شبكة كارلايل (كتاب)

شبكة كارلايل
شبكة كارلايل.jpg
المؤلفتييري ميسان
البلدمصر
اللغةمترجم للعربية
الموضوعإقتصادي سياسي
الناشردار بيسان للتوزيع والنشر
الإصدار2007
عدد الصفحات288

شبكة كارلايل هو كتاب من تأليف الصحفي الفرنسي تييري ميسان وصادر عن دار بيسان للتوزيع والنشر بيروت في عام 2007.

يمتاز الكتاب الذي استغرق إعداده ما يربو على خمس سنوات ، بمضمونه البحثي الاستقصائي ، حيث عكف المؤلّف على الخوض في تفاصيل الجغرافيا السياسية لواشنطن بعدما أصبح شغوفاً في معرفة ما تخبّئه جدران تلك الشبكة القابعة عند أطراف شارع بنسلفانيا والمسماة بشبكة كارلايل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فكرة الكتاب

سمحت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ــ بعكس ما أنذر أيزنهاور قبل ذلك بعقود ــ للبنتاجون أن يضع نفسه بين أيدي شركات السلاح ، وهو سيناريو خطير يهدد الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم كله، وقد باتت هذه الشركات هي المهيمن اليوم علي مقدرات العالم، هي التي تشعل الحروب في أماكن عديدة فيه وتسوق إلي الموت مئات الألوف دون أن يعرفوا حتي لماذا عليهم أن يموتوا. [1]

أما «كارلايل» فلم تكن سوي ــ بالنسبة للمؤلف حتي العقد الخامس من عمره ــ اسم لفندق تقصده النخبة في وسط نيويورك ، حتي قرأ مقالاً في النيويورك تايمز يقرن الاسم بشركة تتاجر في أشياء كثيرة، منها الدبابات والطائرات الحربية ، وتقوم في الوقت نفسه بمشروعات كبري علي طريقة تسليم المفتاح ، وتعطي المساهمين فيها أرباحًا تزيد نسبتها علي 35% ، وهو ما أثار اهتمام المؤلف، الذي قرر أن يغوص في أعماق الجغرافيا السياسية لهذه الشركة، ولعامين كاملين اعتاد أن يمر من شارع بنسلفانيا حول مقرها، وأن يتابع أخبارها ونشاطاتها بدأب ودقة، وكانت مفاجأة كاملة بالنسبة له، أن يجد عشرات الأسماء من علية المجتمع الأمريكي شركاء فيها: مديرين عاملين لشركات تصنيع السلاح، مسئولين عن شركات المرتزقة التي توفر ما تحتاجه الحروب منهم في أي مكان في العالم، شخصيات كبري في وزارة الدفاع الأمريكية، أما العدد الأكبر من المساهمين فهم محامون ومستشارون للرئيس بوش في كافة المجالات، وهو ما يعني أن «كارلايل» أكبر بكثير من مجرد شركة استثمار مالي، إنه ناد يضم العديد من المسئولين السياسيين والعسكريين الذين يجمعهم الحرص علي تحقيق أكبر قدر من المكاسب في أقصر فترة ممكنة، ولتحقيق هذه الغاية، اختاروا أسرع الطرق: النفط و تجارة السلاح.


مواضيع الكتاب

يتعرض الكتاب لشعوب العالم الثالث ، وخاصّة دول القارة الأفريقية ، تعرف على فرانك كارلوتشي عن كثب ، فالمناضل في الحزب الجمهوري الذي وصل إلى رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية ، ثمّ تبوّأ منصب مساعد وزير الدفاع كاسبر واينبرجر عام 1981 ، كانت له اليد الطولى في صناعة المآثر على هيئة انقلابات عسكرية متتالية شهدتها القارّة السوداء، أودت بحياة كلّ من هدّد المصالح الغربية فيها (أمثال باتريس لوممبا الزعيم الكونغولي).

ويوضح أن لهجمات الحادي عشر من سبتمبر ، ما يستدعي التوقّف عنده. فأسامة بن لادن ذلك الثري السعودي الذي ارتأى الانغماس في حياة الجهاد الأوّل ، معلناً عزمه على محاربة الصليبيين بعدما وطئت أقدامهم الأرض المقدسة هو إحدى الحلقات المرتبطة بالعلاقات السعودية - الأميركية وبرهان على انحراف أحد مساراتها.

فقد «رأت أسرة بن لادن أن ولاية تكساس تمثّل أحد الأبواب المؤدّية إلى قلب الولايات المتحدة»، وعليه مارست نشاطها بأسلوب مدرك لواقع الشركات الأميركية وطبيعة الاستثمار فيها، فقامت بالتملّك والمساهمة في شركات تمرّ بضائقة مالية لكن بشرط «أن تكون هذه الشركة لرجل يتطلّع إلى منصب محافظ تكساس ، أو رئيس لأحد أندية البيس بول ، على أمل أن تكون المكافأة فتح باب البيت الأبيض». يرى الكاتب أنّ «كارلايل» نجحت في تحويل نفسها إلى «صندوق استثماري تديره وجوه بارزة في الحزب الجمهوري»، إلى أن أسهمت أحداث 11 سبتمبر في الكشف عن وجوه رجال أعمال سعوديّين. أمّا ثلاثي «كارلايل»، بوش والسعودية وابن لادن، فيمثّلون بحسب ميسان ، «العناصر الأولية لطبخة الدولارات والأسلحة والنفط».

