فوزي بن سابق بن فوزان

فوزان بن سابق آل فوزان (و. 1858 - ت. يناير 1954)، هو دبلوماسي سعودي وكان وكيل مملكة نجد وسلطنة الحجاز في مصر[1]، وأول سفراء السعودية إلى مصر، شغل المنصب حوالي عام 1922 كوزير مفوض، وسفير من 1925 حتى تقاعده عام 1952.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

هو فوزان بن سابق بن فوزان آل فوزان، من عشيرة آل عثمان، أحد أفخاذ قبيلة الدواسر. وُلد في بريدة عام 1858، ونشأ فيها، وتعلم في كُتَّابها مبادئ القراءة والكتابة، ثم شرع في طلب العلم. سافر إلى الرياض، فقرأ على العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.[2]

كما سافر إلى الهند هو والشيخ علي بن وادي لطلب العلم على العلامة الشيخ صديق حسن خان، ولما لم يتيسر له ذلك أخذ في القراءة على محدث الهند الشيخ نذير حسين.

عاد إلى القصيم وكان شيوخه كما يقول الشيخ محمد حامد الفقي يتوسمون فيه النجابة والذكاء، وقوة الحافظة، وشدة الحرص على طلب العلم، والحرص على الوقت، وكانوا يتحدثون أنه سيكون من النابغين، لو أنه تابع السير في طلب العلم على هذا النهج.

لكنه بعد أن أخذ حَظًا من علوم العربية والتوحيد والتفسير والفقه، ذهب يطرق أبواب الحياة العملية، فاشتغل بالتجارة في الخيل والإبل، وسكن الشام، ثم حبب إليه إخوانه في مصر وتجارته الرابحة فيها، فسكن مصر واستقر بها، واتخذ دارًا في مطرية الزيتون، وكانت أول رحلة له إلى مصر، كما يقول هو بعد ثورة عرابي بعامين، ومعنى هذا أنه كان تاجرًا سنة 1882.

كانت داره قبلة العلم والعروبة والكرم، ويقول الشيخ حامد الفقي في مجلة الهدي النبوي: وفي داره العامرة تعرفت عليه بواسطة أخي في الله الشيخ محمد ملوخية المدني في عام 1910، إذ كنت طالبًا في الأزهر وكنا نذهب إليه كل يوم جمعة، فنصلي معه الجمعة، ثم يكرمنا بواجب الضيافة، ثم بعد ذلك يزودنا بالمعلومات والكتب العلمية، ففي داره وبيده غرست أنصار السنة، وفي داره وبيده ترعرعت أنصار السنة، حتى كان يوم موته قرة لعينه.

وللشيخ أياد بيضاء على العلم وطلبته، ففي كل بلد كان يحل به يكون بيته منتدى لطلبة العلم، ونشر التوحيد ومذهب السلف، وكم لاقى من معارضات المعاندين والمخرفين، والله ينصره عليهم، وكم من خير ومعونة صادقة قدمها للسلفيين، وخصوصًا لأنصار السنة المحمدية، فقد سعى لدى الملك عبد العزيز في مساعدته على شراء دار الحلمية الجديدة، فتبرع بألف وستمائة جنيه مصري - في ذلك الوقت.

وكم نشر من كتب علمية بماله وبالوساطة عند الملك عبد العزيز رحمه الله، هذه الكتب نفع الله بها نفعًا عظيمًا، وآخر مآثره في العلم: كتاب «البيان والإشهار لكشف زيغ الحاج مختار» الذي كان مشتغلاً بتأليفه من أيام كان بالشام، وشغلته أعماله السياسية عن إتمامه ونشره، فلما تفرغ من السياسة عكف عليه فنقحه وأتمه، ثم طبعه بمطبعة أنصار السنة المحمدية قبل سَفْرَتِهِ إلى الحج، التي ودع فيها بيت ربه.

ويستمر الشيخ محمد حامد الفقي في ذكر مآثر الشيخ الفوزان وفضله في العطاء فيقول: وفي داره وبواسطته تشرفت بالاتصال بآل الشيخ، وبالملك عبد العزيز - أسكنه الله فسيح جناته - وبأصحاب السمو أنجاله الأمراء.


العمل الدبلوماسي

وقد عين الشيخ الفوزان عميدًا للسلك السياسي بمصر بمدة تزيد عن الثلاثين عامًا، وكانت له مكانة عند الملك عبد العزيز الذي لم يكن يعامله كموظف، وإنما كان يعامله كشخصية لها مكانتها العلمية في المجتمع.

