قرافة المماليك

(تم التحويل من صحراء المماليك)
بعض القباب المملوكية من قرافة المماليك بالقاهرة.

قرافة المماليك أو جبانة المماليك أو مقابر المماليك أو مقابر الخلفاء أو صحراء قايتباي أو القرافة الشرقية أو صحراء المماليك، هي المنطقة الممتدة من قلعة الجبل إلى العباسية في شرق القاهرة.[1]

وكانت عبارة عن ميدان فسيح أعد للعب الكرة وعرف بميدان القبق وميدان العيد. وفي النصف الأول من القرن الثامن الهجري بدأ ملوك مصر وأمراؤها في إنشاء المساجد والخوانق بهذه المنطقة وألحقوا بها مدافن لهم.[2][3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

آثار صحراء المماليك

كانت جبانة مصر الفسطاط حتى منتصف القرن الخامس تمتد فقط شرق المدينة. وكانت أقدم أجزائها يقع بين مسجد الفتح وسفح جبل المقطم، وهي تشمل الأحياء المعروفة اليوم ببطن البقرة والبساتين وعقبة بن عامر والتونسي. وهذه المنطقة هي التي تعرف بالقرافة الكبرى. ولم تكن المنطقة المحصورة بين قبة الإمام الشافعي وسفح المقطم تحوي مقابر إلا بعد أن دفن الملك الكامل محمد الأيوبي ابنه في سنة ثمان وستمائة هجرية بجوار قبر الإمام الشافعي وبنى القبة الكبيرة الموجودة إلى الآن على ضريح الإمام الشافعي، فنقل الناس أبنيتهم من القرافة الكبرى إلى هناك وأنشأوا بها الترب وعرفت بالقرافة الصغرى. وفي زمن الناصر محمد بن قلاوون استجد الأمراء المماليك ترباً بين قبة الإمام الشافعي وباب القرافة حتى صارت العمارة متصلة من بركة الحبش جنوباً إلى باب القرافة شمالاً.

وهناك جبّانة أخرى يرجع تأسيسها إلى القرن الثاني الهجري كانت تمتد إلى حدود الطرف الشمالي لمصر الفسطاط وتغطي المنطقة التي تقع اليوم جنوب غرب باب القرافة وحتى عين الصيرة. ومع بداية القرن الثالث وجدت جبّانة ثالثة عند سفح المقطم في المنطقة التي يقع فيها اليوم ضريح عمر بن الفارض والتي كانت تعرف قديماً بمدافن محمود.

وأخيراً، ربما مع بداية القرن الرابع الهجري، طرأت ظاهرة جديدة حيث وُجد حي عمراني استمد اسمه من بني قرافة أحد بطون قبيلة المعافر. وإلى هذه القبيلة يُنسب مجموع جبّانات القاهرة التي عُرفت جميعا بالقرافة. وبناء على ذلك فقد ذكر ابن جبير وابن سعيد أنهما باتا بالقرافة ليالي كثيرة، وأضاف ابن سعيد أن بها "قبوراً عليها مبان معنى بها ... وترباً كثيرة عليها أوقاف للفقراء ومدرسة كبيرة للشافعية، ولا تكاد تخلو من طرب ولا سيما في الليالي المقمرة، وهي معظم مجتمعات أهل مصر وأشهر متنزهاتهم".

وبعد الفتح الفاطمي لمصر نشأت جبّانات جديدة كانت أولاً جنوب شرق القاهرة وتمتد خارج باب زويلة في المنطقة التي يشغلها اليوم جامع الصالح طلائع وشارع الدرب الأحمر وشارع التبانة وشارع باب الوزير والشوارع المتفرعة منها. وبعد وفاة أمير الجيوش بدر الجمالي سنة 487هـ أنشئت جبانة أخرى خارج باب النصر شمال القاهرة كان هو أول من دُفن فيها، تشغل مكانها اليوم قرافة باب النصر الواقعة بين حي الحسينية وشارع المنصورية.[4]

أما قرافة المماليك الواقعة في صحراء المماليك إلى الشرق من طريق صلاح سالم الحالي فلم تنشأ إلا في عصر المماليك الشراكسة مع نهاية القرن الثامن الهجري حيث بدأ سلاطين المماليك وأمراؤهم في إنشاء المساجد والخوانق بهذه المنطقة وألحقوا بها مدافن لهم. وما أن انتهى القرن التاسع الهجري إلا وكان بها مجموعة من العمائر الدينية والقباب لم تجتمع في صعيد واحد مثل ما اجتمعت هناك. وأكثر من عُني بالإنشاء بها من سلاطين المماليك الشراكسة السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي لذلك فإنها تُعرف في المصادر بترب قايتباي.


