كونتا حاجي

كونتا حاجي

الشيخ منصور كونتا حاجي كيشي (بالشيشانية: Киши КIант Кунт-Хьаж؛ وُلِد 1826 في ملتشا خي، الشيشان[1] - 1867 في أوستويژنا، نوڤوگراد گوبرنيا، حالياً في اوبلاست ڤولوگدا، روسيا[2])، هو صوفي مسلم شيشاني،[بحاجة لمصدر] ومؤسس إحدى المذاهب الصوفية المسماة بالذِكر، وعقيدة اللاعنف والمقاومة الإيجابية. عادة ما يشار إليه بمهاتما غاندي الشيشاني.[3] كان من أتباع الطريقة القادرية الصوفية السنية.[4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

كونتا-حاجي كيشييڤ (حرفياً، ابن كيشي) وثلد في قرية إيستي-سو الشيشانية، التي تُعرف أيضاً باسم ملتشا-خي. انتقلت عائلته لاحقاً إلى قرية إلسخان-يورت الجبلية في قلب الشيشان.[5] تميز في شبابه بعمله الكادح وحواسه العقلية الحادة.[5] تلقى كونتا تعليماً دينياً قوياً وكان من أتباع الشيخ گزي-حاجي من قرية زانداك.[5] بدأ كونتا حضور حلقات الذكر.

وفقاً للأسطورة،[بحاجة لمصدر] فقد كان الإمام شامل قلقاً من هذه الممارسة غير العادية وأمر بالوقوف على مدى إلمام الشباب بالقرآن.[بحاجة لمصدر] بعد اجتياز كونتا الاختبار، تركه شامل بمفرده.[6] وفي رواية أخرى بنفس الأسطورة،[بحاجة لمصدر] فقد منعه شامل من الذكر وهدد بإعدامهم إذا استمر في ذلك.[6] وفي أسطورة أخرى أن شامل نفى كونتا إلى مكة ولم يسمح له بالعودة.[6]

بحلول نهاية عقد 1850 أدى كونتا فريضة الحج[5] (تبعاً لمصطفى إلديبييڤ[6] (فقد حج كونتا لأول مرة وهو في الثامنة عشر من عمره، أي عام 1848). لم تقتصر رحلة كونتا في الشرق الأوسط على مكة فحسب بل قام أيضاً بزيارة ضريح عبد القادر الجيلاني في بغداد، وأصبح من الأتباع المخلصين للطريقة القادرية، إحدى الطرق الصوفية السنية التي طور تعاليمها عبد القادر الجيلاني.[6] أصبح كونتا مؤيداً قوياً للسلم واللاعنف. في غضم حرب القوقاز الدموية، كتب للشيشان من مكة:

إن الحرب وحشية. إنئى بنفسك من أي شيء [يذكرك] بالحرب إذا لم يأتِ العدو ليدحض إيمانك وشرفك. قوتك هي الحكمة والصبر والإنصاف. لن يتحمل العدو هذه القوة، وعاجلاً أم آجلاً سوف يعترف بهزيمته. ليس هناك من يملك القوة لهزيمتك، وحقيقتك إذا لم تتخلى عن طريق إيمانك — الطريقة.[بحاجة لمصدر][5][6][7]

و

اخواني! بسبب الحروب المستمرة، تقلصت أعدادنا بطريقة كارثية. لا أؤمن بالمساعدة من تركيا، أن السلطان التركي يريد تحريرنا وإنقاذنا. إنه نفس القيصر الروسي المستبد. صدقوني: لقد رأيت ذلك بأم عيني وكذلك طغاة الشرعية من البلدان العربية. الله لا يرضيه المزيد من الحرب. إذا طلبوا منك الذهاب إلى الكنيسة - اذهب ، فهذا مجرد مبنى. إذا طلبوا منك ارتداء الصلبان - ارتديها، فإنهم يقومون فقط بتسوية الأمور. فأنت لا تزال مسلماً في قلبك وروحك. لكن إذا اغتصبوا نسائك، أجبروك على نسيان ثقافتك وتقاليدك، فقم فقط بالتمرد والقتال حتى آخر رجل. [5][6]
اهزم الأشرار بطيبتك ومحبتك[5]
اهزم الجشع بكرمك[5]
اهزم الخيانة بإخلاصك[5]
اهزم الكفار بولائك[5]

بعد سقوط الإمام شامل عاد كونتا-حاجي إلى الشيشان. انتشرت تعاليمه بشكل كبير بين الأشخاص الذين سئموا من حرب القوقاز التي استمرت قرابة الخمسين عام. وصل عدد مريديه إلى خمسة آلاف شخص.[5] لم يكن كونتا-حاجي يطلب من مريديه إلا أداء الصلوات الخمس المفروضة في اليوم فحسب، لكنه كان يطلب منهم ترديد لا إله إلا الله ما لا يقل عن مائة مرة في اليوم والمشاركة في حلقات الذكر.[5]

