لاسلطوية إسلامية

اللاسلطوية الإسلامية هي تعبير عن التوجهات اللاسلطوية الموجودة بين المسلمين. تعد اللاسلطوية نظاما سياسيا ينظر إلى مؤسسات الدولة والمجتمع المدني كمؤسسات غير مرغوب بها وتدعوا لإقامة مجتمع بدون دولة[1]. كما ظهر هذا اللفظ على ساحة الأنظمة السياسية سنة 1642 أثناء الحرب الأهلية الإنجليزية,[2] وبالتالي فإن اللاسلطوية نظام حديث نسبيا مقارنة بالنظام السياسي الإسلامي. هناك العديد من الأشخاص ذوي التوجهات اللاسلطوية الذين ينتمون للدين الإسلامي، وبسبب محاولاتهم دمج الإسلام مع اللاسلطوية ظهر مصطلح اللاسلطوية الإسلامية تعبيرا عن وجهات نظرهم وتوجهاتهم الفكرية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مظاهر اللاسلطوية في التاريخ الاسلامي

الخوارج

يدعي منظروا اللاسلطوية أن أول أشكالها في التاريخ الإسلامي هو حركة الخوارج التي نشأت مع بدء ظهور الانشقاق بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان. خروج هذه الطائفة عن طوع علي بن أبي طالب إضافة إلى ثوراتهم المتعددة ضد الحكام سببان لهذه الدعوى، إلا أن الخوارج قاموا بتنصيب عبد الله بن وهب الراسبي أميرا لهم، كما أن لهم آراء في الخلافة كقولهم بأن أي مسلم بالغ يمكنه أن يكون خليفة وهما أمران يتعارضان مع تعريف اللاسلطوية.

المعتزلة

أبو بكر الأصم من شيوخ المعتزلة، من أهل العراق. له قول شبيه بالاسلطوية:

Cquote2.png لو تكافَّ الناسُ عن التظالم لاستغنوا عن الإمام Cquote1.png

الشيخ بدر الدين

كان اشتراكيا ثوريا صوفيا قاد ثورة في الامبراطورية العثمانية في 1416. أدينت كتاباته من قبل علماء الدين العثمانيين. تضمن أفكاره العمل المباشر، الديمقراطية المباشرة، التضامن الإنساني الديني والأممي، المساواة والحياة التشاركية ويعتبر أحد أبرز الوجوه اللاسلطوية احتراما في الحركة اللاسلطوية التركية.[3]. إلا أن المؤرخ التركي المعاصر إسماعيل حامي دنشمند في كتابه «موسوعة التاريخ العثماني» أن الشيخ بدر الدين قد وقع بنفسه أيضاً على فتوى تجرم خروجه على الدولة اعترافاً بسلطتها وإقرارا بذنبه سنة 1420م وأعدم بعدها في سوق مدينة سراز.

عبد الغفار خان

عبد الغفار خان هو سياسي بشتوني وزعيم روحاني عرف بنضاله اللاعنفي للحكم البريطاني في الهند. لاعنفي ومسلم مخلص وصديق مقرب من الماهاتما غاندي. قامت فلسفة خان على اللاسلطوية اللاعنفية من أفكار ليو تولستوي وهنري ثوريو.

محاولات لمزج بين اللاسلطوية والإسلام

حكيم باي

حكيم باي أو بيتر ويلسون هو وجه لاسلطوي صوفي ربط الصوفية والوثنية الجديدة مع اللاسلطوية والموقعية. يعرف بمفهومه عن الشبكات المستقلة المؤقتة التي تطالب بحركة الشوارع والأحداث مثل مواكب الحب. كما أنه كتب في الحركات الإسلامية الهرمية و"يوتوبيا القراصنة".

يعقوب إسلام

قام يعقوب إسلام بإصدار "بيانه اللاسلطوي الإسلامي" في العام 2005، ووضع فيه مجموعة من مبادئ الفكر اللاسلطوي وفقا لتوجهات إسلامية حسب فهمه. تتضمن هذه المبادئ الايمان بالله، وبمحمد رسولا، وبالروح البشرية، والقول بأن الطريق الروحية للمسلم تحصل عبر رفض المؤسسات السلطوية بكافة أشكالها، القضائية، الدينية، الاجتماعية، الشركاتية، أو السياسية. يصف يعقوب إسلام نفسه أنه مسلم لاسلطوي وليس إسلاميا.