قُدّر للعلاقات السعودية - الأميركية أن تكون صنيع رجل دبلوماسي «استطاع أن يحوّل البيت الأبيض بيتاً سعودياً، هو الأمير بندر بن سلطان آل سعود أو «الوجه العربي لكارلايل».

كان عام 1979 عام التبدّل الطارئ على الخارطة السياسية للخليج. فقد مثّلت الثورة الإسلامية في إيران ضربة مفاجئة للولايات المتحدة. فالدولة التي أُوكل اليها حماية نفط الخليج، أضحت دولة شديدة العداء لأميركا لا يتوانى نظامها وشعبها عن المجاهرة بمناهضة السياسة الأميركية «الاستكبارية»، مستمدّين إلهامهم من مخزون ثقافي شيعي يرقى إلى القرن السابع. وهو ما دفع بالولايات المتحدة للبحث السريع عن بديل موثوق به... فكانت السعودية.

شرّعت السعودية أبوابها لاستقبال الديناميّة السياسية الجديدة التي لا بدّ لها أن تفرض سلوكاً سعوديّاً متغيراً بحكم تبدّل الموقع والدور. فاز الأمير بندر بتحقيق أولى الصفقات التي تجلّت بإعطاء الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريگن، حريّة توسيع القواعد العسكرية مقابل خمس طائرات تجسّس إلكتروني حديثة (أواكس) من إنتاج كارلايل.

فرض بندر نفسه حلقة الربط الوحيدة بين نظام صدّام حسين وبين واشنطن. ففي خضمّ الحرب العراقية - الإيرانية، تمكّن بندر من تحقيق اللقاء التاريخي عام 1983 بين صدّام والرئيس بوش الأب المملؤة يداه بقذارات كارلايل الصغيرة، من أسلحة جرثومية وكيميائية وانثراكس (استخدمها صدام ضد الجيش الإيراني وشعب بلده على السواء) في مقابل الحدّ من المدّ الشيعي المتنامي بقيادة آيات الله.

أمّا أفغانستان ، فاستطاع بندر دراسة توازن قواها الداخلية ممتلكاً لخيوط اللعبة فيها، عبر دعمه لقلب الدين حكمتيار مؤسّس الحزب الإسلامي «الذي قاتل السوفيات والأفغان بالضراوة نفسها» والفضل يعود إلى المال السعودي الذي أُغدق على أفغانستان، وإلى صواريخ «ستنگر» آخر ابتكارات مصانع «كارلايل».

تتلطّى هذه «الإمبراطوريّة» خلف عناوين ونشاطات متنوّعة، فهي تمارس وبمؤازرة بوش الابن، ضغوطاً كبيرة لتوسيع نطاق عملها ونفوذها للولوج الى القارّتين الأوروبية والآسيوية، وذلك بهدف الاستحواذ على «عالم المعلوماتية والاتصالات بمختلف أشكاله»، عبر اقتنائها قائمةً كبيرة من الشركات المتّصلة مباشرة بمجال الدفاع ودعماً «لاستراتيجية بناء قطب للصناعات العسكرية في أوروبا لا يأتمر إلا بأمر القوة الأميركية».

أمّا تايوان ، وتشاركها التنانين الآسيوية الباقية، فلم تسنح لها الفرصة لبناء قوّتها بمنأى عن الرعاية الأميركية، إلى أن تحوّلت سوقاً رحبة لاستقبال كميات ضخمة من منتجات «يونايتد ديفانس»، إحدى الشركات التابعة لـكارلايل. [2]

المؤلف

تييري ميسان هو الصحفي الوحيد الحائز علي جائزة ألبرت لوندر، وقد تخصص طوال نصف قرن من عمره المهني في إجراء التحقيقات الصحفية، وهو الآن وقد جاوز الثامنة والستين ، وجال في مختلف أرجاء العالم مميطًا اللثام عن أكثر الصراعات عنفًا وضراوة حول العالم ، يكشف لنا عن طبيعة الدور الذي تلعبه مجموعة كارلايل ، التي جعلت علي رأس أولوياتها الاستثمارية أن يحتل قطاع الصناعات العسكرية مركز الصدارة بين تفصيلات السلطة الحاكمة في واشنطن منذ تولي بوش الابن الرئاسة، وهكذا بدأت المؤسسة المالية تمارس تأثيرات سياسية بالغة الخطورة والأهمية، وقد جرت تنميتها علي يد فرانك كارلوتشي وزير الدفاع الأمريكي الأسبق وأحد أقطاب تيار المحافظين الجدد.

أنظر أيضا

المصادر