القمصان الزرقاء

جماعة القمصان الزرق التابعة لحزب الوفد، في مسيرة إلى سراي عابدين، 1936.

القمصان الزرقاء، هي جماعات شبه عسكرية شكلها شباب حزب الوفد عام 1936 حتى عام 1941. الإنجليز طلبوا أكثر من مرة حلها وكانوا يتابعون أنشطتها عن قرب >> الحزب الوطني يرجع نشأتها إليه >> إصابة محمد محمود باشا كتبت نهاية «القمصان الزرقاء» والملك فاروق طلب من النحاس باشا حلها

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

بعد استبعاد النحاس باشا عند تأليفه وزارته الثانية في 3 أغسطس، بعد تولي الملك فاروق سلطته الدستورية كلا من النقراشي باشا ومحمد صفوت باشا وعلي فهمي باشا ومحمود غالب باشا وكان ذلك إيذانا بوقوع أسوأ الانقسامات في تاريخ الوفد فقد جرت محاولة تشويه سمعة الوفد في مشروع توليد الكهرباء من خزان أسوان على يد محمود غالب باشا بتأييد من أحمد ماهر والنقراشي كما خاض النقراش جولته الثانية ضد الزعامة المقدسة للوفد لإسقاط النحاس باشا وكانت هاتان الجولتان ضرورتين للإستيلاء على الوفد وزعامته بحجة الإصلاح والديموقراطية وبيما كانت اللجان الوفدية تنقسم بين محوري (النحاس-مكرم) و(أحمد ماهر-النقراشي). كان القصر بوجه ضربته الكبرى للوفد بتعيين علي ماهر باشا رئيسا للديوان الملكي يوم 20 أكتوبر 1937دون استشارة النحاس باشا فكان هذبا التعيين بمثابة إعلان الحرب رسميا على الوفد. وفي الحق فقد انتقل الصراع بين القصر والوفد بعد ذلك من لغة المذكرات والمقالات إلى لغة المظاهرات والمصادمات في الشوارع وكان وجود تنظيمين ينتحلان الشكل الفاشي في ذلك الحين وهما: القمصان الزرقاء التي تتبع زعامة الوفد مباشرة والقمصان الخضراء (برئاسة أحمد حسين) التي تتبع القصر وعلي ماهر مباشرة ما جعل الصراع الداخلي يصطبغ بصبغة العنف.

عام 1937 شكلت جمعية مصر الفتاة جماعات من الشباب علي نمط شبه عسكري عُرفت‏ بأصحاب القمصان الخضراء'‏'‏ وكانت مصر الفتاة ‏موالية لخصوم حزب الوفد. وبالمقابل ظهرت مجموعة ‏‏أصحاب القمصان الزرقاء‏'‏'، التي كونها الوفد من بين صفوفه الشابة‏.‏ وخلال عامين من الأعوام الأربعة‏،‏ استطاع الوفد يستطيع تمويل جماعة القمصان الزرقاء.‏ وكان لهما صحفيفة ناطقة باسمها، الجهاد، تشكل هذه التنظيم السياسي ذو الصبغة شبه العسكرية علي نحو علني،‏ اعتماداً علي المناخ السياسي الذي ظهرت فيه وهدفها الرئيس كسب الشباب إلى جانبها.[1]

واصطدم أصحاب القمصان الزرقاء بتشكيلات مصر الفتاة، ونتج عن ذلك قتل شخصين، ومن ثم تعرضت مقرات مصر الفتاة للإغلاق، وتوازى مع ذلك حملة سياسية شنها النحاس باشا في مجلس النواب بأن مصر الفتاة تعمل مع دولة أجنبية، خاصة بعد حادث تعرض النحاس باشا لإطلاق نار، فتم إغلاق دور مصر الفتاة، واعتقال الكثير من أعضائها، وعلى رأسهم أحمد حسين.

يلاحظ أن العلاقات بين الوفد والانگليز قد ارتبطت إلى حد كبير بعلاقة الوفد بالقصر فكلما ساءت العلاقات بين الوفد والقصر يسارع الوفد إلى توطيد علاقته بالإنگليز حماية من ديكتاتورية القصر والتي تجاوزت روح القانون والدستور ومن المؤكد أن عدم حسم الكثير من القضايا الدستورية قد شجع القصر على المعني في سياسته العدائية ضد الوفد.

ولعل ما توقعه السفير البريطاني قد حدث بالفعل حيث ذهب إليه النحاس باشا شاكيا معددا إلهي كثيرا من الإهانات التي لحقت بشخص رئيس الحكومة ويضيف السفير قائلا : أن دولاب العمل في الحكومة كاد أن يتوقف بسبب العديد من تدخلات الملك التي لا تستند إلى أى وضع قانوني ويعلق السفير قائلا : يكفي النحاس ما لاقاه من غلام عديم التجربة ناقص التعليم متغطرس.

