سعد بن جنيدل

سعد بن جنيدل

سعد بن جنيدل (1343 هـ-1427 هـ) هو سعد بن عبد الله بن إبراهيم بن جنيدل، أحد الرواد الموسوعيين المحققين في تاريخ جزيرة العرب وجغرافيتها وآدابها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مولده ونشأته

ولد ابن جنيدل في بلدة الشعراء بعالية نجد سنة 1343 هـ، (مصطلح عالية نجد) يشمل إمارات تابعة لمنطقة الرياض وهي الدوادمي والقويعية والخاصرة ووادي الدواسر، وكل ما يتبع هذه الإمارات من البلدان والقرى ومياه البادية وبلادها، تلقى ابن جنيدل تعليمه الأولي في بلدته الشعراء على يد بعض المشايخ، فدرس القرآن الكريم، وقرأ بعض التفاسير والأحاديث، ونال الابتدائية في الشعراء ومارس الزراعة والتجارة مع والده، واستفاد من مجلس والده الذي كان من وجهاء الشعراء ولديه مكتبة، وعنده حرص على جمع الأخبار وروايتها، فكان لذلك أثره تكوين اهتمامات ابن جنيدل الأولى نحو التاريخ والتراث والبلدانيات، وقد ظلت قرية الشعراء النائية في ذاكرته حتى أنه جعلها منطلقا ينطلق منها في طلب الرزق والعلم، ثم واصل قراءته وتعلمه في الدوادمي التي انتقل إليها والده بعد أفول نجم الشعراء بسبب تحول طريق السيارات من نجد إلى الحجاز عبر الدوادمي، وحاز فيها شهادة الإعدادية المتوسطة وعمل معلما في مدرستها الوحيدة، وكلف بافتتاح الثانوية وعين مديرا للثانوية.

حصل الشيخ سعد بن جنيدل على بكالوريوس الآداب من قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، وعلى دبلوم عالي من كلية التربية، ثم عمل في مجال التعليم والإشراف بإدارة التعليم، ثم موجها تربويا في المعاهد العلمية بجامعة الإمام محمد بن سعود، وفي كل هذه السنين كان يقضي نهاره في عمله الرسمي وباقي وقته في العلم والمطالعة والرحلات الميدانية، وخاصة أن عمله التربوي الإشرافي يحتاج إلى العمل الميداني في مناطق المملكة العربية السعودية الأمر الذي ساعده في انجاز أعماله البحثية الميدانية [1].


صحبة الشيخ حمد الجاسر

جمعت الصحبة بين ابن جنيدل والشيخ المؤرخ حمد الجاسر منذ فترة قديمة، ونفذا رحلاتهما البلدانية على حساب الدولة في مسح المناطق جغرافيا وتاريخيا، وقد استفاد ابن جنيدل من منهج الجاسر وريادته، حيث اشترك معه في مشروع المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية فكان من حصته كتاب عالية نجد وقد أكمله في ثلاثة أجزاء تقع 1390 صفحة.

قال الشيح حمد الجاسر عن ابن جنيدل [1] :

Cquote2.png عرفت الأستاذ أبا عبد الله بن جنيدل حق المعرفة، فقد جمعتني الصحبة به فترة في التنقل في وسط الجزيرة وغربها وجنوبها وشرقها، وعرفته وخالطته مرارا، فقد كان يكرمني بدعوتي إلى بيته، ويطلعني على بعض أعماله، فأستفيد من علمه وأدبه، وأستمتع بما يتحدث به مما يحفظ من أخبار وأشعار، وخاصة ما كان يتعلق بسكان البادية، فقد كان وثيق الصلة بهم، كثير المخالطة لبعض مشاهيرهم، وكنت أعجب بكثرة محفوظه، وبحضور بديهته، وبتفريقه بين لهجات أبناء البادية، وأقولها كلمة حق بأنني بطول الترافق في الأسفار وكثرة الاجتماع به لم أر منه مرة من المرات ما أحس مما يكدر صفو ما بيننا من الوداد والتوافق والصداقة، أويحدث أقل تأثير في النفس من الأمور التي كثيرا ما تحدث بين الإخوة المتصافين، حتى في الحالات التي قد ينشأ الخلاف فيها في موضوع ذي صلة بما كنا مترافقين للبحث فيه، فلم يكن ممن يحاول ما استطاع البروز بوجاهة رأيه، ولكنه يعرضه في الفرصة المناسبة، بالطريقة التي تهيئ له الموقع الحسن في النفوس فتقبله Cquote1.png

