حمار الحكيم (رواية)

حمار الحكيم
غلاف رواية حمار الحكيم.png
المؤلفتوفيق الحكيم
البلدمصر
اللغةالعربية
الناشر
الإصدار1940

حمار الحكيم، هي رواية ألفها توفيق الحكيم عام 1940. تدور الرواية في إطار قصصي بسيط وتصور أحداث واقعية بأسلوب لا يخلو من الطرافة والمتعة، وذلك من خلال ذكره كيف إشترى حماراً صغيراً من أحد الفلاحين لمجرد أنه أعجب بشكله مع ذكره المواقف الطريفة التي حدثت معه عندما إشترى هذا الحمار الصغير وإقامته في الفندق وإدخال الحمار إلى غرفته من دون أن يشعر أحد بذلك وذلك بعد أن دفع بعض النقود لأحد الخدم.

ركز توفيق الحكيم في روايته على ذكر أحوال الريف المصري وما فيه من الفقر وقلة الاهتمام بأمور الصحة والنظافة عند أهل الريف فهم بحاجة إلى توعية وإرشاد. وقارن توفيق الحكيم في روايته بين الريفي المصري والريفي الفرنسي وذلك حتى يبين لرفيقه الفرنسي أسباب تدني وضع الريف وقد تأمل توفيق الحكيم أن يتحسن الوضع مع مرور الوقت ذلك من خلال تحسين وضع المرأة الريفية. وبين توفيق الحكيم في نهاية الفرق بين المخرج السينمائي وكاتب الرواية بطريقة مبسطة وسهلة ومقنعة بالإضافة للوصف الرمزي لموت حماره الصغير.

يمتاز أسلوب توفيق الحكيم في روايته بساطة أسلوبه واستخدامه العبارات بالعامية المصرية خاصة عندما يقوم بالحوار من أجل أن يبين طرافة المواقف التي يقع فيها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملخص الرواية

نص رواية حمار الحكيم. للقراءة، اضغط على الصورة.

يبدأ توفيق الحكيم روايته عندما كان يسير صباحا إلى حانوت الحلاق فشاهد رجلا قرويا وقد وقف المارة ينظرون إليه ويحدقون بالحمار الصغير الذي معه ويتعجبون من جمال منظره ورشاقته.

فقد كان يبدو وكأنه دمية، كان لونه أبيض وكأنه قد خلق من رخام كما وصفه الحكيم وقد عرضه صاحبه للبيع فطلب فيه خمسين قرشا ولكن الحكيم عرض فيه ثلاثين قرشا، فقام أحد الرجال وهو بائع صحف وكان يعرف الحكيم وغالبا يبيعه الصحف. فقام ذلك البائع بجذب الحبل الذي كان مربوطا به الجحش في يد ذلك الفلاح، وبذلك فقد تم بيع الجحش فقام الحكيم بدفع ثمنه.

وتذكر الحكيم أن الثمن الذي حدده للحمار الصغير خرج من فمه دون تفكير أو تدبر، فقد كان على سبيل المداعبة و لكن الحمار أصبح الآن ملكه بعد أن دفع ثمنه فوضع الحكيم الحمار عند صديقه بائع الصحف حتى يذهب إلى حانوت الحلاق و بعد خروجه من حانوت الحلاق أخذ الحمار.

فكر الحكيم أن يذهب إلى الريف القريب في مهمة عمل وقرر أن يأخذه الحمار معه إلى غرفته في الفندق ريثما يحين وقت السفر، فطلب من أحد الخدم أن يحمل الحمار بين ذراعيه ويصعد به سلم الخدم ويضعه خفية في حمام الغرفة التي يقيم فيها وقام الحكيم بدفع قطعة فضية للخادم لكي ينفذ ما طلب منه ثم توجه إلى غرفته وتأكد من وجود الحمار في حمام حجرته وطلب فنجان قهوة له ولبن ليقدمه للحمار ولكن الحمار لم يشرب اللبن الذي وضع له وقد تحير الحكيم منه فقام باستدعاء السمسار الذي اشترى منه الحمار ليسأله عن السبب فقال له السمسار أن هذا الحمار عمره يومان ولا يشرب الحليب إلا بالرضاعة.

