محمد بن إسماعيل الصنعاني

محمد بن إسماعيل الصنعاني

الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني (1099-1182هـ / 1688-1768م)، مؤرخ، محدِّث، حافظ، بارع في كثير من العلوم، خطيب، شاعر.

له مصنفات كثيرة، بلغت نحو مائة مصنَّف. منها: سبل السلام، شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني؛ توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار؛ اليواقيت في المواقيت؛شرح الجامع الصغير للسيوطي؛ إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد؛ الروض النضير. مات بصنعاء.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأته

ولد محمد بن إسماعيل بمدينة كحلان، ثم انتقل مع والده إلى مدينة صنعاء سنة 1107 هـ، وقد أتم الصنعاني حفظ القرآن بعد دخوله صنعاء.

ترجم له الشوكاني في البدر الطالع فقال:

«هو محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد بن علي بن حفظ الدين بن شرف الدين بن صلاح بن الحسن بن المهدي بن محمد بن إدريس بن علي بن محمد بن أحمد بن يحي بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحي بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب م. الكحلاني ثم الصنعاني المعروف بالأمير. الإمام الكبير المجتهد المطلق صاحب التصانيف ولد ليلة الجمعة نصف جمادي الآخرة سنة 1099 هـ بكحلان ثم انتقل مع والده إلى مدينة صنعاء سنة 1077 هـ. أخذ عن علمائها كالسيد العلامة زيد بن محمد بن الحسن والسيد العلامة صلاح بن الحسين الأخفش والسيد العلامة عبد الله بن علي الوزير والقاضي العلامة علي بنمحمد العنسي ورحل إلى مكة وقرأ الحديث على أكابر علمائها وعلماء المدينة وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران وتفرد برئاسة العلم في صنعاء وتظهر بالاجتهاد.»

أقام الصنعاني بصنعاء ومات فيها، ولم يخرج منها إلا لتلقى العلم على يد المشايخ، أو للابتعاد عن السلطة الحاكمة في صنعاد، ومكنه في نهاية الأمر استقر بها حتى وفاته.

مسيرته العلمية

رحل إلى أرض الحرمين ليؤدي نسكه ويلتقي بالعلماء والمحققين ويأخذ العلم عنهم، ولقد حج أربع مرات في كل مرة كان يلتقي بالمشايخ ويستفيد منهم ويلازمهم.

محنته مع السلطة والعامة

عمل بالأدلة ونفر عن التقليد وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية وجرت له مع أهل عصره خطوب ومحن. منها في أيام المتوكل على الله القاسم بن الحسين ثم في أيام ولده الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم، ثم في أيام ولده الإمام المهدي العباس بن الحسين وتجمع العوام لقتله مرة بعد مرة. ولاه الإمام المنصور بالله الخطابة بجامع صنعاء فاستمر كذلك إلى أيام ولده الإمام المهدي. اتفق في بعض الجمع أنه لم يذكر الأئمة الذين جرت العادة بذكرهم في الخطبة الأخرى فثار عليه جماعة من آل الإمام وعضدهم جماعة من العوام وتواعدوا فيما بينهم على قتله في المنبر يوم الجمعة المقبلة. وكان من أعظم المحشدين لذلك يوسف العجمي الإمامي القادم في أيام الإمام المنصور بالله والمدرس بحضرته، فبلغ الإمام المهدي ما قد وقع التواطؤ عليه فأرسل لجماعة من أكابر آل الإمام وسجنهم وأرسل لصاحب الترجمة أيضا وسجنه، وأمر من يطرد السيد يوسف المذكور حتى يخرجه من الديار اليمنية فسكنت عند ذلك الفتنة وبقي صاحب الترجمة نحو شهرين ثم خرج من السجن وولى الخطابة غيره واستمر ناشرا للعلم تدريسا وإفتاءا وتصنيفا وما زال في محن من أهل عصره. كانت العامة ترميه بالنصب مستدلين على ذلك بكونه عاكفا على الأمهات وسائر كتب الحديث عاملا بما فيها ومن صنع هذا الصنع رمته العامة بذلك لا سيما إذا تظهر بفعل شيء من سنن الصلاة كرفع اليدين وضمهما ونحو ذلك فإنهم ينفرون عنه ويعادونه ولا يقيمون له وزنا مع أنهم في جميع هذه الديار منتسبون إلى الإمام زيد بن علي وهو من القائلين بمشروعية الرفع والضم. كذلك ما زال الأئمة من الزيدية يقرؤون كتب الحديث الأمهات وغيرها منذ خرجت إلى اليمن ونقلوها في مصنفاتهم الأول فالأول لا ينكره إلى جاهل أو متجاهل.

مات بصنعاء.

مؤلفاته

للصنعاني مصنفات عدة منها سبل السلام شرح بلوغ المرام اختصره من البدر التمام للمغربي ومنحة الغفار جعلها حاشية على ضور النهار للجلال ومنها العدة جعلها حاشية على شرح العمدة لابن دقيق العيد ومنها شرح الجامع الصغير للسيوطي في أربعة مجلدات شرحه قبل أن يقف على شرح المناوي ومنها شرح التنقيح في علوم الحديث للسيد الإمام محمد بن إبراهيم الوزير وسماه التوضيح ومنها منظومة الكافل لابن مهران في الأصول وشرحها شرحا مفيدا وله مصنفات غيره هذه وقد أفرد كثيرا من المسائل بالتصنيف بما يكون جميعه في مجلدات. له شعر فصيح منسجم جمعه ولده العلامة عبد الله بن محمد في مجلد وغالبه في المباحث العلمية والتوجع من أبناء عصره والردود عليهم.

له مصنفات كثيرة، بلغت نحو مائة مصنَّف. منها:

  • سبل السلام، شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني؛
  • توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار؛
  • اليواقيت في المواقيت؛ شرح الجامع الصغير للسيوطي؛
  • إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد؛
  • الروض النضير.
  • تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد
  • لفحات الوجد من فعلات أهل نجد
  • الروض النادي في سيرة الإمام الهادي
  • توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار لصاحب الأصل محمد بن إبراهيم الوزير

موقفه من دعوة محمد بن عبد الوهاب

أُعجب الصنعاني بإبن عبد الوهاب في بداية دعوته، وأنشد فيه قصيدة يمدحه فيها، ثم رجع عن رأيه فيه عندما اعتبر أن منهج محمد بن عبد الوهاب قائم على تكفير المخالف، وقد أورد الصنعاني موقفه هذا في كتابه إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب، حيث قام فيه بشرح قصيدته التي اعتبر فيها منهج محمد بن عبد الوهاب تكفيريًا[2].


المصادر

  1. ^ كحلان من أشهر مخاليف اليمن وبينها وبين صنعاء أربعة وعشرون فرسخًا، معجم البلدان لياقوت (4-439).
  2. ^ موقع السنة: الوهابية..محمد بن عبد الوهاب تاريخ الوصول 22 ديسمبر 2009.