ويبدو أن الدوائر البريطانية قد تعاملت مع الطرفين من منطلق سياسة النفس الطويل بهدف إجهاش كل من القوتين المتصارعتين وانطلاقا من هذا المفهوم فلم يحاول السفير إظهار نفسه بصورة المتضامن مع الوفد على حساب العرش أو المتضامن مع العرش على حساب الوفد وهكذا كانت سياسته في تعامله مع القصر ولعل الغرض من تلك السياسة أن بتكالب النحاس على بريطانيا وأن يلقي بكل ثقله تجاهها وكانت الحكومة البريطانية تقدر قيمة تلك السياسة اعتقادا منها بأن الوفد هو القوة السياسية الوحيد التي يمكن التعامل وقت الشدائد باعتباره حزبا يحظي بشعبية مطلقة لدي المصريين.[2]

وهكذا أتيحت الفرصة لكي يتدخل السفير البريطاني في محاولة منه لإقناع طرقي الأزمة بتقديم تنازلات كل من جانبه وأبدت الحكومة الوفدية استعدادا طيبا سواء بحل جماعات القمصان الزرقاء أو بقبول الإبقاء على قسم الجيش دون أن يدخل عليه تعديل بأن يتضمن القسم ولاء للدستور وإن كانت قد تمسكت بحقها في تعيين أعضاء مجلس الشيوخ وأيضا بحقها في اقتراح القوانين دون موافقة مسبقة من الملك في تعيين أو فصل الموظفين على مختلف درجاتهم.

وفي الوقت الذي كانت تبدل فيه الوسطات كان الوفد يستخدم أسلوب المظاهرات الشعبية كنوع من التأثير على القصر من ناحية والتأكيد على أن الوفد يعني الشعب المصري كله من ناحية ثانية وتلك ورقة استعملها الوفد في جميع مراحل صراعه مع العرش وأخذت الجماهير الوفدية تطوف شوارع القاهرة تهتف "النحاس أو الثورة".

وبعد تفاقم مظاهر الخلاف بين الوفد والقصر، تدخل السفير البريطني في محاولة لاحتواء تلك المشاكل وفي 30 أكتوبر 1937 تدهور الموقف بشكل خطير بسبب مصادره الحكومة لجريدة البلاغ – لسان حال القصر – لنشرها نص حديث دار الملك فاروق والنحاس طلب فيه الأول حل جماعات القمصان الزرقاء. وعندما تولى محمد محمود باشا رئاسة الوزراء في مصر في أواخر 1937، تم استصدار مرسوم يمنع عمل وإنشاء التشكيلات شبه العسكرية في مصر.


ذراع الوفد لتأديب الخصوم

ظهرت ‏‏أصحاب «القمصان الزرقاء‏›‏›، التي كونها حزب الوفد من بين صفوفه، لمواجهة أصحاب «القمصان الخضراء» التي أنشأها حزب مصر الفتاة، وقام الوفد بتمويل جماعته، وأصبح لها صحيفة ناطقة باسمها،«الجهاد»، مستغلا المناخ السياسي في تشكيل تنظيم سياسي ذي صبغة شبه عسكرية.[3]

واصطدم أصحاب القمصان الزرقاء بتشكيلات مصر الفتاة، ونتج عن ذلك قتل شخصين، ومن ثم تعرضت مقرات مصر الفتاة للإغلاق، وتوازى مع ذلك حملة سياسية شنها النحاس باشا في مجلس النواب بأن مصر الفتاة تعمل مع دولة أجنبية، خاصة بعد حادث تعرض النحاس باشا لإطلاق نار، فتم إغلاق دور مصر الفتاة، واعتقال الكثير من أعضائها، وعلى رأسهم أحمد حسين. و كان للإنجليز دور كبير فى غلق مقار الجمعية، وطلبت من حزب الوفد ورئيسه النحاس باشا حل جماعة القمصان الزرقاء، وكان رسلان باشا حكمدار العاصمة ومساعده جون لويد يتابعان نشاط الشباب بشكل يومى، حتى أن الجنرال لويد كان يظهر فى كل معسكر يتم انشاؤه للشباب سواء كان للوفد أو مصر الفتاة.

وتدخل السفير البريطاني في محاولة منه لإقناع الحكومة الوفدية بحل جماعات القمصان الزرقاء في الوقت الذي كان الوفد يستخدم أسلوب المظاهرات الشعبية كنوع من التأثير على القصر من ناحية والتأكيد أن الوفد يعني الشعب المصري كله من ناحية ثانية وتلك ورقة استعملها الوفد في جميع مراحل صراعه مع العرش وأخذت الجماهير الوفدية تطوف شوارع القاهرة تهتف «النحاس أو الثورة». وبعد تفاقم مظاهر الخلاف بين الوفد والقصر شجع الملك فاروق جماعة مصر الفتاة لكسر شعبية الوفد، حيث اختار» فاروق» احد رجالها و هو كامل البندارى وعينه وكيلا للديوان الملكى مما زاد من حدة الازمة بين الوفد و القصر، وتدخل السفير البريطني في محاولة لاحتواء تلك المشاكل.