فذهب الحكيم ليشتري زجاجة حليب من الأجزجي كما يسميه توفيق الحكيم فطلب منه رضاعة تناسب الجحش الصغير فأعطاه زجاجة كبيرة في طرفها ثدي من مطاط وعندما عاد الحكيم وصعد إلى غرفته وجد بابها مفتوحا وتذكر أنه تركه مفتوحا سهوا عند ذهابه وعندما اتجه إلى الحمام لم يجد الحمار لكنه سمع ضحكات رقيقة تنبعث من إحدى الحجرات فمشى نحو الصوت فوجد الحمار واقفا أمام مرآة طويلة لخزانة ملابس يتأمل نفسه إلى جانب فتاة شقراء تضحك وأخبرته كيف أن الحمار كان يتجول في الطابق ويدخل كل حجرة يجد بابها مفتوحا وقد وصف توفيق الحكيم الحمار بقوله يا له من أحمق! شأنه شأن أكثر الفلاسفة يبحثون عن أنفسهم في كل مرآة ولا يعيرون الجميلات التفاتا وعندما قدم الحكيم الرضاعة للحمار رفض أن يشرب فأخذت السيدة الرضاعة وقدمت اللبن للحمار.

ثم بعد ذلك ذهب الحكيم إلى الريف وكان السبب هو اتصال من مندوب شركة للسينما طلب مقابلته، فقابله في بهو الفندق وأخبره المندوب عن شريط سينمائي تصور أكثر وقائعه الريف المصري وتدور حوادثه في قرية مصرية ويقوم بالكثير من الأدوار فيه الفلاحون أنفسهم دون الالتجاء إلى محترف من الممثلين المصريين حتى تكون الصور صادقة وكل ذلك يكون في إطار قصة سينمائية وطلب منه المندوب أن يقوم بحوار لسيناريو عدد صفحاته لا يزيد عن العشر وعندما عاد المندوب في اليوم التالي جاء معه التولي لأعمال المالية والإدارية الخاصة بهذا الفيلم لحساب الشركة الفرنسية التي ستقوم بإنتاج الفيلم ثم وقع الحكيم على العقد بينه وبين هذه الشركة.

وبعد أن وقع الحكيم العقد مع الشركة قام بتخصيص وقت كل يوم لمناقشة شؤون القرية المصرية مع أعضاء الشركة السينمائية و لكن شدة الحر وجهله بتفاصيل القصة بسبب كسله عن مطالعة السيناريو حتى النهاية جعلت الحوار والزيارات تستمر لمدة أسبوع بدون نتيجة فطلب منه أن يذهب إلى المكان الذي ينبغي أن تدور فيه القصة وقد أخبره أنهم اختاروا قرية صغيرة على بعد نصف ساعة بالسيارة من القاهرة وأنهم استأجروا منزلا جميلا مكونا من طابقين يملكه أحد الأعيان وأنه لا بد أن يقيم هو بنفسه أكثر أيام الأسبوع في ذلك المكان حتى يغمر نفسه في جو الريف وينتقي مواقع القصة وينتخب الأشخاص الصالحين من بين الفلاحات والفلاحين ويجري أبحاثه الخاصة بزوايا التصوير وطلب المخرج من الحكيم أن يمضي معه أكثر الوقت مع وجود سيارة تأتي و تذهب به إلى القاهرة كل يوم و قد انزعج الحكيم من ذهابه إلى الريف بسبب الصور لحياة الريف المؤلمة أشد الألم فقد كره مظاهر الريف القبيحة وحياة الفلاحين القذرة مع محبته لروح الريف البريئة ونفس الفلاح السمحة الكريمة.

وفي اليوم الذي قرر فيه الحكيم الذهاب إلى الريف قرر أن يأخذ معه الحمار الصغير فذهب إلى المرأة التي ترك الحمار عندها وأخذه منها وسماه الحكيم بالفيلسوف وقد قام الحكيم بوضعه بالسيارة وعندما وصل الحكيم إلى الريف بدء بوصف ما في الريف من أكوام السماد والقذارة والكلاب النابحة وأسراب الصبية من صغار الفلاحين في أطمارهم وذبابهم الذي يأكل أهداب عيونهم وقد وصف الدهاليز الملتوية بين المساكن كأنها أوكار الوحوش كما ذكر حال الصبيان في ريف مصر على لسان أحد الأطباء الباحثين بقوله: ما من صبي في ريف مصر لم تنهش جسمه الأنكلستومتا والبلهارسيا كما ذكر حال الفقر الذي يعانيه الريف المصري وقد تعجب من وصف المخرج لما في الريف بأنه شيء جميل وأنها أجمل فنيا من مخلوقات ترتدي ثياب السهرة في حفلة راقصة بقصر بطرسبرج الإمبراطوري.

وقد وصف المنزل الذي سيقيم فيه بأنه منزل ضخم من طابقين وهو مبني بالطوب الأحمر ومطلي بطلاء بلون الفستق و نوافذه واسعة مشبكه بالحديد وجدرانه سميكة و سقوفه عالية و حيطان حجراته منقوشة بالزيت نقشا ينم عن السعة والترف ولكنه مع كل هذا غاية في سقم الذوق وسوء التفصيل والرسم والتخطيط وقال عنه أيضا إنه منزل يشعر زائره بأن صاحبه غني الجيب فقير الروح و لقد انقبض صدري منه وضاقت نفسي.

