PARRENS, Perspective d’aspect (Eyrolles, Paris 1979).
  • CLAUDE AUGÉ, Nouveau Larousse illustré (Larousse Paris).
  • ROBERT W. GILL, Manual of Rendering (Thames and Hudson, London).
  • Kemp, Martin (1992). The Science of Art: Optical Themes in Western Art from Brunelleschi to Seurat. Yale University Press.
  • Pérez-Gómez, Alberto, and Pelletier, Louise (1997). Architectural Representation and the Perspective Hinge. Cambridge, Mass.: MIT Press.{{cite book}}: CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Damisch, Hubert (1994). The Origin of Perspective, Translated by John Goodman. Cambridge, Mass.: MIT Press.
  • Hyman, Isabelle, comp (1974). Brunelleschi in Perspective. Englewood Cliffs, New Jersey: Prentice-Hall.{{cite book}}: CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Vasari, Giorgio (1568). [[The Lives of the Artists]]. Florence, Italy. {{cite book}}: URL–wikilink conflict (help)

وصلات خارجية

perspective is very interesting and playfull. By NILOY.