وعن ذلك يقول الأستاذ خير الدين الزركلي: ظل الفوزان اثني عشر عامًا وهو قائم بأعمال المفوضية بمصر، وأنا مستشار له، وكان الملك عبد العزيز يرى وجوده في العمل وقد طعن في السن إنما هو للبركة، وللاستفادة من خبراته - ولما رزق الفوزان بابن وهو في نحو الثمانين، أرسل إليه الملك عبد العزيز، وجعله وزيرًا مفوضًا نحو ثلاث سنوات.

شيوخه ورحلاته

يقول الشيخ محمد حامد الفقي عن الشيخ الفوزان السابق: بدأ حياته طالبًا للعلم على كبار علماء مسقط رأسه «بريدة» من مدن القصيم، ثم رحل في طلب العلم إلى الرياض، فنهل من موارد علمائها من آل الشيخ وغيرهم، الذين كانوا في ذلك الوقت محط رحال طلاب العلم الصحيح في الجزيرة العربية وغيرها، وكان من أقرانه في طلب العلم: الإمام عبد الرحمن بن فيصل والد الملك عبد العزيز - غفر الله لهما - والشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف، والشيخ سعد بن عتيق، وأمثالهم من كبار رجال آل سعود، وآل الشيخ.

ويضيف الشيخ عبد الله البسام في كتابه «علماء نجد خلال ثمانية قرون»: ومن أشهر مشايخه الشيخ سليمان بن مقبل، والشيخ محمد بن عمر آل سليم، والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، ولما عينه الملك عبد العزيز معتمدًا له في دمشق، فاتصل برجال العلم هناك وقرأ عليهم، فكان من مشاهير من أخذ عنهم الشيخ طاهر الجزائري، والشيخ جمال الدين القاسمي، والشيخ عبد الرزاق البيطار، والأستاذ محمد كرد علي.

عطاؤه العلمي

قام بعمل فهرس منظم ومصوغ صياغة فقهية مفيدة لقواعد ابن رجب، ثم طبعه على نفقته الخاصة.

له كتاب اسمه «البيان والإشهار لكشف زيع الملحد الحاج مختار»، وعن هذا الكتاب يقول الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان: هو كتاب مفيد في موضوعه، قد تصدى فيه مؤلفه - أثابه الله - لرد شبهات المشركين والمنحرفين الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون إما حسدًا وعنادًا، وإما طمعًا بالبقاء فيما هم فيه من رئاسة وأكل لأموال الناس بالباطل، فقد قام هذا المدعو: الحاج مختار بترويج شبه باطلة في وجه عقيدة التوحيد ودعوة الشيخ الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه إلى الحق الذين يسميهم بالوهابية ويكرر ما قاله المخذلون من أمثاله: أحمد زيني دحلان، والنبهاني وغيرهما من أعداء دعوة التوحيد، فكان رد الشيخ الفوزان - أثابه الله -وغفر له- على هؤلاء ردًا مفحمًا مدعمًا بالأدلة والبراهين وأقوال الأئمة المعتبرين، فكان هذا الرد لبنة في بناء العقيدة الصحيحة ومعولاً في هدم الخرافات والشركيات، نصر الله به الحق وقمع به الباطل وأهله، وجزى الله مؤلفه الشيخ فوزان خير الجزاء وجعله في عداد المجاهدين في سبيله المدافعين عن دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وفاته

كان قد مرض بالالتهاب الرئوي عقب عودته من الحج، وقد اشتد عليه المرض، ومن رحمة الله به وعظيم فضله عليه أن قام فجر يوم السبت الرابع من شهر جمادى الأولى سنة 1373هـ الموافق التاسع من شهر يناير 1954، ليتوضأ ويصلي، فلما فرغ من وضوئه وقف للصلاة وبدأ فيها، ثم جاءته نوبة إغماء فارق على إثرها الحياة، ولحق بربه طاهرًا مطهرًا.

تكريمات

سمي على اسمه أحد شوارع مدينة الرياض، السعودية.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "الشيخ الدبلوماسي : فوزان السابق الودعاني وكيل مملكة الحجاز وسلطنة نجد في مصر". منتدى أنساب أولاين. 2006-07-19. Retrieved 2013-04-24.
  2. ^ "الشيخ فوزى بن سابق بن فوزان 1275هـ - 1373هـ أول سفير للسعودية بمصر". ملتقى أهل الحديث. 2002-12-07. Retrieved 2013-04-24.