بريطانيا تحت الرومانية

قلعة باربري، حصن ربوة من القرن 6، بالقرب من سويندون، في جنوب غرب إنگلترة

أثرت جميع الطبقات في بريطانيا تحت حكم الرومان عدا طبقة ملاك الأراضي الزراعية. ذلك أن الضياع الكبير زادت مساحتها بما نقص من مساحة الأملاك الصغرى، فقد اشترى الملاك الكبار في كثير من الأحيان أراضي صغار الزراع الأحرار، وأصبح هؤلاء مستأجرين أو من صعاليك المدن، وأيد كثيرون من الفلاحين الغزاة الإنجليز-السكسون ضد كبار الملاك(1). وإذا استثنينا هذه الطبقة -طبقة صغار الزراع- استطعنا أن نقول إن بريطانيا قد عمها الرخاء، فقد كثرت المدن ونمت، وازداد الثراء(2)، واستمتعت كثير من المنازل بوسائل التدفئة المركزية، والنوافذ الزجاجية(3)، وأقام كثير من الكبراء قصوراً ذات حدائق، وأخذ النساجون البريطانيون من ذلك الوقت البعيد يصدرون المنسوجات الصوفية الممتازة التي لا يزال لها المقام الأول بين أقمشة العالم الصوفية. وكانت بضعة فيالق رومانية تكفي في القرن الثالث لضمان الأمن الخارجي والسلام الداخلي.

لكن هذا الأمن أصبح في القرنين الرابع والخامس مهدداً من جميع الجهات: فكان يهدده من الشمال پكت Picts كاليدونيا، ومن الشرق والجنوب المغيرون من أهل الشمال ومن السكسون، ومن الغرب كلت Celt ويلز الذين لم يخضعون للرومان، والگيل Gaels "والاسكتلنديون" المغامرون أهل إيرلندة. وازدادت غارات "الاسكتلنديين" والسكسون على سواحل بريطانيا بين عامي 364، 367 حتى أصبحت خطراً مروعاً يتهدد البلاد؛ وصدها الجنود البريطانيون والجيل، ولكن هذه الغارات لم تنقطع، واضطر استلكو إلى أن يعيد الكرة عليهم بعد جيل من ذلك الوقت. وسحب ماكسيموس من بريطانيا في عام 381 والمغتصب قسطنطين في عام 407 الفيالق التي كانا في حاجة إليها ليدافعا بها عن قلب الدولة وعن أغراضهما الشخصية، ولم يرجع من هذه الفيلق بعدئذ إلى بريطانيا إلا عدد قليل. وبدأ الغزاة يجتازون التخوم، وطلبت بريطانيا المعونة من استلكو (400)؛ ولكنه كان منهمكاً في صد القوط والهون عن إيطاليا وغالة. ولما استغاثوا مرة أخرى بالإمبراطور هونوريوس أجابهم على البريطانيين أن يعتمدوا على أنفسهم على أحسن وجه يستطيعون(4). و "في عام 409 انتهى حكم الرومان في بريطانيا"(5)، كما يقول بـِده Bede.

وألقى الزعيم البريطاني ڤوتيگرو Votigeru نفسه أمام غزوة كبرى يشنها الپكت Picts، فاستغاث ببعض قبائل الجرمان الشمالية(6)، فأقبل عليه السكسون من إقليم نهر إلبه Elbe، والإنجليز من شلسويگ Schleswig، والجوت Jutes من جتلندة Jutland. وتقول بعض الروايات - أو لعلها القصص الخرافية- إن الجوت جاءوا 449 بقيادة أخوين يسميان باسمين يدعوان إلى الريبة، هما هنجست Hengist وهورسا Horsa، أي الحصان والفرس. وطرد الجرمان الأشداء البكت و"الاسكتلنديين" وكوفئوا على عملهم هذا بمساحات من الأراضي، وأدركوا ما كانت عليه بريطانيا من الضعف من الناحية الحربية، وبعثوا بهذا النبأ السار إلى مواطنيهم في بلادهم الأصلية(7). وجاءت جموع كبيرة من الجرمان؛ ونزلت على سواحل بريطانيا من غير دعوة من أهلها، وقاومهم الأهلون بشجاعة تفوق ما كان لديهم من مهارة، وظلوا قرناً كاملاً بين كر وفر يحاربونهم حرب العصابات، وانتهى هذا القتال بأن هَزَم التيوتون البريطانيين عند ديرهم Deorham (577)، وأصبحت لهم السيادة على البلاد التي سميت فيما بعد أرض الإنجليز "إنجلند England أو إنجلتر Angletere". قبل معظم البريطانيين فيما بعد هذا الفتح، ومزجوا دمائهم بدماء الفاتحين، وارتدت أقلية شديدة البأس إلى جبال ويلز وواصلت الحرب ضد الغزاة، وعبر غيرهم القناة وأطلقوا اسمهم على بريطاني Brittany في فرنسا الحالية. وخربت مدائن بريطانيا في خلال هذا النزاع، واضطربت وسائل النقل، واضمحلت الصناعة، وفسد القانون والنظام، وحل بالفن سبات عميق، وطغت على مسيحية الجزيرة -وكانت لا تزال في بداية عهدها- الآلهة الوثنية والعادات الجرمانية. وأصبحت إنجلترا ولغتها تيوتونية، واختفت منها الشرائع والنظم اليونانية، وحلت العشائر الفردية محل الهيئات البلدية، ولكن عنصراً كلتياً ظل باقياً في دم الإنجليز، وملامحهم، وأخلاقهم، وأدبهم، وفنهم، وأما اللغة الإنجليزية فلم يبق فيها من هذا العنصر الكلتي إلا القليل الذي يكاد يذكر وأمست اللغة الإنجليزية في هذه الأيام مزيجاً من اللغتين الألمانية والفرنسية.