على الرغم من رفض كونتا-حاجي المستمر للقب إمام إلا أنه كان يعتبر تهديداً للسلطات الامبراطورية وللنسخة الرسمية من الإسلام المدعومة من السلطات الروسية. بطلب من ادارة القيصر، عقد رجال الدين الإسلامي الرسميين (على سبيل المثال عبد القادر خورداييڤ ومصطفى عبد اللهييڤ) مناقشات لاهوتية عامة مع كونتا-حاجي في محاولة لإثبات أن تعاليمه تتناقض مع الإسلام. واستمر تأثير كونتا-حاجي في النمو. لاعتباره كونتا-حاجي يمثل تهديداً فقد أمر الحاكم العام لترك بالقبض عليه. في يناير 1863 تم القبض على كونتا-حاجي وشقيقه، موڤسار، واقتيادهم إلى سجن نوڤوخركاسك.

تسبب اعتقالهم فيما عُرف بـانتفاضة الخناجر (أو delo pod Shali)، عندما خرج ثلاثة آلاف من مريدي كونتا-حاجي مسلحين بالخناجر محاولين تحرير معلمهم. قامت القوات النظامية للجنرال تومانوڤ بتفريق المحتجين وقُتل منهم 160 شخص.[2][5]

لفترة طويلة لم يكن هناك معلومات عن مصير كونتا-حاجي. عام 1928 عُثر على وثائق تؤكد أن كونتا-حاجي قد توفي في المنفى ببلدة أوستيوژنا[5] (هي حالياً نوڤوگراد گوبرنيا، في اوبلاست ڤولوگدا).


مصير تعاليمه

على الرغم من تعرضهم للاضهاد بشكل مستمر، وإرسال أتباعها في معظم الأحيان إلى سيبريا،[8] إلا أن الطريقة القادرية قد شقت طريقها في القوقاز على يد كونتا-حاجي، وأصبحت ديانة غالبية الشيشان (تختلف التقديرات الدقيقة: 60%[5] أو 70-75%[6]). يعتقد أتباع كونتا-حاجي أن معلمهم هو أحد القديسين الـ360 الذين يبقون العالم على قيد الحياة وأنه سيعود للأرض في وقت لاحق. ضريح خيدا، والدة كونتا-حاجي، يعتبر مكاناً مقدساً باعتبارها الربيع القريب الذي يعتقد أنه جاء عندما دفع كونتا-حاجي بعصاه إلى الأرض.[5]

أصبح ضريح والدة كونتا-حاجي السبب الرئيسي للنزاع بين أتباع الوهابية والقادرية في حكومة أصلان ماسخادوڤ. كان الوهابيين يريدون تدمير الضريح (حيث يعتبرون أن تبجيل خيدا نوع من الوثنية) لكن أتباع القادرية بقيادة أحمد قدريوڤ (الذي كان مفتي الشيشان في ذلك الوقت) تمكنوا من إنقاذ الضريح،[9] لكن النزاع أدى في النهاية إلى تحالف قدريوڤ مع الحكومة الروسية ضد حكومة ماسخادوڤ.

ذكراه

بتوجيه من دار الإفتاء الشيشانية، قامت جميع مساجد چچنيا بإحياء ذكرى مرور 207 على مولد كونتا حاجي، في 11 يوليو 2019.[10]


المراجع

  1. ^ About Great Chechen Sufi: Kunta-haji Kishiev (بالروسية)
  2. ^ أ ب History of Goodness Krotov Library (بالروسية)
  3. ^ Evlia Kunta Haji: Chechen Mahatma Gandhi
  4. ^ Schaffer, Robert. The Insurgency in Chechnya. ABC-CLIO. p. 71. Retrieved 9 February 2016.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط Julietta Meskhidze, Mikhail Roschin Islam in Chechnya Krotov Library (بالروسية)
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Mustafa Eldibiev Shaykh Kunta-haji and his teaching (بالروسية)
  7. ^ Translation from Robert Schaefer, Insurgency and Chechnya (Washington, Potomac Books: 2008)
  8. ^ Kunta-haji Kishiev
  9. ^ Vakhit Akaev RELIGIOUS–POLITICAL CONFLICT IN THE CHECHEN REPUBLIC OF ICHKERIA (بالروسية)
  10. ^ "Orientalists tell about Kunta-haji's role in preserving Islam in the Caucasus". Caucasian Knot. 2019-07-10.