محمد عبد الغني الأتاسي

محمد عبد الغني الأتاسي، 2009

محمد عبد الغني أبو السعود الأتاسي (1943) شاعر سوري.

ولد عام 1943 في مدينة حمص. حصل على شهادة الدراسة الثانوية من حمص 1963 , وشهادة معهد متوسط في اللغة الفرنسية من جامعة ديجول بفرنسا, ودبلوم الدراسات العليا في علوم اللغة العربية من كلية الآداب في ستراسبورگ 1966 . عمل مدرساً للغة الفرنسية في مدارس سورية, ثم رئيس ديوان التفتيش القضائي في وزارة العدل بسورية.

لم ينشر شعره ولم يجمعه في ديوان..

عنوانه: شارع ست الشام ـ بغطاسية ـ حمص ـ ص.ب: 236 ـ ج.ع.س.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

«تجربة شعرية معنية بالبوح الإنساني تستلهم أبعادها من خلال الغوص المتأني في الواقع المتأزّم بانكساراته وتحولاته دون أقنعة أو مزاودة أو متاجرة بقصيدة لا تدرك مهمتها في تحريك داخل المتلقي من أجل اكتشاف ذلك الواقع وتعريته».

هذا ما ذكره الناقد "محمد غازي التدمري" في مقدمة إحدى المجموعات الشعرية للأديب والشاعر الحمصي "محمد عبد الغني الأتاسي" الذي زرناه في منزله بتاريخ (15/2/2009) وتعرفنا على تجربته مع الشعر ومع القصص الشعبية التي يكتبها.

عن البدايات تحدث الأديب "الأتاسي" بالقول: «كنت في الحادية عشر من العمر عندما كتبت أول قصيدة لي بعنوان (الموت) وذلك في عام /1954/، وكتبت عدّة قصائد أخرى دون أن أعرف قواعد الشعر وأسسه. وبعد بضع سنوات اشتريت كتاباً لتعلم العروض وبدأت أتعرف باجتهادي الذاتي على بحور الشعر وكيفية نظم القصائد، التي كنت أستلهمها من طفولة قاسية بعض الشيء كوني عشتها يتيم الأب، وبنفس الوقت كانت هذه القصائد تلقى بعض التشجيع من أساتذتي في المدرسة. والشيء الأهم أنني كنت أقرأ أي كتاب يقع بين يدي، خاصة كتب أخي الذي يكبرني والتي كانت تهدى له نظراً لتفوقه الدراسي واجتهاده».

ويتابع بالقول: «بعد حصولي على الثانوية العامة (الفرع الأدبي) سجلت في قسم الفلسفة لكن عائلتي أرادتني أن أدرس الطب في فرنسا وبالفعل سافرت لكنني لم أكن أرغب بهذه الدراسة وحتماً كانت النتيجة سلبية، فحوّلت دراستي من الطب إلى الأدب الفرنسي ومن ثم تابعت دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي وعندما تخرجت عدت إلى مدينتي "حمص" وعاودت ممارسة الشعر مستلهماً إياه من نبض الحياة والواقع المعاش».

وعن رؤيته للكتابة الأدبية عموماً وللشعر خصوصاً ومدى أهميته بالنسبة له قال "الأتاسي": «الكتابة تعطيني شعوراً بالارتياح في كل الأوقات، وتجعلني أعبّر أصدق تعبير عما يجول في نفسي من حزن وفرح وغضب. أما الشعر فهو حياتي التي أعيشها وأستمر بها، فأكثر قصائدي وجدانية تعبّر عن الذات الإنسانية بكل شفافية وهناك العديد من القصائد الناقدة لصور من الحياة الاجتماعية، وإلى اليوم نشرت مجموعة قصصية، ست مجموعات شعرية، إضافة إلى ثلاث مجموعات شعرية تمت الموافقة عليها وهي قيد الطبع».