Statue of St. Patrick at the Hill of Tara, Ireland.

وإذا شئنا أن نعرف ما كان يسود تلك الأيام المريرة من اضطراب وثوران في النفوس فعلينا أن ننتقل من التاريخ إلى قصص الملك آرثر Arthur وفرسانه، وما كالوه من الضربات الشداد "لتحطيم الكفرة وتأييد المسيح". ويحدثنا القديس جلداس St. Gildae وهو راهب من ويلز في كتاب له عجيب عن "تدمير بريطانيا On The Destruction Of Britain" (546؟) خلط فيه التاريخ بالمواعظ، يحدثنا، عن "حصار منز بادنكس Mons Badonicus" في تلك الحروب، كما يحدث مؤرخ بريطاني بعده يدعى ننيوس Nennius (حوالي 796) عن اثنتي عشرة معركة حارب فيها الملك آرثر كانت آخرها عند جبل بادون Mt. Badon بالقرب من باث Bath(8). ويرد جفري المنموثي Geoffrey Of Onmouth (1100؟-1154) تفاصيل روائية يصف فيها: كيف خلف الملك آرثر والده أثر بندراجون Uther Pendragon على عرش بريطانيا، وكيف قاوم الغزاة السكسون وفتح أيرلندة، وأيسلندة، والنرويج، وغالة، وحاصر باريس في عام 505 وطرد الرومان من بريطانيا، وقمع فتنة أوقد نارها مدرد Modred ابن أخيه كلفته كثيراً من الخسائر في الأنفس، وقتله في واقعة ونشستر Winchester التي جرح فيها هو جرحاً بليغاً مميتاً، مات من أثره في السنة الثانية والأربعين بعد الخمسمائة من تجسد إلهنا"(9). ويحدثنا كاتب آخر يدعى وليم من أهل ملمزبري Malmesbury، (1090؟-1143) فيقول:

ولما مات فرتمر Vortimer (أخو فرتجيرن Vortigern)، اضمحلت قوة البريطانيين، ولولا ما قام أمبروزيوس Ambrosius، الذي بقى وحده من الرومان... من صد تيار البرابرة المتغطرسين بفضل ما قدمه له الملك آرثر صاحب البأس الشديد من معونة صادقة لولا هذا لهلك البريطانيون على بكرة أبيهم. وقضى آرثر زمناً طويلاً يدعم كيان الدولة المنهارة، ويثير روح مواطنيه المحطمة ويحرضهم على القتال. ثم نازل بمفرده في آخر الأمر 900 من الأعداء معتمداً على صورة للعذراء ثبتها في درعه، وبدد شملهم بعد أن قتل منهم مقتلة عظيمة لا يصدقها العقل(10).

فلنقل مع القائلين أن هذا لا يصدقه العقل. وعلينا أن نقع بأن آرثر شخصية غامضة، ولكنه على أية حال شخصية تاريخية اتصفت بأهم الصفات الجوهرية التي يحدثنا عنها الكتاب، وأنه عاش في القرن السادس؛ والراجح أنه لم يكن من القديسين، أو من الملوك. أما فيما عدا هذا فلنتركه إلى كرتين Chr(tien من أهل تروي، وإلى ملوري Malory الكاتب المطرب المبدع وإلى تنيسن Tennyson العف الطاهر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الممالك

Britain.circa.540.jpg

تواجدت ممالك بريطانية مختلفة في نقطة ما خلال تلك الفترة. بعضهم غيـَّر اسمه وبعضهم استوعبته ممالك أخرى. وأحياناً اتحدت بعض الممالك تحت حاكم مشترك، بينما نشبت الحروب بين آخرين. وأثناء تلك الفترة فإن الحدود غالباً ما تغيرت. الممالك الرئيسية كانت:

وكانت هناك أيضاً مناطق أصبحت ممالك أنگلية أو سكسونية:-

  • Bernicia - the Anglian kingdom of Bernicia before joining with Deira to become Northumbria
  • Deira - the Anglian kingdom of Deira before joining with Bernicia to become Northumbria (معظم يوركشاير الحالية)
  • East Anglia - including Suffolk and Norfolk
  • Kent
  • Hwicce - in most of Gloucestershire outside the Forest of Dean
  • Sussex
  • Essex - including Middlesex and Surrey
  • Wessex - formed from Saxon areas in the upper Thames valley and an area of Jutish settlement around Southampton (including Isle of Wight)
  • Mercia - centred on Repton
  • Middle Anglia - east Midlands, later joined with Mercia
  • Northumbria - formed from Bernicia and Deira


الديانة

الهجرات الأنگلوسكسونية

The famous Sutton Hoo helmet, 7th century


مدى الهجرات

نهاية بريطانيا الرومانية


تذبذب تعداد السكان

نظريات للانخفاض

طاعون جستنيان

الاستيطان الأنگلو سكسوني

انظر أيضاً

الهامش

المصادر

  • Oppenheimer, S. (2006). The Origins of the British: A Genetic Detective Story: Constable and Robinson, London. ISBN 978-1-84529-158-7.


وصلات خارجية

  • Vortigern Studies website - while Vortigern-focused, it is an in-depth resource for navigating the issues in sub-Roman British history.
  • The History Files - An extensive collection of information covering all historical states, including comprehensive features, highly detailed maps, and lists of rulers for each state.
سبقه
بريتانيا
بريطانيا تحت الرومانية
410– حوالي 550
تبعه
الحكم السباعي
الكلمات الدالة: