محمد بن لعبون

محمد بن لعبون

محمد بن حمد بن لعبون يعد من أشهر أعلام الشعر النبطي في الجزيرة العربية. عاش في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي (الثالث عشر الهجري). وله شعر غنائي جميل أشتهر بابن لعبون.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

محمد بن حمد بن محمد بن ناصر بن عثمان بن لعبون بن ناصر بن حمد بن إبراهيم بن حسين بن مدلج الوائلي البكري العنزي من بكر بن وائل من قبيلة عنزة الوائلية.[1]


علاقته

ساعدت عبقرية ابن لعبون الشعرية وشخصيته المرحة الطربة في توطيد علاقاته مع كثير من وجهاء وأعيان نجد والزبير والكويت والأحساء والبحرين والهند وورد في شعره ذكر كبار شخصيات عصره ، وفي صغره مدح آل سعود ومنهم عمر بن سعود بن عبد العزيز بقصائد كثيرة، ومدح شيخ الزبير محمد بن إبراهيم بن ثاقب، والشيخ ضاحي بن عون وابنه أحمد، والشيخ أحمد بن محمد بن تركي السديري، والشيخ جابر بن عبد الله الصباح، وكانت له علاقات ومراسلات مع عدد من وجهاء المنطقة، كالحاج يوسف اليعقوب البدر والشاعر عبدالجليل الطباطبائي وغيرهما.

قصته

ولد عام 1205هـ وتوفي عام 1247هـ. ولد في بلدة حرمة بنجد ثم رحل مع أهله إلى بلدة ثادق، ثم رحل لوحده إلى الزبير قرب البصرة في العراق. ثم ترك الزبير في إثر حادثة له مع حاكمها إلى البحرين ثم الكويت وبها توفي بالطاعون. نشأ محمد بن لعبون في بيت علم وأدب، ووالده الشيخ حمد بن محمد بن لعبون كان مشهوراً بمعرفته بالأنساب والتاريخ. ويدل شعر محمد بن لعبون على إطلاعه الأدبي وثقافته وتأثره بقصائد الأولين.[2] يلقب (بأمير شعراء النبط) لقوة قصائدة وجمالها له القصيدة المشهورة المسماة (المهملة) وهي عبارة عن حوالي 30 بيت كلها دون نقط وذلك لاشك بأنه دليل قاطع على تمكن الشاعر وقدرته على الابداع وفيما يلي جزء من قصيدته:

أحمد المحمود مادمع همــلأو عدد ماحال واد له وسـال
أو عدد ماورد وراد الدحلأو رمى دلوه وماصدر ومــال
أو حدا حاد لسلمى أو رحلسار هاك الدار أو داس المحال
أحمده دوم على حلو العمـلسامع الدعوى ومعط للســؤال


إن من أوائل ما ذكر عن شعره وهو صغير ربما في الرابعة أو الخامسة من عمره عندما ارتجل أبياتاً من شعر كرد فعل لتمنع أمه أن تعطيا تمراً ، فقد عاد الولد ظهراً من الدرس وكان جائعاً فطلب من امه تمراً فتمنعت بحجة أن المفتاح قد ضاع ، وربما كان ذلك تعذراً من الوالدة حتى يأتي والده وتجتمع العائلة كلها للغداء , لم يقتنع محمد بهذا العذر فصعد إلى السطح وركب الجدار وأخذ ينادي بأعلى صوته بحثا عن المفتاح أو إحراجاً لوالدته لتفتح له مخزن التمر ويقول:

يا من عين المفتاحمن فوق وركي طاح
بطني كما الردّاح يبغي غـــداً لــه


خرج ابن لعبون من نجد وظل قلبه معلقا بها وبأحبته فيها ونظم في ذلك شعراً بثه حنينه وشوقه لهم ولديارهم ودعاءه لبلده ثادق وسكانها بالخير العميم والغيوم المرناة ، ومن ذلك قوله:

فَيا نَادِبِي سِر فِي قرَاها وَمَسْنَدِيإلى حَيْ بَينَ أطلاَلْ نَجْدٍ جثُومَهَا
إلىَ سِرْتها مِنْ دَار ميّ وَغَربتْونَابَاكْ مِنْ طُفَّاحْ نَجْدٍ خشُومهَا
أوَّلْ موارِي دَارهُمْ لِكْ جلاَلَهْحَاشَا الإلهْ وَبَاقِي الدَّارْ زُومهَا
علمي بهم قطن على جوْ ثَادِقْسِقاهَا مِرنَّات الْغَوادِي ركُومهَا
مَرَابيع لَذَّاتِي وَغَايَاتْ مَطْلبِيوَمَخْصُوصْ رَاحاتِي بهَا في عمُومهَا
ألاَ يا خَبِيرٍ بَالْمَصادِيرْ حثهاوَ سِرْهَا أمَامَ الدَّارْ تلْقَى علُومها
إلىَ جِيتْ فَي وَادِي سدَيرٍ فخَلهَاتِذبَّ الْعَفا مَا فَوقها إلاَ وسُومهَا
إلىَ لاَحْ بَرْقٍ مِنْ حَيا نَجد حَنَّتْمِنْ الْوَجدْ حَنَّةْ وَالِدين رحُومهَا