وفي 30 أكتوبر 1937 تدهور الموقف بشكل خطير بسبب مصادرة الحكومة لجريدة البلاغ – لسان حال القصر – لنشرها نص حديث دار بين الملك فاروق والنحاس طلب فيه الأول حل جماعات القمصان الزرقاء، وعندما تولى محمد محمود باشا رئاسة الوزراء في مصر في أواخر 1937، هاجمت مجموعة من الشباب فيللا رئيس الوزراء وتصادمت مع الحرس الخاص به واستطاع مجموعة منهم اقتحام الفيللا وتكسير بعض محتوياتها الى جانب اصابة محمد محمود باشا نفسه إصابة فى رأسه بعد أن حاول التصدى للمهاجمين وبعد احتواء الموقف والقبض على بعض هؤلاء الشباب تم استصدار مرسوم يمنع عمل وإنشاء التشكيلات شبه العسكرية في مصر و بذلك اسدل الستار على قصة شباب القمصان الملونة، ووضعت مادة فى كل الدساتير بعد ذلك تجرم انشاء التشكيلات شبه العسكرية. ويختلف المؤرخون حول نشأة جماعة القمصان الزرقاء، ففي الوقت الذي أكد فيه البعض أنها ترجع إلى الحزب الوطنى، قال أخرون إن حزب الوفد هو أول من أسسها.

وفى دراسته حول شباب القمصان الملونة، يقول المؤرخ الكبير يونان لبيب رزق إنه وجد مقالا فى جريدة الاهرام كتبه حافظ رمضان بك رئيس الحزب الوطني‏ فى ذلك الوقت أكد فيه أنه كان أول من أوعز لأحمد حسين وجماعة مصر الفتاة تشكيل فرق القمصان الخضراء،‏ وأنه صاحب فكرة القمصان الزرقاء‏,‏ وأن الوفد سرق الفكرة منه.

وذكر حافظ رمضان أنه قام سنة‏1932‏ بتشكيل جماعة‏ «‏البازي‏»,‏ وهي جماعة سعي من ورائها إلي تربية الشبيبة تربية رياضية علمية أخلاقية‏,‏ وكان شعارها رسم «الباز» ذلك الطائر المعروف بالنشاط إذ يغادر وكره قبل انبلاج الشمس من مشرقها كما هو رمز الشجاعة والقوة وعلي رأسه تاجي الوجه البحري والقبلي دليلا علي وحدة المصريين وتماسكهم‏.‏

وأكد حافظ بك أن البزاة كانوا يلبسون القمصان الزرقاء منذ سنين‏،‏ ولم يكن يدور بخلدهم أن يسجلوا لأنفسهم ذلك الرداء‏,‏ وقاموا بتمريناتهم ورحلاتهم الرياضية في عهد الحكومات التي تألفت منذ عام‏1932‏ تارة في وادي حوف وتارة تحت سفح الأهرام‏,‏ وأحيانا في أماكن خلوية بالصحراء‏,‏ ولم تفكر إحدى تلك الحكومات في منعهم، لأنهم لم يفكروا أن يكونوا أداة إرهاب أو وسيلة ضغط علي غيرهم‏.‏ وقامت جريدة الإهرام في ذلك الوقت بإرسال أحد مندوبيها إلى قائد فرق القمصان الزرقاء‏,‏ أحمد بلال‏,‏ للتعرف على أغراض الجماعة ونظمها، وقال بلال أفندي أن فكرة نشأة القمصان الزرقاء نشأت عقب أحداث نوفمبر عام‏1935‏ التي حفلت بالمظاهرات الشبابية المطالبة بالدستور، وكانت حركات الطلاب لا تختلف كثيرا عن الحركات النظامية‏، وكانوا يسيرون في صفوف منظمة تملأ الشوارع علي اتساعها ويرأس كل صف ضابط‏,‏ فلم تنته الثورة حتي تمخضت عن القميص الأزرق يرتديه الطالب والعامل‏.‏

وأضاف :إن لبس القميص الأزرق رمز للوحدة والمساواة بين الشباب غنيا كان أو فقيرا‏,‏ كبيرا وصغيرا‏,‏ متعلما أو غير متعلم‏,‏ وإن لا يمنع ذلك من التدقيق في اختيار الأعضاء‏,‏ فيتم فحص الأخلاق والسلوك والوطنية والصلاحية‏.‏ وأكد أنه لا يحق له إلا حمل عصاه الصغيرة المعلقة إلى جانبه‏,‏ وهى رمز الجندية‏,‏ يضاف إليه خنجر كخنجر الجوالة يعلق في الرحلات لمساعدته في أعمال المعسكر وأعمال الرحلات‏,‏ أما الخناجر التي لا يصرح بها القانون والمسدسات وغيرها من الأسلحة الممنوعة إلا بترخيص فغير مصرح إطلاقا لأعضاء الفرق بحملها‏.‏

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ د. يونان لبيب رزق، أصحاب القمصان الملونة.
  2. ^ محمد صابر عرب، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، جامعة الأزهر (1985). حادث 4 فبراير 1942 والحياة السياسية المصرية. دار المعارف.
  3. ^ دانيال البرزى (2017-04-23). "جماعه القمصان الزرق التي كونها الوفد". فيسبوك.