وقد ذكر الحكيم الحوار الذي جرى بينه وبين المخرج حول الحمار الذي سماه فيلسوف وكان الحكيم قد تركه عند عمدة القرية وقد اقترح المخرج أن يستغل الحمار الفيلسوف للدعاية والإعلان و بدء كل من المخرج والمصور وزوجته بالحديث عن ذكاء بعض الحيوانات ووفائها.

وقد وصف الحكيم الجو الحار في الريف وصوت البعوض الذي يدوي الآذن وذكر أنه رأى أحد الفلاحين يضع دواء في إناء يتصاعد منه بخار طول الليل يطرد البعوض وقد تعجب الحكيم من نظافة هذا الفلاح فسأله عن ذلك فقال له أن الست الخوجاية (يعني زوجة المصور) هي التي أعلمته وأفهمته أن يكون نظيفا وهي تتعهد له بالعلاج ما يمكنه علاجه من صحته وتلاحظ غذائه و نومه وعمله وتضبط أوقات ذلك كله بالساعة وهي تقوم بذلك لكل من يتواصل معها من أهل الريف و قد ذكر لحكيم الفلاح أن الغرفة التي يقيم فيها حدثت فيها جريمة قتل لصاحب المنزل في الماضي لأنه كان مرابيا نزل هذه القرية أصبح يقرض الأهالي على مصوغات نسائهم حتى لم يبقى شيء يرهن عليه فأخذ ينزع من أملاك الناس ويضيف إلى ملكه فغضب منه الناس وأدى ذلك لقتله عندما كان يجرد ما لديه من مصوغات وقد روى الناس أنها مسكونة وأنه يسمع فيها إذا إنتصف الليل رنين المصوغات على النحو الذي كان يحدث في حياة المرابي وهذا ما أدى إلى خوف الحكيم وقام باستدعاء المخرج وأخبره أنه لا يريد أن يبقى في هذه الغرفة بسبب الحر فأقترح المخرج عليه أن يصعدا إلى السطح إلى أن يتقدم الليل قليلا ويعتدل الجو في الحجرات.

وقد ذكر الحكيم تجواله بالقرية مع المخرج وقد امتطى كل واحد منهما حمارا وقد ذكر الحقول والنبات والمياه الجارية في القنوات بالإضافة إلى جو الريف وقد ذكر له المخرج إعجاب زوجة المصور بالريف فقد مكثت أسبوعا وهي مسرورة ومعجبة بالريف وتتمنى لو تقضي حياتها فيه وقد ذكر الحكيم للمخرج بأنه لا توجد في مصر بعد مثل زوجة المصور وذكر ذلك بسبب أن الريف الفرنسي قام بتجميله الأشراف حيث اعتبر الأشراف أهالي المقاطعة رجاله وزوجة الشريف عملت على إدخال المثل الأعلى للنظافة والذوق إلى جميع البيوت بسبب اتصالها بزوجات كبار القرويين وقد كانت هي المرجع لشؤون الصحة والبيت فإذا حدث مرض جاءتها النساء يسألنها عن دواء كما أنها الحاكمة المطلقة لشؤون الحياة الاجتماعية في دائرتها كما أن زوجها الشريف هو المدبر لشؤون الأمن والقضاء والحاكم المطلق لشؤون الحرب بالإضافة إلى المعونة التي يقدمها الأشراف إلى الفقراء والمحتاجين أما في مصر فقد ذكر الحكيم أن الإقطاع كان في يد أجنبية من المغول أو الأتراك العثمانيين حيث أنهم كانوا يعتبرون الفلاح عبدهم كما أن السيد التركي العثماني كان يعتبر الفلاح المصري من طينة قذرة قد قارن الحكيم بين القروي المصري والقروي الفرنسي وقد توصل الحكيم إلى نتيجة بقوله: العلة هي المرأة يوم تتخلص المرأة المصرية من روح الجواري لبيض و تتقمص روح السيدات تعال أنظر عندئذ إلى الريف المصري والفلاح المصري.

وعندما حل صباح اليوم التالي تذكر الحكيم الحمار الصغير فطلب أن يتم إحضاره من دار العمدة فجاؤا به يقولون أنهم عرضوا عليه كل أتانة والدة وحبلى في القرية فلم يقبل أن يدنو من ثديها وأصر على هذا الصوم الصوفي كما يقول الحكيم وأكدوا أنه سيموت لا محالة فقرر المخرج أن يلتقط له صورة وهو بجوار الحكيم وبعد أن تم التقاط الصورة تم تسليم الحمار إلى أحد الفلاحين وذهب الحكيم مع مرافقيه الذين قاموا بتصوير كل ما في أهل القرية وحيواناتها.

ثم عاد الحكيم إلى الفندق ودعاه المخرج إلى خيمة شيخ العرب المتعهد المعروف لشركات أوروبا وأمريكا وهو من يقوم بتوريد الوجوه والخيول والإبل وأفراد الكومبارس لجميع الأفلام التي تصور في مصر والشرق والبدو والصحراء وقد دعاه المخرج لخيمة الشيخ ليشاهد عرض فرسان البدو وليتم اختيار الفتيان والفتيات ليشاركوا في الفيلم وقد ذهب إلى الخيمة عند حلول الصباح ولكنه سرعان ما يفضل الانعزال والوحدة ويقول عن نفسه أنا أرض قحلاء جرداء كلها صخور وأحجار لا يمكن أن يأنس إليها آدميون.

أنهى توفيق الحكيم روايته بالحوار الذي كان بين الحكيم والمخرج فقد تبين للمخرج أن الحكيم لا يتكلم في الناس ولكن يصنع الحوار الذي ينبغي أن يتكلم به أشخاص قصته وقد تبين للحكيم أن الكاتب الحق لا يمكن أن يلذ له العمل للسينما ذلك لأن السينما تخضع كل شيء لإرادة المخرج فالمخرج هو جامع عناصر الفيلم من كاتب السيناريو والممثلون والمصورون وغيرهم فالكاتب الحقيقي هو الذي يخضع كل شيء لمشيئته فالكتاب العظام قديرون على الإضحاك والإبكاء والارتفاع بالمشاعر والأفكار إلى قمم الخيال والشعر والتصوف والهبوط بها إلى أرض الواقع والطبيعة الدنيا وقرر الحكيم أن يفسخ العقد وقرر الحكيم أن يقوم بإرسال ما يكتبه أولا بأول ويرسله إلى فرنسا ثم يسافر الحكيم ويقوم بجولة في سويسرا ولكنه ينسى مصر و شؤون مصر ولم يذكر سيناريو ولا سينما ونسي أيضا حماره الفيلسوف و ترك سويسرا إلى فرنسا وبعدها عاد إلى مصر فوجد خطابين مسجلين من محامي الشركة يشيران إلى العقد وأمر تنفيذه فأخرج الحكيم كراسة السيناريو وبدء بقراءة القصة و لكن المطالعة لم تزده سوى قناعة بأن العمل مستحيل بسبب بعد شخصيات القصة عن مشاعره فهو لم يرهم ولا يعرفهم فهم غرباء عنه بعد ذلك التقى الحكيم بالمخرج ليخبره أن الحمار الفيلسوف قد مات يوم إبحاره وتذكر الحكيم الحمار عندما تم وضع رأسه على كتفه فقد كان يفكر وأنهى توفيق الحكيم الرواية بقوله أحمد الله أنه مات قبل أن يكبر فيركب أني أخجل من ذلك ولا ريب لأني كنت أسمع في كل خطوة من خطواته النزلة همسات تتصاعد من أعماق نفسه التي في عمق المحيط أيها الزمان أيها الزمان متى تنصف أيها الزمان فأركب فأنا جاهل بسيط أما صاحبي فجاهل مركب.


تهمة سرقة فكرة الرواية

شنت جريدة الجمهورية المصرية، في بداية الثورة، حملة ضد توفيق الحكيم متهمة إياه بأن كتابه "حمار الحكيم" مسروق من كتاب الأديب الإسباني خوان رامون خيمينيث "پلاتيرو وأنا" أو "أنا وحماري". واستمرت الحملة عليه وقتئذ إلى أن أصدر الرئيس جمال عبدالناصر أمره إلى رئيس تحرير الجمهورية في ذلك الوقت - وكان كامل الشناوي - بوقف مقالات جريدة الجمهورية ضد الحكيم، والأكثر من ذلك أن الرئيس عبد الناصر أصدر قرارا بتكريم الحكيم ومنحه أكبر وسام في الدولة وهو "قلادة النيل"، الأمر الذي أثار حفيظة بعض كبار المسئولين في الحكم حيث إن هذا الوسام لا يمنح إلا لرؤساء الدول وأعضاء مجلس قيادة الثورة، وهذا التكريم جعل الحكيم مساويا لهم مما جعلهم يتحينون الفرص للإيقاع بين الحكيم وعبد الناصر، وقد وجدوها حين نشر توفيق الحكيم مسرحيته "السلطان الحائر".[1]

المصادر

  1. ^ يوسف الشاروني (أغسطس 1994). "سرقات في حياتي الأدبية". مجلة العربي الكويتية.