ضريح الشيخ حسن العطار

ضريح الشيخ حسن العطار (1250 هجرية / 1838م) ، انشئ في عصر محمد علي في مصر .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصفه

يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة صغيرة تقوم على مقرنصات في الأركان وفي الجدار الجنوبي الشرقي لها يوجد محراب صغير كذلك.

سيرة الشيخ حسن

فهم الشيخ العطار ما جاء بخطاب نابليون من تهديد واضح لمن لا يذعن للفرنسيين، فشدّ الرحال إلى أسيوط صعيد مصر ،بعيدا عن القاهرة، بحثا عن الأمان وتجنبا للمخاطر المتوقعة التي يحملها معه الغازي القادم من وراء البحار.وكان هذا شأن الكثير من العلماء والمشايخ في ذلك الحين.

مكث الشيخ العطار في الصعيد ما يقارب الثمانية عشر شهرا، ثم عاد إلى القاهرة بعد أن هدأت العاصفة، وإشتغل بالتدريس في الأزهرالشريف.وكان نابليون قد اصطحب خلال حملته على مصر بعض علماء الطب والهندسة والفلك والرياضيات ومختلف العلوم الحديثة، فتعرّف عليهم الشيخ العطار، وأطلع على كتبهم وتجاربهم وما معهم من آلات علمية وفلكية وهندسية، فأفاد منهم وإطلع على أحدث ما وصلت إليه العلوم المدنية من تقدم في شتى مناحي العلم. كما أجاد من خلال مخالطته لهم اللغة الفرنسية إجادة شبه تامة، وفي الوقت ذاته كان يدرس اللغة العربية لمن يرغب من هؤلاء العلماء. من أقواله: «إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها»، ومن أقواله أيضا: «مَن سَمَتْ هِمته به إلى الإطلاع على غرائب المؤلفات، وعجائب المصنفات، انكشفت له حقائق كثير من دقائق العلوم، وتنزهت فكرته إن كانت سليمة في رياض الفهوم».

وقد طبّق الشيخ العطار هذه الأقوال تطبيقا علميا، فدرَّس وألَّف في فنون شتى لم تكن مطروقة في عهده، ثم وجَّه تلاميذه إلى التجديد فيما يعالجونه من أبحاث ودراسات. ومن بين تلاميذه المعروفين: رفاعة الطهطاوي الذي يعد أحد رواد النهضة الحديثة في مصر، والشيخ حسن قويدر ، والشيخ محمد عيادالطنطاوي ، والشاعرالشيخ محمد شهاب الدين ،الذي كان مساعدا له في تحرير الوقائع المصرية وخلفه في إدارتها.

كما أن الشيخ العطّار هو من أشار على محمد علي باشا بإرسال تلميذه النجيب رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا، وهو الذي وجهه وأرشده إلى إستيعاب ما يمكن إستيعابه من آثار الحضارة الفرنسية، وأشار عليه بتدوين كل ما يشاهده أو يعرفه أو يسمع عنه. فكانت نتيجة التوجيهات والنصائح أن ألَّف الطهطاوي كتابه العظيم تخليص الإبريز في تلخيص باريز، والذي يقول في مقدمته: «إن خير الأمور العلم، وأنه أهم ُّكل مهم……… فلما رسم اسمي في جملة المسافرين (كإمام للطلبة المبعوثين إلى باريس)، وعزمت على التوجه، أشار علي شيخنا العطار. أن أنبه على ما يقع في هذه السفرة، وعلى ما أراه وما أصادفه من الأمور الغريبة، والأشياء العجيبة، وان اقيده ليكون نافعا في كشف القناع عن محيّا هذه البقاع».

ولهذا لم ينل الشيخ حسن العطّار من الباحثين الدراسة الواجبة التي يستحقها، ويرى بعضهم أن شهرة تلاميذه كانت سببا في ذلك، حيث انصب الاهتمام عليهم، فحُجب نوره.

علاقته بالعلوم البرانية والعلوم الشرعية

كان الشيخ حسن العطار، أحد أهم من أدركوا أهمية الجانب الحضاري والتحدي الكامن في هذا الجانب، فوجه تلاميذه إلى دراسة ما كان يسمي وقتئذ بالعلوم «البرانية» أي العلوم المدنية بلغة العصر، تمييزا لها عن العلوم «الشرعية»، التي كانت تعد العلوم المعترف بها فقط داخل الأزهر الشريف.

فللعطار كتاب في الصيدلة ردا على تذكرة «داود الإنطاكي»، وقد ألّف رسائل في الطب والتشريح، ولا يزال هذا الكتاب مخطوطاً في مكتبة «رواق المغاربة» في الجامع الأزهر. كما كتب أيضا في الهندسة وكيفية عمل الإسطرلاب، وإتقان رسم المزاول الليلية والنهارية بيديه، إلى جانب مؤلفاته في العلوم الرياضية والفلكية، وفي العلوم الشرعية والعربية، كما كان العطار شاعراً كتب في كل أغراض الشعر حتى الغزل، وكتب الشعر التعليمي والموشحات، وكان محققاً للمخطوطات، وله كتب ورسائل في قواعد الإعراب والنحو والمنطق والاستعارة وآداب البحث. في عام 1830م أصبح الشيخ العطّار شيخاً للأزهر الشريف، وهو في الخامسة والستين من عمره، وظل كذلك حتى وفاته، ورغم أنه لم يوفق في إصلاح الأزهر وبرامجه وخطط الدراسة فيه كما كان يريد، ولعله لم يشأ إثارة سخط العلماء، لكنه نجح في الدعوة إلى إصلاح التعليم بالبلاد كلها. فالمدارس العالية الفنية التي أنشئت بمصر في ذلك العهد، كالهندسة والطب والصيدلة، كانت الاستجابة الحقيقية لدعوة العطار وتطلعاته ومناداته بحتمية تغيير الأحوال في البلاد. ومن القصص المروية عنه: أنه عندما كان الطبيبكلوت بك يقوم بتشريح جثة في مشرحة مدرسةالطب بأبي زعبل، حاول أحد الطلاب الفتك بالطبيب، فكاد أن يطعنه بخنجره، لكن الطلاب منعوا الطالب عن فعل ذلك وحموا «كلوت بك»، فلما سمع شيخ الأزهر «حسن العطار» بهذه الحادثة، ذهب الى مدرسة الطب ووقف يخطب في الطلاب عن رأي الدين في تعلم الطب، ويشيد بفائدته في تقدم الإنسانية، فاعتبرت هذه الفتوى نقطة انطلاق للتعليم الطبي في مصر.[1]


وفاته

توفي في يوم 22 مارس سنة 1835م .

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ "الشيخ حسن العطّار.. رائد التجديد الذي ظلمته شهرة تلاميذه". aswatonline.com. Retrieved 2020-02-08.
  • مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
  • مساجد القاهرة ومدارسها ، أحمد فكري ، دار المعارف 2005
  • العمارة العربية بمصر ، ولفرد جوزيف دللي ، ترجمة محمود أحمد ، مكتبة الأسرة في 2006
  • دراسات في التطور العمراني لمدينة القاهرة ،فتحي حافظ الحديدي ، الهيئة العامة للكتاب 2009
  • القاهرة شوارع وحكايات، حمدي أبو جليل، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2008
  • القاهرة عمرها 50 الف سنة ، سيد كريم ، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2009
  • سيرة القاهرة ، ستانلي لينبول ،ترجمة حسن إبراهيم حسن ، علي إبراهيم حسن ، إدوارد حليم، مكتبة الأسرة 1997
  • دليل الآثار الإسلامية بالقاهرة ، المجلس الأعلى للآثار

روابط خارجية