وعن مجموعته القصصية التي أسماها (حكايات منسية) يقول: «يضم هذا الكتاب مجموعة من الحكايات الشعبية والأقوال والأمثال التي تلخص تجارب بعض الشعوب. فهذه الحكايات منها ما أخذته منأفواه الناس والرواة، ومنها مما قرأته في الكتب، فجسدتها في قصص قصيرة، مثّلت ذاكرة عدد من الناس وصورت أجزاءً من حياتهم اليومية ومعاناتهم، لإيصال رسالة عن الحياة وقيمها الإنسانية».

وحول الهدف الذي يتمنى أن يصل إليه من خلال مجموعاته الأدبية قال "الأتاسي": «أحمل في نفسي مجموعة من الآراء الفكرية والفلسفية في الحياة والإنسان، أسعى لإيصالها إلى القارئ وتعريفه بها، إضافة إلى أن نشري لهذه المجموعات هو من جهة متابعة لرسالة جديّ المرحوم الشاعر "مختار الدروبي" الذي له ديوانان مطبوعان، وتم تكريمه وإدراجه مع الشعراء الحمصيين ضمن معجم مؤسسة البابطين».

وخلال زيارتنا له قرأ لنا الأستاذ الشاعر "محمد عبد الغني الأتاسي" مجموعة من قصائده الشعرية نقتطف منها:

أبيت أنعت أقراني بما كرهوا

لأن جل مزايانا هو الشبه

وأنّ من يتحرى ذم صاحبه

ليبلغ المجد من أسمائه السّفهُ...

وفي قصيدة أخرى يقول:

بسيط منبت الإنسان والأيام تغزلهُ

فينمو كيفما يخطو يعاني وخزة الإبرِ

فهل للعقل أبواب تغلّق كيفما نبغي؟

وهل للقلب أسوار تحصّنه من القدر؟...

جدير بالذكر أن الأديب "محمد عبد الغني الأتاسي": عضو في رابطة الخريجين الجامعيين، وعضو في اللجنة التنظيمية للمنتدى الأدبي الثقافي في فرع اتحاد شبيبة الثورة. له ست مجموعات شعرية مطبوعة هي: (لو مات شعري - دعابة الدهر - الحلم الرمادي- سكنت القمر – زمان المرايا – شوكة الشاعر)، وله ثلاث مجموعات قيد الطبع هي: (رحلة في معالم ليلية – صحائف بيضاء – اغتسال بالحصى)، وله أيضاً مجموعة قصصية بعنوان (حكايات منسية)، إضافة إلى كتابين مترجمين عن اللغة الفرنسية هما:(حِكم "لاروشفوكول"، وكتاب السجاد)، بالإضافة إلى إعداده قاموساً (فرنسي – عربي) صادر عن دار الإرشاد بـ"حمص".

تم تكريمه من قبل مؤسسة البابطين للإبداع الشعري وورد ذكر نبذة عن حياته ودراسة أدبية لشعره في معجم البابطين كأحد أبرز الشعراء الحمصيين المعاصرين.


أعماله

يوجد لهذا الشاعر عدة دواوين منها:

  • لومات شعري.
  • الحلم الرمادي.
  • سكنت القمر.
  • دعابة الدهر.
  • شوكة الشاعر.
  • زمان المريا.
  • حكايات منسية. (قصة قصيرة)

النـــــدم العقيـــــــــــم

أُرجوحةُ الأهواءِ تَتَّئِدُ _________________________من راكبيها بتُّ أرتَعِدُ

كم عبرة سفَّهتها عندا _________________________منها طواني الخزي والوَبَد

خاب الذي أغرته شهوته _________________________فانزاح عنه المال والولد _________________________

باد الذي غرَّته عزته _________________________فاختار بالإعصار ينفرد _________________________

شتان بين القهر يسفحنا _________________________والأمس منه الطيب ينفصد _________________________

صماء أذن الغي عن صخب _________________________عزّ يبيد ومحنة تَفِد _________________________