على الرغم من أن محمد بن لعبون عاش فترة من عمره في الكويت (14 سنة هجرية) إلا أن شعره لم يكن متأثراً بالبيئة الكويتية وظل يذكر الزبير ولعل ذلك لأنه خرج مكرهاً منها وقلبه معلق هناك وظل يذكر أحبته هناك وخاصة (مي) والتي حرم عنها بسبب سفره وزواجها ومن ثم وفاتها. كما إنه لم يكن مستقر الأقامة في الكويت حيث يسافر أحياناً للبحرين ثم يرجع للكويت. ومن المواضع التي ذكرها والتي يصف فيها موقعاً كويتياً [2]:

حي المنازل جنوب السيفممتدة الطول مصفوفة
أمشي على زبنها واقيففي حبها الروح مشفوفه
دار الخدم والكرم والضيفدار المناعير معروفة


عرف محمد بن لعبون بشعر المجون، وذكره الشاعر خالد الفرج :«فقد كان ميالاً إلى اللهو والبطالة» [3] وكانت هذه نظرة الناس إليه في ذلك الوقت. لكن للشاعر محمد بن لعبون قصائد تدل على تعلقه واهتمامه للدين والتي تقابل نظرة الناس إليه. وربما نظرة الناس له كانت بسبب اشتهاره بقصائد الغزل. وقد قال الشاعر[2]

بادره مادام لك فيها مهلفالمنايا رايحات بك عجال
واسأل اللي يستجيب لمن سألهو يجيبك محتفى بك حيث قال
اسأله باسرار ما جاب الرسلواسمه المخزون في علمه تعال
و الملائكة الكرام أهل المحلو أولياه الموصلين به الحبال
يسمح اللي فات في وقت الجهلواسع الإحسان وإن ضاق المجال


ومن قصائدة قصيدته التي قالها في البحرين حينما كان يحضر حفلا خاصا وكانت الراقصة قد رمت قاناعها وقد اتى اخوها فأراد ان ينبهها دون أن يحس اخوها به فقال هذه الابيات

يا علي صحت بالصوت الرفيعيـا مـره لا تـذبـيـــن الـقــنــاع
يا عـلـي عـنـدكـم صفراً صنيعسـنـهـا يـا عـلـي وقـم الـرباع
نـشـتـري يا عـلـي كـانـك تبيعبالعـمـر مـيـر ما ظــنـي تـبـاع
شـاقـنـي يـا عـلي قـمرا وربيعيــوم أنا آمر وكل امري مطاع
يوم أهـلـنـا وأهـل مـي جـمـيعنازلـيـن عـلـى جـال الرفاع
ضـحـكـتـي بـيـتـهـم وأنا رضيعما سوت دمعتي يــوم الـوداع
هــم بـرونـي وانا عـودي رفـيعيا علي مثل ما تـبـرى الـيـراع
طـوعـونـي وانـا مـا كنـت أطيعوغـلـبـونـي وانــا قرم شجاع
دون مـي الـظـبـي وأم الـوضـيعوالثعالب وتـربـيـع الـشراع
راس ريـع دخـل في راس ريـعمـسـتـطـيـل ووديـان وسـاع


وصيته بن الحقيقة والخيال

مات ابن لعبون في مدينة الكويت ودفن فيها، وهذا لا غبار عليه ، ولكن أين يقع قبره لقد أثار هذا الموضوع اهتمام عدد من الناس ونسجت حول قبر ابن لعبون روايات اختلطت فيها الحقيقة بالخيال ، ومن ذلك قول بعضهم إن ابن لعبون أوصى أن يدفن على قارعة الطريق التي تمر بها النساء عند ذهابهن وإيابهن إلى البحر ، و مثلها ما يشاع عن أبيات تنسب إلى ابن لعبون في تحديد مواعيد لقائه بالنساء على السَّيف ، ربما تكون شيئاً من الأساطير الكثيرة التي حيكت حوله

أماكن سميت باسمه

  • شارع محمد بن لعبون في منطقة العرقوبه جنوب العكارش
  • شارع منطقه النزهه في دوله الكويت التابعة لمحافظه العاصمة
  • شارع محمد ابن لعبون في حي غبيرة - السعودية

المراجع

  1. ^ مخطوطة حمد بن لعبون
  2. ^ أ ب ت يعقوب يوسف الغنيم.الأغاني.2000
  3. ^ خالد الفرج.ديوان النبط:الجزء الأول"مطبعة الأنشاء.دمشق

المصادر

  • ديوان ابن لعبون
  • تاريخ حمد بن لعبون
  • مصدرية ابن لعبون لتاريخ ابن بشر
  • اللمحات الأدبية في تاريخ ابن لعبون
  • مخطوطة حمد بن لعبون