بعض أفكار معتنقي الحركة اللاسلطوية من المسلمين

يعد معتنقوا اللاسلطوية المسلمون من اليبيراليين والاشتراكيين الذين يحاولون الربط بين الإسلام ومبادئ اللاسلطوية، ويرتبط العديد منهم بالصوفية كونهم من المتصوفيين، ويدعوا منظروها إلى إحياء "روح الإسلام". يمكن تلخيص أفكار معتنقي هذا الفكر بما يلي:

  • ارتداء الحجاب هو جزء من العادات والثقافة التي اندمجت بالدين وليس جزءا منه.
  • رفض التفسيرات التقليدية للإسلام والتركيز على الاجتهاد
  • رفض الرأسمالية لأن كل ما في الأرض هو ملك لله والإنسان مؤتمن على إدارته.
  • التأسيس للبيئية والنبات والحيوان لا يستهلكوا إلا عند الضرورة.
  • التأكيد على رفض الفائدة بما فيها الفائدة على القروض والفائدة من أجل زيادة الربح والفائدة على التجارة، وفي حال أخذها يجب أن تعطى للمحتاجين.
  • دعم إعادة توزيع الثروة والزكاة، ورفض التفاوت الكبير في الثورة، ودعم مساعدة المحتاجين.
  • دعم المجتمعات التي تقوم على المعونة المتبادلة ورفض عملية شراء وبيع العمل كسلعة.
  • رفض الهرمية الدينية فالأئمة هم الذين درسوا الإسلام وجمعوا المعرفة ودورهم هو النصح لا الحكم.
  • الإسلام دين شخصي ولكل مسلم علاقة شخصية مع الله دون واسطة.
  • الإيمان بالمساواة الكاملة بين البشر على اخلاف الجنس، العرق، الميول الجنسية.
  • العمل بمبدأ لا اكراه في الدين ومنه رفض حكم الردة وأي حكم يكره الدين على أي إنسان.
  • العنف هو فقط للدفاع عن النفس.
  • رفض كافة أشكال الاضطهاد ومن هنا رفض الدولة تماما ولكن ليس القانون والمؤسسات.
  • دعم المجتمع اللاطبقي واللادولتي بدون هرمية.

نقد

يعتبر جل منظري اللاسلطوية الإسلامية من أصول أوروبية. ويرى المعارضين للاسلطوية الإسلامية أنعا تتفق مع الديانة الإسلامية من ناحية حقوق المرأة، ورفض الاضطهاد والطبقية، ولكنهم يعارضونها من نحية ما يلي:

  • ينتقد بعض الإسلاميين فكرة التخلص من مؤسسات الدولة والعلمانية في اللاسلطوية الإسلامية حيث أنهم يرون أن هذا مخالف للتعاليم الإسلامية الواردة في القرآن والسنة وذلك في آية (يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) [4] التي يرون أنها تتطلب وجود دولة وحاكم سياسي وكذلك في قول نبي الإسلام محمد (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)[5]، وكذلك في مسألة اتخاذ القرارات التي تتخذ عن طرق الشورى (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)[6].
  • النقد الثاني يتمثل رفض التجارة وهذه الفكرة الموجودة في اللاسلطوية الإسلامية حيث يقول المعارضون أن التجارة حلال في الإسلام وذلك في الآية (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[7]، وفي آية (ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون)[8]
  • النقطة الثالثة في علمانية اللاسلطوية الإسلامية، حيث ينتقد الإسلاميون هذه الفكرة ويرون أن الدين الإسلامي دين سياسي ويرون أن هذا يعني الغاء الإسلام.
  • والنقطة الأخيرة تتعلق بالمثلية الجنسية وهو أمر يقول المنتقدون يتعارض مع الديانة الإسلامية.

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ Mala testa, Errico. "Towards Anarchism". MAN!. Los Angeles: International Group of San Francisco. OCLC 3930443. {{cite journal}}: line feed character in |last= at position 5 (help)
  2. ^ "Anarchism", BBC Radio 4 program, In Our Time, Thursday 7 December 2006. Hosted by Melvyn Bragg of the BBC, with John Keane, Professor of Politics at University of Westminster, Ruth Kinna, Senior Lecturer in Politics at Loughborough University, and Peter Marshall, philosopher and historian.
  3. ^ http://anarchistnews.org/?q=node/5141
  4. ^ سورة النساء - آية 59
  5. ^ صحيح الجامع - حديث رقم 7520
  6. ^ سورة الشورى - آية 38
  7. ^ سورة البقرة - آية 275
  8. ^ سورة الزخرف - آية 32