كيدٌ من الأتراب يخنقني _________________________لولا الأليفة راعني الكبد _________________________

لولا شذاها فاتني أملي _________________________والعمر بالآثام يتّقد _________________________

أغرقت في اللهو الذي يعد _________________________شأن الغواني ما لهن غد _________________________

والحزم في الريعان يخدعنا _________________________كالطيف والأيام تبتعد _________________________

أحسست في إطلالتي هبة _________________________كالماء في البيداء يفتقد _________________________

قد غرني عزمي فتهت به _________________________أغفيت والخلان تجتهد _________________________

سهواً عن الأيام تدركني _________________________إذ ضل مني الحلم والجَلَد _________________________

لمعت نجوم في شعيراتي _________________________من خاف في الظلماء يفتئد _________________________

لـمّا هممت اثّاقَلَتْ قدمي _________________________وازداد فيّ الوهن والنكد _________________________

ألفيتني متواكلاً وجِلاً _________________________فاليوم في الميدان أنجرد _________________________

أُدخلت بستاناً فهمت به _________________________والغرُّ إن أوردته يرد _________________________

خلت الجنان خصيبة فغدت _________________________في ناظريّ فوارساً هجدوا _________________________

روض به الزهرات ذابلة _________________________مثل الألى عن فاقة سجدوا _________________________

موت الحياة بجنة كدر.. _________________________ينتابني إذ فاتني الرغد _________________________

أصبحت أعصر مقلتيّ كما _________________________يغشى العيون من القذى رمد _________________________

عَلّ الدموع تجيبني طللاً _________________________يسقي الجنان فيظهر السَّبَدُ _________________________

شوقي إلى الريحان يوقظ بي _________________________شوق اليتيم لحضن من رقدوا _________________________

عذب المناهل نيلُه عسر _________________________فالنائبات تكيد والولد _________________________

والعمر إن مرت هنيهته _________________________نُسِي النديمُ, وحل مُعْتَفِدُ _________________________

لا يسألن الخل مشوَرة _________________________إذ فاض فيه الشك والعَنَد _________________________

لما تفيض الروح يندبه _________________________أهل له بالإرث قد سعدوا _________________________

فازرع ربيعك كله أملاً _________________________بل فاعتبر ممن به جحدوا _________________________

مادت بهم أقدارهم غضباً _________________________يا ليتهم بادوا فما ولدوا _________________________


امسكـــــــــي بـــــــــي

لو تحولت ُمرةً عن طريقي _________________________أو تغافلتُ ساعةً عن سفيني _________________________

أو كتمتُ الأسى فقولي صبور _________________________كاد أن يرتمي فشُدّ يميني _________________________

صارعتني الخطوب حتى كأني _________________________مُضغة مرة لفظت لليني _________________________

سرت في ظلمة أكيد التردي _________________________لاهياً لا أعي سبيلي وديني _________________________

فأبيت الوصول إلا كفيفاً _________________________دأبيَ المشتكى وبث الحنين _________________________

كلما قارع السيوف لساني _________________________قارعتني القيود ملء السجون _________________________

حتفي الصمت, والمقال مماتي _________________________حسب قلبي بالشعر يحكي شجوني _________________________

لا تلومي مرارتي وقصوري.. _________________________إنني ما أملت إلا تعيني _________________________

شدّني الرعب من غد لخيالي _________________________سابحاً فيه هارباً من يقيني _________________________

فابسطي الحب علني أتعافى _________________________وامنعي عنيَ الردى, أدركيني _________________________

أنا فيك انسجام لحن وصوت _________________________ونقاء الحديث بين العيون _________________________

أنت خمري, وكوكبي في الثريا _________________________وانسياب الدموع بين الجفون _________________________

ومعاني الحياة نغرق فيها _________________________مستبيحين همهمات السكون _________________________

أنت لي مسكن أعود إليه _________________________بعد كل العنا, فلا تُبعديني

المصادر