كانت منطقة مقابر المماليك في الأصل ميداناً لتدريب المماليك، أُطلق عليه اسم ميدان القبق، وهو عبارة عن ميدان واسع في وسطه برج عليه كرة، حيث يلف الشخص على حصانه بسرعة، ويضرب الكرة. ومع الوقت، بدأ سلاطين المماليك يبنون فيه قصوراً لهم، مثل السلطان قايتباي الذي بنى قصراً ومدرسة ومسجداً، وانتشرت بعده أعمال باقي السلاطين، وفق الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، الذي قال إن "هذه المنطقة لم يطلق عليها اسم (قرافة المماليك)، إلا في أواخر العصر العثماني، عندما امتد إليها عمران الجبانات، وأحاطت بها تماماً".

ومن أبرز المعالم التي تتضمنها منطقة صحراء المماليك مسجد وخانقاه السلطان برقوق، ومسجد وخانقاه السلطان الأشرف بارسباي، ومسجد السلطان قايتباي وملحقاته، وقبة جاني بك الأشرفي، وقبة قرقماس، وربع قايتباي، وتكية أحمد أبو سيف.


هدم المقابر

صورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي لهدم مقبرة العز بن عبد السلام في قرافة المماليك، يوليو 2020.

في يوليو 2020، بدأت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي في الاحتجاج على هدم جبانة المماليك الأثرية، ورد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار، يباناً نفى فيه الأخبار المتداولة بشأن أعمال هدم في منطقة جبانة المماليك. وعلى الرغم من النفي، وجه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى الوزيري، بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية ليتم دراستها وبحث إمكانية عرض جزء منها في بعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز.[5]

يذكر أن مشروع تطوير محور الفردوس تتولى تنفيذه الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة.

ووفق وزارة السياحة والآثار، فإن المقابر التي تتداولها صور وسائل التواصل الاجتماعي هي مباني غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، وهي مقابر حديثة خاصة بأفراد.

ويؤكد الدكتور مختار الكسباني أنها "ليست المرة الأولى التي تُزال فيها مقابر من المنطقة. ففي عام 1956، أُزيلت 1200 مقبرة لإنشاء طريق صلاح سالم. والمقابر التي أُزيلت أخيراً هي مقابر حديثة لأفراد، وقد طُلب من أصحابها نقل الرفات قبل إزالتها"، لافتاً إلى "وجود مشروع ترميم وتطوير مقابر المماليك الأثرية لتصبح مزاراً سياحياً".

وتضم منطقة صحراء المماليك التي يقدر عمر آثارها بأكثر من 500 عام، أكثر من 30 أثراً مسجلاً، وقد دفن بها السلطان قايتباي وبرقوق، وغيرهم من سلاطين المماليك. بدوره، قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي، إنّ هذه المقابر ليست مسجلة بصفتها آثاراً، موضحاً أنّ "المباني التي تسجل بالآثار يشترط أن يمر عليها مائة عام، بموجب قانون عام 1983. وظهور بعض المقابر في الصور على أنّها قديمة لا يعني أنّها أثرية، لكنّها مقابر حديثة لأفراد"، مؤكداً أنّ الطريق بعيد تماماً عن الحرم الأثري لمقابر المماليك.[6]

بينما تداولت أنباء عن هدم مقبرة الفقيه الدمشقي والعلامة العز بن عبد السلام والواقعة في قرافة المماليك، نفى اللواء مصطفى عبد العزيز السكرتير المساعد لإدارة الجبانات بالقاهرة، هدم مقبرة العز بن عبد السلام، مؤكداً أن جميع المقابر التي حددتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة سيتم إزالتها بالكامل لتوسعة وتطوير محور الفردوس. وأضاف أن المساحة التي حددتها الهيئة الهندسية تتضمن السور الخارج للمقابر وأمتار بسيطة لتطوير وتوسعة الشوارع بالعاصمة، لمجابهة التكدس المروري بالمنطقة، مؤكداً أن أعمال الإزالة الجارية بالمنطقة لا توجد في نطاقها أي مقابر أثرية حديثة أو قديمة.[7] وأضاف قائلاً: "إن مقبرة العز بن عبد السلام يأتي ضمن مقابر الإمام الشافعي، ولا توجد له صلة بجبانة المماليك".

مشروع قرافة المماليك

مقبرة الاميره شويكار (حفيدة محمد على) علي شكل سرير عليه ملايه و مخدات و ورود، وكله من الرخام، تكلف بنائها 100 ألف جنيه ذهب تصميم الايطالي جابريل دوناتيلي
قبر الاميره شيوه كار ، طليقة الملك احمد فؤاد الأول والد الملك فاروق. التركيبه الرخاميه للقبر من الرخام الكرارة الايطالي والتصميم ايطالي بالكامل. صحراء المماليك .. القاهرة

ضمن مشروع محور الفردوس، سيتم تطوير منطقة قرافة المماليك، وإعادة تخططيها كما يتضح من الصور التالية:

مدافن شهيرة في القرافة

  • مدفن ذو طراز فرعوني فريد.
  • مدفن المفكر والفيلسوف المصري أحمد لطفي السيد، رائد من رواد النهضة والتنوير في مصر، ووزير المعارف ثم الداخلية، ورئيس مجمع اللغة العربية ومدير الجامعة المصرية.
  • مدفن نازلي هانم حليم ابنه محمد عبد الحليم باشا، وحفيدة محمد علي باشا الكبير.
  • مدفن أسرة عبود باشا، وهو اقتصادي ورجل أعمال مصري ومؤسس شركة السكر وخط البريد الخديوي وشركه الأمنيبوس، وأول مدير مصري لشركة قناة السويس ومن مؤسسي بنك مصر، وعلى اسمه تم تسمية "موقف عبود" المعروف.
  • مدفن حسن باشا صبري الذي تولى عدة مناصب سياسية ودبلوماسية كان آخرها سنة 1940 حيث تولي رئاسة الوزراء، والذي توفي داخل مجلس النواب أثناء إلقاء خطبة العرش أمام الملك فاروق.
  • مدفن مراد باشا محسن ناظر الخاصة الملكية في عهد الملك فاروق الأول.

معرض صور

انظر أيضاً

مرئيات

ڤيديو يوضح عمليات الهدم في قرافة المماليك بالقاهرة، يوليو 2020.


المراجع

  1. ^ علاء المنياوي (2019-06-30). "اغتيال التاريخ.. 115 صورة تكشف تدهور حالة مجموعة أثرية بصحراء المماليك.. شاهد". صدى البلد (صحيفة مصرية).
  2. ^ المصري اليوم - «قرافة المماليك» أول محاولة لغزو وتعمير صحراء القاهرة Archived 2017-06-09 at the Wayback Machine
  3. ^ المسالك - مقابر ومدافن القاهرة في العصر المملوكي Archived 2017-08-03 at the Wayback Machine
  4. ^ "مقابر ومدافن القاهرة في العصر المملوكي". موسوعة المسالك. Retrieved 2020-07-22.
  5. ^ "مقابر المماليك: مد "محور الفردوس" وهدم أجزاء من "الجبانة الأثرية" يثير غضب مصريين". بي بي سي. 2020-07-21. Retrieved 2020-07-22.
  6. ^ "مقابر «صحراء المماليك» في مصر مادة لجدل حكومي وأثري". جريدة الشرق الأوسط. 2020-07-22. Retrieved 2020-07-22.
  7. ^ "إدارة جبانات القاهرة تنفي لـ«الشروق» إزالة قبر سلطان العلماء العز بن عبد السلام". بوابة الشروق. 2020-07-23. Retrieved 2020-07-23.