قال الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر عن ابن جنيدل [2] :

Cquote2.png إن الأستاذ سعد بن عبد الله بن جنيدل ممن عرف عنه حماسه للتراث، ولاغرابة في هذا، فهو فهو من المعدودين في عصرنا بفهم جوانبه المتعددة وفي مقدمة الخبراء في هذا المجال، وله علم في حقله، ويعد مرجعاً لإزلة اللبس أو الغموض فيما يختص به سواء الأدب أو التاريخ أو الأدوات Cquote1.png

محطات في حياة ابن جنيدل

  1. الدوادمي : المدينة التي تردد عليها الشيخ سعد وحاز فيها شهادة الإعدادية المتوسطة، وعمل معلما في مدرستها الوحيدة وكلف بافتتاح الثانوية وعيّن مديرا للثانوية، والتي كانت تأتيه فيها اشتراكات مجلة المنهل وجريدة البلاد السعودية من الحجاز فكان يتردد على هذه المدينة التي تشده برباط العلم والأدب.
  2. الرياض : في العاصمة الرياض مارس ابن جنيدل التعليم منذ عام 1376 هـ بين وزارة المعارف وجامعة الملك سعود، وباحثا في مركز البحوث بجامعة الإمام محمد بن سعود، وقد تردد على الرياض لأغراض التجارة مع والده في بداية حياته حتى أنه كان يتطلع للعلم والعلماء، فقد كان يتردد على العلماء ويزور المكتبات رغم ندرتها ليتزود بالكتب من مكتبة البابطين، ومكتبات أخرى، وفي العاصمة التقى برفيق دربه في العلم الشيخ حمد الجاسر، كما كانت الرياض هي قاعدته التي انطلق منها إلى مناطق أخرى من المملكة العربية السعودية في سبيل العلم وحصر التراث والآثار والوقوف على الأماكن التاريخية والجغرافية من أجل تحقيق المواقع والوقائع التي دارت في العديد من البلاد السعودية والجزيرة العربية.
  3. مكة المكرمة : ذهب إلى مكة المكرمة لأغراض التجارة بين الرياض والمنطقة الغريبة إلا أنه ظل وفيا للأدب والعلم فقسم وقته بين العمل التجاري وبين الذهاب إلى حلقات التعليم في الحرم المكي، بل وتردده على زملاء سبقوه في طلب العلم من أمثال سعد أبو معطي ومحمد الحصين، وعبد الله البسام وآخرين.
  4. جدة : عمل فيها لمدة أعوام قصيرة وتردد على الحرم المكي وأسهم في تحقيق بعض المخطوطات وواصل بحثه العلمي وهو يتنقل بين جدة والعاصمة [3].

مؤلفاته

  1. كتاب عالية نجد :المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، طبع في 3 أجزاء.
  2. بلاد الجوف أو دومة الجندل.
  3. من أعلام الأدب الشعبي.
  4. ديوان بين الغزل والهزل : تحقيق ديوان هويشل الهويشل.
  5. خواطر ونوادر تراثية نصوص تاريخية وجغرافية واجتماعية.
  6. الساني والسانية.
  7. أصول التربية الإسلامية.
  8. معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم.
  9. معجم الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح البخاري.
  10. معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر.
  11. بلاد العرب في المعاجم القديمة وبحوث المتأخرىن.
  12. معجم التراث : يقع في 8 أجزاء.
  13. شعراء العالية.

وفاته

توفي المؤرخ سعد ابن جنيدل يوم الثلاثاء 24 من جمادى الأولى عام 1427 هـ في مكة المكرمة، وأديت الصلاة عليه في الحرم المكي عصر يوم الأربعاء 25 من جمادى الأولى سنة 1427 هـ عن عمر يناهز الرابعة والثمانين سنة [1].

المراجع